مثالب منهجية في كتاب (تاريخ القرآن)
د. رغداء محمد أديب زيدان
يتناول هذا البحث كتاب نولدكه (تاريخ القرآن) بنظرة نقدية؛ حيث يتساءل حول المرتكزات المنهجية التي قام عليها الكتاب، والأسس التي تأسست عليها أفكاره، ومدى تمكُّن نولدكه من الأدوات المفترضة لدراسة القرآن، ومدى تحكُّم العوامل غير المعرفية في بحثه، ويرتب بعض النتائج والتوصيات في ضوء هذا.
يقدّم هذا البحث نقدًا لمنهج المستشرق الألماني تيودور نولدكه في كتابه (تاريخ القرآن)، فقد قرر نولدكه أن القرآن بشريّ المصدر منذ بداية دراسته، نافيًا احتمال كونه إلهيَّ المصدر أو وحيًا ربانيًّا، وراح يشكّك بكل ما يمكن أن يشير إلى كون القرآن وحيًا من الله.
ولذلك سعى البحث للإجابة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمنهج نولدكه، منها: مدى امتلاكه لأدوات بحثية معرفية حقيقية، من جهة تعلُّمه للغة العربية وإتقانه لها في فترة قصيرة رغم عدم زيارته أيًّا من البلاد العربية، وغزارة مراجعه وقدرته على الإحاطة بها كلها في زمن تأليف الكتاب، وتقريره إصابة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالصرع ووصفه لأعراض مرَضية طبية دون الاعتماد على مرجع طبي، وقدرته على استعمال المراجع المتعلقة بالبحث وفهمه لنصوصها فهمًا تاريخيًّا ولغويًّا وعقديًّا...إلخ.
كما حاول البحث الإجابة عن سؤال: هل كان كتاب (تاريخ القرآن) نتاج بحث معرفي موضوعي أم إنه نتاج استشراقي يحاول تأكيد نظريات غربية مسبقة عن القرآن والدين الإسلامي وخصوصًا إذا تعرفنا إلى خلفيّة نولدكه الدينية، التي تظهر أنها أحد أهم دوافع بحثه في القرآن والإسلام.
وقد توصّل البحث لمجموعة من النتائج التي تؤكد ضرورة الاهتمام بمناهج دراسة القرآن الكريم، وضرورة الاهتمام بإعجاز القرآن وما يجب القيام به لذلك.