تقرير ندوة نادي تفسير للقراءة حول كتاب "التأليف المعاصر في قواعد التفسير"
أقام نادي تفسير للقراءة يوم السبت 20 من ذي القعدة 1441هـ الموافق 11 من يوليو 2020م =ندوة علمية حول كتاب «التأليف المعاصر في قواعد التفسير؛ دراسة نقدية لمنهجية الحكم بالقاعديّة»، والذي صدر مؤخرًا عن مركز تفسير للدراسات القرآنية[1]، وهو من تأليف: د. محمد صالح محمد سليمان، أ. خليل محمود اليماني، أ. محمود حمد السيد، وبتحكيم ومراجعة: أ.د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري، أ.د. مساعد بن سليمان الطيار، أ.د. عبد الحميد مدكور.
وقد عُقدت الندوة على الشبكة العنكبوتية، وكان بثها المباشر على قناة اليوتيوب الخاصة بمركز تفسير للدراسات القرآنية.
وقد استضافت الندوةُ الفريقَ الذي أعدّ الكتاب قيد المناقشة، وكذلك عددًا من المداخلين من الأساتذة والباحثين المهتمين بالدراسات القرآنية، وأدار الحوار في الندوة الأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن الشهري.
وجاءت الندوة في ثلاثة أجزاء؛ تعلّق الجزء الأول منها باستعراض دراسة «التأليف المعاصر في قواعد التفسير؛ دراسة نقدية لمنهجية الحكم بالقاعديّة»، والذي استهله أولًا أ. محمود حمد عارضًا لمداخل الدراسة وإشكاليتها وأهدافها، ثم سلط الضوء ثانيًا أ. خليل محمود اليماني على محتويات الدراسة وفصولها ومباحثها، ثم بيَّن د. محمد صالح سليمان أهم نتائج الدراسة والإطار الذي يجب أن تُقْرَأ فيه.
وبعد هذا العرض للدراسة، توجه الدكتور/ عبد الرحمن الشهري بثلاثة أسئلة لفريق الدراسة، بدأها بسؤال لـ د. محمد صالح حول سبب اهتمام الدراسة بالرصد التاريخي لحركة التأليف في قواعد التفسير قبل التأليف المعاصر فيها، وكيفية قيام الدراسة بهذا الرصد، ثم انتقل لسؤال أ. محمود حمد عن جانب من صعوبات الدراسة يتعلق بعدم نص المؤلفات قيدها على منهجها في بناء الحكم بالقاعدية، ثم وجه سؤالًا لـ أ. خليل اليماني حول عناصر النقد الذي وجَّهته الدراسة للمنطلق الذي قام عليه التأليف المعاصر في القواعد وكيفية تشكُّل عناصر هذا النقد لدى الدراسة.
ثم ختم الدكتور/ عبد الرحمن الشهري هذا الجزء بسؤال أخير وجَّهه لفريق الدراسة حول أهم آفاق التقعيد التي يرونها من خلال اشتغالهم في إعداد الدراسة، وما لديهم مِن مقترحات في هذا الصدد.
وبعد الانتهاء من هذا الجزء انتقل الدكتور/ عبد الرحمن الشهري بالندوة إلى الجزء الثاني منها، المختص ببعض المداخلات حول الكتاب محل الندوة.
كانت المداخلة الأولى للأستاذ الدكتور/ مساعد بن سليمان الطيار، حيث ذكر أن المسلك الذي سلكه المؤلفون مسلك صعب في التأليف وأنهم بذلوا جهدًا كبيرًا فيه، وأنه وإن اختَلف مع بعض النتائج التي قرَّروها إلا أنها تثير نظرًا مهمًّا في موضوع قواعد التفسير، وقد ذكر أن الدراسة -من وجهة نظره- كان ينقصها تناول الكتب المختصة بقواعد الترجيح في التفسير، وغير ذلك من الملحوظات التي أبداها.
وأما المداخلة الثانية فكانت للأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن حِلَلي، حيث أثنى على العناية بموضوع الدراسة لأهميته، وتركيزه على قضية منهجية، وكذلك ثمَّن الجهد الواضح في إعدادها، ثم عقَّب بعد ذلك بذكر عدد من المسائل النقدية على الدراسة، قدَّم فيها ببعض الانتقادات الشكليّة، ثم انتقل إلى بعض الانتقادات العلميّة، منها ما يتعلق بالتحقيب الزمني الذي قامت به الدراسة، ومنها ما يتعلق بالمصطلحات ذات الصلة بالبحث، والعلاقات بين العلوم وأثرها في موضوع قواعد التفسير.
ثم كانت المداخلة الثالثة للأستاذ/ محمد حسين الأنصاري، فقدّم بأهمية إدارة الخلاف العلمي -خاصة في أوساط البحث الشرعي- بطريقة مثمرة للاستفادة من الدراسات النقدية بصورة عامة، ثم طرح بعض الملاحظات حول معالجة الدراسة لبعض الأمور، منها ما يتعلق بعلاقة الدراسات المعاصرة في قواعد التفسير بالمؤلفات السابقة عليها في ذات المجال، وكذلك ملاحظة الجانب التاريخي الذي نشأت فيه الدراسات القديمة والحديثة، كما استعرض أيضًا عددًا من الملاحظات الجزئية حول الدراسة، وناقش قضية التقعيد العلمي في العلوم، وألمح إلى كيفية الإفادة من هذا الأمر في موضوع التقعيد في التفسير.
ثم كانت المداخلة الرابعة للأستاذ/ محمد مصطفى عبد المجيد، والتي استهلها ببيان بعض جوانب أهمية الدراسة، وعلَّق بعد ذلك على "دعوى تقرُّر قواعد التفسير"، التي انطلق منها التأليف المعاصر في قواعد التفسير كما أثبتت الدراسة، وأشار إلى بعض آثارها السلبية في البحث العلمي في التفسير وعلومه، ثم استعرض عددًا من النقاط التي تحتاج إلى بحث ونظر في ضوء الدراسة، منها: وضع منهجية للتقعيد في مجال التفسير، وبحث أسباب التأخر في التقعيد بهذا الفن، وبحث قضية التداخل بين العلوم وأثرها على القواعد وتقرُّرها.
ثم كانت المداخلة الخامسة للأستاذ/ طارق حجي، وتعرَّض فيها لإشكالية التأويل والتي تُعتبر إحدى أهم الإشكاليات المعاصرة، وبين أنه بالرغم من اهتمام العديد من الحداثيين العرب بهذه الإشكالية إلا أن دراساتهم تعاني فقرًا في الاشتغال باستخراج منهج التأويل وقواعده من كتب التفسير التراثي، ما يجعل منطلقهم مقاربًا للتأليف المعاصر في قواعد التفسير واعتبار أن القواعد مقررة بالفعل، وختم مؤكدًا على أهمية الدراسة في بيان غلط فكرة تقرر القواعد، ما يجعلها بذلك تمثل إسهامًا واضحت في إزالة أحد أبرز العوائق المعرفية أمام استخراج مناهج التأويل من التراث التفسيري.
وكانت المداخلة السادسة والأخيرة للأستاذة/ نورا سليم الحارثي، والتي أشادت بالحراك الذي أحدثته الدراسة في أوساط المتخصصين وحفزهم لإعادة النظر والتقويم لبعض الأمور في موضوع قواعد التفسير، ثم استعرضت عددًا من الملاحظات العلمية والفنيّة؛ أهمها طريقة توظيف مسألة علْمية التفسير في الدراسة، كما أشارت إلى علاقة طريقة التقعيد بالنظر في طريقة التأليف في التفسير عند المتقدمين، ودعت لأهمية تأسيس البحث في قواعد التفسير فيما يُستقبل على أسس منهجية سليمة لتجنُّب الوقوع في الخلل.
وبعد هذه المداخلات، انتقل الدكتور/ عبد الرحمن الشهري بالندوة إلى الجزء الثالث والأخير منها، والذي قام فيه مؤلفو الدراسة بمناقشة أبرز الانتقادات التي وجّهها بعض المداخلين وإبداء وجهة نظرهم إزاءها، كما أجابوا على عدد من الأسئلة الواردة على مواقع التواصل من المتابعين للندوة عبر البث المباشر.
وقد حظيت الندوة بمناقشات ومطارحات ثريّة ومتعددة حول موضوع قواعد التفسير، كما حظيت بمتابعة واسعة على قنوات التواصل، واستمرت أكثر من أربع ساعات متصلة.
[1] أتاح مركز تفسير هذه الدراسة مؤخرًا على موقعه للقراءة والتحميل، وذلك من خلال الرابط التالي: tafsir.net/publication/8018.