تعريف بكتاب
The al-Baqara Crescendo: Understanding the Qurʾan’s Style, Narrative, Structure, and Running Themes
Nevin Reda
الكتاب:
The al-Baqara Crescendo: Understanding the Qurʾan’s Style, Narrative Structure, and Running Themes.
الكاتب: Nevin Reda.
دار النشر: Advancing Studies in Religion.
Montreal PQ and Kingston ON: McGill-Queen’s University Press.
تاريخ النشر: 2017م.
عدد الصفحات: 250.
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
جاء الكتاب في مقدمة، وسبعة فصول، تليها خاتمة.
أمّا المقدمة فحاولَت فيها (رضا) إلقاء الضوء على مسألة التفسير الكلي والبنيوي للقرآن، والصعوبات التي يواجهها هذا التفسير في ضوء الرؤية السائدة عن القرآن في الدرس الغربي الكلاسيكي ككتابٍ مفكَّكٍ، كما تبرز صعوبة القيام بالتحليل الكلي لسورة مثل سورة البقرة، سواء بسبب طولها وتعقُّد مواضيعها وتشابكها، أو بسبب تاريخ القرآن الذي يؤكّد كون معظم السور لم تنزل كاملة، إلا أن (رضا) تؤكّد أن كون السور القرآنية قد أخذت شكلها النهائي في وقت مبكر جدًّا -كما تشهد مخطوطات الجامع الكبير (مخطوطات صنعاء)- يجعل بالإمكان الدراسة الكلية لهذه السورة، هذه الدراسة المتحوّرة حول سؤال: هل تُظْهِر سورة البقرة بنيةً محددةً، وهل يُـبْرِز تحليلُها تركيبًا متماسكًا؟ وتقول (رضا) إنها ستحاول الإجابة عن هذا السؤال عبر الاستعانة ببعض المنهجيات الأدبية المعاصرة.
الفصل الأول: كيف نفهم القرآن كليًّا؟ فهم الأسباب:
تدرس (رضا) في هذا الفصل التفسير الكلي أو الشمولي للقرآن، حيث تبرز أهمية هذا التفسير في توضيح الأفكار القرآنية الكلية الأكثر مركزية، وفي تجاوزه إشكال (التفسير الذري) -وهو الشائع وفقًا لها في التقليد التفسيري الكلاسيكي- والذي يتوقف عند القضايا الجزئية ويقصر عن استحضار الرؤية الأشمل.
وترى (رضا) أن هذا المنهج يظلّ له جذور تراثية فيما يعرف بــ(تفسير القرآن بالقرآن)، إلا أنها تربطه من أجلِ تطويره بالمنهجيات المعاصرة لدراسة الكتاب المقدّس، وكذلك المنهجيات المعاصرة المستمدّة من النظرية الأدبية.
كما تعرِّج على أهمية الرؤية الكلية في بعض التأويليات النسوية المعاصرة، مثل تأويلية آمنة ودود.
الفصل الثاني: البداية من البداية؛ الفاتحة كمقدمة لسورة البقرة:
في هذا الفصل تقرأ (رضا) الفاتحة باعتبارها مقدمةً لسورة البقرة وتكثيفًا لأهم أفكارها، ولمضمون اللاهوت الإسلامي، وترى (رضا) أن هذا الاسلوب يمتاز به القرآن والكتب المقدّسة عن الكتب المنطقية الخطية، كما تشير لكون هذا الربط بين الفاتحة والبقرة يمكن اعتباره تطويرًا لمفهوم (الاقتصاص) الذي اعتبره السيوطي في الإتقان أحد بدائع القرآن، وفقًا لرضا فأوّل عشرين آية في البقرة هي توسعة لسورة الفاتحة.
الفصل الثالث: التناظر والتصاعد الدينامي، خطاطة عامة لسورة البقرة:
في هذا الفصل والذي يمثِّل مع الفصلين التاليين مركز كتاب رضا، تقوم (رضا) باستخدام عدد من المصطلحات والمفاهيم من النظرية الأدبية من أجل تطبيقها على سورة البقرة؛ حيث تقسم سورة البقرة إلى ثلاثة أقسام أو لوحات -تتضمن عددًا من الأقسام الفرعية- (مقوسة) عبر سبع تقويسات تتمثل في عناصر موضوعاتية متكررة بطول السورة تحدّد افتتاحها ونهايتها.
هذه الخطاطة تبرز سورة البقرة كسردية أو قصة تبدأ بقصة الخلق، ثم تذكر قصة بني إسرائيل، وتنتهي إلى المجتمع المسلم الناشئ والقيم التي يفترضها القرآن لتسييره.
الفصل الرابع: توكيدات سورة البقرة؛ التقابل العكسي:
في هذا الفصل تنتقل (رضا) لدراسة التقابل العكسي في سورة البقرة، حيث تفترض أن الثلاث لوحات الأساسية للسورة، تحمل عناصر القصة والتعليم والاختبار، وتعرض تقابلًا عكسيًّا؛ حيث تحمل اللوحة الأولى هذه العناصر بهذا الترتيب (اختبار- تعليم- قصة)، في حين تكون اللوحة الأخيرة (قصة، تعليم، اختبار)، وتكون اللوحة المركزية (تعليم- قصة- اختبار).
الفصل الخامس: (الله الهادي)، الموضوع الرئيس لسورة البقرة ككشفٍ لِلْوَحْي عن ذاته:
في هذا الفصل تنظر (رضا) لمصطلح «الهدى» والمصطلحات ذات الصلة به باعتبارها تؤكّد كون الهدى هو الموضوع المركزي لسورة البقرة، والتي تمثّل بهذا كشفًا لله عن ذاته وعن دور الوحي في توجيه البشر.
الفصل السادس: وضع الإنسان في بؤرة التركيز؛ المسؤولية البشرية كموضوع تعليمي مركزي في سورة البقرة:
في هذا الفصل توضح (رضا) أن الإنسان في سورة البقرة يُعَدّ في بؤرة التركيز والاهتمام، كمُتَلقٍّ للهدى الإلهي ومسؤولٍ عنه، مما يجعل المسؤولية الإنسانية عن الأفعال هي -وفقًا لها- الموضوع التعليمي أو القيمة الإرشادية الأساسية في سورة البقرة.
الفصل السابع: نافذة على التقليد؛ تفسير البقاعي والطبطبائي لسورة البقرة:
تُلقِي رضا في هذا الفصل الضوء على أفكار البقاعي والطبطبائي على الترابط في سورة البقرة، في محاولة لتسييق اشتغالها الحديث ضمن التقليد الإسلامي، مبرزة كذلك حدود التفكير الكلي في هذا التقليد أو في الكتابات المعاصرة التقليدية.
أهمية الكتاب:
برز في العقود الأخيرة على ساحة الدرس الاستشراقي الاتجاه التزامني في قراءة القرآن، والذي يحاول قراءة القرآن في كليّـته كنصٍّ له تركيب خاصّ وبنية خاصّة، ويحاول في هذا استخدام المنجزات المنهجية في المناهج الأدبية واللسانية المعاصرة. هذا الكتاب لنيفين رضا، يحاول تطبيق بعض هذه المنجزات على القرآن وعلى سورة البقرة تحديدًا؛ لاكتشاف تركيبها الخاصّ، وإبراز تماسكها النصّي رغم طولها، وإبراز كفاءة التفسير الكلي للقرآن وأفضليته على التفاسير الذرية.
كذلك فإن نيفين رضا تُـبرِز في اشتغالها اهتمامًا ببعض القضايا المعاصرة التي تشكِّل محور اهتمام كثير من المسلمين في الأكاديميا الغربية؛ مثل القضايا النسوية، مما يجعل كتابها اشتغالًا تطبيقيًّا ضمن هموم غربية إسلامية معاصرة، مما يجعل للكتاب فائدتين مركزيتين؛ الأولى: إبراز اشتغال تطبيقي عبر المناهج الأدبية المعاصرة على القرآن وتماسكه، ومحاولة إبراز هذا في أطول سُوَرِه. والثانية: إلقاء الضوء على بعض القضايا التي تهمُّ مسلمي الغرب، وطريقة التعاطي الأكاديمي والبحثي الغربي الإسلامي معها، والمناهج والأدوات التي يستخدمها في هذا.