المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الرابع والعشرون

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء الرابع والعشرون (24) من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا، والمنشورة في مجلة: Journal of Qur'anic Studies، في عام 2023م، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1 -The Qur’an on Muslim Women’s Marriage to Non-Muslims: Premodern Exegetical Strategies, Contradictions, and Assumptions
Shehnaz Haqqani

حكم القرآن في زواج المسلمات من غير المسلمين: الإستراتيجيات التفسيرية السابقة والتناقضات والافتراضات
شيهناز حقاني

يُسائِل هذا المقال الادعاء القائل بأنّ الإسلام يحظر زواج المرأة المسلمة من الكتابيّ (مشتقّ من المصطلح القرآني أهل الكتاب الذي يشيع استخدامه للإشارة إلى المسيحيين واليهود)، وهي حُجّة لها آثار عملية ولاهوتية على المسلمين اليوم.

من خلال تحليل الآيات القرآنية الثلاث عن الزواج من غير المسلمين (سورة البقرة: 211، سورة الممتحنة: 6، سورة المائدة: 5)، والطرق التي فسّرها بها العديد من العلماء الحديثين والمعاصرين، يُظْهِر المقال أنّ اثنتين من هذه الآيات الثلاث التي يتم الاستشهاد بها بشكلٍ عامّ لشرح المنع، تنطبق بالتساوي على النساء والرجال، والثالثة لا تحظر مثل هذه الزِّيجات.

برّر المفسِّرون القدامى الحظر باستخدام أدوات التأويل التقليدية مثل (القياس) و(الإجماع) و(التخصيص) لتفسير الآيات مجتمعة على أنها تحظر زواج المرأة من كتابيّ.

 أدّى تطبيق هذه الأدوات في سياق بيئات المفسِّرين القدامى المحدّدة إلى تفسيرات واستنتاجات انبثقت من النُّظُم الاجتماعية الراسخة ضمن هذه البيئات، والتي كانت تمنح الامتياز والأفضلية لنخبة مسلمة ذات توجه ديني-أبويّ يطبِّع مع زواج الأقارب والعبودية. سلّط كلّ مفسّر تم استطلاع عمله هنا الضوء على عناصر مختلفة من الآيات ذات الصِّلَة التي عزّزت افتراضاتهم الشخصية، وتحيزاتهم، وأولوياتهم، وكلّها تؤكّد قوّتهم التفسيرية وسلطتهم.

ومع ذلك، من خلال تطبيق نفس الأساليب، يمكن لقرّاء القرآن المعاصرين الوصول إلى استنتاجات مختلفة، بالنظر إلى أولوياتهم، وتحيزاتهم، وسياقاتهم المختلفة. يزعم المقال أن تطبيق نفس الأدوات التأويلية التي استخدمها المفسِّرون طوال التاريخ يمكن أن يؤدي أيضًا إلى استنتاج أنّ القرآن يسمح للمرأة بزواج الكتابيّ.

2- Opposition to Word-Breaking in the Practice of Qur’an Commentary in Eighth/Fourteenth- and Ninth/Fifteenth-Century Mamlūk Cairo
Shuaib Ally

معارضة (تقطيع الكلمات) في ممارسة تفسير القرآن في القرنين الثامن/ الرابع عشر، والتاسع/ الخامس عشر؛ المملوكي، القاهرة
شعيب عليّ

أشاد كاتب السيرة المملوكية السخاوي (ت: 902= 1497) بسراج الدين البلقيني (805= 1403)، العالم البارز والقاضي من أواخر القرن الرابع عشر إلى أوائل القرن الخامس عشر، لتقليصه ممارسة تفسير القرآن بـ(التقطيع).

كانت هذه طريقة جديدة في تفسير القرآن: حيث يتمّ توليد المعنى من خلال استخدام (تقطيع الكلمات). كان المؤيّدون الرئيسون لهذه الممارسة هم الشاذلي الصوفي حسين بن عبد الله (توفي 791= 1389) وأتباعه، الذين استمروا في نهجه التفسيري.

قام العلماء وأعضاء الطبقة القضائية بمحاولات للحَدّ من هذه الممارسة للتفسير القرآني في القاهرة المملوكية، وكان أبرزهم سراج الدين البلقيني وابنه جلال الدين (ت: 824= 1421). تم معارضة هذه الممارسة ليس لتفسيراتها الفعلية ولكن بسبب منهجها، الذي قوّض الأساس اللغوي المشترك لاشتقاق المعنى من القرآن.

تفسّر هذه الدراسة هذه الخلافات التاريخية حول (تقطيع الكلمات) في تفسير القرآن، وزيادة وتصحيح الدراسات السابقة حول هذا الموضوع من قِبَل وليد صالح وجوناثان بيرجي. كما يحلل الدور الذي لعبته المؤسسات مثل الزاوية ومكتب كبير القضاة الشافعي في الترويج لمثل هذه التفسيرات وتنظيم الحياة الدينية والتعليم.

هذه الخلافات ناتجة في نهاية المطاف عن التوتر بين الشفهي والمكتوب، كما هو موضح في هذه الدراسة من خلال تحليل استخدام (تقطيع الكلمات) في تفسير المصطلح القرآني (سلسبيل)، ومشاكل مماثلة في الشفهية نُوقشت في الكتيبات الكلاسيكية حول التلاوة الصحيحة للقرآن.

3-‘A Precious Treatise’: How Modern Arab Editors Helped Create Ibn Taymiyya’s Muqaddima fī uṣūl al-tafsīr
Younus Y. Mirza

رسالة ثمينة؛ كيف أسهم المحققون العرب في خلق مقدّمة أصول التفسير لابن تيمية
يونس ميرزا

غالبًا ما يُستخدم كتاب (مقدمة في أصول التفسير) لابن تيمية كدليل لتقليد التفسير الكلاسيكي، ويُنظر إلى تفسيره على أنه الطريقة المعيارية لفهم القرآن. حتى إنه تم تقديمه كواحد من «كلاسيكيات» التقاليد الإسلامية في العصور الوسطى، وواحد من «الكتب العظيمة» في الإسلام. ألهمَت هذه الرسالة الصغيرة أعمالًا أخرى عن القرآن، خاصة تلك التي تستند إلى المرويات، مثل تلك التي تسعى إلى تفسير القرآن من خلال القرآن والسنّة النبوية.

 ومع ذلك، يوضح هذا المقال أنّ الرسالة لم تكن -تاريخيًّا- واحدة من أعمال ابن تيمية الرئيسة، ولم يكن لها اسم مستقر، ولم يتم نسخها أو نشرها بكثرة. عملت الأجزاء المختلفة من الأطروحة بشكلٍ مستقلّ غالبًا بعضها عن بعض، حيث أشار علماء العصور الوسطى إلى أجزاء مختلفة منها. فقط في العصر الحديث عندما أعاد المحرّرون العرب اكتشاف العمل وخاضوا عملية التحرير والتسمية والتعليق والنشر على الرسالة أصبحت عاملًا أساسيًّا في فهمنا المعاصر للقرآن. من خلال تتبّع مساعي هؤلاء المحرِّرين، فإنّنا نقدّر بشكلٍ أفضل طبيعة الرسالة وكيف أثّرت على التفسير القرآني الحديث.

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))