أثر البلاغة في توجيه مشكل القرآن
رسالة علمية تناولت بالدراسة دور علم البلاغة في إيضاح المشكل القرآني، وبينت طريقة الجمع بين الآيات التي ظاهرها التعارض، ودور البلاغة في إزالة اللبس ودفعه.
تأتي هذه الدراسة ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، وأصلها رسالة دكتوراه، أعدَّها الدكتور: ياسر بن حامد المطيري، ونوقشت في التاسع والعشرين من شهر شعبان لعام 1441هـ، بقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي، بكلية اللغة العربية، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وقد صدر الكتاب عام 1444هـ/ 2022م، في مجلد واحد، وعدد صفحاته (823) صفحة.
اقتصرت الدراسة في دراسة أثر البلاغة في توجيه مشكل القرآن على أبرز كتب المشكل، وهي:
1- تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة (ت276هـ).
2- الفوائد في مشكل القرآن، للعز بن عبد السلام (ت660هـ).
3- أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب التنزيل، لمحمد بن أبي بكر الرازي (كان حيًّا سنة 666هـ).
4- الروض الريان في أسئلة القرآن، لابن ريان (ت770هـ).
5- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن، لزكريا الأنصاري (ت925هـ).
فتناول كل الآيات الواردة في هذه الكتب والتي للبلاغة أثر في توجيهها، باستثناء الآيات التي يعود سبب الإشكال فيها إلى التشابه اللفظي، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي المتمثّل في: تحليل معاني الآيات، وبيان وجه الإشكال فيها، ومسالك العلماء في دفعه، ومناقشة ذلك في ضوء ما تقتضيه قواعد البلاغة.
وجاءت الدراسة في سبعة فصول، تسبقها مقدمة وتمهيد، وتقفوها خاتمة، أما المقدمة فكانت لبيان أهمية الدراسة وأهدافها، ومنهج الدراسة، واستعراض الدراسات السابقة، وخطة الدراسة.
وأما التمهيد فكان لبيان معنى التوجيه، وبيان مصطلح المشكل، والحكمة من وجوده في القرآن الكريم، وبيان عناية العلماء بالمشكل.
وتناول الفصل الأول: المفردة، والفصل الثاني: الجملة، والفصل الثالث: الجُمَل، والفصل الرابع: فنون البيان، والفصل الخامس: البديع، والفصل السادس: أثر المعتقد في تعيين المشكل وتوجيهه، والفصل السابع: أسباب الإشكال ومسالك دفعه.
وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج، أبرزها ما يلي:
1. علم البلاغة ليس علمًا جماليًّا فحسب، بل له أثر جلي في فهم النصوص، ورفع الإشكال المتوهم عنها، وهو ضروري للمفسر بل لكل مجتهد في مسائل الديانة.
2. علم البديع لا تنحصر وظيفته في التحسين والتزيين، بل له أثر في توجيه المشكل.
3. اعتنى بعض المتقدمين بمسائل البلاغة، كابن جرير الطبري في تفسيره وإن لم ينص على مصطلحاتها عند المتأخرين، وعلى عادته في التعامل مع علوم الآلة فإنه لا يورِد منها إلا ما كان له أثر في فهم المعنى، أو رفع الإشكال، أو الترجيح بين الأقوال المختلفة.
4. تشتمل كتب التفسير على مباحث بلاغية دقيقة خلت منها مصنفات البلاغيين.
5. من الخطأ الحكم باشتمال آية معينة على فن بلاغي قبل التحقق من معناها، ثم التحقق ثانيًا من أن إثبات ذلك الفن لا يلزم منه مخالفة المعنى أو الإعراب.