المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء العاشر

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهمّ ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء العاشر[1] من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا، والمنشورة في مجلة: Journal of qur’anic studies، هذا العام 2022م، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- Fights and Flights: Two Underrated ‘Alternatives’ to Dominant Readings in tafsīr

Sohaib Saeed

فهمين مغايرين لـ(آية القصاص) و(آية الطير) من سورة البقرة، في مقابل التفسير السائد[2]

لـ"صهيب سعيد"

هل الآية 178 من سورة البقرة تشرع الانتقام من القتل؟ هل أُمِر إبراهيم بقطع بعض الطيور في سورة البقرة الآية 260؟

 تبحث هذه الورقة في حالتين وُجدت فيهما وجهة نظر سائدة في التفسير الإسلامي جنبًا إلى جنب مع رؤية مغايرة تم تقزيمها أو انتقادها؛ في الآية الأولى، نجد أن ابن تيمية (المتوفى 728/ 1328) قد التقط القراءة التاريخية للآية ودافع عنها، ومع ذلك فهي أقلّ تأثيرًا في الأعمال التفسيرية اللاحقة له.

 بالنسبة للآية الثانية، نجد قراءة «طبيعية» لآية الطّيْر (سورة البقرة: 260) قدّمها أبو مسلم الأصفهاني (ت 322/ 934)، وقد تم تبنّيها مِن قِبل بعض المفسِّرين والمترجمين المعاصرين، ولكنها رُفضت إلى حدّ كبير باعتبارها مخالفةً لإجماع الآراء.

بالإضافة إلى ذلك تُقدّم الدراسة رسمًا بيانيًّا لاستقبال هذه الآراء المتنافسة، وتقوم بتحليلها، ثم تناقش أنّ هذه البدائل والآراء المغايرة أكثر منطقية، ومثمرة بالفعل، بصورة أكبر من التفسيرات المقبولة على نطاقٍ أوسع.

تدعو مجاورة هذه الحالات إلى دراسة أعمق للمفاهيم التأويلية الرئيسة في التقليد التفسيري.

2- A Zaydī Qur’an Commentary from Yemen: An Introduction to Tajrīd al- Kashshāf maʿa ziyādat nukat liṭāf

Scott C. Lucas

تفسير زيدي يمني للقرآن، مقدمة لـ«تجريد الكشاف مع زيادة نكت لطاف»

لـ"سكوت سي. لوكاس"

يقدّم هذا المقال مقدّمة لتجريد الكشاف، وهو تفسير قرآني كتبه العلّامة اليمني الزيدي أبو الحسن عليّ بن أبي القاسم (توفي 837/ 1433- 1434) ولم يُنشر بعد. على الرغم من شهرته باعتباره زيديًّا منتظمًا، إلا أنّ تفسير القرآن لابن أبي القاسم يعتمد حصريًّا على أعمال التفسير السُّنّي؛ لا سيما الكشاف للزمخشري، وزاد المسير لابن الجوزي.

من خلال تحليل دقيق لتفسيره على سورة النجم وسورة المائدة آية 55، توضّح هذه المقالة مصادر ابن أبي القاسم وتقنياته التفسيرية، كذلك يحتوي هذا المقال على نسخة نقدية من شرح ابن أبي القاسم لسورة النجم ويسلِّط الضوء على العلاقة الحميمة بين الزيدي والتفسير القرآني السُّنّي.

3- The Bitter Lot of the Rebellious Wife: Hierarchy, Obedience, and Punishment in Q. 4: 34

Saqib Hussain

العقاب المبُرِح للمرأة الناشز: التراتب الهرمي والطاعة والعقاب

لـ"ثاقب حسين"

سورة النساء الآية (34) تم تفسيرها بشكل كامل في تفاسير القرآن الكلاسيكية والأعمال الفقهية على أنها تَسمحُ للزوج بضربِ زوجته إذا كانت مذنبةً بارتكاب جريمة النشوز، وهو مصطلح يُفهم على أنه يعني نوعًا من العصيان من جانب الزوجة.

 وهكذا، ووَفقًا للتفسير التقليدي للآية، يُطلب من الزوجة طاعة زوجها، ويكون للزوج سُلطة على زوجته.

 هذه الورقة تنخرط أوّلًا في قراءة فاحصة للآية في سياقها الأدبي، ثم تُعيد فحص التسلسل الهرمي بين الجنسين كما تعرضه الآية ومسألة طاعة الزوجة لزوجها. ثانيًا، تحاول إعادة تقييم المصطلح الرئيس (نشوز) في ضوء استخدامه في أماكن أخرى من القرآن، وكذلك في الشِّعْر الجاهلي والشِّعْر الإسلامي المبكّر، وفي الأدب الإسلامي المبكّر الآخر بخلاف التفاسير القرآنية والمصنفات الفقهية.

تزعم الدراسة أنّ الأدلة تُظهِر باستمرار أنّ (نشوز) لا تشير إلى العصيان، ولكن إلى الرغبة في ترك الزوج، وعادةً ما يقترن بالتورط مع رجل آخر، وبالتالي قد يكون تعبيرًا ملطفًا يستخدم للإشارة إلى الخيانة الزوجية.

 أخيرًا، تستكشف الدراسة العلاقة بين هذه الآية وبين القواعد الحاخامية لـ(السوتاه)، أو الزوجة المشتبه في ارتكابها الزنا. كما سنرى، هناك تداخل ملحوظ في التشريع بالنسبة للزوجة المشتبه بها في (النشوز) والحاخامية (سوتاه)، مما يوحي بأنّ الاثنين يعالجان نفس الموضوع.

4- Suicide: A Study of the Tafsir

Emily Silkaitis

الانتحار

لـ"إيملي سيلكايتس"

تتناول هذه المقالة تفسير الآيات القرآنية المتعلّقة بالانتحار، قَتْل النفس. تركّز غالبية المناقشات التفسيرية حول الانتحار على موسى، وتنبعُ من أمرِه لبني إسرائيل في سورة البقرة: (54)، «اقتلوا أنفُسَكم»، والتي يمكن تفسيرها على أنها: (اقتلوا أنفُسَكم)، أو (اقتلوا بعضكم بعضًا). على أساس أصل الكلمة والسياق التاريخي، يقرن المفسرون هذا المقطع بسورة النساء  29، و66. مقطع آخر من هذا القبِيل، سورة البقرة: (84)، الذي يحظر إراقة الدماء، يرتبط أيضًا ببني إسرائيل، في سياقٍ مختلف. بإضافة سورة الكهف آية (6) وسورة البقرة (195) إلى قائمة الآيات قيد الدراسة، تتعقب هذه المقالة تفسيرات تدمير وقتل الذات من أوائل أعمال التفسير حتى أواخر القرن الرابع عشر.

 على الرغم من أنّ الموقف القرآني من الانتحار غامض، إلا أنه من خلال فحص التراكيب النحوية المختلفة والتفسيرات المعطاة لهذه الآيات، يمكن للمرء أن يؤسّس اتجاهات للتفسير.

 تركّز مناقشات الانتحار، والإدانات عند الاقتضاء، على دوافع ونِيَّة الفرد بدلًا من الفعل نفسه. طاعة الله، وطبيعة أوامره، ورفاهية جماعة المؤمنين تبرز أيضًا باعتبارها بعضًا من القضايا الأخلاقية الرئيسة في التفسيرات.

 

 

[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/34

[2] تعريب عناوين البحوث والمقالات هو تعريب تقريبي من عمل القِسم. (قسم الترجمات).

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))