مفهوم الدعوة في القرآن
دراسة مصطلحية (1-2)
مقدمات ممهّدات:
إنّ مفاتيحَ العلوم مصطلحاتُها التي بها تُعرف وتُفهم على الحقيقة، والدارس لكلّ علم إذا لم يتمكّن من آلَتِهَا التي هي المصطلحات لم يظفر بشيء من تلكم العلوم؛ قال الراغب الأصفهاني -رحمه الله- في هذا السياق: «أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن: العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية: تحقيق الألفاظ المفردة؛ فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه؛ كتحصيل اللّبِن (جمع لبنة) في كونه أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه، وليس ذلك نافعًا في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كلّ علم من علوم الشرع»[1].
وكتاب الله -عز وجل- المسطور الذي جعله سبحانه حجّة للدعوة وحجّة على ممارس الدعوة، ومَصدَرًا للدعوة ومُصدِّرًا للدعوة، ومنهاجًا في الدعوة، وأسلوبًا لتطبيق الدعوة؛ هذا الكتاب المبارك هو خزّان الدعوة ومرجعها الأسمى، ونورها العظيم الذي تقتبس منه الأنوار فتفيض بها على الخلق، ولا أدلّ من كون هذا الكتاب كما وصَفْنا حروفٌ منه تنطق بحقيقة تتويجه للدعاة بتاج الكلمة الراقية: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 33، 34]، بل جعل غاية مُناهم في دعواتهم نيل الإمامة في الخير والصلاح: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}[الفرقان: 74-76]،وأكثر من ذلك أنّ آية منه تلخّص حقيقةً في وعظ النفوس وتوجيهها بخطاب عالمي يحقّق عند السامع لهفة التشوّق وجمال التطلع إلى ما وراءه من جوائز نفيسة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: 57، 58]،وها هي آية منه جامعة تعتبر الكتاب كلّه إنما هو كتاب الدعوة الخالد؛ فمن أجلها نزل ولتيسير أمرها تنجَّم، ولإعادة صناعة الإنسان تقطّرت آياته تترى وكأنها الغيث الهامع النازل بعد جدب؛ يُفْرِح القلوب ويُزين الأرض ويُلبسها لباس البهاء؛ يقول المولى في آية غاية في النفاسة والإيجاز: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[إبراهيم: 52].
والحال أن القارئ والمستمع الذي يعرف كلّ هذه الحقائق يشرئب بعنقه إلى معرفة أركان هذه الدعوة المباركة وخيوطها التي تتماسك فيما بينها لتشكِّل نسيجًا موحدًا جامعًا، معبرًا عن جمال التوحيد وجمال الائتلاف والوحدة في الآن نفسه.
إنّ هذا الكتاب الذي خرَّج آلاف الدعاة والعلماء على مَرّ العصور لقمين بأن يُدرس منه هذا المفهوم وتُستنبط معالمه وتُدرس ليتعرف القارئ الكريم على ما يقصد الخطاب القرآني أن يركزه في أذهاننا، فيصحّح تمثّلات خاطئة التبست بنا من الفهوم السطحية، ويقيم موازين الإدراك لهذا المفهوم ليكون ذلك الإدراك على بصيرة كما أن الدعوة إنما تنجح إذا كانت على بصيرة وهدى من الله الكريم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف: 108].
واعتبارًا لكلّ ما سبق ولَمّا رأيت أن مفهوم الدعوة لم ينل ما يستحقّ من الدراسات العلمية التي تكشف سياقاته ودلالاته، علمًا بأنه من المفاهيم القرآنية التي وردت بشكلٍ كثيفٍ يتيح إمكانية استنباط كثير من متعلقاته من أساليب ومقاصد ومآلات؛ ارتأيت أن أقف عنده لِمَا له من صلة وثيقة بحقل الدراسات القرآنية. فما أهم الدلالات التي ينطوي عليها؟ وما هي أهم السياقات التي ورد فيها هذا المصطلح؟ وما هي القضايا والمقاصد الكبرى لفعل الدعوة انطلاقًا من القرآن الكريم؟
هذا بعض ما ستحاول هذه الدراسة استجلاءه مستمسكة بمنهج الدراسة المصطلحية في عمومه؛ والذي يتأسّس على الإحاطة بالمصطلح من خلال تتبعه وإحصائه في القرآن الكريم، ثم معرفة شروحه في كتب اللغة والمعاجم الاصطلاحية ثم دراسة المصطلح من خلال التفاسير التي تبيّن كلّ الآيات التي ورد فيها المصطلح وتكشف عن مكنوناتها، وتبين المعالم الكبرى[2] لهذا العلم -علم الدعوة- الذي استحق هذا الوسم بعد أن استجمع شرائط ذلك؛ وهي أساسًا: أن تكون له مصطلحاته، وأن تكون له قواعده، وأن تكون له مناهجه. ومن هذه الثلاثية المستوعبة تتفرع تلك المبادئ العشرة التي نحسب أنها تتحقق في علم الدعوة:
إن مـبادي كل علم عشرة ** الحَدّ والموضوع ثم الثمرة
وفضله ونســــبة والـــواضع ** والاسم الاستمداد حُكم الشارع
مسائل، والبعض بالبعض اكتفَى ** ومن درى الجميع حاز الشّرَفَا
أولًا: تعريف مصطلح الدعوة:
1. الإحصاء:
نقصد هنا إلى إحصاء مواطن ورود المفهوم في القرآن الكريم؛ وبالنظر في الكتاب العزيز يتبين أن جذر (د -ع - و) ورد في سياقات كثيرة أوردها في النقطة الموالية.
أ. نتائج إحصاء المفهوم:
أضع بين أيدي الباحثين والدارسين نتيجة إحصاء مفهوم الدعوة بجميع اشتقاقاته حتى تمكنني هذه النتائج من الوصف والدراسة، واختصارًا للجهد والوقت سأكتفي في هذه النتائج بالسورة وأرقام الآيات الدالة على المفهوم، وقد اخترت الاشتغال برواية حفص عن عاصم لشيوعها في الأقطار الإسلامية عامة:
(سورة البقرة: 23، 61، 68، 69، 70، 171، 186، 221، 260، 282) - (سورة آل عمران: 23، 38، 61، 104، 153) - (سورة النساء: 117) - (سورة الأنعام: 40، 41، 52، 56، 63، 71، 108) - (سورة الأعراف: 5، 29، 37، 55، 56، 134، 180، 189، 193، 194، 195، 197، 198) - (سورة الأنفال: 24) - (سورة يونس: 10، 12، 22، 25، 38، 66، 89، 106) - (سورة هود: 13، 62، 101) - (سورة يوسف: 33، 108) - (سورة الرعد: 14، 36) - (سورة إبراهيم: 9، 10، 22، 39، 40، 44) - (سورة النحل: 20، 86، 125) - (سورة الإسراء: 11، 52، 56، 57، 67، 71، 110) - (سورة الكهف: 14، 28، 52، 57) - (سورة مريم: 4، 48، 91) - (سورة طه: 108) - (سورة الأنبياء: 15، 45، 90) - (سورة الحج: 12، 13، 62، 67، 73) - (سورة المؤمنون: 73، 117) - (سورة النور: 48، 51، 63) - (سورة الفرقان: 13، 14، 68، 77) - (سورة الشعراء: 72، 213) - (سورة النمل: 64، 80) - (سورة القصص: 25، 41، 64، 87، 88) - (سورة العنكبوت: 42، 65) - (سورة الروم: 25، 33، 52) - (سورة لقمان: 21، 30، 32) - (سورة السجدة: 16) - (سورة الأحزاب: 4، 5، 46، 53) - (سورة سبأ: 22) - (سورة فاطر: 6، 13، 14، 18، 40) - (سورة يس: 57) - (سورة الصافات: 125) - (سورة ص: 51) - (سورة الزمر: 8، 38، 49) - (سورة غافر: 10، 12، 14، 20، 26، 41، 42، 43، 49، 50، 60، 65، 66، 74) - (سورة فصلت: 5، 31، 33، 48، 49، 51) - (سورة الشورى: 13، 15) - (سورة الزخرف: 49، 86) - (سورة الدخان: 22، 55) - (سورة الجاثية: 28) - (سورة الأحقاف: 4، 5، 31، 32) - (سورة محمد: 35، 38) - (سورة الفتح: 16) - (سورة الطور: 28) - (سورة القمر: 6، 8، 10) - (سورة الحديد: 8) - (سورة الصف: 7) - (سورة الملك: 27) - (سورة القلم: 42، 43) - (سورة المعارج: 17) - (سورة نوح: 5، 6، 7، 8) - (سورة الجن: 18، 19، 20) - (سورة الانشقاق: 11، 17، 18).
ب. قراءة وصفيّة للإحصاء:
يظهر من خلال استحضار جميع النصوص التي ورَد فيها الجذر اللغوي (د -ع - و) أن هذا الجذر ورد بأكثر مشتقاته: دعا، دعاكم، دعاني، دعانا، دعاه، دعَوَا، دعوت، دعوتكم، أَدَعَوتموهم، دعوتهم، دعَوهم، أَدْعُو، أدعوكم، تدعو، تدعهم، تدعون، تدعونا، تدعوننا، تدعونني، تدعونه، تدعوهم، ندع، ندعو، ندع، ندعوه، يدع، يدعنا، يدعونا، يدعوك، يدعوكم، يدعون، يدعوننا، يدعونني، يدعونه، يدعوه، يدعوهم، أدع، ادعهن، أدعو، ادعوني، أدعوه، ادعوهم، دعوا، دعي، دعيتم، تدعى، تدعون، يدعى، يدعون، الداع، داعيا، دعاء، دعاءكم، دعاءه، دعائك، دعائهم، دعائي، دعوة، دعوتك، دعوتكما، دعواهم، أدعياءكم، أدعيائهم...
هذا التنوّع الذي انتظم في قرابة خمسة عشر ومائتي ورودٍ (215)، يمكننا من الحكم على أن هذا الجذر له حضور قوي في كلّ أجزاء وسور القرآن الكريم: مكيّها ومدنيّها، طوالها وقصارها.
ثانيًا: دلالات مصطلح الدعوة:
1. في كتب اللغة:
تطالعنا معانٍ عتيقة لمصطلح الدعوة ومشتقاته بتصفّح كتب عربية قديمة نقلت استعمالات العرب الأقحاح لهذا اللفظ؛ فنجد معنى (دعا) المفيدة للتوجيه والحمل على الشيء في بيت منسوب إلى عمرو بن عدي اللخمي[3] يقول فيه:
دعوت ابنَ عبد الجنّ للسلم بعدما ** تتابع في غرب السفاه وكلسما[4]
كما وجدنا هذا الاستعمال بمعنى الدعاء قبل الإسلام؛ فقد ورد في الشعر الجاهلي من قول عمرو بن قميئة البكري:
ودعوت ربي في السلامة جاهدًا ** ليُصِحَّنـــي فإذا السلامة داء[5]
وقد وردت كلمة دعوة المفيدة لمعنى الرسالة التي يدعو الرسول إليها الناس في الشعر الجاهلي أيضًا؛ فقد نسب إلى كعب بن لؤي بن غالب القرشي قوله:
يا ليتني شاهد فَحْواء دعوته ** حين العشيرةُ تبغي الحقّ خذلانا[6]
ولما جاء الإسلام أُطلقت كلمة الدعوة وأُريد بها معانٍ سيأتي تفصيلها؛ ومن المعاني التي وجدناها مشهورة: إطلاقها على الدين والعقيدة، فهذا نبينا -صلى الله عليه وسلم- يقول في إحدى رسائله: «هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب... للسيد ابن الحارث بن كعب ولأهل ملّته ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية في شرق الأرض وغربها»[7].
2. في القرآن الكريم والحديث الصحيح:
إذا رجعنا إلى الكتب التي اعتنت بالمصطلح القرآني؛ ككتب الغريب وكتب التفسير بالتبع، فسنجد أن هذا الجذر جاء بمعانٍ متعددة؛ أهمها:
أ. معنى الطلب: نحو قوله تعالى: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا}[الفرقان: 14]، بمعنى: لا تطلبوا اليوم هلاكًا واحدًا بل اطلبوا هلاكًا وويلًا كثيرًا؛ فإن ذلك لن ينفعكم.
ب. معنى النداء: نحو قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا}[الكهف: 52]، أي: فنادوهم فلم يستجيبوا لهم.
ج. معنى السؤال: نحو قوله تعالى حكاية عن بني إسرائيل: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}[البقرة: 69]. أي: اسأل ربّك يبين لنا ما لون البقرة التي أمَرنا بذبحها.
د. معنى الحث والتحريض على فعل شيء: نحو قوله تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ}[غافر: 41]. بمعنى: أنه ليس من العدل والإنصاف أنْ أحثّكم وأحرضكم على فعلِ ما مِن شأنه نجاتكم في الدنيا والآخرة، وأنتم تحرضونني على فعل ما من شأنه هلاكي.
هـ. معنى الاستغاثة: نحو قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[الأنعام: 40]، بمعنى: هل إذا أتاكم عذاب وغضب من الله وأصابتكم كارثة أو مصيبة أو أتتكم الساعة هل إذ حدث ذلك تستغيثون بغير الله؟ فإن كلمة (تدعون) في الآية بمعنى الاستغاثة.
و. معنى الأمر: نحو قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[الحديد: 8]، أي: والرسول يأمركم أن تؤمنوا بالله ربكم.
ز. معنى الدعاء: نحو قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف: 55]، بمعنى توسلوا إلى الله بالدعاء وتقربوا إليه به. ومن ذلك ما ورد في الأحاديث الصحيحة؛ كحديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ إنْ شاءَ اللَّهُ أنْ أخْتَبِيَ دَعْوَتِي، شَفاعَةً لِأُمَّتي يَومَ القِيامَةِ»[8]، وحديث معاذ بن جبل: بَعَثَنِي رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: «إنَّكَ تَأْتي قَوْمًا مِن أهْلِ الكِتابِ، فادْعُهُمْ إلى شَهادَةِ أنَّ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيائِهِمْ فَتُرَدُّ في فُقَرائِهِمْ، فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ فإيّاكَ وكَرائِمَ أمْوالِهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّه ليسَ بيْنَها وبيْنَ اللهِ حِجابٌ». وفي رواية: «إنَّكَ سَتَأْتي قَوْمًا...»[9].
ح. معنى الاستدعاء لتناول الطعام أو الضيافة: ومن ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}[الأحزاب: 53]. ومنه قول الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه-: (كُنّا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في دَعْوَةٍ، فَرُفِعَ إلَيْهِ الذِّراعُ، وكانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ منها نَهْسَةً. وَقالَ: «أَنا سَيِّدُ القَوْمِ يَومَ القِيامَةِ، هلْ تَدْرُونَ بمَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ في صَعِيدٍ واحِدٍ، فيُبْصِرُهُمُ النّاظِرُ ويُسْمِعُهُمُ الدّاعِي، وتَدْنُو منهمُ الشَّمْسُ، فيَقولُ بَعْضُ النّاسِ: أَلا تَرَوْنَ إلى ما أَنْتُمْ فِيهِ، إلى ما بَلَغَكُمْ؟ أَلا تَنْظُرُونَ إلى مَن يَشْفَعُ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ، فيَقولُ بَعْضُ النّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فيَقولونَ: يا آدَمُ أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وأَسْكَنَكَ الجَنَّةَ، أَلا تَشْفَعُ لَنا إلى رَبِّكَ، أَلا تَرى ما نَحْنُ فيه وما بَلَغَنا؟ فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، ونَهانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فيَقولونَ: يا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأرْضِ، وسَمّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَما تَرى إلى ما نَحْنُ فِيهِ، أَلا تَرى إلى ما بَلَغَنا، أَلا تَشْفَعُ لَنا إلى رَبِّكَ؟ فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي، ائْتُوا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَيَأْتُونِي فأسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ، فيُقالُ يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَهْ». قالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ: لا أَحْفَظُ سائِرَهُ)[10].
3. استخلاص المفهوم:
وانطلاقًا من هذه المعاني وغيرها نخلص مع الدكتور الشاهد البوشيخي إلى تعريف الدعوة إلى الله بكونها: «عملية إخراج الناس بأعيانهم إخراجًا وفق منهاج النبوة من ظلمات واقع بعينه إلى نور الله وشرعه المنزَّل على ذلك الواقع»[11].
4. شرح المفهوم:
هذا الإبداع في حَبْكِ المفاهيم القرآنية هو ثمرة اشتغال هذا الرجل لأكثر من عشرين سنة بهذا الأمر؛ مما أنتج إنشاء معهد للدراسات المصطلحية تخرّج منه العشرات من الدارسين المصطلحيين المتخصصين، وهي جهود -لا شك- سيكون لها عائدٌ كبيرٌ على دراسة الوحي المبارك بإعادة النظر في كثير مما أنتج عن هذا الوحي من تراث زاخر بما يفضي إلى التجديد المنشود في حقل الدراسات القرآنية.
فأمّا قوله: «عملية إخراج الناس بأعيانهم» فهذا فيه إشارة إلى وظيفة الدعوة وأهم مقاصدها، فهو تعريف بالقصد والمآل، ومن ثم فالدعوة إخراج وتحويل ونقلة كبيرة في حياة المدعو إذا هدي إليها وكانت هي ابتداء على الهدى.
وأمّا قوله: «إخراجًا وفق منهاج النبوة» فهنا ترتسم أمامنا الاتجاهات والألوان والرايات والأيديولوجيات؛ فكلّ داعية يحمل راية عقدية وفكرية، ويصطبغ بها ويتشرّبها ويحاول استمالة الآخرين إليها وزحزحتهم نحوها؛ ليتخرجوا من مدرسته وفق رؤية محدّدة، لكن الداعية بالمنظور القرآني هو ذلك الذي يكون هدفه ربط الناس بمنهاج النبوة لا بما يظنه من رؤى بعيدة عن ذلك المنهاج الفطري.
وأمّا قوله: «من ظلمات واقع بعينه إلى نور الله وشرعه المنزَّل على ذلك الواقع» فهو واضح في أن النقلة إنما تكون من واقع يبتعد قليلًا أو كثيرًا عن نور النبوة وشريعتها الغرّاء، وتوجيه ذلك الواقع إلى المحجة البيضاء التي تَركَنا عليها الحبيب -صلى الله عليه وسلم-. وهنا لا بد من تنبيه في غاية النفاسة؛ وهو أن هذا الشرع لا ينزَّل إلى الواقع كما يروج على كثير من الألسنة اليوم، وإنما الإنسان هو الذي وجب أن يُصنع صناعة جديدة مباركة ليرتفع إلى ذلك النور الساطع، وأصل النور أن يكون عاليًا، فمَن أراد أن يتنور ويستنير لا بد له أن يتزكى ويترقى، ولا يكون ذلك إلّا بالقرآن مادة ومنهاجًا، وسيلة ومقصدًا.
5. مصطلحات مجاورة:
هناك مصطلحات قرآنية قريبة من مصطلح الدعوة، يتداخل معناها -أو يكاد- معه؛ ومن أهم تلك المصطلحات:
أ. التبليغ:
تقترن الدعوة بالتبليغ في كثير من السياقات التراثية والأدبيات العلمية والتربوية؛ وذلك راجع إلى أن الدعوة إلى الله تعالى في شِقّها التنزيلي تبليغ عن الله -عز وجل- مراداته من خلقه، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[المائدة: 67]، وقال سبحانه في بيان كون هذا القرآن بلاغًا عن الله -عز وجل-: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[إبراهيم: 52].
وهكذا يظهر أننا حينما نقول: «بلَّغ أو أَبْلَغَ الداعي إلى الله نصوص الدين وبياناته وتعليماته أو شيئًا منها إلى الناس تبليغًا وإبلاغًا وبلاغًا =إذا أوصلها إليهم؛ قولًا مسموعًا، أو كلامًا مكتوبًا»[12].
ومن ثَم يمكن التأكيد على أن «تبليغ نصوص الدين وبياناته وتعليماته، تبليغًا يوصل المعاني إلى فهم المبلَّغين فهمًا صحيحًا وافيًا، أول واجبات حمَلة رسالة الدعوة إلى الله، وإلى صراطه المستقيم، مع دعوتهم إياهم إلى الدخول في دين الإسلام، وإشعارهم بأنهم بعد البلاغ يحملون هم مسؤولياتهم تجاه ربهم، وعليهم أن يتحملوا نتائج ما يختارون هم لأنفسهم من استجابة وطاعة، أو رفض ومعصية»[13].
ب. التذكير:
هذا من المصطلحات القريبة من الدعوة اعتبارًا لكون هذه الدعوة في كثير من تجلياتها تذكيرًا للإنسان بفطرته التي خلقه الله -عز وجل- عليها، قال تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}[الغاشية: 21، 22]، وقال سبحانه: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات: 55].
ومعناه العام هو: «إعادة ما سبق تبليغه وبيانه وشرحه؛ ليذكره من كان قد تبلَّغه حتى مستوى الفهم الصحيح الوافي، بأن يجعله حاضرًا في ذاكرته، ويستخرجه من مطويات نفسه، رجاء أن ينتفع به اعتقادًا، أو قولًا، أو عملًا ظاهرًا وباطنًا»[14].
ج. النصح والنصيحة:
وهو من المصطلحات الجامعة في الدين لقوله -عليه الصلاة والسلام- من حديث تميم الداري: «الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامَّتهم»[15]، وقد ورد في كتاب الله تعالى في عدة مواضع، منها قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف: 61، 62].
ومن التعاريف الجامعة لمعنى النصيحة أنها: «المقالة الهادية إلى خير المنصوح، الخالية الخالصة من دَخَلٍ وغشٍّ له»[16].
د. الإرشاد:
وهذا أيضًا مصطلح وارد في القرآن الكريم ببعض مشتقاته؛ كرشيد ويرشدون، قال تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ}[هود: 78]، وقال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: 186].
والإرشاد في معناه العام: «هو السلوك الفكري والنفسي والخلقي والعملي الموافق للحق والصواب، أو لما هو الأفضل والأحسن والأكثر نفعًا، والأبعد عن الضرر»[17].
هـ. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
ورد هذان المصطلحان المتقابلان في كتاب الله تعالى في مواطن متعدّدة، منها قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران: 104]، وقوله سبحانه: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج: 41].
والمعروف في الاصطلاح الإسلامي: «كلّ ما أمر الشارع بفعله إلزامًا أو ترغيبًا، فهو كلّ ما يستحسن فعله في الإسلام، ويدخل فيما هو مستحسن في الإسلام كلّ ما هو حسن في العقول السليمة الصحيحة الرشيدة»[18].
ومن الدارسين المصطلحيين مَن دقّق في مفهومه فقال: «المعروف من المصطلحات التي تشمل كلّ أمر تشريعي وخلقي في القرآن والسُّنة؛ لأن مدار الكلام الإلهيّ عليه بالدرجة الأولى»[19].
ويطلق المنكر في الاصطلاح الإسلامي على: «كلّ ما نهى الشارع عن فعله نهيًا إلزاميًّا تحريميًّا، فهو كلّ مستقبح في الإسلام، ويدخل فيما هو مستقبح في الإسلام ما هو قبيح في العقول السليمة الصحيحة الرشيدة»[20].
وقد عرّفه الدارس المصطلحي المشار إليه آنفًا بكونه: «المنكر في القرآن والسُّنة يشملكلّ نهي يرنو إلى الهمجيّة، وهو بهذا حلَّ ثانيًا في مدار الكلام الإلهيّ»[21].
خاتمة:
عالجنا فيما سبق تعريف مصطلح الدعوة في القرآن، وقمنا بإحصاء لمرّات ورود هذا المصطلح في النصّ القرآني، وقراءة مؤشرات هذا الإحصاء، وتقصينا كذلك دلالات مصطلح الدعوة وطبيعة مفهوم هذا المصطلح، كما درسنا المصطلحات المجاورة لهذا المصطلح في القرآن الكريم، وفي المقالة التالية نواصل الرحلة -بإذن الله- في دراسة هذا المصطلح لنستخرج خصائص الدعوة ومقاصدها وأساليبها، والنسق المفهومي لاصطلاح الدعوة في القرآن، وذلك في ضوء ما ظهر معنا من الدرس لهذا المصطلح وتعريفه.
[1] المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، دار القلم والدار الشامية، الطبعة الأولى: 1430-2009، ص54، 55.
[2] توقفَتْ هذه الدراسة المختصرة لهذا المفهوم عند المحطات الكبيرة للدراسة المصطلحية من إحصاء المصطلح ودلالاته إلى خصائصه وعلاقاته وصولًا إلى ضمائمه ومشتقاته وقضاياه، مع اعتماد منهج الإيجاز دون الإخلال بالمقصود.
[3] 344 قبل الهجرة/ 288م.
[4] الشعراء الجاهليون الأوائل، تحقيق: عادل الفريجات، المشرق، بيروت، 2008م، ص159.
[5] ديوان عمرو بن قميئة، تحقيق: حسن كامل الصيرفي، معهد المخطوطات العربية، القاهرة: 1965م، ص204.
[6] صبح الأعشى في صناعة الإنشا: القلقشندي، الكتب المصرية، القاهرة: 1913–1922، (1/ 212).
[7] مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي، تحقيق: محمد حميد الله الحيدر آبادي، دار النفائس، بيروت، 1987، ص: 186.
[8] أخرجه البخاري، حديث رقم: (7474) واللفظ له، ومسلم.
[9] صحيح مسلم، الحديث رقم: 19.
[10] صحيح البخاري، رقم الحديث: 3340.
[11] جريدة المحجة، العدد 300، مقال للدكتور الشاهد البوشيخي بعنوان: (مفهوم الدعوة إلى الله -عز وجل- ومصادرها): جمادى الثانية: 1429هـ/ يونيو 2008، ص3، 4، 5. واخترنا الاستناد إلى المفهوم الذي وضعه لما وجدنا فيه من حبكة في صناعة التعريف؛ فجاء جامعًا مانعًا.
[12] فقه الدعوة إلى الله وفقه النصح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، (1/ 16)، دار القلم - دمشق، الطبعة الأولى: 1417هـ/ 1996م.
[13] المرجع السابق (1/ 16، 17).
[14] المرجع السابق: (1/ 17).
[15] رواه مسلم: حديث رقم 55.
[16] المرجع السابق: (1/ 18).
[17] المرجع السابق: (1/ 20).
[18] المرجع السابق (1/ 20).
[19] (مفهوم المعروف والمنكر في القرآن والحديث)، أطروحة لنيل الدكتوراه مرقونة، إعداد: عبد الإلاه الإسماعيلي، بإشراف: الدكتور الشاهد البوشيخي، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية: ظهر المهراز فاس، شعبة الدراسات الإسلامية: وحدة القرآن والحديث وعلومهما، السنة الجامعية: 1425-1426/ 2004-2005، الصفحة: 291.
[20] المرجع السابق (1/ 21).
[21] (مفهوم المعروف والمنكر في القرآن والحديث)، مرجع سابق، ص292.
مواد تهمك
- سورة الفاتحة (صيغة الاسم - الدلالة - مشتقات الكلمة في القرآن)
- منهج دراسة المصطلح القرآني؛ عرض وتقويم
- ثنائيات الوقاية الأُسريّة في ظلال الآية السادسة من سورة التحريم
- {فَقَد صَغَت قُلوبُكُما} تفسير الآية الرابعة من سورة التحريم عند الفراهي وإصلاحي
- مفهوم الدعوة في القرآن؛ دراسة مصطلحية (2-2)
- البلاء في القرآن: تأملات من وحي آيات الرجز في سورة الأعراف