محمد بن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن الخطيب اليمني الشافعي، الموزَعي، المشهور بابن نور الدين (ت 825)

محمد بن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن الخطيب اليمني الشافعي، الموزَعي، المشهور بابن نور الدين (ت 825)

اليمن

- اسمه ونسبه:

هو محمد بن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن الخطيب، جمال الدين، الشعبيُّ، النَّمريُّ، المَوزَعيُّ.

- لقبه وكنيته:

يُعرف بابن نور الدين، ويُعرف أيضًا بابن الخطيب، نسبةً إلى أحد أجداده عبد الله بن أبي بكر الذي عُرف بابن الخطيب، وإليه يُنسب بنو الخطيب الذين بموزع وغيرهم، ويُكنى بأبي عبد الله.

- ولادته:

ولد المؤلف في بلدة مَوزَع - بفتح الزاي - التابعة لمدينة تعزّ في اليمن، وتقع غربها، وتبعد عنها مسافة (90 كم) تقريبًا، ولم تُذكر سنة ولادته في المصادر التي ترجمَت له.

- أسرته:

عُرف آل الخطيب بالعلم والتقوى والفضل، فلا يكاد يخلو فردٌ من هذه الأسرة إلا وهو على جانبٍ كبيرٍ من العلم والورع والصلاح، والمُستعرض لتاريخ علماء اليمن يجد الكثير من آل الخطيب قد حازوا قصب السبق في العلم والزهد والورع.

- أخلاقه وصفاته:

كان الإمام المَوزَعي عالمًا زاهدًا، وتقيًّا ورعًا، مُقبِلاً على العلم والتحصيل، فلم يشغل نفسَه بشيءٍ من مشاغل الدنيا، وكان مُحبًّا للخير، كريمًا، يُنفق كلَّ ما عنده، ولم يدَّخر شيئًا، ولذا مات فقيرًا مَدينًا، فقام ابنُه من بعده بسداد دَينه.

وكان رحمه الله ذا صدقةٍ وأفعالٍ للخير، يبدأ بأقاربه وجيرانه، ثم يُعمِّم كل محتاجٍ علِم به أو وصل إليه، ولا يدَّخر في بيته إلا ما يسُدُّ به خلَّته في وقتهم، وهو الذي ابتدأ بعمارة جامع موزَع، وظهرت له كرامات في حياته وبعد موته، وكان مُجاب الدعوة.

- مشايخه:

1- جمال الدين محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي بكر الحثيثي الصردفي الرِّيمي - نسبةً إلى ريمة، ناحية باليمن - الإمام العلامة، وأحد كبار الشافعية (ت 792).

2- تاج الدين الهندي، الدَّلِّي، الشيخ الفقيه.

3- غياث الدين محمد بن جعفر الهندي الدَّلِّي، الشيخ العلامة الفقيه.

4- علي بن قمر، الشيخ الفقيه المذكور في أهل زبيد.

5- أبو عبد الله موسى الذوالي، شيخ القاضي الرِّيمي، الإمام الفقيه الحافظ.

6- ومن شيوخه عددٌ من آل الناشري، لم تُذكر أسماؤهم كما ذُكر البُريهي.

- تلامذته:

1- الحسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي الحسيني العلوي الشافعي، المعروف بالأهدل (ت 855).

2- أبو بكر محمد بن رضي الدين أبي بكر بن أحمد الخطيب، وكان عالمًا زاهدًا مُجمَعًا على جلالته (ت في المئة التاسعة).

3- رضي الدين أبو بكر أحمد بن دعسين القرشي - نسبةً إلى القرشية، قبيلة في اليمن -، كان إمامًا عالمًا (ت 842).

4- جمال الدين محمد بن عُمر الحجاري، الفقيه القاضي، كان عالمًا ورعًا (ت قريب 820).

5- سعيد بن سحر، الفقيه، تزوَّج بنت الإمام الموزَعي، وتفقَّه عليه.

6- ولدُه الطيبُ ابن الإمام محمد بن علي الموزَعي، قرأ على والده كثيرًا من العلوم وتفقَّه عليه.

7- ولدُه شمس الدين علي، قرأ على والده شيئًا من العلوم، وتفقَّه عليه.

8- ولدُه إبراهيم، وقد قرأ على أبيه القرآن، ولم يتفقَّه.

- مكانته وثناء العلماء عليه:

1- قال البُريهي في "تاريخه": (الإمام العلامة الصالح الزاهد العابد، كان إمامًا عالمًا، علمه كالعارض الهاطِل، المُتحلِّي بتصانيفه، جِيد الزمان العاطِل .. له الباعُ الطويلُ في علم الفقه والأصول والنحو والمعاني والبيان واللغة، درَّس وأفتى، واشتهر، ورُزق القبول عند الخاصة والعامة).

2- وقال السخاوي في "الضوء اللامع": (الإمام الأصولي، جرَت له أمورٌ بانَ فيها فضلُه).

3- وقال الزِّرِكلي في "الأعلام": (مُفسِّر عالم بالأصول).

- مؤلفاتُه:

صنَّف الإمام الموزَعي مؤلفات عدة في فنون مختلفة، مما يدلُّ على تمكُّنه في هذه العلوم التي ألَّف فيها، ومنها:

1- "تيسير البيان لأحكام القرآن".

2- "الاستعداد لرتبة الاجتهاد"، وهو كتابٌ عظيمُ النفع في علم أصول الفقه.

3- "مصابيح المغاني في حروف المعاني"، مخطوط يقع في (181) ورقة.

4- "كنوز الخبايا في قواعد الوصايا"، ذكره الأهدل في "تحفته".

5- "جامع الفقه"، ذكره الأهدل في "تحفته"، وقال: لكنه توفي قبل تمامه، ويقع في ثلاثة مجلدات.

6- "المطرب للسامعين في حكايات الصالحين"، اختصر فيه "روض الرياحين" لليافعي.

7- "كشف الظُّلمة عن هذه الأمة"، ذكره البريهي في "تاريخه".

- وفاتُه:

توفي الإمام الموزَعي أوائل ربيع الآخر، من سنة خمس وعشرين وثمان مئة، على ما ذكرَه الأهدل تلميذه، وهو المُعتمَد.