تعريف بكتاب
Gender Hierarchy in the Qur’ān
Medieval Interpretations, Modern Responses
Karen Bauer
الكتاب:
Gender Hierarchy in the Qur’ān. Medieval Interpretations, Modern Responses
الهيراركية الجندرية في القرآن
التفسيرات الوسيطة، والاستجابات الحديثة
الكاتب: Karen Bauer
دار النشر: Cambridge University Press
تاريخ النشر: 2015م.
عدد الصفحات: 225.
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
يأتي الكتاب في ستة فصول تلي المقدّمة.
المقدّمة:
في مقدّمة كتابها تتناول كارين باور مسألة السياق التاريخي والاجتماعي للمفسِّر، أو ما يُعتبر وفقًا لجادمر «مسبقات التأويل»، فتؤكّد متابِعة للفيلسوف الألماني على مدى حسم هذه المسبقات في بناء التفسير، كما تهتم باستعراض البناء الداخلي لمتون التفسير، من حيث المصادر التي يعتمد عليها التفسير من حديث وأقوال العلماء، ومدى حضور السلطات التفسيرية المبكّرة في التفاسير الوسيطة، والعلاقة التي تربط بين هذه المصادر، وكذلك مدى حسم العوامل الاجتماعية والمسبقات الفقهية والكلامية التي ينتمي إليها المفسِّر في قراءته للقرآن.
الفصل الأول: شهادة المرأة والهيراركية الجندرية:
في هذا الفصل تدرس كارين باور الآية الخاصّة بشهادة المرأة، ومحور دراستها هو المصادر التي يَعتمد عليها التفسير في قراءة هذه الآية، حيث تعتبر أنّ التفاسير المبكّرة كانت تعتمد على الحديث بشكلٍ بسيط، وكانت تستعرض مسألة الشهادة في سياق أوسع من الجندر (النّوع الاجتماعي)، يشمل هذا السياق قضايا مثل البلوغ والموقف الذي يتم الشهادة عليه وعلاقة الشاهدة به وغيرها، في حين أنّ التفاسير في مرحلة التفسير الوسيط انتقلت لاعتمادٍ أكبر على الرؤى الفقهية وعلى المدونة الحديثية التي تشتمل على أقوال أكثر صرامة في التفريق بين الرجل والمرأة ووسم المرأة بصفات راسخة كالنسيان وضعف العقل، وتمثّل لهذا بتفسير الرازي وتفسير الطوسي.
الفصل الثاني: قراءات معاصرة لشهادة المرأة:
في هذا الفصل تتناول كارين باور القراءات المعاصرة لآية شهادة المرأة، وتقسم هذه القراءات لثلاثة أقسام: قراءات حديثة، وتقليدية، وتقليدية-جديدة، تقوم القراءات الحديثة على مراعاة الأوضاع الجديدة للمسلمين وتدافع عن اختلاف السياق عن سياق المخاطبين بالنصّ أو سياق تفاسير العصور الوسطى، حيث تقضي الأوضاع الحالية بإعطاء المرأة مساحة أكبر، أمّا التفسيرات المحافظة فترفض مقولة المساواة وتحتفظ بالتفسير الوسيط، سواء عبر الاعتماد على ذات المصادر التي اعتمدها التفسير الوسيط أو حتى باعتماد مقولة "الطبيعة البيولوجية" كأساس للتفاوت، أمّا التقليديون الجُدد فيقدّمون رؤية تحاول تقديم رؤى معاصرة دون الخروج تمامًا عن الأُطر العامة للتقليد.
الفصل الثالث: من نفس واحدة، خلق الرجل والمرأة:
في هذا الفصل تدرس باور التفسيرات الوسيطة الشيعية والسُّنية لخلق آدم وحواء، وتستعرض مدى تأثير الحديث والأخبار في هذا التفسير، فتستعرض خَلْق حواء من ضلع آدم، والذي حضر في التفاسير من خلال النصوص الإسرائيلية، كما تشير لبعض التفسيرات الشيعية التي تنظر لمسألة خَلْق حواء من آدم كتقسيم روحي لا جسدي، وتتناول دور حواء في دراما السقوط (الخروج من الجنة) في التفاسير الوسيطة، كما تتناول كذلك علاقة هذه التفسيرات بالمصادر غير القرآنية.
الفصل الرابع: التفسيرات المعاصرة لسردية الخَلْق:
في هذا الفصل تدرس باور التناول المعاصر لقضية خلق آدم وحواء، فتظهر اتجاه الكثير من المحدّثين لرفض الأخبار عن خلق حواء من ضلع آدم باعتبارها أخبارًا إسرائيلية وغير موثوقة، وميل هذه الآراء للنظر لعملية الخلق باعتبارها خلقًا متساويًا للرجل والمرأة، كما تبرز أثر نظرية التطوّر في تفسير سردية الخَلْق القرآنية في العموم، وترى أنّ التأثير الأكبر للنظرية يظهر في السياق الشيعي أكثر من السُّنّي.
الفصل الخامس: ما هو العمل المنزلي؟ أخلاقيات وإيتيقا الزواج:
في هذا الفصل تتناول باور الزواج وواجباته على الزوجة، وقضايا القوامة والقرار في البيوت، وتوضّح أن التفاسير الوسيطة تبدو أميل لتوزيع الواجبات بين الرجل والمرأة، وأن طاعة الزوجة لزوجها ليستْ مُطْلَقة حيث هي محدودة بحدود الله، كذلك فإنّ هذه التفاسير يظهر فيها تصوّر المفسِّرين إمكان تفوُّق المرأة على الرجل في التقوى والعقل.
الفصل السادس: الهيراركية اليوم، خاتمة:
في هذا الفصل توضح باور استمرار النظرة التي ترسخ الهيراركية بين الرجل والمرأة في كثير من التفاسير المحافظة المعاصرة، كما تُشير لبعض القراءات النسوية المعاصرة التي تلحّ على مواجهة هذه النظرة عبر التأكيد على السياق التاريخي المتمثّل في أسباب نزول الآيات.
وبعد أن تُلَخِّص باور عملها في الكتاب، تركِّز على كون المواقف الإسلامية تجاه المرأة في العصر الحديث ربما تكون أكثر تقييدًا من المواقف الوسيطة التي عَرفت تنوعًا واسعًا رغم أنها -وفقًا لها- شهدتْ ميلًا للتقسيم الهيراركي.
أهمية الكتاب:
يتّجه كثيرٌ من الباحثين الغربيين المعاصرين إلى توظيف المناهج الإنسانية المعاصرة في قراءة التفاسير القرآنية، في محاولة لفهم السياق الاجتماعي والتاريخي لبنائها وأثر هذا على الفهوم التي كوَّنتها تجاه النصّ، وهذا في محاولة فهم قضايا محدّدة ربما يفرضها السياق الثقافي المعاصر الاجتماعي والإنساني العام، مثل قضايا المرأة خصوصًا مع تطوّر الكتابات النسوية عامة والدراسات النسوية الدينية خاصّة ومنها التأويليات النسوية الإسلامية.
تحاول كارين باور في هذا الكتاب تطبيق مقولة الجندر وكذلك مفاهيم جادمر عن التأويل في فهم أثر بناء كتب التفسير والمصادر التي يعتمد عليها في تكوين فهوم للآيات المتعلّقة بالمرأة مثل آية الشهادة وقصة خلق آدم وحواء وآيات الزواج، مقارِنة بين التفاسير الكلاسيكية والمعاصرة، وهذا الاشتغال من المهم التعرف عليه من قبل الدارسين العرب؛ إذ يتيح لهم النظر في تطبيق غربي لمنهجيات معاصرة على مدونات التفسير، وكذلك فهم كيفيات القراءات الغربية للتفاسير في إطار قضايا بعينها يفرضها السياق الفكري العام للحضارة الغربية.