تعريف بكتاب
Discovering the Qur'an: A Contemporary Approach to a Veiled Text
Neal Robinson
الكتاب: Discovering the Qur'an: A Contemporary Approach to a Veiled Text.
الكاتب: Neal Robinson، نيل روبنسون.
صدر: في طبعته الأولى عام 1996، الطبعة الثانية في 2002 عن دار نشر: Georgetown University Press، مطبوعات جامعة جورج تاون.
بمجموع صفحات: 322.
وهو غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول: الفينومينولوجيا أو التحليل الظاهراتي:
يدرس روبنسون في هذا الجزء القرآن لا باعتباره مجرّد كتاب نظري للقراءة، بل باعتبار ما لهذا النصّ من حضور في حياة المسلمين اليومية، فيدرس سماعه وتلاوته وتلقيه بالقلب وحضوره في السياقات اليومية، مما يعني إنه يدرس وضعية تلقيه، فيدرسه كنصّ متلقى من المسلمين.
الجزء الثاني: الكرونولوجي أو القراءة التعاقبية للقرآن:
هذا الجزء ينضوي على أربعة فصول، في الأول يحاول روبنسون مَوْضَعَة النصّ القرآني في سياق زماني ومكاني، فيدرس السِّيَر والأخبار حول حياة النبي وتاريخ الوحي، وكذلك البحث داخل القرآن عن إشارات لتاريخ وسياق الوحي.
أما في الفصل الثاني فيشتبك مع الأطروحات التنقيحية حول المصادر الإسلامية ونفيها قدرة هذه المصادر على مساعدتنا في رسم صورة دقيقة لتاريخ القرآن ونشأة الإسلام، ويحاول في مقابل هذا تقديم رؤي بديلة معقولة عن هذا التاريخ وعن إمكانية الاعتماد على المصادر الإسلامية في بناءه.
ثم يخصّص الفصلين الآخرَيْن لبحث ترتيب القرآن تاريخيًّا، فيدرس محاولات ترتيب القرآن تاريخيًّا في السياق الإسلامي التقليدي والمعاصر، وكذلك في السياق الغربي، فيستعرض قوائم ترتيب بعض المستشرقين للقرآن.
الجزء الثالث: الشكل، البنية، التماسك:
وهو أطول أجزاء الكتاب، حيث ينضوي على ثمانية فصول، وهو الجزء الذي يمثّل مركز طرح الكتاب.
فيدرس في الفصل الأول "عناصر الشكل في السور المكية"، مثل الأقسام والمقاطع الجدلية وفواصل السور.
أما في الفصل الثاني فيدرس "بنية السور المكية"، ويصنّفها على حسب بنيتها إلى سور ذات سجل واحد، وذات سجلين، وذات ثلاثة، وذات أربعة، وأكثر.
في الفصل الثالث يدرس روبنسون "العلاقة بين البنية والصوت والمعنى"، في ثلاث سور مكيّة، فيدرس فواتح السور والكلمات الأساسية المتكرّرة.
في الفصل الخامس يدرس سورة البقرة التي يقسمها إلى ستة أجزاء: "مقدمة، توبيخ بني إسرائيل، التقليد الإبراهيمي، تشريع للأمة الجديدة، الجهاد من أجل تحرير الكعبة، خاتمة".
في الفصل السادس يدرس حركية الخطاب القرآني، فيتناول عناصر هذه الحركية مثل تغيّر الضمائر، وجود ضمير الغائب في الإشارة لله، والتغيير المفاجيء للأشخاص والأحداث داخل السرد.
في الفصل السابع يدرس روبنسون ترتيب السور، فيتناول قاعدة "تناقُص الطُّوْل" كقاعدة لتفسير ترتيب السور، ويقيمها ويلقي الضوء على استثناءاتها.
وفي الفصل الأخير، يتناول ترتيب السور في نظرية أمين أحسن إصلاحي والعلامة الفراهي عن تناسب ترتيب السور، ثم يُقيَّم هذه النظرية ويبرز المساحات التي لا تستطيع تفسيرها.
أهميةالكتاب:
في العقود الأخيرة برز على ساحة الدرس الاستشراقي اتجاه لدراسة القرآن بوصفه نصًّا، دراسته من داخله، وإيلاء بنيته أهمية أكبر من تلك التي توليها لها الدراسة الاستشراقية الأكثر شيوعًا لتاريخ النصّ وعلاقته بالكتب السابقة، ويمثّل روبنسون واحدًا من أعلام هذا الاتجاه إلى جوار أنجيليكا نويفرت وميشيل كويبرس وغيرهم، وتتمثّل أهمية هذا الكتاب لروبنسون في تنوع مساحة دراسته ما بين بنية السور القرآنية وبين مضمونها، حيث يتركّز معظم اهتمامه في استكشاف العلاقة بين بنية السور وعناصرها الشكلية وبين التعبير عن المعنى، كذلك إيلاءه أهمية كبيرة لدينامية النصّ ودور الكلمات المتكرّرة والحروف المقطعة في معناها. فضلًا عن القيام بهذا عبر تحليل متنوّع للسور المكية والمدنية، كلّ هذا يعطي كتابه أهمية كبيرة وموقعا مهمًّا بين كتب أعلام هذا الاتجاه.
ومع قلّة الترجمات العربية للكتب الغربية حول القرآن، وقلّة وجود دراسات دورية تضع في اهتمامها الرئيس التعريف بالمستجدات الغربية في دراسة القرآن، وتلك الاتجاهات والرؤى والمناهج المستحدثة في دراسته، والنقاشات الدائرة على ساحة هذا الحقل، فإن كتاب مثل كتاب روبنسون "اكتشاف القرآن" مساحة شديدة المناسبة للتعريف بالاتجاه التزامني في قراءة القرآن وبيان منهجياته وطرق تناوله للنصّ القرآني ومنهجيات دراسته سوره، من خلال اشتغال محدّد ودقيق لأحد أعلامه، يجمع بين الـتأسيس والحجاج النظري، وبين التطبيق العملي على مساحة متنوعة من النصّ.