هذه المقالة هي الجزء (25) من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في مجلة: Journal of Islamic Studies، التي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- A Prophet Has Appeared: The Rise of Islam through Christian and Jewish Eyes. A Sourcebook By STEPHEN J. SHOEMAKER
Volume 34: Issue 2, 2023
Aziz Al-Azmeh

ظهور نبي: صعود الإسلام من خلال نظرة اليهود والمسيحيين، لستيفن شوميكر[2] 
عزيز العظمة 

يتناول هذا المقالُ كتابَ (صعود الإسلام من خلال نظرة اليهود والمسيحيين)، لستيفن شوميكر، وهذا الكتاب عبارة عن مختارات «منظّمة» لما يُعتبر شهودًا على الأحداث الكبرى المرتبطة بالمرحلة المبكّرة للمسلمين حيث ظهور دين عالمي جديد، مرتبط بهيمنة السلالات الإمبراطورية العربية.

 وهذا الكتاب يتألّف من ترجمات لأعمال عشرين مؤلّفًا يعتقد المحرّر والمعلّق ستيفن شوميكر أنها معاصرة أو شبه معاصرة للأحداث المسرودة. يسبق كلّ نصّ أو مجموعة من الأجزاء النصِّية مقدّمة تتحدّث عن المؤلّف والتأليف وتكوين النصوص المقدّمة وبعض الأمور البارزة في المحتوى، ويتبعها تعليق وفير على هذه النصوص.

تهدف المختارات، كما يقترح المترجِم، إلى سدّ فجوة. بالمعنى المباشر، هذه الفجوة هي واحدة من السجلّات اللغوية المعاصرة لظهور الإسلام. هناك مختارات موجودة بالفعل من نصوص بِلُغات أخرى غير العربية، في حين أن هذه المختارات تحتوي على نصوص من السريانية والأرمنية واليونانية والعبرية واللاتينية.

يخبر شوميكر القارئ أن اختياره للمواد كان مدفوعًا بجودة الشهادة، ويتم تحديد ذلك من خلال تأريخها إلى القرن الأول للهجرة، ومن خلال نقل الشهادات حول معتقدات وممارسات المسلمين الأوائل. تأتي النصوص من مناطق واسعة جدًّا. ومن المثير للاهتمام، أنّ الشهود المباشرين من جهات قريبة، وكذلك يلفت النظر الاستخدام المطوّل للزخارف القياسية.

2- The Emergence of the qirāʾāt: The Divine Permission Hypothesis
Tareq Moqbel
Volume 33: Issue 3, 2022

ظهور القراءات: نظرية الرخصة الإلهية
طارق مقبل

تم اقتراح نظريات مختلفة لظهور القراءات المختلفة في القرآن. هذه الورقة تناقش فرضية الرخصة الإلهية. وتُظْهِر أنّ التقليد العلمي الإسلامي نصَّ صراحةً على أنّ نزول القرآن ورغم أنه كان حرفيًّا ولا يجوز تبديله، إلا أنه كذلك كان منذ البداية مصحوبًا بامتياز إلهي يسمح بقدر من المرونة في تلاوته.

 تقدِّم الورقة بعض المناقشات العلمية حول القيود أو الضوابط المفروضة على هذه الرخصة، بما في ذلك كونها مقيدةً بزمن التنزيل. لم تحمل جميع القراءات المختلفة التي تم تداولها خلال حياة الصحابة نفس السلطة الإلهية؛ فقد تراوحتْ بين تلك التي علمها النبي مباشرة، وتلك التي وافق عليها تحديدًا، إلى تلك التي بدأها الصحابة تحت السلطة العامة للإذن الإلهي. تقدِّم فرضية الرخصة كفاءة تفسيرية كبيرة، تسمح لنا بأخذِ المزيد مما هو مسجل في التقليد الإسلامي في ظاهره، كذلك تمكننا من استيعاب الأخبار التي تفيد بأن القرآن قد نزل في الغالب بلهجة قريش، وتمكننا من ربط الأخبار التي تتحدّث عن الأحرف السبعة بالقراءات. كما تساعدنا على تبسيط بعض القضايا المتعلقة؛ مثل وجود عدد غير محدّد من المتغيرات قبل توحيد النصّ، واستباق بعض التوجيهات في علم القراءات، وفهم النقد المُقدَّم لقراءات شخصيات بارزة في علوم القرآن مثل الطبري والزمخشري.

3- Qurʾān Quotations Preserved on Papyrus Documents, 7^th–10th Centuries. And the Problem of Carbon Dating Early Qurʾāns
Yasin Dutton
Volume 32: Issue 1, 2021

مقتطفات قرآنية على ورق البردي ما بين القرنين السابع والعاشر، ومشكلة التأريخ عبر الكربون المشع
ياسين دتون

هذا المقال يتناول كتابَ (مقتطفات قرآنية على ورق البردي)، ينقسم هذا الكتاب، كما يوحي عنوانه، إلى جزأين؛ يتألف الجزء الأول من المقدمة والفصول 2- 4، ويركز على أجزاء من ورق البردي التي تحتوي على مقاطع قرآنية. تكون مقدمة مايكل جوزيف ماركس شاملة، وتبحث في سبع برديات معروفة باحتوائها (تقريبًا) على نصوص قرآنية حصرية. هذه موضحة جيدًا، وتعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها الرسوم التوضيحية لأجزاء الرّق.

 من الجدير بالملاحظة للمرجع الحالي، أنّ الزخرفة بين السور واضحة في الشكلين 1. 4 (ص: 20)، و1. 10، والتي تذكِّر بأحد أوصاف مصحف جدّ الإمام مالك، الذي كُتب في زمن الخليفة عثمان؛ حيث كانت هناك أنماط في شكل سلاسل. وبالمثل، فإن ما يبدو أنه استخدام نوعين مختلفين من الكتابة اليدوية في نفس الورقة (الشكل 1. 4، ص: 20) يذكِّرنا أيضًا بالمخطوطات المبكرة الأخرى، على سبيل المثال: Mingana 1572، Paris 328a، Or.2165، and Sanaa 01-25.1، وكلها تعرض العديد من أنماط الكتابة اليدوية. هذا هو نوع الأدلة المفيدة التي تدعم فرضية التاريخ المبكّر لمثل هذه الأجزاء.

4- A Place Between Two Places: The Qurʾānic BarzakhBy GEORGE ARCHER
Ramon Harvey
Volume 30: Issue 3, 2019

مكان بين مكانين: البرزخ في القرآن، لجورج آرتشر
رامون هارفي

«وسخّر لنا كلّ بحر هو لك في الأرض والسماء والملك والملكوت وبحر الدنيا وبحر الآخرة».

توفّر هذه السطورُ من كتاب (حزب البحر) للصوفي أبي الحسن الشاذلي (المتوفى 656= 1258) نقطةَ انطلاق لمناقشة كتاب جورج آرتشر (مكان بين مكانين). ركّزت أطروحة آرتشر على أن البرزخ القرآني، وهي كلمة غارقة في الرمزية، تمثّل حاجزًا جبليًّا بين بحرين (الحياة الحالية والآخرة). من خلال استخدام ثلاثة مناهج مزدهرة في الدراسات القرآنية المعاصرة: التوازيات السياقية القديمة المتأخرة، دراسات الشفوية، والتحليل البنيوي الحلقي، يكشف آرتشر عن قراءته لحالة وسيطة قرآنية ضمنية مميزة ويتتبع تحوّلها إلى مفهوم البرزخ الأكثر شهرة من أنواع العلماء المسلمين في العصور الوسطى.

كتاب (مكان بين مكانين) هو كتاب كبير يتكوّن من أكثر من 450 صفحة، مقسم إلى ستة فصول؛ يأتي الأول والأخير كمقدمة وخاتمة؛ يبدأ الأول بنموذج من خمسة أضعاف للحالة الوسيطة التي يعيشها الإنسان الذي ينتظر القيامة في الفكر الإسلامي والمسيحي واليهودي: الغموض، والحج، والتطهير، وموت الروح، ونوم الروح.

يربط آرتشر الأطروحات بإيجاز بفترات مختلفة من التاريخ الفكري، قبل أن يُشكِّل مصطلح البرزخ الذي يظهر ثلاث مرات في القرآن، ولكن مرة واحدة فقط في السياق الواضح للحالة الوسيطة. ينتقل الفصل بعد ذلك إلى ملخص مطول لكوسمولوجيات مجتمعات الشرق الأدنى السابقة والمعاصرة فيما يتعلّق بما يكمن بعد الموت، بالاعتماد على مجموعة واسعة من الأدبيات الثانوية والإشارة المنتظمة إلى المصادر الأولية. يتناول الفصل الثاني النظرية والمنهجية، ويدافع عن أهمية شفهية القرآن في تركيبه لوجهات نظر العالم السابقة، والدوافع الدينية والذاكرة المجتمعية لصياغة أداة جديدة قوية. يقدّم آرتشر طريقة التحليل البنيوي الحلقي، بالاعتماد جزئيًّا على شخصيات مثل ماري دوغلاس وميشيل كويبرس، ويبرّر استخدامها هنا. يمثّل الفصلان الثالث والرابع تطبيقات لهذه الطريقة؛ فالأول عبارة عن دراسة تفصيلية لسورة الكهف، والتي يراها مفتاحًا لفتح رمزية البرزخ، بينما يقدم الفصل الأخير تحليلات بنيوية موجزة لخمس عشرة سورة بترتيب زمني تقريبي مع التركيز بشكلٍ خاصّ على البيئات ذات الأهمية للموضوع. الفصل الخامس هو محاولة لتتبع التطور الفكري لمفهوم البرزخ في العصور الوسطى خلال العصر الأموي -والمتمثل بشكلٍ أساسي من خلال تصميم قبة الصخرة في القدس- وأنواع العلوم العباسية الناشئة؛ مثل التفسير والحديث والسيرة والكلام. يلخّص الفصل الأخير الحُجّة السابقة، قبل تقديم بعض المقترحات الشائقة لاستخدام المقاربات البنيوية الحلقية في فهم التركيب القرآني.