المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الثامن والثلاثون

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهمّ ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء (38) من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم، ومتابعة جديدِهِ بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- The Qur’an and Communal Memory: Q. 85 and the Martyrs of Najrān
Walid A. Saleh
Journal of Qur'anic Studies, Volume 26, Issue 3 (Oct 2024)

القرآن والذاكرة الجماعيّة: سورة البروج ونصارى نجران[2]
وليد صالح

لقد جَذبَتْ سورة البروج اهتمامًا علميًّا على مدار القرنين الماضيين؛ نظرًا لإشارتها المفترضة إلى مذبحة مسيحيي نجران عام 523م. وفي أعقاب المذبحة، بادَرَتْ بيزنطة وإثيوبيا المسيحية (أي مملكة أكسوم) إلى تأكيد هيمنتهما في جنوب شبه الجزيرة العربية: حيث غزا جيشٌ إثيوبيٌّ اليمنَ ونصَّب حاكمًا مسيحيًّا، وعُزل ملك اليمن اليهودي المسؤول عن اضطهاد المسيحيين وانتحر على ما يبدو.

وقد رأَت الطبقات الأولى من التراث الإسلامي في سورة البروج تعليقًا على هذه المذبحة. ومع ذلك، فقد ثبت أنّ هذا الارتباط يمثّل إشكالية للتراث الإسلامي اللاحق، وبُذلت محاولة متضافرة للتقليل من أهميته، إن لم يكن طمسه. وقد طُرحت قراءات بديلة، بما في ذلك أن سورة البروج تشير إلى القصة التوراتية لدانيال 3، وتحديدًا إلى الشباب الثلاثة الذين نجوا من الحريق. مع ذلك، ربَط معظمُ المفسِّرين سورة البروج بقصة ملفَّقة عن شاب موحِّد مجهول الهوية عارَض ملكًا وثنيًّا مجهول الهوية أيضًا، فقُتل حرقًا. من جانبه، نفى التراث الأوروبي الأمريكي، بشكلٍ عام، وجودَ أيّ إشارة تاريخية في سورة البروج، وزعم أنّ عذاب النار الموصوف في هذه السورة هو إشارة إلى جهنم. تستعرض هذه المقالة الأدبيات الكثيرة حول هذه السورة، وتقترح أنّ شهداء نجران يظلّون المرجع الأكثر ترجيحًا.

2-Semantic Generation in the Word yad (‘Hand’) and its Metonyms in the Qur'an
Mahmoud Mohammed Aldeeky and
Georges Nicolas Tamer
Journal of Qur'anic Studies, Volume 26, Issue 3 (Oct 2024)

التطور الدلالي في كلمة (يد) ومجازاتها في القرآن
جورج تامر، ومحمود محمد الديكي

تُرسي هذه المقالة أوّلًا الإطار المصطلحي للدراسة، مُعرِّفةً مصطلحي (المجاز) و(التوليد الدلالي)، ومُناقِشةً الأبعاد المعرفية والثقافية للمجاز، ثمّ تدرس الإشارات إلى أجزاء مُختلفة من جسم الإنسان في القرآن الكريم؛ كاليد والعين والأُذن والقلب والساق والظهر والصدر والفَم، ثمّ تنتقل إلى مناقشة الاستخدام القرآني للمجازات اللغوية لكلمة (اليد)، على سبيل المثال، المُتعلّقة بالإصبع أو طرف الإصبع أو الذراع أو الكفّ، مثل: ﴿‌كَفَّ ‌أَيْدِيَهُمْ﴾، والعبارات المُتعلّقة بـ(بسط اليد وقبضها) و(قلب الكَفَّين). كما تستكشف المقالة معالجة هذه المجازات في الأعمال التفسيرية، والقضايا التي أثارتها هذه العبارات لدى المُفسّرين، وتستند المقالة منهجيًّا إلى المنهجيات اللغوية الحديثة، بما في ذلك التداولية، واللسانيات المعرفية، وأنظمة التفسير والتلقّي.

3- Qur'an Exegetes and Their Treatment of isṭāʿa and istaṭāʿa in Q. 18: A Critical Analysis
Mohammad Ali Khalaf Alhroot and
Nabil Muhammad Hisham Abd Alshukur Ihrayyiz
Journal of Qur'anic Studies, Volume 26, Issue 3 (Oct 2024)

تفاسير القرآن ومعالجتها ﴿استطاع واسطاع﴾ في سورة الكهف؛ قراءة نقدية
محمد عليّ خلف الحروت، ونبيل محمد هاشم إحريز

تُقيِّم هذه المقالة الآراء التفسيرية المتعلّقة بالفعلين (اسْتَطَاعَ) و(اسْطَاعَ) في سورة الكهف، وتُقدِّم دراسةً نقديةً لهما، وتُعيد رسم حدودهما الدلالية وفقًا لسياقهما.

يُتيح تحليل استخدام هذين الفعلين في الشِّعْر الجاهلي تحديد معانيهما قبل القرآن، بينما يكشف المسح النقدي للتفاسير القرآنية التقليدية عن إضافاتٍ مصطنعةٍ أُضيفت إلى معنى الفعلين، لا تتوافق مع السياق اللغوي لاستخدامهما في النصّ القرآني. ويزداد الأمر تعقيدًا بسبب ربط بعض المفسِّرين بين الفعلين، مُفترضين أنّ (اسْتطَاع) تعني (بَذْل جهدٍ مُطوَّل)، بينما تُحمَل (اسْطَاع) الأقصر دلالةً على (بَذْل جهدٍ مَحدُود).

بما أنّ كلمة (اسْطَاع) لم تُستخدَم في الشعر الجاهلي بالمعنى المُقدَّم في الأعمال التفسيرية المُعتادة، فإنّ هذه المقالة تستنتج أنّ الفعلين مُستخدَمان في الكهف لأغراض بلاغية مُحدَّدة. علاوة على ذلك، لا تُقدِّم المعاجم العربية -عمومًا- مدخلًا مُنفصلًا لفعل (اسْطَاع)، بل تُعامله كنوع من (اسْتَطَاع).

4-Rajab al-Bursī and Qur’anic Exegesis
 Mohammad Amin Mansouri
Journal of Qur'anic Studies, Volume 26, Issue 3 (Oct 2024)

رجب البرسي وتفسير القرآن
محمد أمين المنصوري

تدرس هذه الورقة الجوانب التفسيرية لكتاب (مشارق الأنوار) للكاتب الشيعي الاثني عشري الموسوعي الحافظ رجب البرسي (ت: 814 = 1411 تقريبًا). اكتسب هذا العمل شُهرة متجدّدة خلال العصر الصفوي، وكان أداة فعّالة في ترسانة الإمبراطورية الشيعية. ورغم أنّ (مشارق الأنوار) قد لا يندرج عادةً ضِمن فن التفسير، إلا أنه يتبنَّى مجموعةً واسعة من الأساليب التي يتناول من خلالها مؤلِّفُه آيات قرآنية متنوّعة ويشرحها من منظور الإمامية الشيعية. وكما تُظهِر الورقة، يستخدم البرسي أربعة أساليب مميزة لإلقاء الضوء على الأبعاد الخفية والباطنية للآيات القرآنية التي تعكس وتؤكِّد مبدأ الإمامة الشيعي. تتضمن هذه الأساليب الاستلهام من المبادئ القرآنية العامة، ووضع معجم شيعي متخصّص في القرآن، والانخراط في مناظرات لاهوتية للتوفيق بين تنزيه الله (التنزيه) والتشبيه (التشبيه) من خلال الإمامة الشيعية، وإرساء مبادئ شيعية أساسية، مثل عِلْم الأئمة (العلم)، كمرجع لآيات قرآنية مختارة. ومن خلال استخدامه لهذه الأساليب، يُمثِّل عمل البرسي مسعًى فكريًّا منهجيًّا يُقدِّم فهمًا متماسكًا ومنظّمًا للقرآن، بدلًا من مجرّد ربط آياته معًا في صورةٍ مجمّعة طائفية عشوائية.

 

[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/78.

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قسم الترجمات)

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))