الدراسات العربية والغربية المعاصرة حول القرآن الكريم؛ قراءة في منجز تصنيف الدراسات، وطرح تصنيف جديد، واستكشاف واقع الدراسات
طارق حجي
يتزايد النتاج المعاصر حول القرآن عربيًّا وغربيًّا، ويحاول هذا البحث تقديم تصنيف لهذه الدراسات يستطيع تحقيق هذين الهدفين، كما يسلط الضوء على المقاربة المعاصرة للقرآن، ويطرح بعض التساؤلات حولها.
يحضر القرآن في مركز الاهتمام العربي المعاصر كما يبرز في هذا النتاج الكبير من القراءات التأويلية للقرآن خارج دائرة «التخصّص/ أهل الذِّكْر»، كذلك تتسع وتتنوع الدراسات الغربية المعاصرة للقرآن بين عديد الاتجاهات والمناهج، ويحتاج هذا النتاج الكبير والمتنامي إلى تصنيف استكشافي ونقدي يستطيع أَطْر وتنظيم هذه الدراسات، ثم استكشاف قدرتها على دراسة مساحات القرآن بكفاءة وكفاية، وكذلك استكشاف حدودها المنهجية في فهم القرآن.
وهذا البحث يحاول تقديمَ تصنيفٍ للدراسات المعاصرة مرتكِزٍ على (القرآن) وعلى تقسيمٍ لمساحات دراسته، بغية تحقيق هذين الهدفين؛ تأطير الدراسات المعاصرة، والنقد واستكشاف الحدود المنهجية لهذه الدراسات، حيث قسّم هذه المساحات إلى (ما قبل القرآن)، (القرآن)، (العالم الذي يخلقه القرآن أمامه)، وصنّف الدراسات المعاصرة وَفق اشتغالها ضمن هذه المساحات.
وقد بدأ البحث بمقدمة توضح هدف البحث وتقسيمه وحدوده، ثم قسمين: يتناول الأول طبيعة هذا التصنيف ومقارنته بتصنيفات أخرى، ثم موضعة الدراسات داخله بهدف استكشافها نقديًّا، والثاني يتناول مفهوم «العالم الذي يخلقه القرآن أمامه» كمفهوم أساسي ضمن خطاطتنا التصنيفية المقترحة يبين عن محدودية المقاربة النصِّية السائدة في السياق المعاصر للقرآن، وكيف يمثّل الانفتاح على مناهج ومقاربات أوسع -ضمن دراسات الدين المعاصرة- أفُقًا لبناءٍ جديد لمساحات دراسة القرآن لها قدرة أكبر على فهم أبعاده المركّبة، ثم خاتمة تجمل اشتغال البحث.