المنشورات الحديثة في المجلات العلمية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الثامن والعشرون

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء (28) من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في مجلة: Journal of Islamic Studies، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- La transmission écrite du Coran dans les débuts de l’islam. Le codex Parisino-petropolitanus
By FRANÇOIS DÉROCHE

Ahmad Gunny
Volume 22: Issue 1, 2011

نقل وكتابة القرآن، فرنسوا ديروش[2]
أحمد قوني

هذا العمل الضخم للبروفيسور فرانسوا ديروش هو تتويج لدراسة طويلة للمخطوطات القرآنية القديمة، ولا سيما المخطوطة العربية 328 للمكتبة الوطنية الفرنسية، والتي بدأ فحصها في عام 1979، ومخطوطة مارسيل 18 من مكتبة روسيا الوطنية، والتي درسها في عام 2001. المخطوطتان المذكورتان أعلاه عبارة عن مجموعات من الأجزاء ويُشار إليها في العنوان الفرعي، وهو ببساطة الشكل اللاتيني لباريس وسان بطرسبرغ. جنبًا إلى جنب مع مجموعة مكتبة الفاتيكان ومجموعة د.ن.خليلي للفنّ الإسلامي، لندن، تمثل هذه المجموعات حوالي 45٪ من النصّ القرآني 2165.

 يستنسخ ديروش هنا بالفاكس 28 لوحة تُظهر أجزاء من نصوص قرآنية معظمها من BNF، BNR، المكتبة البريطانية، دار المخطوطات (صنعاء)، مع آيات من السور 2 (البقرة) إلى 71 (نوح) بخط يد خمسة ناسخين في باريسينو بتروبوليتانوس.

مثل النصّ العثماني للقرآن الذي تربطه بهذه اللوحات صِلات قوية، لا تحتوي هذه الأجزاء على علامات التشكيل وعلامات الحروف المتحركة التي نشأت فقط في عهد عبد الملك (685-705). قام ديروش، معتمدًا على خصائص الكتابات، بدراسة مجموعة صغيرة أخرى من المخطوطات والأجزاء القديمة التي تحتوي على جزء من النصّ القرآني، حيث إنها تستدعي المقارنة مع باريسينو بتروبوليتانوس (الفصل 5).

2- The Poetic Qurʾān: Studies on Qurʾānic Poeticity
By THOMAS HOFFMANN

Geert Jan van der vorrt
Volume 20: Issue 3, 2009

القرآن الشاعري: دراسات في شِعرية القرآن، توماس هوفمان
ديرت فان دير فورت

في الثقافة العربية الإسلامية التقليدية، لا يمكن تسمية القرآن بـ(الشِّعْر). في الواقع، يبدو أنّ النصّ نفسه (على سبيل المثال سورة يس: آية 69، سورة الحاقّة: آية 41) يدعم هذا الرأي، وغياب الاصطلاحات النثرية الصارمة للسجع والقافية التي تعرّف الشِّعْر في ما قبل العصر الحديث يميز بوضوح القرآن عن الشِّعْر.

أنكر بعض نقّاد العصور الوسطى أن جوهر الشِّعر يكمن في مثل هذه الأمور الشكلية، وعرّفوه بالأحرى بأنه خطاب بليغ مبنيّ على «تخيّل»، أي على الاستعارة والوصف. ولكن عند الحديث عن اللغة العربية، كان عليهم إضافة السِّمات النثرية من أجل التوافق مع اللغة العادية وكذلك المذهب الديني.

ومع ذلك، من الواضح أن القرآن، أو الكثير منه، يمكن تسميته «شاعريًّا» بالمعنى الأوسع نطاقًا، يبدو هذا على سبيل المثال في حقيقة أنه لطالما استخدمه الكُتّاب في الأسلوب والبلاغة والشِّعر كمصدر غني للإيضاحات البليغة. ترتكز عقيدة إعجاز القرآن قبل كلّ شيء على أسلوبه.

3- The Story of the Qurʾān: Its History and Place in Muslim Life
By INGRID MATTSON

Mary Hossain
Volume 20: Issue 3, 2009

قصة القرآن: تاريخه وموقعه في حياة المسلمين، إنجريد ماتسون
ماري حسين

كتبت إنجريد ماتسون رواية علمية محفزة للإسلام، تركّز على القرآن. لديها موهبة في تكثيف المواد المعقّدة دون المبالغة في التبسيط، ومنهجها على الرغم من كونه أكاديميًّا، بعيدٌ كلّ البعد عن كونه تحليلًا جافًّا للأحداث التاريخية والمناقشات الدينية المعروفة. إنه مشبع بروحانية هادئة ويحقّق توازنًا مقنعًا وملهمًا أكاديميًّا وشخصيًّا.

تجذب انتباه القارئ على الفور من خلال توجيهها إلى مثال دقيق لتدخّل الله، من خلال الوحي، في الشؤون الإنسانية. في الوقت نفسه، فإنّ مثالها -شكوى خولة بنت ثعلبة من أنّ زوجها رفضها بالاستناد إلى التقاليد السابقة على الإسلام، مما أدّى إلى الكشف عن أن هذه التقاليد كانت غير عادلة- يبرز أيضًا أهمية هموم الناس العاديين وخاصة النساء في النظام الإسلامي الناشئ.

تعود بإيجاز إلى خولة في نهاية الكتاب، كمثال على القناعة الداخلية القوية لدى المسلمين العاديين بأن الله عادل ومُنصِف، وهي قناعة تمكّنهم إذا لزم الأمر مِن تحدِّي التفسيرات الرسمية.

4- Continuity and Change in Qurʾānic Readings: A Study of the Qurʾānic MS. Garrett 38
Yasir S. Ibrahim
Volume 19: Issue 3, 2008

الاستمرارية والتغيير في القراءات القرآنية: دراسة في مخطوطة قرآنية في مجموعة جاريت 38
ياسر إبراهيم

يقدِّم هذا المقال تحليلًا لمخطوطة قرآنية في مجموعة جاريت بجامعة برنستون. الميزة غير العادية لهذه المخطوطة هي أنه تم التغيير فيها، على الأرجح من قِبَل كاتب لاحق، بهدف تغيير «القراءة القرآنية» الأصلية إلى أخرى عن طريق إضافة أو إزالة الحروف وعلامات التشكيل. تصف الورقة نوع التغييرات التي خضعت لها MS Garrett 38 ثم حاولت تمييز القراءة الأصلية للمخطوطة في ضوء المصادر المتاحة للقراءات القرآنية وفنّ التلاوة (التجويد). بالإضافة إلى ذلك، تكشف دراسة هذه المخطوطة القرآنية، المنسوبة إلى القرن الرابع عشر، عن درجة من التناقض مع الأعمال النظرية في القراءات، والتي تميز بدقّة القراءات المختلفة. ومع ذلك، يُظهر تحليل Garret 38 أنّ كلًّا مِن الكتبة الأصليين واللاحقين انحرفوا عن إملاءات الوصف النظري للقراءة التي كانوا يعتزمون مواءمة المخطوطة معها.

 

[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/59

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قسم الترجمات).

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))