المنشورات الحديثة في المجلات العِلْمِيّة المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الرابع

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العَلْمية الغربية المعاصرة خلال عامي 2020 و2021، من أجل لفت أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء الرابع[1] من ترجمة ملخصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا، والمنشورة في مجلة Journal of qur’anic studies، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكل ما يحمله هذا النتاج من تنوع في مساحات الدرس.

1- Abraham Gazed upon the Stars and Said ‘innī saqīm’: The Influence of a ṣaḥīḥ ḥadīth on the Interpretation of Q. 37: 88–89, and a Thematic and Structural Reading of Abraham's Story in the Qur'an.
Nadeen Mustafa Alsulaimi

{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيم}، أثر الحديث على تفسير الآيات (88-89) من سورة الصافات، وقراءة موضوعية وبنيوية لقصة إبراهيم في القرآن. لنادين مصطفى السليمي[2]

اختلف المفسرون تاريخيًّا في معنى كلمة: {إِنِّي سَقِيمٌ} التي قالها إبراهيم وهو يحدِّق في النجوم في (الصافات: 88- 89). يمكن إرجاع هذا الاختلاف إلى وجود حديث يتعلّق بالأكاذيب الثلاث التي قيل إنّ إبراهيم تحدّث بها في حياته. حاول بعض المفسِّرين التوفيق بين الآيات القرآنية والحديث من خلال التأكيد على نزاهة إبراهيم وصِدْقه واستخدامه للمعاريض، بينما تجاهل بعضهم الآخر الحديث واعتمدوا بدلًا من ذلك على القراءة السياقية. تحلِّل هذه المقالة معنى (الصافات: 88- 89)، وتستكشف أيضًا السور الأخرى التي تشير إلى هذه القصة (الأنعام، الأنبياء، الشعراء). للقيام بذلك، ستستخدم نظرية تفسير القرآن بالقرآن، وكذلك مفهوم الترابط في (سورة الصافات وسورة ص) «بما أنّ هاتين السورتين المتتاليتين تشرحان صفات إبراهيم»، وذلك لاستكشاف كيف يؤثّر هذا النهج على فهمنا لهذه القصة. سوف يفترض أنّ الإشارة إلى «التحديق في النجوم» في (الصافات) ليست مرادفة للإشارة إلى «النظر إلى الكواكب» في (الأنعام)، وأنّ قوم إبراهيم كانوا على دراية جيدة بإيمانه بالله، وبالتالي لم يربط نظرته إلى النجوم بالإيمان بها. وخلصت الدراسة، أولًا: إلى أن القراءة السياقية للسورة تشير إلى أن عبارة: {إِنِّي سَقِيم} في (الصافات: 88) تدلّ على «التأمل». ثانيًا: يشير «المرض» المذكور في (س الصفات: 89) إلى مرض الجسد والعقل، وأن (سورتي الأنبياء والشعراء) تؤكِّدان أن قوم إبراهيم فهموه على هذا النحو؛ وأخيرًا، تؤكّد (سورة ص) قوّة حُجّة إبراهيم.

2-The Jews Say the Hand of God is Chained: Q. 5: 64 as a Response to a Midrash in a piyyut by R. Elʿazar ha- Kallir.
Shari L. Lowin

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} (المائدة: 64)، كرد على مدراش أليعازر بن كالير، لشاري إل. لوين

يتهم القرآنُ اليهودَ بوصف الله بأنه إله بِيَدٍ مغلولة (المائدة: 64)، وهي تهمة يفهمها القرآن على أنها تشير إلى البخل الإلهي. ومع ذلك، يكشف التوغّل في التعاليم اليهودية أنه لا يمكن العثور على مثل هذا البيان عن بخل الله في التقليد اليهودي. بينما اقترح الباحثون مزامير (72: 11) ومراثي إرميا (3: 2)، كمصادر محتملة، فإنّ الصورة في كلتا الصورتين هي لإله يسحب قوّته العسكرية، وليس فضلته المالية. الإصرار على هذه الكلمات كمصدر إلهام لكلمات القرآن يتجاهل جوهر مراد القرآن.

تناقش هذه المقالة بدلًا من ذلك أن آية المائدة تتفاعل مع فكرة ميدراشية مضمّنة في قصيدة طقسية هي تلاوات التاسع من آب (أغسطس)، وهو اليوم الذي يُحْيِي ذكرى تدمير الهيكلَيْن؛ الأول والثاني. هنا يقيّد اللهُ يدَه في التعاطف مع الأسرى المنفيين والمصابين بصدمة، وهي خطوة تُفهم أيضًا على أنها تؤخِّر الخلاص النهائي لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، أنا أزعم أن التحويل القرآني لهذه الصورة إلى صورة تتعلّق بالشؤون المالية هو أمر مقصود. في تحويل إعلان ميدراشي عن علاقة الله المستمرّة بإسرائيل إلى اتهام بالكُفْر، يجادل القرآن ضدّ استمرار فهم اليهود لأنفسهم على أنهم مفضَّلون عند الله.

3-Tropology and Inimitability: Ibn ʿĀshūr's Theory of tafsīr in the Ten Prolegomena to al- Taḥrīr wa'l- tanwīr.
Gibril Fouad Haddad

البلاغة والإعجاز: منهجية ابن عاشور في التفسير كما تظهر في المقدمات العشرة في «التحرير والتنوير»، لجبريل فؤاد حداد

حتى الآن، تم تخصيص أكثر من 50 رسالة ماجستير ودكتوراه في جامعات العالم العربي للمجلدات الثلاثين للتحرير والتنوير من قِبل القاضي التونسي وعميد الزيتونة، محمد الطاهر بن عاشور (ت: 1973)، أحد أكثر المؤلِّفين الموسوعيين تأثيرًا في جيله. لا يوجد سوى عدد قليل من الأعمال المنشورة بطول الكتاب باللغة العربية عن التحرير، ولا يوجد أيٌّ منها باللغة الإنجليزية، في حين أن ترجمات التفسير القرآني إلى اللغة الإنجليزية بشكلٍ عام يمكن عدّها بأصابع يدٍ واحدة. في أول 125 صفحة من كتابه التحرير، قدّم ابن عاشور مقاربته في شكلِ دليلٍ حديثٍ للمفسِّر مع مقدّمة وعشر مطوّلات. تلخّص هذه الورقة محتويات هذه الرسالة المعاصرة المهمّة وتضعها على أنها إعادة اكتشاف مقترحة للإعجاز القرآني ومنهج للمفسِّرين الذين يحددون التخصّصات اللازمة لدراسة القرآن، بدءًا من البلاغة.

4-The Hermeneutics of Miracle: Evolution, Eloquence, and the Critique of Scientific Exegesis in the Literary School of tafsīr. Part I: From Muḥammad ʿAbduh to Amīn al- Khūlī.
Shuruq Naguib

هرمنيوطيقا المعجزة: التطور والبلاغة ونقد التفسير العلمي في المدرسة الأدبية للتفسير، من محمد عبده إلى أمين الخولي، لشروق نجيب

أحد أقدم الانتقادات الحديثة وأكثرها ديمومة للتفسير العلمي للقرآن ينبثق من مدرسة التفسير الأدبية. قدّمه أمين الخولي لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي ثم طوّرته بنت الشاطئ لاحقًا، وكان الافتراض الرئيس لنقدهم هو، أولًا وقبل كلّ شيء، أنّ التأويل الحديث المناسب لنصّ القرآن يجب أن يتطوّر من التقاليد اللغوية والأدبية؛ من اللغة العربية. تركّز هذه الورقة عَلَى الخولي، وتضع نقده في السياق الأوسع لإرث محمد عبده التأويلي. أولًا: يفحص إعادة تشكيل عبده للتصوّر القديم لإعجاز القرآن، وتأثيره على جهود الخولي لتجديد التقدير الجمالي الأدبي لإعجاز القرآن وتجربة مفهوم تأثيره النّفسي الخارق. ثانيًا: استنادًا إلى تحقيق في عدد من مؤلَّفاته، توضح الورقة أنّ نهج الخولي يعكس أيضًا تبنِّيًا أمينًا لأفكار عبده حول العلم، وأن مساهمته الأدبية في مسألة إعجاز القرآن قد تم تشكيلها بشكلٍ قاطع من خلال نظرة علمية - تطورية في المقام الأول. في سياق البحث، يتّضح أنه حتى نقد الخولي للتفسير العلمي مشتقّ إلى حَدٍّ كبير من نظريته المعرفية التطورية. الخلاف الرئيس في هذه الورقة هو أن التزام الخولي بالعلم كان فلسفيًّا، لكن نقده للتفسير العلمي كان منهجيًّا. وفقط من خلال استجواب هذه الجوانب من فكره معًا يمكننا أن نفهم الافتراضات التأويلية الأساسية التي توجّه اعتراضاته على التفسير العلمي.

5- Revisiting Modern Naẓm Approaches to the Qur'an: Iṣlāḥī’s Interpretation of Q. 107 and Q. 108 in his Tadabbur- i Qurʾān.
Kamran Bashir

قراءة في مقاربات النظم الحديثة للقرآن، تفسير إصلاحي لسورتي الماعون والكوثر في تفسيره «تدبُّر القرآن»، لقمران بشير

تطلب مناهج التفسير الحديثة للقرآن دراسة تفصيلية للمنهجيات والافتراضات التفسيرية التي تقوم عليها. من أجل فهم مثل هذه المقاربات البنيوية، تقدّم هذه المقالة دراسة مركّزة لسورتَيْن مهمّتَيْن من القرآن (الماعون، الكوثر)، في التفسير الأردي لأمين أحسن إصلاحي (ت: 1997)، تدبّر القرآن. حظيتْ نظرية النَّظْم باهتمام كبير في الدراسات الأكاديمية المعاصرة وتستحقّ البحث من وجهات نظر جديدة، وهي مبنيّة على وجود نظام شامل وموحَّد من الروابط داخل السورة وبين السور. تهدف هذه المقالة إلى التعرّف على الآلية التي من خلالها يتم التعرّف على النَّظْم، ودراسة علاقتها بالمعنى المحدّد والسياق التاريخي لسورةٍ ما. وتجادل بأنّ مفهوم النَّظْم عند إصلاحي، والذي قدّمه كسمةٍ داخلية للقرآن، يبدو أنه يستند إلى وجهة نظر محدّدة لحياة النبي محمد وتشكّلها. يبدو أنّ العوامل غير اللغوية تلعب دورًا محوريًّا في نظريته في النَّظْم. لذلك، من أجل الفهم الكامل لنظام الروابط الخاصّ به في الخطابات القرآنية، هناك حاجة لمزيد من التحقيق في كيفية فهمه لسيرة النبي والتاريخ الإسلامي المبكِّر مقارنة بالمفسِّرين والمؤرِّخين الآخرين.

 

[1]  يمكن مطالعة الأجزاء الأول والثاني والثالث على هذه الروابط:

1. tafsir.net/paper/20

2. tafsir.net/paper/21

3. tafsir.net/paper/26

[2] تعريب العناوين هو تعريب تقريبي من عمل القسم. (قسم الترجمات).

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))