تعريف بكتاب
Les grands themes du Coran
Jacques Jomier

كتاب: "Les grands themes du Coran" من الكتابات الغربية المبكّرة التي حاولت قراءة القرآن (موضوعاتيًّا)؛ لاستقراء تصوّره الخاصّ تجاه عدد من الموضوعات الكبرى، نقدِّم هنا تعريفًا بالكتاب، وبمحتويات فصوله، كما نشير لبعض جوانب أهميته للدارسين.

الكتاب: Les grands themes du Coran

الكاتب:  Jacques Jomier، جاك جومييه.

دار النشر: Edition le Centurion, Paris.

تاريخ النشر: 1978.

الترجمة للإنجليزية: ترجم بعنوان: The Great Themes of the Qur'an

 دار نشر:  SCM Press, London، منشورات حركة الطالب المسيحي، لندن.

تاريخ النشر:1997.

عدد الصفحات: 129 صفحة.

الترجمة للعربية: الكتاب غير مترجم للعربية.

محتوى الكتاب:

ينقسم الكتاب إلى تسعة فصول:

الفصل الأول: ما القرآن:
في هذا الفصل يحاول جومييه تقديم القرآن كما يراه المسلمون، وكما يمثّل لهم في حياتهم اليومية ككلمة الله التي يحفظونها عن ظهر قلب ويمتثلون لها، كما يتناول كذلك الآراء المعاصرة له حول تاريخ جمع القرآن، ويميل لتأييد الآراء التي ظهرت إثر كتاب وانسبرو (الدراسات القرآنية، مصادر ومناهج تفسير النصوص المقدسة، ١٩٧٧)، فيؤخِّر تدوين القرآن لقرنين بعد الهجرة.

الفصل الثاني: مكة والأيام الأولى للإسلام:
في هذا الفصل يتحدّث جومييه عن السور الأولى في القرآن، والتي بإمكانها أن تلقي ضوءًا على الحياة الدينية والاجتماعية لمكة قبل ظهور الإسلام ومع ظهوره، كما تستطيع إلقاء الضوء على التجربة الروحية للنبيّ وتطوّرها وعلاقة النبي بمن حوله وقتها.

الفصل الثالث: سبِّحوا لله الخالق:
يتحدّث هذا الفصل عن الله وصفاته في القرآن، خصوصًا كونه خالقًا ورحيمًا، ويقارن ما بين الرؤية الإسلامية والرؤية التوراتية للخَلْق، فيوضح كيف لا يهتم القرآن لذِكْر تفاصيل قصّة الخلق ويهتم فقط بإبراز قدرة الله الكلية، كما أنه لا يتحدّث عن راحة الله، الذي لا يحتاج لراحة في الإسلام.

الفصل الرابع: آدم؛ أبو البشر:
في هذا الفصل يستعرض جومييه -وعبر استحضار قصة آدم في القرآن- النظرةَ القرآنية للإنسان، خصوصًا من حيث بُعد الخطيئة، والذي ينطلق منه للمقارنة مع المسيحية؛ حيث يقرّر عدم وجود أيّ ذِكر للخطيئة الأصلية ولا توارثها في الإسلام على عكس المسيحية، وأنّ الذنب البشري مشمول دومًا بالرحمة الإلهية الشاملة القادرة على تحرير الإنسان من عبء الخطيئة.

الفصل الخامس: إبراهيم؛ المسلم:
يتحدّث هنا جومييه عن الرؤية القرآنية لإبراهيم، باعتباره ليس يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن (مسلمًا)، بل باعتباره هو أبو المسلمين، كما يعرض لقضية الذبيح، ويشير لكون التقليد الإسلامي يجعله إسماعيل، على عكس التوراة التي تجعله إسحاق.

الفصل السادس: الأنبياء المنقِذون:
يتحدث هنا جومييه عن الرسم القرآني لقصص الأنبياء عامّة، حيث تخضع دومًا لنفس المخطط؛ يرسل اللهُ نبيًّا إلى قومه، فيدعوهم، فيكذِّبونه، فيعذِّب اللهُ قومه وينقذه.

الفصل السابع: عيسى بن مريم:
يذكر جومييه هنا الرؤية القرآنية عن عيسى بن مريم، والفارق بينها وبين الرؤية المسيحية؛ حيث يقرّر القرآن كون عيسى عبدًا ورسولًا لله، ليس له أيّ نسبٍ إلهيّ.

الفصل الثامن: المجتمع الإسلامي:
يتناول جومييه هنا النظرة للمجتمع الإسلامي الذي يريده القرآن، حيث يتحدّث القرآن للمسلمين عن ضرورة كونهم خيرَ أمة، وهذا عبر كونهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأن القرآن وضع للمسلمين معالم هذا المجتمع الذي يرضاه لهم.

الفصل التاسع: الحُجّة والإقناع:
في هذا الفصل الأخير، يتناول جومييه مسألة الاحتجاج القرآني؛ فالقرآن ليس كتابًا مكوَّنًا من بعض أطروحات متجاورة، بل إنه كتاب ينافح ويجادل عن هذه الأطروحات عبر عدد من الطرق والإستراتيجيات الفكرية والبلاغية.

أهمية الكتاب:

  طالما نظر الدرس الاستشراقي للقرآن ككتاب غير منظَّم؛ لذا حاول المستشرقون تنظيم القرآن، إمّا عبر ربطه بحوادث تاريخية ربطًا تعاقبيًّا حتى يمكن قراءته، أو عن طريق البحث الموضوعي داخله عن موضوعات بعينها والنظر لقول القرآن فيها، ومع بروز اتجاهات تنظر للقرآن ككتابٍ له منطقه الخاصّ ازداد الاهتمام باستقراء رؤية القرآن في بعض الموضوعات الكبرى منظورًا إليها كقولٍ متماسكٍ فيها.

يُعَدّ كتاب جاك جومييه (الموضوعات الكبرى في القرآن) من أوائل الكتب الصادرة غربًا والتي تحاول انتهاج هذا النهج، وقد سبق بسنتين كتاب فضل الرحمن مالك والذي له الاسم نفسه.

رغم أن الكتابة عن موضوعات القرآن -سواء في السياق الغربي أو العربي- لم تَعُد أمرًا جديدًا في الوقت الحالي، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، فقد مثّلت الكتابات الموضوعية في هذه الفترة تجديدًا في الدرس الاستشراقي للقرآن، ولعلّه من المهم أن يطّلع الباحث العربي على بعض هذه المحاولات المهمّة والأولى في هذا السياق، ليستكشف أسباب وآثار هذا التجديد في الدرس الغربي وفي النظرة الغربية للقرآن، ولعلّ كتاب جاك جومييه أن يكون من أكثر الكتب قدرةً على تهيئة هذا الاطلاع؛ لريادة الكتاب وأسبقيته ومحاولته الشمول.

 

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))