الأشهر الحرم
مكانتها وخصائصها في القرآن الكريم
إنّ من تمام تعظيم الله تعالى تعظيم ما عظّم سبحانه من الشعائر والعبادات، وتعظيم ما عظّم من الأماكن والأزمان والشهور والأيام، ومن ذلك تعظيم الأشهر الحرام التي عظّمها الله سبحانه، وذكرها في أكثر من موضعٍ من كتابه العزيز، وبين يدي هذه الأسطر نُعرِّف بهذه الأشهر، ونذكر شيئًا من مكانتها وخصائصها في القرآن الكريم.
مدخل:
إنّ الأشهر الحرم هي الأشهر الأربعة التي عظّمها اللهُ سبحانه، وأجمل القرآن الكريم ذكرها في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: 36].
وهذه الأشهر هي: شهر رجب، وذي القعدة، وذي الحجة، وشهر الله المحرم، كما فصّلتها السنّة النبوية وبيّنتها، ففي حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب في حجَّة الوداع، فقال في خطبته: (إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهَيئتِه يوم خلَق اللهُ السماواتِ والأرضَ؛ السنَة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرَّم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان)[1].
ولقد اجتهد العلماء في التماس الحكمة من تعظيم هذه الأشهر هذا التعظيم، والسِّر في ترتيبها على هذا الترتيب؛ فقد قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: «وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة، ثلاثة سرد وواحد فرد؛ لأجل مناسك الحج والعمرة، فحرم قبل أشهر الحج شهرًا وهو ذو القعدة؛ لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون فيه بأداء المناسك، وحرم بعده شهر آخر وهو المحرم ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين، وحرم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب، فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمنًا»[2].
ويذكر الإمام ابن عاشور أن تحريم هذه الأشهر كان مما شرعه الله لعباده من لدن إبراهيم -عليه السلام-؛ وذلك لإقامة الحج، فيقول -رحمه الله-: «وتحريم هذه الأشهر الأربعة مما شرعه الله لإبراهيم -عليه السلام- لمصلحة الناس، وإقامة الحج، كما قال تعالى: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ والشَّهْرَ الحَرَامَ﴾ [المائدة: 97]»[3].
مكانة الأشهر الحرم:
إنّ للأشهر الحرم مكانة عظيمة عند الله سبحانه، وهي من أحبّ الأيام إليه سبحانه؛ لذلك اختارها وشرّفها على غيرها، يقول سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن كعب قال: «اختار الله الزمان، وأحبّ الزمان إلى الله الأشهر الحرم، وأحبّ الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحبّ ذي الحجة إلى الله العشر الأُوَل»[4].
وتعظيم هذه الأشهر من تعظيم شعائر الله ودليل على تقواه -عز وجل-، فقد قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج: 30].
ويقول قتادة -رحمه الله-: «إنّ الله اصطفى صَفَايا من خَلقه، اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذِكْرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فَعَظِّموا ما عَظّم الله؛ فإنما تُعَظَّم الأمور بما عظّمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل»[5].
ولقد كان العرب في الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر ويحرّمون القتال فيها، حتى إنّ الرجل منهم كان إذا لقي قاتل أبيه في هذه الأشهر لم يتعرض له بأذى؛ نظرًا لحرمة هذه الأشهر وتعظيمها ومكانتها عندهم، يقول ابن كثير -رحمه الله-: «كان الرجلُ يلقَى قاتلَ أبيه في الأشهُر الحرم فلا يمُدُّ إليه يدَه»[6].
بل وكانوا يقدّمون بعضها ويؤخّرون بعضها إذا أرادوا قتالًا أو إغارةً على غيرهم، فيحلّونها عامًا ويحرّمونها عامًا؛ لعدم رغبتهم في سفك الدماء فيها، ظنًّا منهم أنَّهم بهذه الحيلة -التي أوحتْ بها إليهم شياطينهم- قد تحلّلوا من القتال في الأشهر الحرم، ولكنهم غفلوا أو تغافلوا عن أنهم بهذه الفعلة قد أحلُّوا ما حرّم الله سبحانه، وحرّموا ما أحلَّ سبحانه.
ولقد ذَمّ اللهُ سبحانه فعلتهم هذه، فقال في كتابه العزيز: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [التوبة: 37].
يقول ابن عاشور -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: «والنسيء عند العرب: تأخير يجعلونه لشهرٍ حرامٍ فيصيرونه حلالًا، ويحرمون شهرًا آخر من الأشهر الحلال عوضًا عنه في عامِه»[7].
فما أقبح فعلتهم هذه، وما أشدّ جرمهم؛ لذلك ينبغي على المؤمن أن يقف عند حدود الله سبحانه، وأن يطيع أوامر الله، وأن يحذر كلّ الحذر من أن يتبع هواه، أو أن يتحايل على أوامر الله سبحانه وشرائعه وأحكامه، كما فعل هؤلاء الجاهليون.
«ولقد اختلف العلماء في أيِّ الأشهر الحرم أفضل؛ فقال الحسن وغيره: أفضلها شهر الله المحرم، ورجّحه طائفة من المتأخرين، وروى وهب بن جرير عن قرة بن خالد عن الحسن قال: إنّ الله افتتح السنَة بشهرٍ حرامٍ، وختمها بشهرٍ حرامٍ، فليس شهرٌ في السّنَة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرّم، وكان يسمَّى شهر الله الأصم من شدّة تحريمه»[8].
من خصائص الأشهر الحرم:
1- الظُّلْم في هذه الأشهر أعظم من غيرها:
فالله -عز وجل- نهى عباده عن الظُّلْم، ولا سيما ظُلم النفس الذي يكون بالتعدي على حرمات الله أو ترك أوامره، أو يكون بالتعدي على حقوق عباده سبحانه، وهو محرمٌ في كلِّ زمانٍ وفي كلِّ مكانٍ، لكن الظلم قد يغلظ ويعظم في بعض الأزمنة أكثر من غيرها كالأشهر الحرم، يغلظ ويعظم في بعض الأماكن أكثر من غيرها كمكة والمدينة؛ من أجل ذلك نهى الله سبحانه عن ظلم النفس وخصّ بالذِّكْر هذه الأشهر الحرم، فقال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].
يقول الإمام القرطبي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: «لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب؛ لأن الله سبحانه إذا عظّم شيئًا من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظّمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعدّدة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيّئ كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإنّ مَن أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب مَن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال»[9].
ويقول الإمام ابن عاشور -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾: «ووجه تخصيص المعاصي في هذه الأشهر بالنهي: أن الله جعلها مواقيت للعبادة، فإن لم يكن أحد متلبسًا بالعبادة فيها فليكن غير متلبس بالمعاصي، وليس النهي عن المعاصي فيها بمقتضٍ أن المعاصي في غير هذه الأشهر ليست منهيًّا عنها، بل المراد أن المعصية فيها أعظم، وأن العمل الصالح فيها أكثر أجرًا، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة: 197]، فإن الفسوق منهيّ عنه في الحج وفي غيره»[10].
ويؤكد الإمام قتادة -رحمه الله- على هذه المعنى فيقول: «العمل الصالح أعظم أجرًا في الأشهر الحرم، والظلم فيهنَّ أعظم من الظلم فيما سواهن، وإن كان الظُّلم على كلّ حال عظيمًا»[11].
2- يحرم البدء بالقتال في هذه الأشهر:
فقد عظّم اللهُ سبحانه سفك الدماء، وجعل سافك الدماء مرتكبًا لكبيرة من أعظم الكبائر، وفي الأشهر الحرم تتضاعف تلك الجريمة وتعظم عند الله سبحانه، فقد قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ﴾ [البقرة: 217]؛ وذلك لأن هذه الأشهر أشهر سلمٍ وسلامٍ، وأمنٍ وأمانٍ، يأمن الناس فيها على أموالهم وأعراضهم ودمائهم، فيأمنون في أشهر الحج لأداء فريضة الحج، ويأمنون في شهر رجب لأداء العمرة كما كانت عادة العرب؛ لذلك عظّم الله في هذه الأشهر سفك الدماء.
فلا ينبغي للمسلم أن يبدأ فيها القتال والإغارة على الأعداء، ولكن يشرع له ردّ القتال والاعتداء إذا وقع عليه في هذه الأشهر، والدفاع عن النفس والمال والعِرض إذا استدعى الأمر ذلك، ودليل ذلك أنَّ الله سبحانه قال في سياق الحديث عن الأشهر الحرم: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة: 194]، وقال سبحانه: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36].
ولقد وقع خلافٌ حول مسألة حرمة القتال في الأشهر الحرم، وانقسم الفقهاء والمفسِّرون إلى فريقين: حيث ذهب الفريق الأول إلى نَسْخ ذلك الحكم، وذهب الفريق الآخر إلى عدم نَسْخه. وقد استدلّ القائلون بالنَّسْخ على قولهم ببعض الأدلة، ومنها ما وقع من قتال بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وهوازن في شهر ذي القعدة، لكن عند الوقوف على سبب ذلك القتال نعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يبدأ بالقتال، وإنما هوازن هم الذين قد ابتدؤوا المسلمين بالقتال.
يقول الإمام ابن عاشور -رحمه الله-: «لا يُشكل الأمر بمقاتلة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هوازن أيامًا من ذي القعدة؛ لأنهم ابتدؤوا بقتال المسلمين قبل دخول الأشهر الحرم، فاستمرّت الحرب إلى أن دخلوا في شهر ذي القعدة، وما كان ليكفّ القتال عند مشارفة هزيمة المشركين وهم بدؤوهم أول مرة»[12].
وقال عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾: «يحرم الغزو في الأشهر الحرم إلا أن يبدأ العدو فيها بالقتال، ولا نَسْخ في الآية»[13].
واستدلّ القائلون بعدم النَّسْخ بما رواه الإمام أحمد من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: «لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغزو في الشهر الحرام إلا أن يُغزى، أو يُغْزَوْا، فإذا حضره أقام حتى ينسلخ»[14]، وذكر بعضهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حاصر الطائف في شوال فلما دخل ذو القعدة لم يقاتل بل صابرهم ثم رجع، وكذلك في عمرة الحديبية لم يقاتل حتى بلغه أن عثمان قُتل، فبايع على القتال ثم لمّا بلَغه أن ذلك لا حقيقة له كفّ[15].
3- اتصال هذه الأشهر بمواسم العبادات:
فمن خصائص هذه الأشهر ومن أسباب تعظيمها، قُربها واتصالها بمواسم العبادات؛ فشهر رجب من أشهُر الاستعداد لرمضان، فقد قال ابن رجب: «شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة»[16]، ونقل عن أبي بكر الوراق البلخي قوله: «شهر رجب شهر للزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع»[17]؛ ولأن شهر رجب يكون وسط العام يكثر الناس فيه من أداء العمرة، ولعلّ هذه هي الحكمة من تحريمه، كما ذكرنا.
أمّا شهر ذي القعدة وذي الحجة والمحرّم فهي أشهر الحج التي يقوم فيها المسلمون بشعيرة من أعظم شعائر الإسلام ألا وهي فريضة الحج، كما قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: 197].
وفي هذه الأشهر تكون الأيام العشر التي أقسم الله بها، في قوله تعالى: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 2]، وقال مسروق: هي أفضل أيام السنَة[18].
وفيها يوم عرفة وما أدراك ما يوم عرفة، أعظم أيام العام على الإطلاق، وفيها يعود الحجيج إلى بلادهم مستبشرين بالمغفرة والقبول.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرشد أصحابه إلى صيام هذه الأشهر لعظم شأن الطاعات فيها ولا سيما شهر الله المحرم، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- للباهلي في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه: (صُمْ مِنَ الحُرُم وَاترُكْ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاترُكْ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاترُكْ)[19].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وأفضلُ الصلاةِ بعد الفريضةِ صلاةُ الليل)[20].
لذلك كان كثير من السَّلف يحرص على صيام الأشهر الحرم، بل ورد عن بعضهم أنه كان يصوم الأشهر الحرم كلها، منهم: ابن عمر، والحسن البصري، وأبو إسحاق السبيعي، وقال الثوري: الأشهر الحرم أحبّ إليَّ أن أصوم فيها[21].
خاتمة:
عالجنا في هذه المقالة موضوع الأشهر الحرم فعرفنا بها وتعرضنا لمكانتها وبيان خصائصها، وينبغي على المسلم مراعاة حُرمة هذه الأشهر التي عظّمها الله سبحانه وأن يعرف قدرها، وأن يحرص كلّ الحرص على حُسْن استغلال هذه الأوقات الشريفة، لا سيما في هذا الزمان الذي غفل كثيرٌ من الناس فيه عن حُرمة هذه الأشهر ومكانتها، فأعظم العبادات ما قام بها العبد وقت غفلة الناس وانشغالهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (العبادة في الهرج كهجرة إليَّ)[22].
نسأل اللهَ سبحانه أن يجعلنا من المعظِّمين لهذه الأشهر، وأن يعيننا فيها على ذِكْره وشُكره وحُسن عبادته، ونعوذ به سبحانه أن نكون فيها من الغافلين، وصلى اللهُ وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[1] رواه البخاري (4406)، ومسلم (1679).
[2] تفسير ابن كثير (4/ 148).
[3] التحرير والتنوير (10/ 184).
[4] لطائف المعارف لابن رجب، ص267.
[5] تفسير ابن كثير (4/ 148).
[6] تفسير ابن كثير (1/ 413).
[7] التحرير والتنوير (10/ 189).
[8] لطائف المعارف لابن رجب، ص34.
[9] تفسير القرطبي (8/ 134).
[10] التحرير والتنوير (10/ 186).
[11] تفسير البغوي (2/ 345).
[12] التحرير والتنوير (10/ 186).
[13] التحرير والتنوير (10/ 186).
[14] رواه أحمد (14583).
[15] لطائف المعارف لابن رجب، ص116.
[16] لطائف المعارف لابن رجب، ص121.
[17] لطائف المعارف لابن رجب، ص121.
[18] لطائف المعارف لابن رجب، ص267.
[19] رواه أبو داود (2428).
[20] رواه مسلم (1163).
[21] لطائف المعارف لابن رجب، ص119.
[22] رواه مسلم (2948).