تعريف بكتاب
The Qurʾān in Context
Historical and Literary Investigations into the Qurʾānic Milieu
الكتاب:
The Qurʾān in Context; Historical and Literary Investigations into the Qurʾānic Milieu
القرآن في سياقه؛ بحث في السياق التاريخي والأدبي لبيئة القرآن
الكاتب:
أنجيليكا نويفرت - Angelika Neuwirth
نيكولاي سيناي - Nicolai Sinai
ميشيل ماركس - Michael Marx
دار النشر: Brill.
تاريخ النشر: 2010م.
عدد الصفحات: 864.
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
جاء الكتاب في مقدمة لأنجيليكا نويفرت ونيكولاي سيناي، وجزأين كبيرين.
تُلقِي المقدمة الضوء على واقع الدراسات القرآنية الغربية المعاصر، والقضايا المطروحة على ساحته، والصعوبات المنهجية التي تواجهه خصوصًا بعد تزايد التشكيكات من قِبَل (الاتجاه التنقيحي) في تاريخ القرآن كما ترويه المصادر الإسلامية، فهذه التشكيكات كان لها الأثر الكبير على كثير من المفاصل المركزية لحقل الاستشراق، وبعدها بات حقل الدراسات القرآنية -وكما تعبّر أنجيليكا نويفرت- فوضى ميئُوس منها؛ حيث فقدَ الباحثون الاتفاق حول القضايا الأساسية والمركزية لهذا الحقل، وبات من الضروري إعادة توجيه كثير من الأسئلة المركزية حول القرآن وتاريخه، وإعادة بحث الطرق المنهجية الملائمة لحلّها.
الجزء الأول: السياق التاريخي للقرآن:
هذا الجزء يضم اثنتي عشرة دراسة حول السياق التاريخي للقرآن لعدد من الباحثين، والتي تدور حول السياق التاريخي للجزيرة عشية الإسلام، والسياق الديني لها، وكذلك السياق اللغوي والنصّي.
فيدرس نوربرت نيبيس السياق التاريخي الجنوبي وصِلَته بنشأة الإسلام والقرآن في دراسته: (شهداء نجران ونهاية مملكة حِمْيَر؛ في التاريخ السياسي لجنوب شبه الجزيرة العربية في القرن السادس)، وتقدّم باربرا فينستر لمحة عامة عن السياق الثقافي للجزيرة في زمن النبوّة المحمدية، أمّا ميكائيل بوخارين فيدرس الوضع الاقتصادي والسياسي والثقافي لمكة عشية الإسلام في دراسته: (مكة على طريق القوافل قبل الإسلام)، كما يدرس هارلد سويرمان السياق الديني للجزيرة وتلقّيه للإسلام في دراسته: (الإسلام المبكّر في ضوء المصادر اليهودية والمسيحية)، أمّا ستيفان هايدمان فيدرس الإمبراطورية الإسلامية الأولى وتطورها عن طريقة دراسة تطور تمثيل الإمبراطورية الإسلامية المبكّرة في صورة العملات، أمّا إرنست إكسل كنوف فيدرس تاريخ اللغة العربية عشية الإسلام، تحديدًا في علاقتها باللغة الآرامية.
كما يدرس بيتر شتاين الكتابة قبل الإسلام عبر دراسة الأدلة الإيبيغرافية في الجزيرة العربية، كما يدرس جان ريستو اللغة العربية وعلاقتها باللغات الساميّة الأقدم ومدى استمرار هذه اللغات في عصر النبوة المحمدية وظهور القرآن، أمّا تليمان شتايديستيكر فيدرس مسألة التأريخ لما قبل الإسلام والمصادر التي يمكن الاعتماد عليها في هذا التأريخ، وتدرس إيزابيل تورال نيهوف المجتمع المسيحي قبل الإسلام عبر دراسة جماعة الحرورائيين كجماعة دينية عربية من العصر القديم المتأخر، أمّا كيريل ديميتريف فيدرس العلاقة بين القصص القرآني حول الخلق وعلاقته بالسياق الديني المسيحي واليهودي، عبر مقارنة القصص القرآني عن الخلق بقصة وردت في أشعار عُدَي بن زيد العبادي، أمّا إنجس إمهوف فيقدّم دراسة عن واقع تلقي القرآن في عصر النبوة والتفاعل معه عبر دراسة قصيدتين لكعب بن مالك.
الجزء الثاني: تسييق القرآن:
ويشمل هذا الجزء أربع عشرة دراسة تحاول تسييق القرآن في سياق الجزيرة الثقافي واللغوي والديني والنصِّي، وتحاول بناء تاريخ القرآن قبل المعتمد.
حيث يدرس نيكولاي سيناي في دراسته: (القرآن كسيرورة) تشكُّل القرآن في التاريخ عبر تطوير للتحقيب التاريخي الذي قدّمه نولدكه، وتدرس نورا شميدت مسألة إمكان تطبيق التحليل الكمّي على القرآن، على غرار تطبيقه على الكتاب المقدّس منذ القرن الخامس عشر، مع الاستفادة من التطورات الحديثة في علوم اللغة والتحليل الرياضي، كما يدرس إسلام داية التناص في السور المكية عبر دراسة التناص والتماسك في الحواميم، وتدرس أنجيليكا نويفرت العلاقة بين بيت إبراهيم وبيت عمران والسلطة النبوية والعلاقة بين السلطة الأبوية والأمومية في القرآن، وتقدّم دراسة أخرى حول التناص بين السور القرآنية المبكرة والمزامير، ويدرس ميشيل ماركس علاقة القصص القرآني حول مريم بالسياق الديني المسيحي للجزيرة، في محاولة لتجاوز الدراسات السابقة التي حاولت البحث عن تأثير هذا السياق في القصص القرآني (سمير خليل) أو التي حاولت بيان ترتيب القرآن للقصص المسيحي وتوظيفه (سليمان مراد) إلى محاولة بحث عملية الجدل القرآني -المسيحي- اليهودي حول مريم، ويدرس هارتموت بوبزين النبوّة الإسلامية وخصوصيتها ومفهوم ختم النبوة وعلاقته بالنبوة الإبراهيمية، ويقدم جبريل رينولدز دراسة بعنوان: (قراءة القرآن كعظة؛ ضحك سارة نموذجًا)، ويدرس ريموند ليخت العقود في القرآن في مقارنة بين القانون القرآني والقانون الربي.
أمّا فرنسوا ديروش فيقدِّم دراسة حول السياق العربي التاريخي للقرآن والمشكلة التي يواجهها المؤرخ في دراسة هذه البيئة وعلاقة هذا بالتشكيكات التنقيحية في تاريخ القرآن، ويقدّم شتيفان فيلد قراءة ناقدة لفرضية لكسنبرج عن القرآن الأصلي الآرامي، كما يقدم وليد صالح دراسة حول علاقة القرآن ولغته باللغات الساميّة الأقدم وطبيعة الدراسات التي تدرس المفردات القرآنية وما يُفترَض كونه أصولها غير العربية، فيدرس تطوّر طبيعة هذه الدراسات منذ آرثر جيفري وإلى لكسنبرج، وينتقد البعد المنهجي الأساسي لها والمتمثِّل في تفويت الاهتمام ببنية النص كمانح للدلالة والمعنى، ويقدم توماس باور دراسة بعنوان: (العلاقة بين الشِّعر العربي المبكّر والقرآن) يبحث فيها إمكان الاعتماد على الشعر العربي كمصدر لفهم بيئة نزول القرآن وتلقيه، ويحاول فيها الاشتباك مع تلك العوائق المنهجية التي يفترضها رافضوا الاعتماد على هذه المدونة الأدبية كمصدر تاريخي، ويقدّم شولر دراسة عن تاريخ القرآن يناقش فيها فرضيتَيْ وانسبرو، ويقدّم عمر حمدان دراسة بعنوان: (مشروع المصحف الثاني، خطوة تجاه النصّ القرآني المعتمد) يدرس فيها مسألة تحرير ونقط وشكْل القرآن في عهد الحجّاج كمشروع مثّل خطوة أساسية ضمن عملية إنشاء القرآن المعتمد.
أهمية الكتاب:
القرآن في سياقه، هو أقرب لمشروع بحثي منه لكتاب؛ فالكتاب بالأساس هو مجموعة بحوث مؤتمر علمي تم في برلين عام 2004م، بعنوان: (البحث التاريخي والمنهجي؛ تأملات في القرآن: طرق بناء القرآن قبل المعتمد)، ويَهتمّ -كما يبرز عنوانه- بتسيق القرآن في السياق التاريخي واللغوي والثقافي والنصِّي للشرق الأدنى القديم المتأخر، ويظهر هذا في قسميه؛ حيث يهتم الجزء الأول بالسياق التاريخي والديني واللغوي قبل الإسلام ويُلقِي أضواء عليه، ثم يقوم الجزء الثاني في معظمه بمحاولة قراءة القرآن مسيَّقًا في هذا السياق، كما يقوم بدراسة تاريخ القرآن قبل التدوين وقبل ظهور مصحف عثمان، وهذا المؤتمر ثم الكتاب هو وبعض الكتب الشبيهة به كانت استجابة من حقل الدراسات القرآنية الغربي للنقودات المتكاثرة في العقود الأخيرة عن الدراسة الاستشراقية للقرآن ومدى توفر إجابات واضحة عن ما أسماه فرد دونر بالأسئلة الأساسية لحقل الدراسات القرآنية والتي لا تشهد اتفاقًا بين الباحثين؛ مثل نشأة الإسلام والسياق التاريخي واللغوي للجزيرة عشية الإسلام وتاريخ القرآن، خصوصًا بعد التشكيك التنقيحي في معظم أُسس المعرفة الغربية حول هذه القضايا وطرائقه في علاجها.
والكتاب يضم عددًا من البحوث المتنوّعة التي تحاول تقديم إجابات لهذه الأسئلة، مما يجعله تكثيفًا لأهمّ القضايا والإشكالات المطروحة على ساحة الدرس الغربي، وكذا لأهمّ الطرق المنهجية المفترضة للاشتباك مع هذه القضايا.