المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الرابع عشر

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

هذه المقالة هي الجزء الرابع عشر[1] من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا، والمنشورة في مجلة: Journal of qur’anic studies، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- Fāṭimid Legal Exegesis of the Qur'an: The Interpretive Strategies Used by al-Qāḍī al-Nuʿmān (d. 363/974) in His Daʿāʾim al-Islām
Husain K.B. Qutbuddin

 التفسير الفاطمي للقرآن، الإستراتيجيات التفسيرية في تفسير (دعائم الإسلام) للقاضي النعمان[2]
لـ"حسين قطب الدين"

تقدِّم هذه الورقة استقصاءً للإستراتيجيات التفسيرية المستخدمة في شرح الآيات القرآنية من قِبَلِ المبشِّر الفاطمي البارز والقاضي: النعمان بن محمد، في كتابه (دعائم الإسلام)، ويؤكِّد الدور الذي لعبته هذه الإستراتيجيات في المذهب الفاطمي.

في الساحة السُّنيّة، تطوّرت الإستراتيجيات التفسيرية إلى نظام رسمي من أصول الفقه ليكون بمثابة المشرّع الرئيس للتفسير. أمّا في التقليد الفاطمي، فلم يتشكّل أيُّ نظام أصول مشابه، وكما سيوضح الاستقصاء، لم يتمّ استخدام أيِّ مصطلحات أوليّة في تفسير النعمان. سيتمّ استكشاف أسباب ذلك في المقام الأول من خلال دراسة (اختلاف أصول المذاهب) للنعمان، حيث جادل بأنّ الإستراتيجيات التفسيرية لا يمكن أن تعمل كمشرّع بمفردها؛ لأنها لا تستطيع تقديم تفسيرات لا لبْسَ فيها للقرآن والسُّنَّة. كان الإمام الحيّ، الذي يُعتقد أنه الوريث المعين للنبيّ جسديًّا وحكميًّا، هو المصدر النهائي للتفسير، الذي كان وَفقًا له، الشرعي المطلق.

سيتبع ذلك تحليل لوظيفة الإستراتيجيات التفسيرية لدعائم الإسلام، ودراسة النظام المعرفي والتعليمي الفاطمي، حيث تعلّم الطلاب أولًا طقوس وقواعد الشريعة، ثم في الصفوف العليا، المبررات الشاملة وراء هذه القواعد.

2- The Exegetical Traditions of cĀcisha: Notes on their Impact and Significance*
Aisha Geissinger

التقليد التفسيري لعائشة، ملاحظات حول تأثير عائشة وأهميتها
لـ"عائشة جسنجر"

تتناول هذه المقالة ستة أخبار تفسيرية من صحيح البخاري تعود إلى عائشة بنت أبي بكر، ثلاثة من الأحاديث التفسيرية المدروسة تتعلّق بجوانب الحج، وثلاثة تناقش الأسئلة اللاهوتية.

تصوّر هذه الأخبار النشاط التفسيري لعائشة من خلال ثلاث طرق رئيسة: كناقِل و«محاور نشط» لكلمات محمد، كمفسِّر، وكمشارِك في النقاشات التفسيرية للمجتمع الإسلامي المبكِّر. بعض هذه الأخبار مدهشة أيضًا في الطريقة التي تضع بها الصوت التفسيري في مقدّمة النصّ. من الواضح، بالنسبة للبخاري على الأقلّ، أنّ نقل المادة التفسيرية ليس بالضرورة دورًا سلبيًّا، ويُقترح أنه يصوّر عائشة كسُلطة تفسيرية في حدّ ذاتها.

علاوة على ذلك، يُقال إنّ المفسِّرين السُّنّة في القرون الوسطى الذين شملهم الاستطلاع في هذه المقالة يعترفون عمومًا بالأخبار التي تُنسب إليها باعتبارها موثوقة، على الرغم من أنّ درجة قيامهم بذلك قد تختلف؛ لعددٍ من الأسباب.

3- Sura Headings and Subdivisions in Qur'an Manuscripts from Sub-Saharan Africa: Variations and Historical Implications
Constant Hamès

 أسماء السور وتقسيماتها في مخطوطات صحراء إفريقيا، الاختلافات والنتائج التاريخية
لـ"كونستانت هاميس"

قد صِيغت عناوين السور والمعلومات التي تنقُلها بعد نزول القرآن الكريم بشكلٍ جيد. علاوة على ذلك، لم يتمّ تحديدها من خلال قرارات معيارية نهائية، كما كان الحال بالنسبة للنصّ القرآني.

 بالنظر إلى الامتداد الجغرافي الذي حقّقه العالم الإسلامي في مجرى تاريخه، وفي غياب التطبيع بسبب اختفاء قوّة مركزية، فإنّ الاختلافات المحلية في عناوين السور هي فقط متوقعة. هذا، في الواقع، هو الحال بالنسبة لإفريقيا. يُقارن أخذ عيّنات من مخطوطات القرآن المذكورة هنا مع النسخة المصرية القياسية لعام 1923، ويكشف عن اختلافات ليس فقط في عناوين السور ولكن أيضًا في أنواع المعلومات الأخرى المرتبطة بها، مثل الدلائل المتعلقة بمكان الوحي، وعدد الآيات في كلّ سورة. بالإضافة إلى ذلك، في بعض المناطق، لا تلتزم العناوين عادةً بالكتابة، بينما في التقاليد المحلية الأخرى، قد تكون طويلة جدًّا وتحتوي على عناصر متعدّدة من المعلومات.

على الرغم من أنّ هذه الاختلافات قد تبدو ثانوية، إلا أنها ذات أهمية من منظور مقارن، مع الأخذ في الاعتبار المناطق والعصور المختلفة؛ خاصةً إذا كان المرء يسعى إلى تمييز الهويّات المحلية في عرض مخطوطات القرآن.

المخطوطات التي تم تحليلها هنا تنتمي لمنطقة الصحراء والساحل: موريتانيا (2)، مالي (1)، تشاد (2)، والصومال (1). ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، باستثناء مخطوطة من أوائل القرن العشرين.

4- The Existential Breath of al-rahmān and the Munificent Grace of al-rahīm: The Tafsīr Sūrat al-Fātiha of Jāmī and the School of Ibn cArabī
Sajjad H. Rizvi

النفس الوجودي للرحمن ونِعَم الرحيم السخيَّة، تفسير الفاتحة للجامي وابن عربي
لـ"سجاد رضوي"

أصبح من الشائع ملاحظة أن كلّ مفسِّر يُحضِر لتفسيره مهاراته الخاصّة، وفهمه المسبق وتصوّراته المسبقة حول النصّ. وهكذا، عندما يقرأ المرء تفسيرًا من منظور معين فإنه يتوقّع أن يجد منهج المفسِّر وأسلوبه صريحَيْن في عمله. هذا ينطبق بشكلٍ خاصّ على التفسيرات الفلسفية والصوفية على القرآن.

تتناول الورقة الحالية تفسير الشاعر الفارسي الشهير عبد الرحمن الجامي (ت: 898= 1492) لسورة الفاتحة، كتوضيح لما ورائيات مدرسة ابن عربي. سأقوم على وجه الخصوص بتحليل فهمه للبسملة في ضوء عقيدة الرحمة الإلهية الأكبرية، جنبًا إلى جنب مع الفصل الشهير عن زكريا من فصوص الحكم، والذي يقدّم العقيدة إلى جانب التفسيرات الشهيرة عليها بما في ذلك مذهب الجامي، مع تفسير الجامي للآية القرآنية.

 ما يظهر هو تأويل منظّم للغاية لكلمة الله وفق المفاهيم البشرية للميتافيزيقا، وفي هذه الحالة تطبيق مذهب مدرسة ابن عربي على فهم البسملة.

 

[1] يمكن مطالعة الأجزاء السابقة ضمن تبويت (مقالات) على قسم الاستشراق.

[2] تعريب عناوين البحوث والمقالات هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قسم الترجمات).

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))