الصناعة النقدية في تفسير ابن عطية
تنطلق هذه الدراسة من محاولة استكشاف معالم النقد التفسيريّ عند ابن عطية، وقد عالجَتْ من خلال التطبيقات النقدية في تفسيره عددًا من الإشكاليات، أبرزها: ما هو النقد؟ وما هي خطواته ومراحله؟ وكيف نفهم أقوال المفسرين؟ وما هي الأصول الضابطة لذلك الفهم؟ وما هي الخطوات التي يجب اتباعها قبل إصدار حكمٍ نقديّ؟
تأتي هذه الدراسة ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، وأصلها رسالة دكتوراه، أعدَّها الباحث/ محمد صالح محمد سليمان، نوقشت عام 1434هـ بقسم التفسير، بكلية أصول الدين، بجامعة الأزهر الشريف، بمصر، وأُجيزت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
وقد خرجت الطبعة الأولى من هذا الإصدار عن المركز عام 1437هـ-2016م، في مجلد واحد، وعدد صفحاته (459) صفحة.
وتمثَّلت أبرز أهداف الدراسة فيما يأتي:
1- بيان مفهوم النقد، ووظائفه، وخطواته ومراحله.
2- بيان الأصول الضابطة لفهم أقوال المفسِّرين.
3- بيان مستندات ابن عطية في نقد التفسير.
وجاءت الدراسة في سبعة فصول تسبقها مقدمة، وتتلوها خاتمة:
أمّا المقدمة فكانت لبيان موضوع الدراسة، وإشكالياتها، واستعراض الدراسات السابقة، وخطة الدراسة.
وأمّا الفصل الأول فتناول: (مفهوم النقد وأهميته وخطواته ووظائفه).
وتناول الفصل الثاني: (ابن عطية وسماته النقدية).
وتناول الفصل الثالث: (توجيه أقوال المفسرين عند ابن عطية).
وتناول الفصل الرابع: (نظرات تحليلية في الممارسات النقدية عند ابن عطية).
وتناول الفصل الخامس: (مستندات نقد التفسير عند ابن عطية).
وتناول الفصل السادس: (نظرات وصفية في مجالات نقدية).
وتناول الفصل السابع: (مصطلحات نقد التفسير عند ابن عطية).
وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة مركزيّة تمثّلت في أنّ الصنعة النقدية في تفسير ابن عطية قد تأطَّرت بمنهجية متَّسقة، ووتيرة مطردة، يمكن عبرها بناء العقل النقدي، وتكوين الملَكة النقدية، وضبط حركة النقد بوجه عام، وأنّ موضوع نقد التفسير له أهمية كبيرة وأثر عظيم في مسيرة الدراسات القرآنية.
وأمّا النتائج التفصيلية للدراسة فأبرزها ما يأتي:
1- من العوامل التي كان لها إسهام كبير في بناء العقل النقدي لابن عطية، وتكوين شخصيته الناقدة: أسرته، وبيئته، والظروف السياسية والاجتماعية والمناصب التي تقلَّدها.
2- اعتمد نقد ابن عطية على عدة مستندات، أبرزها: القرآن الكريم، والسُّنة النبوية، واللغة العربية، ودلالة التاريخ، ودلالة الواقع، ودلالة اللزوم.
3- كانت المنهجية النقدية لابن عطية حيال القصص والمرويات الإسرائيلية انتقائية لا تصل إلى الاعتماد الكلي عليها، ولا إلى الإهمال التام لها؛ بل تقوم على إهمال كل ما لا يخص الآية، وعلى ذكر ما يُدَّعى اختصاصه بالآية من المعاني المبثوثة في خلال الروايات، وقد نـبَّه على تلك المنهجية في مقدمة تفسيره وفي كثير من المواطن الأخرى.