تقرير اللقاء الـ 57 من لقاءات أهل التفسير

حول "موقف طلبة الدارسات العليا من ظاهرة التحريف المعاصر" كان موضوع اللقاء الـ٥٧ من لقاءات أهل التفسير، مستضيفًا فضيلة الدكتور فهد العجلان، وهذا تقرير موجز عن اللقاء.

  أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق ٢٥ محرم ١٤٤١هـ بمدينة الرياض اللقاء السابع والخمسين من لقاءات أهل التفسير بعنوان: "موقف طلبة الدراسات العليا من ظاهرة التحريف المعاصر"، وكان ضيف اللقاء فضيلة الدكتور/ فهد بن صالح العجلان، أستاذ الفقه المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدِّي.

  افتتح اللقاء الدكتور يوسف العقيل بكلمة ترحيبيَّة، ذكر فيها نبذة من سيرة الدكتور فهد العجلان.

ثم استهل الدكتور فهد العجلان حديثه معرِّفًا بموضوع اللقاء وأهميته، وكان مما ذكره في هذا السياق: "هذا الحديث موجه لطلبة الدراسات العليا، وعن دورهم في ظاهرة التحريف المعاصر، ولا شكَّ عندما نتحدث عن التحريف المعاصر فهو حديث عن صيانة الشريعة ضد التشويه لها والعبث بها، وهذا من العلم النافع والعمل الصالح".

وأوضح د. العجلان المحاور التي يدور حولها اللقاء إجمالًا، وهي ثلاثة محاور: خصائص ظاهرة التحريف المعاصر، والمواصفات والمزايا التي يتحلَّى بها الخطاب الشرعي، والدور المطلوب من طلاب الدراسات العليا في معالجة الظاهرة.

ثُمَّ فصَّل الحديث عن هذه المحاور، فبدأ بالمحور الأول؛ خصائص التحريف المعاصر، فذكر عدة خصائص لهذه الظاهرة، ومنها: امتلاك أدوات كبيرة في التأثير لا تقتصر على الحجج والبراهين، وتمتد إلى أدوات أخرى مؤثرة؛ كالسينما والإعلام، كما نبّه على أن التحريف المعاصر مدرسة جديدة تختلف بشكل جذري عن مدارس التحريف القديمة في الأصول والاستدلالات والمسائل والدوافع.

ثم عرَّج على المحور الثاني؛ المواصفات والمزايا التي يتحلَّى بها الخطاب الشرعي، فبيَّن في هذا المحور الصفات التي يجب أن يتحلَّى بها من يكتب في نقد التحريف المعاصر، ومنها: أنه لا بد أن يكون واسع الاطلاع، غير مقتصر على تخصصه الشرعي وأن تطول ممارسته لهذا الباب، وكذلك وضوح القضايا المنهجية والتصورات الكلية لديه؛ لأن مَن لم تتشكَّل عنده القضايا المنهجية والتصورات الكلية قد يناقش بعض الجزئيات التي ترجع إلى بعض أصول الشرع، فينقض هذه الأصول وهو لا يشعر، إلى غير ذلك من الصفات.

ثم ختم الحديث بالمحور الثالث؛ الدور المطلوب من طلاب الدراسات العليا في معالجة هذه الظاهرة، فقدَّم مجموعةً من النصائح المهمة لطلبة الدراسات العليا والباحثين، من أهمها: أن التميُّز صناعة ذاتية، فطالب الدراسات العليا لا بد أن يستفيد من أساتذته ومشايخه، ولكن يظل التميز الذي يصنع الفارق الكبير راجعًا إلى اجتهاده الذاتي، وبيَّن أن التأسيس الذاتي لطالب الدراسات العليا يقوم على ثلاثة أركان أساسية: القوة العلمية في التخصص، والاطلاع الجيد على الحركة الفكرية المعاصرة، وتقوية الأدوات والمهارات الفكرية والبحثية.

وحثَّ طلاب الدراسات العليا على البحث عن بيئة محفزة، ومن صفات هذه البيئة: أن تكون مقوية لمهارات الحوار والتفكير، من خلال المناقشات العلمية المستمرة مع أساتذته وزملائه.

ثم اقترح د. العجلان في آخر اللقاء إعداد وثيقة علمية مكتوبة لكل تخصص حول أبرز مقولات التحريف المعاصر في هذا التخصص، وأن تكون مركَّزة واضحة المعالم.

هذا وقد حظي اللقاء بحضور طيب ومشاركة فاعلة من الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم، وفي نهاية اللقاء تفاعل د. فهد العجلان -مشكورًا- مع أسئلة الحضور ومداخلاتهم التي تدور حول موضوع اللقاء.

 

شاهد اللقاء كاملًا

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))