تفسير يحيى بن سلّام (ت: 200هـ)
موقف المفسِّرين منه - أبرز طرقه - ملامح منهجه
تفسير يحيى بن سلّام (ت: 200هـ)
موقف المفسرين منه - أبرز طرقه - ملامح منهجه[1]
يحيى بن سلّام بن أبي ثعلبة التيمي، أبو زكريا البصري، ثم المغربي، القيرواني، وُلد بالكوفة عام 124هـ، وانتقل إلى البصرة فتلقّى العلم عن علمائها من تلاميذ الحسَن البصري (ت: 110هـ)، وقتادة (ت: 117)، خصوصًا: سعيد بن أبي عروبة (ت: 156)، وشعبة بن الحجاج (ت: 160)، وحمّاد بن سلمة (ت: 167)، والمبارك بن فضالة (ت: 166).
ورحل إلى الكوفة فأخذ عن سفيان الثوري (ت: 161)، وإلى المدينة فأخذ عن مالك (ت: 179)، وإلى مصر فأخذ عن ابن لهيعة (ت: 174)، والليث بن سعد (ت: 175)، كما أخذ القراءات عن أصحاب الحسَن البصري، وكان له اختيار في القراءة عن طريق الآثار[2]، ويقال إنه أدرك من التابعين نحوًا من عشرين رجلًا وسمع منهم ورَوى عنهم[3].
وانتقل في آخر حياته إلى إفريقية (القيروان)، ومكثَ بها حوالي عشرين سنة؛ بَثَّ فيها علمه، وألقَى تفسيره، ونالَ مكانة مرموقة بين أهلها وحُكّامها، وفي أواخر حياته خرج إلى الحج، وعند عودته تُوفي بمصر عام 200[4].
منزلته في الرواية:
ضعّفه الدارقطني وكثيرٌ من المحدِّثين[5]، لكن لا يصل الأمر إلى ردّ حديثه؛ لذا قال ابن عدي: «يُكتب حديثُه مع ضعفِه»، وقال أبو زرعة: «لا بأس به، ربّما وَهِمَ»[6].
مكانته في العلم:
أثنى عليه أهل العلم؛ فقال أبو العرب القيرواني (ت: 333): «كان مفسِّرًا، وكان له قدر، ومصنّفات كثيرة في فنون العلم، وكان من الحفّاظ، ومن خيارِ خَلْقِ الله»، وقال أبو عمرو الداني (ت: 444): «كان ثقةً ثبتًا، عالـمًا بالكتاب والسُّنة، وله معرفة باللغةِ والعربيةِ»[7].
وقد جمعَ وصنّف تصانيف عِدَّة؛ ففي علوم القرآن يُنسب إليه كتاب (التصاريف: تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرّفت معانيه)[8]، و(تفسير القرآن). وفي الحديث له كتاب (الجامع)، كذلك له اختيارات في الفقه[9].
تفسيره وموقف المفسِّرين منه:
ألّف يحيى بن سلّام بإفريقية تفسيرًا كبيرًا أثنى عليه أهل العلم؛ فقال أبو عمرو الداني: «سكن إفريقية دهرًا، وسمع الناس بها كتابه في تفسير القرآن، وليس لأحد من المتقدِّمين مثله»[10]، وقال الحافظ ابن حجر: «تفسير يحيى بن سلّام المغربي وهو كبيرٌ في نحو ستة أسفار، أكثر فيه النقل عن التابعين، وغيرهم»[11]، وقد اعتنى به الأندلسيون والمغاربة اعتناءً كبيرًا؛ نقلًا وروايةً، وإسنادًا وحفظًا، بل واختصارًا أيضًا؛ حيث ذُكرت له عندهم مختصرات عِدَّة، منها: مختصر هود بن مُحَكَّم الـهُوَّارِي (من علماء القرن الثالث)[12]، ومختصر ابن أبي زَمَنِين (ت: 399)[13]، ومختصر أبي المطرف الأنصاري القرطبي (ت: 413)[14].
أمّا عند المشارقة فلم أقف على أحد من أئمة التفسير المسند يروي عنه سواء من تفسيره الاجتهادي أو النقلي[15]، ولعلّ سبب ذلك عدم وقوفهم على تفسيره؛ لأنه يبعد تواطؤهم على عدم الإفادة منه مع وقوفهم عليه حتى الثعلبي -الذي انفرد بمصادر عديدة في التفسير وكان مرجعًا كبيرًا لمن بعده- لم يورده ضمن مصادر تفسيره، مما يدلّ على عدم وقوفه عليه أيضًا، ويظهر أنّ سبب عدم ورود تفسير يحيى بن سلّام للمشرق الإسلامي هو تأليفه إياه بعد انتقاله إلى القيروان بالمغرب.
لكن نقل عنه بعض مفسِّري المشارقة المتأخِّرين، وأقدم مَن وقفت عليه منهم ممن أفاد من تفسيره واعتنى به الماوردي (ت: 450) في تفسيره (النكت والعيون)[16]، وأبو المظفر السمعاني (ت: 489)[17]، وابن الجوزي (ت: 597) في تفسيره (زاد المسير)[18].
أمّا المغاربة والأندلسيون فمع ما اشتهر من اعتنائهم بتفسيره، وتناقل أسانيده، واختصاره وحفظه، إلا أنّ ما نقل عنه في تفاسيرهم المشهورة التي وصلتنا لا يرقى إلى ذلك الاعتناء المشهور! فهذا ابن عطية (ت: 542) -أشهر مفسِّريهم- لم ينقل عنه إلا نزرًا يسيرًا[19]، وأقلّ منه مكّي بن أبي طالب (ت: 437) في تفسيره (الهداية إلى بلوغ النهاية)[20] مع تقدّمه! وكذا ابن العربي (ت: 543) في (أحكام القرآن)[21].
وأكثر مَن رَوى عنه من المغاربة والأندلسيين: القرطبي (ت: 671) في (الجامع لأحكام القرآن)، معظمها من تفسير يحيى بن سلّام النقلي[22]، ثم أبو عمرو الداني (ت: 444)[23]في كتابه (المكتفَى في الوقف والابتدا)[24]، ثم أبو حيان (ت: 745) في (البحر المحيط)[25]، ومنهم من لا يكاد يورد له شيئًا كابن جزيّ الكلبي (ت: 741).
كلّ ذلك يدلّ على أن الاعتناء بتفسير يحيى بن سلّام عند الأندلسيين والمغاربة إنما كان عند متقدِّميهم في القرنين الثالث والرابع، ثم خبَا بمرور الزمن، ابتداءً من أواخر القرن الخامس الهجري فيما يبدو -إلا من بعض النقولات عن المتقدِّمين-، وفُقِدَت نُسخه الكاملة من معظم البلاد الإسلامية[26]؛ لذا لم نجد ابن جزيّ الكلبي القرطبي ( ت: 741) ينقل عنه، ولا ابن كثير (ت: 774) يذكره في تفسيره مع تمام اعتنائه بتفسير السَّلَف، وكذا السيوطي (ت: 911) في (الدر المنثور) لم ينقل عنه شيئًا من تفسيره النقلي أو الاجتهادي، مع أنّ الظاهر أنه يندرج ضمن شرطه في النقل عن طبقات السَّلَف الثلاث من الكتب المسندة، وذلك في كِلَا نوعي التفسير[27]، وقد يكون في هذا دلالة على عدم وقوفهما عليه، وانعدام نُسَخه في الشام ومصر آنذاك![28] وغيرهما من البلاد الإسلامية، والله أعلم.
أبرز طرق تفسير يحيى بن سلّام:
أبرز رواة تفسير يحيى بن سلّام راويان اثنان تلقّياه عنه مباشرة، ومن طريقهما انتشر تفسيره وبقي[29]، هما:
1- ابنه محمد بن يحيى بن سلّام (ت: 262)، وقد رواه عنه عِدَّة، من أبرزهم ابنه يحيى بن محمد بن يحيى بن سلّام (ت: 280)، الذي يروي أيضًا كتاب جدِّه في الوجوه والنظائر المعروف بكتاب (التصاريف: تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه)، بل ويُحتمل أن يكون له، استخلصه من تفسير جدِّه.
2- أبو داود أحمد بن موسى بن جرير العطار (ت: 274)، ومن طريقه يَروي أبو عمرو الداني (ت: 444) العديد من أقوال يحيى بن سلّام ومروياته التفسيرية في كتابه (المكتفَى في الوقف والابتدا)[30].
ملامح منهج يحيى بن سلّام في تفسيره ومميزاته[31]:
مع فقدان نُسَخِ تفسير يحيى بن سلّام في مختلف البلاد، لكن شاء الله أن تبقى أجزاء متفرّقة منه في مهده الأوّل (تونس)، ظلَّت حبيسة في مكتباتها؛ نظرًا لِعُسْر قراءتها، وتفرُّق أجزائها، ونقص محتوياتها، وتهالُك رَقِّها[32]، إلى أن هيَّأ اللهُ له الدكتورة الفاضلة هند شلبي التي قامتْ -مشكورة- بجمع متفرِّقه، وتحرير نصِّه، وتحقيق أجزائه، وأصدرتْ ما تمّ مِن سُوَرِه في مجلدَيْن؛ من سورة النحل إلى سورة الصافات، فأخرجتْ لنا هذا السفر النفيس إلى النور، بعد فقدانه مئات السنين[33].
والناظر في هذا التفسير يجد أنه تفسير شامل تناوَل جميع سور القرآن وآياته بل ومفرداته؛ وهو على نوعين:
الأول: التفسير النقلي الروائي: حيث يَروي تفسير السَّلَف بطبقاتهم الثلاث: الصحابة، والتابعين، وتابعيهم. وتتميز هذه النقولات بمزايا عديدة؛ منها:
- الإكثار من نقل تفسير التابعين، خصوصًا الحسَن وقتادة؛ وذلك لأنه أخذ عن تلاميذهما -كما تقدّم-، ثم عن مجاهد والسدّي، كما أورد روايات عن كبار أتباع التابعين، لا سيّما شيخه سفيان الثوري، والكلبيّ الذي أكثر عنه فيما يتعلّق بالقصص والإسرائيليات؛ لذا يمكن عدّه من المصادر المتقدّمة النادرة التي وصَلَتْنَا وحَفِظَتْ لنا تفسير الكلبي.
- انفراده بإيراد مرويات عن مفسِّري السَّلَف لا تكاد تجدها في أمّهات كتب التفسير المأثور، نحو تفسير قتادة لقوله تعالى: ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ﴾ [مريم: 6] قال: يرث ماله[34].
- روايته لبعض هذه الآثار من طرقٍ يقلُّ ورودها عند نقَلة التفسير الآخرين؛ كطريق عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر -على ضعفه- عن أبيه[35]، وطريق مبارك بن فضالة عن الحسن البصري[36]، وطريق الحسن بن دينار -على ضعفه- عن الحسن[37]، وعن قتادة[38].
- روايته هذه الآثار مسندة -وقد يوردها منقطعة أحيانًا-، ويتميّز بأنه مِن رواة التفسير المتقدِّمين ذوي الأسانيد العالية.
- تعديد الروايات التفسيرية المختلفة في الآية الواحدة مع الترجيح بينها أحيانًا بعبارات تدلّ على ذلك؛ كقوله: «وبه يأخُذُ يحيى»، «وهو أعجبُ إليَّ»[39]. ولكنه قليل جدًّا ويخلو غالبًا من التعليل[40].
الثاني: التفسير النظري الاجتهادي: كذلك تميّز بميزات عديدة، وأدخل عناصر جديدة في التفسير قد تكون مما لم يُسْبَق إليها؛ من ذلك:
1- تفسير الضمائر والجُمَل المضمرة مع وضوحها، وهذا خلاف منهج المتقدّمين[41].
2- الإكثار من الاستشهاد بالآيات عند التفسير، وهو ما يُعرف بتفسير القرآن بالقرآن، ومنه ذِكر نظائر الآيات ووجوهها[42].
3- الاعتناء بذِكْر القراءات مع توجيهها، ولا عجب في ذلك فهو مقرئ فذّ، أخذ القراءات عن أصحاب الحسن، وكان له اختيار فيها[43].
4- الاستشهاد بالسُّنة لتأييد معنًى نَقَلَهُ في تفسير آية أو اجتهَد فيه برأيه، أو تتميمه؛ نحو تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: 9]،قال: «يحافظون على الصلوات الخمس؛ قال قتادة: على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها. سعيد وهمام، عن قتادة، عن حنظلة الكاتب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن حافَظ على الصلوات الخمس، على وضوئهنّ ومواقيتهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ، وعَلِم أنه حقّ الله عليه؛ دخل الجنة، أو قال: وجبَت له الجنة)»[44].
وهذا المنهج بارز جدًّا في تفسيره حتى ضمّنه ثروةً حديثيةً كبيرةً، وتميز بأحاديث ربما انفرد بروايتها[45]، أورد كثيرًا منها بسنده، وقد يكون من أوائل من اعتنى بذلك ممن دوَّن تفسيرًا نظريًّا؛ بل كانت عنايته عناية فائقة مع الإكثار والاستطراد أحيانًا بذِكْر متابعات وشواهد لما يرويه[46]، مما دفع ابن أبي زمنين (ت: 399) إلى اختصار تفسيره، حيث قال في مقدّمته: «... فإني قرأتُ كتاب يحيى بن سلّام في تفسير القرآن فوجدت تكرارًا كثيرًا وأحاديث ذكرها يقوم التفسير دونها...، فاختصرتُ مكرَّره وبعضَ أحاديثه»[47].
ولا غرابة في هذا المنهج! فقد أخذ ابن سلّام تفسيره عن أصحاب الحسن وقتادة البصريَّيْن، اللذَيْن كان لهما الريادة في هذا الباب[48].
5- التوسّع النسبي في اللغة، وإدخاله عناصر جديدة من علومها؛ كالتعليل اللغوي، وتوجيه القراءات[49].
6- كثرة الاجتهاد التفسيري، وإيراد قوله مصدَّرًا بنحو: قال يحيى[50]. وله اجتهادات في التفسير، وأقوال نفيسة، ربما لم يُسبَق إليها، يتناقلها المفسِّرون من بعدِه، خصوصًا الماوردي؛ مثل رأيه في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾ [النور: 63]، أنه عائد إلى أمر الله تعالى[51]، ولم يذكر سوى هذا القول، وقد نقله الماوردي والقرطبي عنه دون غيره.
ومثله أيضًا في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾ [النازعات: 1]، أنها الوحش تنزع من الكلأ وتنفر[52]، وهو قول جديد لم يُذكر عمَّن قبله فيما وقفتُ عليه.
ومن تلك المعاني النفيسة أيضًا ما أورده في تفسير قوله تعالى: ﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي﴾ [المؤمنون: 110]، حيث قال: «ليس يعني أنّ أصحاب الأنبياء أنسَوْهُم ذِكر الله فأمروهم ألّا يذكروه، ولكنَّ جحودهم واستهزاءهم وضحكهم منهم هو الذي أنساهم ذِكر الله؛ كقول الرجل: (أنساني فلانٌ كلَّ شيء)، وفلان غائب عنه؛ بلغه عنه أمرٌ فشغل ذلك قلبَه. وهي كلمة عربية»[53].
إلى غير ذلك من الميزات التي لم تكن معهودة عند المتقدِّمين، مما حَدَا ببعض المعاصرين أن يدّعي أنَّ ليحيى بن سلّام السَّبْق والأقدمية بهذا المنهج، وأنه يُمثِّل نقلةً نوعية للتفسير، ومرحلةً ممهِّدةً لظهور منهج الطبري، وأنَّ الطبري استفاد منه هذا المنهج! وسيأتي تحرير ذلك في الباب الثاني بإذن الله تعالى.
[1] هذه المقالة من كتاب (تفسير أتباع التابعين؛ عرض ودراسة)، الصادر عن مركز تفسير سنة 1436هـ= 2015م، تحت عنوان: (يحيى بن سلّام)، ص174 وما بعدها. (موقع تفسير).
[2] ينظر: القراءات بإفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري، ص157- 174.
[3] سير أعلام النبلاء (9/ 397)؛ غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 373)؛ مقدّمة تحقيق تفسير يحيى بن سلّام (1/ 11).
[4] غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 373)؛ مقدمة تحقيق تفسير يحيى بن سلّام (1/ 11، 12).
[5] ينظر ميزان الاعتدال (4/ 381)؛ مقدمة تحقيق تفسير ابن أبي زمنين (1/ 83- 85).
[6] ينظر تحرير ذلك في مقدمة تحقيق تفسير ابن أبي زمنين(1/ 83- 98).
[7] سير أعلام النبلاء (9/ 397)؛ غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 373).
[8] طُبع بتحقيق: د. هند شلبي، الشركة التونسية، 1979م. وسيأتي بيان نسبته إليه.
[9] ينظر: مقدمة تحقيق تفسير يحيى بن سلّام (1/ 13).
[10] غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 373).
[11] العجاب في بيان الأسباب (1/ 219).
[12] طُبع بتحقيق بلحاج سعيد شريفي دار الغرب الإسلامي، ط1، 1990م، 4 أجزاء. ومما يحسن التنبيه عليه أن هود بن محكَّم كان إباضي المذهب، وقد بثّ عقيدته في مختصره محرفًا ما أورده ابن سلّام! [ينظر: مقدمة تحقيق تفسير كتاب الله العزيز، لهود بن محكَّم الهوّاري (1/ 33- 37)؛ ومقالات في علوم القرآن وأصول التفسير، ص388]. كذلك لم يورد في متن كتابه ما يشير إلى أنه مختصر لتفسير بن سلّام ولم يُعرف بذلك! وإنما توصّل محققه إلى ذلك بالمقارنة، ينظر: (1/ 21- 25).
[13] طُبع بتحقيق: عبد الله حسين بن عكاشة، ومحمد مصطفى الكنز، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، ط1، 1423= 2001م، 5 أجزاء.
[14] ينظر: مقدمة تحقيق تفسير يحيى بن سلّام (1/ 19)؛ ومقدّمة تحقيق تفسير كتاب الله العزيز، لهود بن محكَّم الهوّاري (1/ 30).
[15] وردت رواية يتيمة من روايات يحيى بن سلّام عند ابن جرير (3/ 427)، وهي رواية مرفوعة في مسألة فقهية لا علاقة لها بالتفسير المباشر، وسيأتي مزيد بيان في المسألة.
[16] وجدت في تفسيره (197) أثرًا تفسيريًّا ليحيى بن سلّام، أغلبها من تفسيره الاجتهادي، وقد فاق في نقله تفسير ابن سلّام جميع المشارقة الذين وصلتنا تفاسيرهم بل والمغاربة أيضًا! والعجيب أن جميع تلك الآثار في النصف الثاني من القرآن (بالتحديد من سورة الأنبياء إلى آخره)؛ مما يدلّ على أنّ له اعتناءً خاصًّا بتفسير يحيى بن سلّام، وأنه وقف على نصف تفسيره فقط وأفاد منه هذه الروايات العديدة، فكيف لو وقف عليه كلّه؟!
[17] وجدت في تفسيره (5) آثار تفسيرية ليحيى بن سلّام (من سورة الحج إلى غافر).
[18] وجدت في تفسيره (15) أثرًا تفسيريًّا ليحيى بن سلّام (من سورة القصص إلى آخره).
[19] بلغت (8) آثار تفسيرية (من سورة الأعراف إلى الكهف).
[20] لم يورد إلا روايتين يتيمتين، (1/ 282)، (12/ 7320). مع أنه أشار في مقدمته (1/ 74) أنه تخيّر منه، مما يدل أنه لم يكن مصدرًا أساسيًّا له، كما ذكر محرّر مقدّمة التحقيق (1/ 30)؛ إلا أن يفيد عنه في مواضع أخرى دون ذكره والعزو إليه!
[21] بلغت (4) روايات (في سور النور والقصص والأحزاب).
[22] بلغت (67) أثرًا تفسيريًّا في جميع القرآن (من سورة النساء إلى آخره). ومن هنا يتبيّن لنا أنّ أكثر مَن أفاد من تفسير ابن سلّام من التفاسير التي بين أيدينا على الإطلاق هو الماوردي، ولم يتنبه لذلك د. زكريا هاشم الخولي في رسالته (منهج يحيى بن سلّام في التفسير)، حيث عقد مقارنة بين تفسيري ابن سلّام والقرطبي -ص568- باعتبار أن القرطبي أكثر مَن نقل عن ابن سلّام، ويؤكّد ذلك أن تفسير الماوردي لم يرِد ضمن مراجعه.
[23] وهو أقدم الأندلسيين الذين اعتنوا بنقل تفسير يحيى بن سلّام ممن وصلتنا كتبهم، وذلك في مختلف تصانيفه، لكن أكثرها اعتناء كتاب (المكتفَى في الوقف والابتدا) الذي ينقل فيه آثار ابن سلّام التفسيرية بإسناده إليه، مع أنه كتاب في علم الوقف والابتداء وليس في التفسير.
[24] بلغت حدود (36) أثرًا من تفسير يحيى النقلي والاجتهادي، في مختلف أجزاء القرآن، ينظر مثال ذلك: ص22، 33، 45، 59، 77، 80، 90، 96، 111، 116، 117، 139، 147، 148، 153، 167، 169، 170، 185، 197.
[25] بلغت بضعة وعشرين أثرًا تفسيريًّا، بعضها حكاية عن اختيارات يحيى بن سلّام في القراءات (في مواضع متقطعة ابتداء بسورة النساء إلى الزلزلة)، ومما يلاحظ أن القرطبي وابن حيان أندلسيان قضيَا أواخر حياتهما في المشرق!
[26] يلاحظ في الإحصاءات السابقة لنقولات المفسِّرين عن ابن سلّام أنّ إفادتهم كانت من قطع متفرّقة لتفسيره، مما يدلّ أنّ نسخه الكاملة فُقِدَت منذ ذلك العهد، ويؤكّده ما وُجد منه اليوم، حيث وقَفَتْ مُحقِّقَةُ تفسيره على 38 قطعة متفرّقة، مشتتة السور والآيات، يعود نسخها إلى القرنين الرابع والخامس! ينظر: مقدمة تحقيق تفسير يحيى بن سلّام (1/ 21- 31).
[27] لم يرِد ذِكر ليحيى بن سلّام في الدر المنثور إلا في آخر الكتاب (15/ 824) نقلًا عن الحافظ ابن حجر في معرض ذِكره تفاسير ضعفاء التابعين فمَن بعدهم، هذا مع تنوع مصادر السيوطي، وحرصه الشديد على الرجوع إلى مختلف الكتب المسندة في التفسير وغيره من كتب الحديث والفقه والتاريخ والتراجم والسير والأدب؛ إلى حدّ أنه أفاد ثلاث روايات في تفسيره من كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني! [ينظر: الدر المنثور (1/ 536)، (11/ 705)، (14/ 8)].إلا أن يقال أنّ السيوطي لا يرى تفسير ابن سلّام من الكتب المسندة، وبالتالي خرجت عن شرطه! وهو بعيد.
[28] قد يَرِدُ على هذا أن الحافظ ابن حجر (ت: 854) نقل عنه في (13) موضعًا في كتابه (العجاب في بيان الأسباب) المنتهي بسورة النساء -مصرحًا في بعضها أنها من تفسيره-، كذلك في (11) موضعًا في الفتح معظمها في تعيين المبهمات في أسباب النزول، صرّح في بعضها بوقوفه على تفسيره، كقوله: «ثم وقفتُ في تفسير يحيى بن سلّام البصري نزيل مصر ثم إفريقية وهو في طبقة يزيد بن هارون...»، فتح الباري (11/ 439)! لكن يُجاب عن ذلك أن وقوفه إنما كان على قِطَعٍ منه، وليس عليه كاملًا كما تقدّم، والله أعلم.
[29] ينظر مقدمة تحقيق تفسيره (1/ 17- 19).
[30] ينظر الأمثلة الواردة في الفقرة السابقة عند الحديث عن أبي عمرو الداني.
[31] من الرسائل الجامعية التي درست منهج ابن سلّام في تفسيره:
- يحيى بن سلّام ومنهجه في التفسير بالغرب الإسلامي (القرن 2هـ)، سلوى بنكروم، كلية الآداب: الرباط، عام 1995م.
- منهج يحيى بن سلّام في التفسير، زكريا هاشم الخولي، ماجستير، جامعة القاهرة، عام 2002م. ينظر: قاعدة بيانات أوعية المعلومات القرآنية.
وقد طُبعت الأخيرة في مجلد واحد عام 1433= 2012م، من إصدار دار النوادر بدمشق.
[32] قال الفاضل بن عاشور (ت: 1390) في كتابه (التفسير ورجاله)، ص27: «وتوجد من هذا التفسير ببلادنا التونسية نسخة عظيمة القدر موزّعة الأجزاء، نُسخت منذ ألف عام تقريبًا، منها: مجلد يشتمل على سبعة أجزاء بالمكتبة العبدلية بجامع الزيتونة الأعظم، وآخر يشتمل على عشرة أجزاء بمكتبة جامع القيروان، ومن مجموعها يتكون نحو الثلثين من جملة الكتاب. ويوجد جزء آخر لعلّه يتمم بعض نقص النسخة من المقتنيات الخاصّة لبعض العلماء الأفاضل. ولعلّ فذاذة هذه النسخة التونسية هو الذي يُعتذر به للذين أهملوا شأن ابن سلّام في مراحل التفسير...».
[33] صدر عام 1425= 2004م، عن دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، 913 صفحة.
[34] تفسير يحيى بن سلّام (2/ 214). لم أجد هذا التفسير عن قتادة عند ابن جرير، ولم يذكره ابن كثير في تفسيره، كما لم يورده السيوطي في الدر المنثور.
[35] ينظر مثال ذلك: (1/ 51، 53، 59، 62، 65، 67، 72، 89).
[36] ينظر مثال ذلك: (1/ 121، 367، 456، 483، 488).
[37] ينظر مثال ذلك: (1/ 52، 86، 96، 100، 148) وهي كثيرة جدًّا.
[38] ينظر مثال ذلك: (1/ 253، 463).
[39] ينظر أمثلة لذلك في تفسيره: (1/ 295، 447)، (2/ 714، 727).
[40] وهذا يضعِّف الاستدلال به على أنه مبتكر هذا المنهج قبل ابن جرير، كما سيأتي.
[41] وقد سبقه في ذلك مقاتل بن سليمان، كما تقدَّم.
[42] ينظر على سبيل المثال: (1/ 263، 296، 397، 477، 480، 492).
وقد تقدّم أنه يُنسب إليه كتاب مستقلّ في الوجوه والنظائر صدر بعنوان: (التصاريف: تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه)، وربما يكون مستخلصًا من تفسيره. ينظر: مقدمة تحقيق تفسير كتاب الله العزيز، لهود بن محكَّم الهوّاري (1/ 30).
[43] ينظر: القراءات بإفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري، ص157- 174. ومن أمثلة اعتنائه بذِكْر القراءات وتوجيهها في تفسيره (1/ 205، 471، 488)؛ وينظر أيضًا مختصره تفسير ابن أبي زمنين (5/ 101).
[44] تفسير يحيى بن سلّام (1/ 393). وينظر أمثلة أخرى (1/ 73، 74، 85).
[45] ينظر مثال ذلك: تفسير ابن أبي زمنين (1/ 122).
[46] من أمثلة ذلك ما أورده عند تفسير قوله تعالى: ﴿أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون: 14] قال: «إنّ العباد قد يَخلقون، يُشبِّهون بخلق الله، ولا يستطيعون أن ينفخوا فيه الروح».
- الربيع بن صبيح عن الحسن، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المصوّرون يعذَّبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم).
- أبو أمية بن يعلى الثقفي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله: مَن أظلمُ ممن يخلق كخلقي؛ فليخلقوا ذبابًا، أو ذرة، أو بعوضة).
- حماد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنّ أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله). تفسير يحيى بن سلّام (1/ 395).
[47] تفسير ابن أبي زمنين (1/ 111).
[48] ينظر: تفسير التابعين (1/ 212، 263)، (2/ 634، 635).
[49] ينظر أمثلة لذلك في تفسيره: (1/ 471، 488).
[50] ينظر مثال ذلك: (1/ 298، 303، 316- 318).
[51] تفسير يحيى بن سلّام (1/ 467).
[52] تفسير الماوردي (6/ 192).
[53] تفسير يحيى بن سلّام (1/ 419). ينظر أمثلة أخرى في تفسيره: (1/ 281، 295، 335، 390، 399، 463، 486، 490).