تعريف بكتاب
Moses in the Quran and Islamic Exegesis
Brannon M. Wheeler
الكتاب:
Moses in the Quran and Islamic Exegesis
موسى في القرآن والتفاسير الإسلامية
الكاتب: Brannon M. Wheeler
دار النشر: Psychology Press.
تاريخ النشر: 2002م.
عدد الصفحات: 228.
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
يأتي الكتاب في أربعة فصول تلي المقدمة، وينتهي بخاتمة.
المقدمة:
يتناول وييلر في مقدمته قضية العلاقة بين القرآن والكتب المقدسة السابقة في التناول الاستشراقي؛ الكلاسيكي والمعاصر، فيستعرض التعامل الاستشراقي الكلاسيكي معها من منظور (الاقتباس) أو (التأثير والتأثر)، والمنظورات المعاصرة المتنوعة وأهمها ما يتعلق باستخدام هذا القصص في ضوء بناء الأمة لهويتها الخاصة.
الفصل الأول: سورة الكهف (60- 82):
في هذا الفصل يتناول وييلر قصة موسى والعبد الصالح وقصة ذي القرنين، فيستحضر التناول الاستشراقي لعلاقة قصة ذي القرنين بقصة الإسكندر، إلّا أنه وفي سياق رفضه لاتباع طريقة الاستعارة المعتادة في الدرس الاستشراقي، يحاول ربط قصة ذي القرنين بقصة جلجامش، وقصة موسى والعبد الصالح ببعض التقاليد الربيّة، وهو في هذا يتناول كذلك التقاليد التفسيرية المبكرة وكيفية تفسيرها لشخصية ذي القرنين وكذا لقصة موسى في مواجهة اليهود وادّعائهم السلطة المطلقة على التراث الكتابي.
الفصل الثاني: سورة القصص (21- 28):
في هذا الفصل يتناول المؤلف قصة موسى في سورة القصص، ويبتدئ من الجدل مع كتابات بعض المستشرقين الكلاسيكيين مثل جيجر وشباير حول قصة موسى والربط بين موسى ويعقوب في بعض التقاليد الرِّبّيّة والحاخامية وبعض مدراشات سفر التكوين، فيرى أن هذا الربط غير مفيد كذلك في فهم أبعاد التوظيف القرآني لهذا القصص، كما يتناول قصة حَمِي موسى (والد زوج سيدنا موسى) وتعيين التفاسير له باعتباره شعيبًا النبي العربي، ويعتبر أنّ لهذا علاقةً بمحاولة هذه التفاسير المباعَدةَ بين العرب وبني إسرائيل.
الفصل الثالث: الحَرم بين بئر سبع ومكة:
في هذا الفصل يتناول المؤلف مفهوم الأرض الحرام أو الأرض المقدسة في الديانات الإبراهيمية، ويقارن بين بعض النصوص الكتابية السابقة على القرآن؛ مثل سِفر التكوين وكذا بعض الأناجيل المنحولة عن ميلاد المسيح وتعيينها لبعض المناطق المقدسة مثل آبار سبع، وجبل سيناء، ويعتبر أنّ تعيين مكة كأرض مقدسة لم يتم في القرآن عبر طريق مباشر فحسب، بل كذلك عن طريق غير مباشر بإعلان كون مكة حرمًا وأرضًا مقدسة قديمة ومتجذرة في التراث الكتابي منذ إبراهيم عليه السلام.
الفصل الرابع: المدن في أقصى الأرض:
في هذا الفصل يحاول المؤلف الوصول للمقصود بالمدينتين في مشارق الأرض ومغاربها، وكذلك يحاول فهم الرحلة الليلية للنبي (الإسراء)، في ضوء النصوص الكتابية السابقة، وفي ضوء محاولة القرآن تكريس وضعية الأمة الجديدة كعباد الله الحقيقين بعد اليهود وخيانتهم للعهد، ويعتبر الرحلة الليلية بأنها شبيهة برحلة حزقيال أو رؤيا حزقيال التي زار فيها أورشليم ونتج عنها توراة جديدة؛ فكأنّ الرحلة الليلية (الإسراء) للنبي محمد هي إعلان عن توراة جديدة بديلة عن توراة موسى.
خاتمة: النبي محمد وماء الحياة:
في هذا الفصل الختامي يحاول المؤلف قراءة قصة الرحلة الليلية وقصة تطهير قلب النبي في ضوء موتيف الماء في القصص الكتابي، ويُعَدّ توظيف التفاسير الإسلامية لقصة النهر القادم من الجنة والمرتبط بإسماعيل بن إبراهيم تأكيدًا على كون القرآن يربط بين النبي محمد وإبراهيم أكثر مما يربط بينه وبين موسى، كما يجعل محمدًا نموذجًا للسلطة الكتابية بدلًا عن موسى.
أهمية الكتاب:
القصص الكتابي في القرآن هو أحد أهم المساحات التي يتناولها الدرس الاستشراقي سواء الكلاسيكي أو المعاصر، مع تفاوت المنظور لهذه العلاقة؛ فبينما كان النظر الكلاسيكي لهذه العلاقة كعلاقة اقتباس وانتحال كما مع جيجر وشباير، نجد القراءة المعاصرة لهذه العلاقة تتفاوت ما بين الهيمنة النصية وبناء الأمة لهويتها والتوظيف العقدي الخاص بها، وهذا الكتاب قراءة تطبيقية لأحد المنظورات المعاصرة لعلاقة القرآن بالكتب السابقة، حيث يقدم وييلر قراءة في قصة موسى في القرآن في ضوء بناء الأمة لهويتها.
ما يميز هذا الكتاب هو أنه يقدم فرضياته عبر الجدل مع الفرضيات الاستشراقية الكلاسيكية حول علاقة القرآن بالكتب السابقة، فيبتدئ كل فصل بالانطلاق من الجدل والتقويم لبعض هذه الفرضيات الكلاسيكية ليبرز عدم إسعافها لنا في فهم منطق التوظيف القرآني لهذا القصص، مما يجعل هذا الكتاب جدلًا بين منظورات استشراقية متعددة لهذه العلاقة، يُطْلِعُ القارئَ على التطور والتباين في التناول الاستشراقي لها.