تقرير اللقاء الــ69 من لقاءات أهل التفسير

حول "طرق اكتشاف اسم ومؤلف مخطوطات التفسير المجهولة" كان موضوع اللقاء الـ69 من لقاءات أهل التفسير، مستضيفًا فضيلة الدكتور/ عبد الله بن حمد المنصور، وهذا تقرير موجز عن اللقاء.

  أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 28 شوال 1445ه الموافق 7/ 5/ 2024م بمدينة الرياض اللقاء الـ69 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: "طرق اكتشاف اسم ومؤلف مخطوطات التفسير المجهولة"، مع فضيلة الدكتور/ عبد الله بن حمد المنصور، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.

افتتح اللقاء الدكتور د. يوسف العقيل بكلمة ترحيبية عرّف فيها بموضوع اللقاء، ورحّب بالدكتور/ عبد الله بن حمد المنصور، أستاذ القرآن وعلومه المشارك بكلية الشريعة والقانون بجامعة المجمعة.

افتتح د. المنصور حديثه بالتعريف ببعض المصطلحات الواردة في اللقاء، فعرّف المخطوطة، وذكر أن هذا المصطلح لم يظهر إلا بعد عصر الطباعة، وأنه يدخل فيه ما كتبه المؤلف أو تلاميذه أو النُّسَّاخ.

كما عرَّف بعدد من المصطلحات المتعلقة بالمخطوطات، وهي: الحاشية أو الهامش، حرد المخطوطة، غلاف المخطوطة، الخُرْم، التملّكات، السماعات.

ثم انتقل إلى جواب سؤال: متى ظهر مصطلح المخطوط المجهول؟ فذكر أنه لمّا بدأت حركة فهرسة المكتبات وُقف على عدد كبير مِن المخطوطات المجهولة، وذكر أنه عدَّ مخطوطات التفسير المجهولة في بعض المكتبات فبلغت 12% تقريبًا من مخطوطات التفسير بها.

ثم جوابًا على سؤال: متى يُقال عن مخطوطة في التفسير أنها مجهولة؟ ذكر د. المنصور أن المخطوطة المجهولة لها ثلاث حالات: الأولى: إذا فُقد اسم المؤلف مع معرفة اسم الكتاب، والثانية: إذا فُقد اسم الكتاب مع معرفة اسم المؤلف، والثالثة وهي أصعبها: ألا يُعرف اسم المؤلف ولا اسم الكتاب.

ثم تعرَّض لسؤال قد يطرحه بعض الباحثين، وهو: لماذا نتجه إلى المخطوطات المجهولة؟ وألا يكفي المعروف؟ فذكر في جوابه أن المعروف قد اتجهت إليه الهِمَم، وطُبع الكثير منه، في حين تُرك المجهول وهُجر، بالرغم من أنه يحوي كنوزًا، وأشار إلى أهمية تكليف الباحثين في أقسام الدراسات العليا بالعمل على مثل هذه المخطوطات.

ثم انتقل د. المنصور إلى جملة من الخطوات في اكتشاف المخطوط المجهول، فذكر أنه ينبغي أولًا التأكُّد من كون المخطوط مجهولًا؛ فربما يكون اسم المؤلف أو عنوان الكتاب مكتوبًا في جزء آخر أو في مجلد آخر، وكذلك أهمية تأكُّد الباحث من كونِه غيرَ مسبوق بجُهد في التعرُّف على الكتاب توفيرًا للجهد.

ثم ذكر بعض الأمور الكاشفة للمخطوط والتي تستلزم قراءة دقيقة وفاحصة، فمنها: تحديد القرن، والبلد، والوقوف على شيوخه المذكورين في الكتاب، وذكره لواقعة أو حادثة في زمانه، أو إشارته إلى كتاب آخر من مؤلفاته، وكذلك إكثاره النقل عن كتابٍ أو الردّ على آخر مما قد يكون مُشارًا إليه في كتب التراجم من كون فلان قد بنى تفسيره على تفسير فلان أو اعتنى بالردّ على فلان.

وذكر د. المنصور أيضًا من الأمور الكاشفة للمخطوط: هل نَقَل عنه أحدٌ؟ ومَن آخِر مَن نقل عنهم صاحب المخطوط؟ والوقوف على مذهب المؤلف العقدي أو الفقهي أو اللغوي، والنظر في التملُّكات، ودراسة السَّماعات، ودراسة المقدمة والخاتمة، والنظر في ترتيب الكتاب وطريقة تأليفه، والقراءة التي يُفسّر بها المؤلف فهذا مما قد يفيد في معرفة بلده أو حصر البحث، وكذلك من الأمور الكاشفة خط المخطوط إذا كان من كتابة المؤلف، وذَكَر أن هناك عدّة كتب اعتنت بخطوط العلماء، وأشار إلى جملةٍ منها.

ثم ذكر د. المنصور أنّ هناك مجموعة من الكتب تفيد في الاهتداء إلى المخطوط المجهول في كتب التفسير خاصة، وهي: كتب طبقات المفسرين، وكتب طبقات القراء، وكتب التراجم المرتبة على القرون، والمرتبة على البلدان، وكتب التفسير وعلوم القرآن والقراءات في فهارس المخطوطات في المكتبات.

ثُم مِن محصّل ما جمعه الباحث من معلومات حول المخطوط ينتقل إلى حصر العناوين والمؤلفين المحتملين، ويستخدم استمارة خاصة في حصر المعلومات الكاشفة عن المخطوط المجهول، إلى أن تتحصّل لديه نتائج بحثه، والتي قد يهتدي فيها إلى اسم الكتاب ومؤلفه، وقد يهتدي فيها إلى أحدهما دون الآخر، أو البلد، أو القرن، أو ربما لا يهتدي إلى شيء، وكل هذه نتائج معتبرة، وأشار د. المنصور إلى أهمية الإجابة عن أدلة المعترضين والعناية بها بعد نشر النتائج.

ثم ختم د. المنصور اللقاء بذكر تجربته الخاصة في اكتشاف مخطوط تفسير ابن النقاش.

هذا وقد حظي اللقاء بحضور طيب ومشاركة فاعلة من الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم.

 

شاهد اللقاء كاملًا

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))