الصناعة النقدية في تفسير ابن جرير الطبري

ينتاول الكتاب منهج النقد عند ابن جرير الطبري في تفسيره، وبيان الأسس النقدية (النقلية والنظرية) التي اعتمدها في نقد التفسير، ومنهجه في دراسة أقوال المفسرين مع اختلاف مراتب أصحابها، وتباينها من حيث القوة والضعف، كما يرصد الكتاب كيفية تعامل الطبري مع المناهج المخالفة (تفاسير أهل البدع)، والتفسير بالرأي المحرّم، والموقف من الإسرائيليات، والتفسير بمجرد اللغة، وأثر ذلك في منهجه النقدي، ويبين مدى اطراد منهجه في نقد الأقوال والمناهج.

  تأتي هذه الدراسة ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، وأصلها رسالة دكتوراه، أعدَّها الدكتور: يوسف بن جاسر الجاسر، نوقشت في 3/ 2/ 1439هـ، بقسم الدراسات القرآنية، بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض في المملكة العربية السعودية. وقد صدر الكتاب عام 1443هـ/2022م، في مجلدين، مجموع صفحاتهما (1775) صفحة.

وتمثَّلت أبرز أهداف الدراسة فيما يأتي:

1. إبراز المنهج الصحيح في التفسير وأهم رجالاته.

2. الكشف عن معلم من أهم المعالم المنهجية في تفسير الطبري، وهو نقد التفسير مع الدرس والتحليل، والوقوف على أهم المجالات النقدية التي قام ابن جرير بمعالجتها، وهي المناهج والرجال والأقوال والمرويات.

3. بيان الصيغ والأساليب التي استعملها ابن جرير في نقد الأقوال، ودرس وتحليل الأسس النقدية من جهة الرواية والدراية في تفسير ابن جرير.

4. تقرير أهم المعايير التي اعتمدها ابن جرير عند تنازع الأسس النقدية، وبيان مميزات نقده التي كوّنت منهجه النقدي في التفسير.

وجاءت الدراسة في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة.

أما المقدمة فكانت لبيان قضايا الدراسة، وحدودها، ومصطلحاتها، وأهميتها وأسباب اختيارها، والدراسات السابقة، وأهداف الدراسة، وأسئلتها، ومنهجها، وإجراءاتها، وخطتها.

وأما التمهيد فاشتمل على ثلاثة أمور؛ الأول: ترجمة موجزة عن ابن جرير الطبري، الثاني: منهج ابن جرير الطبري في التفسير، الثالث: نشأة النقد في التفسير.

وأما الباب الأول فتناول: صيغ وأساليب نقد التفسير عند ابن جرير. وتناول الباب الثاني: مجالات نقد التفسير عند ابن جرير. وجاء الباب الثالث حول: أسس نقد التفسير عند ابن جرير.

وأما النتائج التفصيلية للدراسة فأبرزها ما يأتي:

1- تنوعت صيغ وأساليب التفسير عند ابن جرير قوة وضعفًا بحسب اختلاف الأقوال والأصول والقواعد النقدية، وأظهر ذلك دقة ابن جرير النقدية، وعنايته بالتمييز بين مستويات النقد.

2- اعتمد ابن جرير الإجماع كأحد أهم أصوله النقدية في التفسير، ولكن حسب مفهومه الذي لا ينقضه عنده مخالفة الواحد والاثنين، وهو منهج بعض الأئمة المتقدمين كابن المنذر وغيره.

3- كانت مناسبات النزول أهم مصادر ابن جرير في نقد التفسير، وكان تفسيره أوسع التفاسير في ذكر أسباب النزول، كما تميّز بحسن نقده لهذه الأسباب مع تقرير علاقتها بتفسير الآية.

4- توسط ابن جرير في مراعاته للإسرائيليات في تفسيره اتباعًا للمنهج النبوي، مع اعتماد أصوله وقواعده النقدية المتعددة في الأخذ بها في التفسير، فما وافقها اعتمده أو احتمله، وما خالفها ردّه وأبطله.

5- كانت أهم الأصول التي اعتمدها ابن جرير في نقد التفسير مراعاة النظائر القرآنية، القراءات، السنة النبوية، الإجماع، أقوال أهل التأويل، العموم، الظاهر، لغة العرب، السياق، النزول، التاريخ، وهذا هو ترتيبها حسب الأصل، وإن كانت هناك قرائن يُقدِّم لأجلها أصلًا على آخر.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))