التصنيفات المعاصرة لأنواع علوم القرآن
رصد وتقويم

جرت عدّة محاولات معاصرة لتصنيف أنواع علوم القرآن ومحاولة جعلها تحت أزمّة كليّة، وهذه المقالة تقصد إلى رصد هذه التصنيفات، ثم مناقشتها وتقويمها، بعد تمهيد يُعرّف بالتصنيف وأهميته.

  الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

يُعتبر (علوم القرآن) أحد العلوم التي تعاني من إشكال كثرة موضوعاته وانشعاب هذه الموضوعات بصورة هائلة، ويُعَدّ تصنيف أنواع علوم القرآن ومحاولة جعلها تحت أزمّة كليّة من أبرز إنجازات الدرس القرآني عند المعاصرين، وقد جرتْ محاولات عديدة في ذلك؛ ونظرًا لأهمية هذا الموضوع ومركزيته في الدّرْس القرآني المعاصر أردتُ أن أسلّط الضوء عليه في هذه المقالة.

وستنتظم مقالتنا في قسمين؛ القسم الأول: التصنيفات المعاصرة لأنواع علوم القرآن؛ عرض ورصد. والقسم الثاني: التصنيفات المعاصرة لأنواع علوم القرآن؛ مناقشة وتقويم، وذلك بعد تمهيد نشير فيه إلى المراد بالتصنيف وأهميته، ونبيّن منهجنا في كتابة المقالة.

تمهيد:

التصنيف في اللغة يُراد به: «تمييز الأشياء بعضها من بعض، وصنَّف الشيء: مَيَّزَ بعضه من بعض، وتصنيف الشيء: جعله أصنافًا»[1]، والتصنيف عملية عقلية نقوم به في حياتنا اليومية، وفي كافة المجالات؛ لما له من أهمية كبيرة في حفظ المعلومات وتيسير فهمها واستيعابها والإحاطة بها، وغير ذلك.

ويعدّ تصنيف النتاج العلمي في الحقول المعرفية من الأمور بالغة الأهمية لفهم هذا النتاج والإمساك بأزمّته الكلية ومعرفة مساراته العامة، وحُسْن استيعابه، وتسهيل دراسته، ومتابعة الإنتاج فيه والسعي في تطويره ونهوضه، إلى غير ذلك من الفوائد.

وقد قامت العديد من الجهود المعاصرة في خدمة علوم القرآن، من أبرزها محاولة تصنيف أنواع علوم القرآن ووضعها تحت أزمّة كلية، وسنقوم برصد هذه المحاولات، وَفق المنهجية الآتية:

- أولًا: التركيز على منهجية التصنيفات المعاصرة لأنواع علوم القرآن، والنظر إلى مقدرة التصنيف على ضبط شتات موضوعات علوم القرآن.

- ثانيًا: تناول المحاولات الصريحة في تصنيف أنواع علوم القرآن، سواء كان التصنيف للأنواع من خلال أحد المؤلَّفات المركزية الجامعة في علوم القرآن، أو كان التصنيف لأنواع علوم القرآن بصورة عامة، وبذلك فلن نتناول المحاولات غير الصريحة في تصنيف أنواع علوم القرآن، كالذي تنحو إليه الكتابات التي قامت بانتخاب بعض الأنواع والحديث عنها، فهي وإن كانت تلجأ إلى التصنيف -ولا بد- ولكنها تصنّف ما انتخبته من الأنواع، وبذلك لن يكون النظر فيها مؤديًا لما نهدف إليه من رصد التصنيف لأنواع علوم القرآن[2].

- ثالثًا: الالتزام بالتصنيفات الواردة في المؤلَّفات، دون غيرها من التصنيفات الواردة في بعض المحاضرات والدروس، وإن كنّا سنشير إلى بعضها حسب الحاجة.

- رابعًا: اعتبار الحقبة المعاصرة هي القرن الرابع عشر الهجري والخامس عشر الهجري حتى وقت كتابة المقالة وهو عام ألفٍ وأربع مئة وأربعة وأربعين من الهجرة النبوية المباركة.

وتجدر الإشارة أنّ هناك دراسات عُقدت لمناقشة هذه التصنيفات والنظر فيها؛ أبرزها:

- الأولى: (علوم القرآن بين الاصطلاح والموضوع؛ دراسة تحليلية) للدكتور/ نبيل صابري، وهي رسالة دكتوراه غير مطبوعة، وقد تصدّى فيها الباحث لموضوع تصنيف أنواع علوم القرآن، واعتور منهجيته إشكالات في هذا الصنيع لاعتباره بعض التقسيمات التي لم يظهر فيها قصد التصنيف =تصنيفًا -كما سنشير في المسألة الثانية في نهاية المقالة-.

- الثانية: (علوم القرآن؛ نقد العلمية ومقاربة في البناء) للدكتور/ خليل محمود اليماني، وقد تناول الموضوع بمنهجية ومعايير واضحة ومتزنة وأفَدْنَا منه في ضبط التصنيفات والأحكام عليها مع زيادة تفصيل وبسط في بعض الجوانب.

- الثالثة: (محاولات تصنيف أنواع علوم القرآن؛ عرض وتحليل وموازنة)، للدكتور/ محمد بن راشد البركة، وهو بحث منشور بمجلة تبيان للدراسات القرآنية، ع45، سنة 1444هـ، وقد اعتورته أيضًا عدّة إشكالات منهجية أبرزها اعتباره بعض التقسيمات التي لم يظهر فيها قصد التصنيف =تصنيفًا -كما سنشير في المسألة الثانية في نهاية المقالة-، بالإضافة إلى عدم وضوح منهجية ومعايير التحليل والموازنة التي التزمتها الدراسة في العنوان، فلم تُـفِد سوى التوصيف العام لبعض التصنيفات.

القسم الأول: التصنيفات المعاصرة لأنواع علوم القرآن؛ عرض ورصد:

تعدّدت محاولات التصنيف المعاصرة لأنواع علوم القرآن، وفيما يأتي نذكر أبرز الطرق المتّبعة في هذه التصنيفات إجمالًا، ونتبع ذلك بالتفصيل في كلّ طريقة، وهذه الطرق هي:

1- ضبط الموضوعات الرئيسة التي ترتدّ إليها جملة من الأنواع.

2- ضبط الوظائف الرئيسة للأنواع.

- الطريقة الأولى: ضبط الموضوعات الرئيسة التي ترتدّ إليها جملة من الأنواع:

 المقصود بهذه الطريقة: محاولة جمع الأنواع الفرعية المتعلّقة بموضوع رئيس ومحور بارز وإدراجها تحت هذا الموضوع، وقد رصدنا تسع محاولات للتصنيف بهذه الطريقة، وهي: 

م

صاحب التصنيف

الموضوعات الرئيسة

الأنواع الفرعية

1

مساعد الطيار[3]

1. علم نزول القرآن

1- أحوالُ نزولِه، ويشمل: أوَّل ما نزلَ وآخر ما نزلَ، والحضَريّ والسَّفَريّ، والصيفيّ والشِّتائيّ، واللَّيليّ والنَّهاريّ، والفِراشيّ والمناميّ، وغيرها من الموضوعاتِ التي يذكرُونها في أحوال نزولِه. 2- أسباب النُّزول. 3- المكيُّ والمدنيُّ. 4- الأحرف السَّبعة. 5- كيفية إنزال القرآن (الوحي). 6- اللُّغاتُ التي نزلَ بها القرآن، ويشمل: ما نزل بغير لغة العرب (المعرَّب)، وما نزل بغير لغة الحجاز.

2. علم جمع القرآن

1- تدوين المصحف وتاريخه. 2- رسم المصحف[4].

3. علم القراءات

1- طبقات القرّاء. 2- أنواع القراءات3- توجيه القراءات[5]. 4- آداب القراءة. 5- تجويد القرآن.

4. علم معاني القرآن[6]

1- غريب القرآن. 2- إعراب القرآن. 3- مشكِل القرآن. 4- إعجاز القرآن «ويدخل فيه ما يتعلّق بأساليب الكلام العربي (البلاغة)».5- مُتشابِه القرآن.

5. علم التفسير

1- تاريخُ التَّفسيرِ وطبقاتُ المفسِّرينَ. 2- أصول التفسير. 3- الناسخ والمنسوخ، ويشملُ: (النسخ الاصطلاحي، والعام والخاصّ، والمجمل والمبين، والمطلق والمقيد). 4- الوجوه والنَّظائر. 5- أقسام القرآن. 6- أمثال القرآن. 7- المحكمُ والمتشابهُ.8- قواعد التَّفسير. 9- كليَّات القرآنِ. 10- مُبْهَمات القرآن. 11- مناهج المفسِّرين. 12- التفسير الموضوعي. 13- التفسير العلمي. 14- اتجاهات التفسير.

6. علم سور القرآن وآياته

1- معرفة أسماء السور.2- ترتيب السور. 3- المناسبات بين السور. 4- ترتيب الآي. 5- المناسبات في الآيات: في الفواتح والخواتم. 6- فواصل الآي. 7- عَدُّ الآي.

7. علم فضائل القرآن

-

8. علمُ أحكامِ القرآنِ ووجوهِ الاستنباطاتِ

-

9. علم الوقف والابتداء

-

10. علم جدل القرآن

-

2

مساعد الطيار[7]

1- ما يتعلق بالنزول

1- معرفة المكّي والمدني. 2- معرفة الحضري والسفري. 3- النهاري والليلي. 4- الصيفي والشتائي. 5- الفِراشي والنومي. 6- الأرضي والسمائي. 7- أول ما نزل. 8- آخر ما نزل. 9- أسباب النزول. 10- ما نزل على لسان بعض الصحابة. 11- ما تكرّر نزوله. 12- ما تأخر حُكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حُكمه. 13- معرفة ما نزل مفرقًا وما نزل جمعًا. 14- ما نزل مشيعًا وما نزل مفردًا. 15- ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم. 16- في كيفية إنزاله. 17- في معرفة أسمائه وأسماء سوره.

2- ما يتعلق بتدوينه

1- في جمعه وترتيبه. 2- في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه.

3- ما يتعلق بروايته

1- في حفاظه ورواته. 2- في العالي والنازل. 3- معرفة المتواتر. 4- في المشهور. 5- في الآحاد. 6- في الشاذ. 7- الموضوع. 8- المدرج.

4- ما يتعلق بأدائه

1- في معرفة الوقف والابتداء. 2- في بيان الموصول لفظًا المفصول معنًى. 3- في الإمالة والفتح وما بينهما. 4- في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب. 5- في المد والقصر. 6- في تخفيف الهمزة. 7- في كيفية تحمّله. 8- في آداب تلاوته.

5- ما يتعلق بعربيته

1- في معرفة غريبه. 2- فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز. 3- فيما وقع فيه بغير لغة العرب. 4- في معرفة الوجوه والنظائر. 5- في معرفة معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسِّر. 6- في معرفة إعرابه. 7- في قواعد مهمّة يحتاج المفسِّر إلى معرفتها.

6- ما يتعلّق بدلالة ألفاظه

1- في المحكم والمتشابه. 2- في مقدّمه ومؤخّره. 3- في خاصّه وعامّه. 4- في مجمله ومبينه. 5- في ناسخه ومنسوخه. 6- في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض. 7- في مطلقه ومقيده. 8- في منطوقه ومفهومه.

7- ما يتعلق ببلاغته

1- في وجوه مخاطباته. 2- في حقيقته ومجازه. 3- في تشبيهه واستعارته. 4- في كنايته وتعريضه. 5- في الحصر والاختصاص. 6- في الإيجاز والإطناب. 7- في الخبر والإنشاء. 8- في بدائع القرآن. 9- في فواصل الآي.

8- ما يتعلّق بعلوم السورة

1- في فواتح السور. 2- في خواتم السور. 3- في مناسبة الآيات والسور. ثم ذكر نوعين لا يدخلان فيما قبلهما ولا ما بعدهما، وهما: في الآيات المشتبهات، وفي إعجاز القرآن.

9- ما يتعلق بالعلوم المنبثقة منه

1- في العلوم المستنبطة من القرآن. 2- في أمثاله. 3- في أقسامه. 4- في جدله.

10- فيما يتعلق بالأسماء الواردة فيه

1- في الأسماء والكُنَى والألقاب. 2- في مبهماته. 3- في أسماء مَن نزل فيهم القرآن.

11- في فضائله

1- في فضائل القرآن. 2- في أفضل القرآن وفاضله. ثم ذكر ثلاثة أنواع لا ترتبط بنوع كليٍّ، وهي: (في مفردات القرآن، وفي خواصّه، وفي مرسوم الخط وآداب كتابته).

12- في ما يتعلق بالتفسير والمفسِّرين

1- في معرفة تأويله وتفسيره وبيان شرفه والحاجة إليه. 2- في شروط المفسِّر وآدابه. 3- في غرائب التفسير. 4- في طبقات المفسِّرين.

3

معهد الشاطبي[8]

1. جمع القرآن

نزول القرآن، الوحي «كيفية النزول»، أسباب النزول، زمن النزول، ترتيب النزول، مكان النزول، الصفات والأحوال المتعلقة بالنزول، أسماء القرآن وتجزئته «تقسيمه»، المصاحف (كتابة القرآن- رسم المصحف- ضبط المصحف- طباعة المصحف- أحكام المصحف- الحفظ الصوتي- ترجمة القرآن).

2. القراءات والتجويد

القراءات، التجويد.

3. لغة القرآن

كلمات القرآن، لغات القرآن، نحو القرآن وصرفه، معاني القرآن (الموصول لفظًا المفصول معنًى، المقدَّم والمؤخَّر، والمطلق والمقيد والعام والخاص... إلخ)، بلاغة القرآن (علم المعاني في القرآن، علم البيان في القرآن، بديع القرآن، علم المناسبات، المتشابه اللفظي، فواتح السور... إلخ).

4. تفسير القرآن

أصول التفسير، قواعد التفسير، اختلاف المفسِّرين، الإجماع في التفسير، مناهج التفسير، التفاسير، غرائب التفسير، تفاسير غير سنيّة، التفسير الموضوعي، تاريخ التفسير وتراجم المفسِّرين.

5. مباحث قرآنية عامة

إعجاز القرآن، خصائص القرآن، فضائل القرآن، أحكام وآداب قراءة القرآن والاستماع إليها، موضوعات السور والآيات ومقاصدها وأغراضها ومحاورها، كليات القرآن، تعليم القرآن، القرآن والعلوم الأخرى، دفع المطاعن عن القرآن، فهارس القرآن، قصص القرآن، أمثال وحِكم القرآن، جدل القرآن، القَسَم في القرآن، أدعية القرآن، العلوم المستنبطة من القرآن.

4

فريدة زمرد[9]

1. النزول

سبب النزول، تقسيمه، بيان جمعه ومَن حفظه مِن الصحابة، كيفية إنزاله، على كم لغة نزل، أول ما نزل، المكي والمدني، خواتم السور.

2. القراءة

تواتره، أدب تلاوته، علم مرسوم الخط، الوقف والابتداء، توجيه القراءات، اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص.

3. اللغة

الأدوات، الأساليب، أقسام معاني الكلام، الكتابة والتعريض، حقيقته ومجازه، الأمثال، كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح، التصريف، الغريب، ما وقع فيه من غير لغة العرب، ما وقع فيه من غير لغة الحجاز، الوجوه والنظائر، الفواصل.

4. المعاني

إعجازه، الآيات المتشابهات في الصفات، المحكم والمتشابه، المختلف، ناسخه ومنسوخه، جدله، أحكامه، أسرار الفواتح، علم المبهمات، علم المتشابه، المناسبات بين الآيات، التفسير والتأويل.

5. المكملات

هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن؟ هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟ معرفة خواصه، معرفة فضائله، معرفة أسمائه.

5

فضل الهادي[10]

1. علم نزول القرآن

أحوال نزول القرآن الكريم على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويشمل: (أول ما نزل وآخر ما نزل، والحضري والسفري، والصيفي والشتائي، والليلي والنهاري، والفراشي والمنامي، وغير ذلك من المسائل المرتبطة بأحوال نزول القرآن)، أسباب نزول الآيات، المكي والمدني، كيفية إنزال الوحي، الأحرف السبعة واللغات التي نزل بها القرآن.

2. علم جمع القرآن

كيفية كتابة القرآن في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حفظ القرآن الكريم في الصدور في عصر النبوة، تدوين المصحف، تاريخ المصحف، رسم المصحف، كتابة المصاحف عبر العصور، طباعة المصحف، تسجيل تلاوة القرآن الكريم على الأشرطة الصوتية والأقراص.

3. علم القراءات

أنواع القراءات القرآنية، تاريخ علم القراءات، توجيه القراءات، طبقات القرّاء، آداب قراءة القرآن الكريم، تجويد القرآن الكريم.

4. علم التفسير وأصوله

أصول تفسير القرآن الكريم، قواعد التفسير، تاريخ التفسير، طبقات المفسِّرين، الناسخ والمنسوخ، العام والخاص، المطلق والمقيد، المجمل والمبين، المحكم والمتشابه، مبهمات القرآن، الوجوه والنظائر، أقسام القرآن، أمثال القرآن، أسباب الاختلاف في التفسير، مناهج المفسِّرين، اتجاهات التفسير، أنواع التفسير باعتبارات مختلفة، ترجمة معاني القرآن الكريم، شروط المفسِّر وآداب التفسير.

5. علم معاني القرآن

غريب القرآن، مشكل القرآن، إعراب القرآن، بلاغة القرآن.

6. علم إعجاز القرآن الكريم

تاريخ علم إعجاز القرآن، الإعجاز البياني للقرآن، الإعجاز العلمي للقرآن، الإعجاز التشريعي للقرآن، الإعجاز الأخلاقي للقرآن.

7. علم سور القرآن وآياته

معرفة أسماء السور، ترتيب السور، المناسبات في القرآن، فواصل الآي، عدّ الآي، الوقف والابتداء، فضائل السور والآيات.

8. علم الدفاع عن القرآن الكريم وردّ الشبهات والمطاعن

تاريخ إثارة الشبهات حول القرآن الكريم، الشبهات المثارة من قِبَل المشركين والكفار المعاصرين لنزول الوحي حول القرآن والردّ عليها، شبهات المستشرقين والمنصّرين حول القرآن الكريم والردّ عليها، شبهات الحداثيين والعلمانيين حول القرآن الكريم والردّ عليها.

6

حسن حنفي[11]

1. المكان

أسباب النزول، أول ما نزل، على كم لغة نزل، كيفية إنزاله.

2. الزمان

المكي والمدني، الناسخ والمنسوخ.

3. التدوين

المناسبة بين الآيات، الفواصل، أسرار الفواتح، خواتم السور، تقسيمه، أسماؤه، الخط، التواتر، تعضيد السُّنّة للكتاب.

4. الفهم

المتشابه، المتشابهات في الصفات، الحقيقة والمجاز.

5. النقل الشفاهي

جمعه وحفظه، الوقف، آداب التلاوة.

6. اللغة

ما وقع فيه من غير لغة الحجاز، من غير لغة العرب، غريبه، التصريف.

7. الأحكام

توجيه القرآن.

8. البلاغة

فصاحة التركيب، أمثاله، جدله، الإعجاز، وجوه المخاطبات، الكنايات والتعريض، معنى أقسامه، أساليبه، أدواته.

9. الفضائل

خواصه، أفضل شيء.

10. استعماله في الخطب والرسائل

-

11. التفسير

-

7

حسن حنفي[12]

1. الواقع

أ- المكان: المكي والمدني، وما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وترتيب ذلك. ب- الزمان: ناسخه ومنسوخه. ج- الموقف: أسباب النزول.

2. النصّ

أ- الرواية: جمعه وحفظه من الصحابة. ب- القراءة: على كم لغة نزل، توجيه القراءات ووجه ما ذهب إليه كلّ قارئ، الوقف والابتداء. ج- التدوين: المناسبات بين الآيات، الفواصل ورؤوس الآي، أول وآخر ما نزل، كيفية إنزاله، تقسيمه بحسَب سوره وترتيب الآيات والسور وعددها، أسماؤه واشتقاقاتها، مرسوم الخط، تواتره، معاضدة السُّنّة للقرآن.

3. اللغة

أ- الألفاظ والمعاني: ما وقع فيه من غير لغة أهل الحجاز وقبائل العرب، ما فيه من غير لغة العرب، غريبه، التصريف، الأحكام من حيث الإفراد والتركيب، أحكامه، جدله، المحكم والمتشابه، كلمة الآيات المتشابهة الواردة في الصفات، وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن، حقيقته ومجازه، المفردات من الأدوات. ب- أساليب البلاغة: كون اللفظ والتركيب أحسن وأفصح، اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إثبات لفظ بدل لفظ، أمثاله، الإعجاز، الكناية والتعريض، أقسام معنى الكلام، أساليب القرآن وفنونه البليغة. ج- التفسير: الموهم والمختلف، تفسيره وتأويله.

8

حسن حنفي[13]

1. المكان

المكي والمدني، الحضري والسفري، الأرضي والسمائي.

2. الزمان

النهاري والليلي، الصيفي والشتائي، الفراشي والنومي، الناسخ والمنسوخ.

3. النزول

الأسباب، أول ما نزل، آخر ما نزل، ما نزل على لسان الصحابة، ما تكرّر نزوله، ما تأخّر حُكمه على نزوله وما تأخر نزوله عن حُكمه، ما نزل مفرّقًا وما نزل مجمعًا، ما نزل مشيعًا وما نزل مفردًا، ما أنزل على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد من قبل، في كيفية إنزاله، مَن نزل فيهم.

4. النقل الشفاهي

الحفاظ والرواة، المتواتر والمشهور والآحاد والموضوع والمدرج.

5. القراءات

الوقف والابتداء، الموصول لفظًا المفصول معنًى، الإمالة والفتح، الإدغام والإظهار، الإخفاء والإقلاب، المد والقصر، تخفيف الهمزة، كيفية تحمّله، آداب التلاوة.

6. التدوين

فواصل الآي، فواتح السور، خواتم السور، مناسبة الآيات والسور، رسوم الخط، آداب كتابته.

7. الأسماء والجمع والترتيب والعدد للسور والآيات والكلمات والحروف

-

8. اللغة

الغريب، وما وقع بلغة الحجاز وبلغة غير العرب، والوجوه والنظائر، الإعراب، المحكم والمتشابه، المقدَّم والمؤخَّر، الخاص والعام، المجمل والمبين، المشكِل والموهِم، الاختلاف والتناقض، المطلق والمقيد، المنطوق والمفهوم، وجوه المخاطبات، الحقيقة والمجاز، التشبيه والاستعارة، الكناية والتعريض، الحصر والاختصاص، الإيجاز والإطناب، بدائع القرآن، الآيات المتشابهات، والمبهمات، إعجاز القرآن.

9. التفسير

أدواته، وقواعده، تأويله وشرط الحاجة إليه، شروط المفسِّر وآدابه، غرائب التفسير، طبقاته.

10. العلوم

العلوم المستنبطة منه، الأمثال، الأقسام، الجدل، الأسماء والكُنَى والألقاب.

11. الفضائل

أفضله وفاضله، مفرداته وخواصّه.

9

هشام مومني[14]

1- التاريخ

2- العلوم المتعلقة بالنزول ومواقعه وأزمنته وكيفيته وأسبابه.

3- جهة الجمع، ويدخل فيها ما يتعلّق بالسور وأسمائها وفضائلها ثم الآيات وفواصلها وعددها.

4- جهة الرسم، ويدخل جملة من قضاياه.

5- جهة الرواية والسند، ويدخل فيها المتواتر ثم المشهور ثم الآحاد ثم الشاذ ثم الموضوع ثم المدرج ثم العالي والنازل ثم كيفية التحمّل.

2- القراءة

يدخل فيها الأنواع والعلوم مباشرة لعدم تعدّد جهاتها كما هو شأن الأصل الأول، ومن هذه الأنواع: الوقف والابتداء والإدغام والإظهار والإخفاء والقلب والمدّ والقصر والهمز والإمالة والفتح وبين اللفظين وآداب التلاوة...[15].

3- التفسير

تتعلّق به جهات خمس، وهي:

1- جهة اللغة وتحتها من الأنواع: (معرفة التصريف والإعراب والغريب وما وقع في القرآن بغير لغة الحجاز وما وقع فيه بغير لغة العرب، والوجوه والنظائر وما يدخل في البيان ثم المعاني ثم البديع).

2- جهة أصول الفقه، وفيها من الأنواع: (العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين والمؤول والمحكم والمتشابه والمشكل وموهم الاختلاف والناسخ والمنسوخ)، بهذا الترتيب.

3- جهة المناسبات، وتدخل فيها الأنواع المتعلقة بالمناسبة في السور ثم المتعلقة بالآيات والفواصل.

4- جهة المعيّنات والمبهمات، ويدخل فيها مَن عُيّنت أسماؤهم في القرآن من الأنبياء ثم الأمم ثم مَن دونهم مِن بقية الناس ثم المبهمات.

5- جهة الإعجاز[16].

10

رياض الحكيم[17]

1. أسماء القرآن وتجزئته

- [18]

2. النصّ القرآني ومضمونه

3. وحي القرآن ونزوله

4. جمع القرآن وترتيبه وقراءته

5. المكي والمدني

6. القرآن والعلم

7. التفسير والمفسِّرون

 يتبين من الجدول تفاوت أصحاب هذه الطريقة على ثلاثة أنواع، وهي:

 - الأول: ضبط الموضوعات الرئيسة مع بيان الأنواع المندرجة تحتها، وهو تصنيف كلّ من: (مساعد الطيار، معهد الشاطبي، فريدة زمرد، فضل الهادي، هشام مومني).

- الثاني: الاكتفاء بضبط الموضوعات الرئيسة دون بيان الأنواع المندرجة تحتها، وهو تصنيف: (رياض الحكيم).

- الثالث: ضبط الموضوعات الرئيسة مع بيان الأنواع المندرجة تحتها لبعض الموضوعات وإغفال بعضها، وهو تصنيف كلّ من: (مساعد الطيار، حسن حنفي).

ولم يبيِّن أصحاب هذه الطريقة منهجهم في تصنيف أنواع علوم القرآن، وإنما صنّفوا الأنواع مباشرة دون بيان الأُسس والمسوغات التي بنوا عليها هذه التصنيفات.

- فقد بيّن الدكتور/ مساعد الطيار في تصنيفه الأول أنه أجرى: «محاولةً في ترتيبِ جملةِ هذه العلومِ التي يذكرها المصنِّفون في علومِ القرآنِ، ودمجِ ما تفرَّق منها، وإرجاعِ بعضها إلى بعضٍ»[19]، ثم ذكر هذه المحاولة مباشرة دون بيان أيّ مسوغات منهجية لما أورده من تصنيفات.

- وأمّا في التصنيف الثاني للدكتور/ مساعد الطيار فذكر أن: «ترتيب السيوطي -وإن كان مفرّقًا- كان ينزع إلى تقسيمات كليَّة ترجع إليها هذه الأنواع في الأعم الأغلب، ويمكن الاجتهاد في معرفة هذه الأنواع الكلية، وجعل الأنواع التي ذكرها وفق مجموعات متوافقة تحت هذه العناوين الكلية التي لم يصرّح بها»[20].

- وفي تصنيف معهد الشاطبي ذكروا أنه: «تصنيف مختصر لموضوعات علوم القرآن... على نحو خطة تصنيف ديوي ومكنز الفيصل في علوم القرآن الكريم؛ لاعتماده في تنظيم وفهرسة الأوعية المعلوماتية في مجال علوم القرآن»[21]، ولا يظهر من هذا بيان لمنهجية التصنيف ومسوغاته.

- وبينت الدكتورة/ فريدة زمرد أنّ: «الإشكال الذي يواجهنا في تصنيف مباحث علوم القرآن عند العلماء المتقدِّمين؛ غياب ترتيب منهجي ومنطقي يعين على اختيار الأنسب من هذه العلوم للدرس»[22]، ثم ذكرَتْ عناوين الأنواع التي أوردها الزركشي في البرهان وقالت: «فالملاحظ أنّ هذه المباحث والموضوعات لم تخضع لأيّ ترتيب يُشعر بارتباط بعضها ببعض وانبناء بعضها على بعض، أو يُراعِي المنطق الذي يحكم علوم القرآن باعتبارها من العلوم الخادمة لكتاب الله تعالى والمعِينة على فهمه وتفسيره. وهو ما يعسر عملية اختيار المباحث المكونة لمقرّر متماسك ومتناغم الأطراف يعطي للطلاب صورة واضحة ومتكاملة عن علوم القرآن؛ ولذلك لا نجد مفرًّا من إعادة ترتيب هذه المباحث بالشكل الذي يقرب مادة العلم»، ثم ذكرت تصنيفها بلا بيان منهجية لبناء هذا التصنيف.

- وذكر الدكتور/ فَضْل الهادي وزين أنه: «قد دأب كثير من الذين كتبوا في علوم القرآن على ذكر مباحث هذا العلم بصورة مبعثرة ودون ترتيب وتنظيم»[23]، وبيّن أنه لتفادي هذا النقص سيحاول: «تصنيف موضوعات علوم القرآن تحت عناوين رئيسة، تندرج تحت كلّ منها مباحث متصلة وقريبة ببعضها بحيث يجمعها جامع أو رابط»، ثم ذكر تصنيفه دون بيان منهجية بناء هذا التصنيف.

- وذكر الدكتور/ حسن حنفي أنّ العلوم التي أوردها كتاب البرهان يمكن ضمّها في عشرة علوم[24]، ثم أشار بعدها إلى إمكانية تجميع هذه العلوم في تسعة أنواع مقسمة إلى ثلاثة، وكذلك ذكر أنّ علوم القرآن: «في حاجة إلى إعادة تأسيس البنية وضمّ هذه التفصيلات المتكرّرة الدلالة في أساس واحد»[25]، وبيّن أن أنواع العلوم التي أوردها الإتقان: «يمكن إعادة تصنيفها في أنواع أقلّ إذا ما أُخذت الدلالة في الاعتبار؛ مثل المكان والزمان الكوني أو الذاتي»[26]، وطرح تصوراته في ذلك وأورد تصنيفاته دون بيان لمنهجية التصنيف.

- وبيَّن الدكتور/ هشام مومني أنّ: «الغالب على المتقدّمين هو جمع علوم القرآن وأنواعه دون أن يكون هنالك اعتبار مصرح به أو منهج منصوص من قِبلهم في ترتيبها بعد تحصيلها»[27]، ثم بَيَّن أن المتأخِّرين كان أهمّ عملهم أمرين؛ الأول: «تهذيب مضامين العلوم واختصارها والإبقاء على المهم منها لا سيما فئة المختصرين الذين اجتهدوا في هذا الباب، وفتحوا لمن بعدهم من المؤلِّفين للجديد أن يؤسّسوا كتبهم على أصل ما تدعو إليه الحاجة في كلّ علم من علوم القرآن»، والثاني: «ترتيب علوم القرآن ترتيبًا منطقيًّا يراعي الجوانب العلمية والمنهجية التي يتميز بها هذا العلم بوصفه خادمًا للقرآن من جوانب مختلفة تتظافر بينها مكونة مادته وموضوعه، مع الإبقاء على الأهمّ من الأنواع والعلوم دون إحصاء أو توسّع كما هو شأن المتقدمين»، ثم أورد تصنيفه دون بيان منهجية بنائه.

- وأشار السيد رياض الحكيم إلى أنه: «من الإشكاليات الفنية المسجلة على الكتب المتداولة في علوم القرآن انعدام التصنيف لبحوث هذا العلم»[28]، وذكر أنه للتيسير على الباحثين سيحاول: «وضع هيكلية تندرج على أساسها كلّ مجموعة من البحوث في صنعٍ جامع لها»، ثم ذكر تصنيفه مباشرة دون بيان منهجيته.

ولهذه الطريقة حضور ظاهر لدى كثير ممن حاولوا تصنيف أنواع علوم القرآن خارج المؤلَّفات في المحاضرات والدروس والدورات العلمية، ومن ذلك ما يأتي:  

م
صاحب التصنيف
الموضوعات الرئيسة
الأنواع الفرعية

1

محمد جابر القحطاني[29]

1- حقيقة القرآن

(التعريف بالقرآن، وأسماؤه، وأوصافه، وفضائله، وإعجازه)

2- مصدر القرآن

(الوحي)

3- نزول القرآن

جميع موضوعات النزول: (كيفية إنزاله، أول ما نزل، وآخر ما نزل، نزوله منجّمًا، أسباب النزول، المكيّ والمدني... إلخ)

4- حفظ القرآن

(الجمع والترتيب والسور والآيات)

5- نقل القرآن

(مباحث القراءات)

6- بيان/ تفسير القرآن

(كلّ ما يتعلق بتفسير القرآن)

7- لغة القرآن وأساليبه

(مباحث اللغة، المجاز، القصص، الأمثال... إلخ)

8- أحكام القرآن

(أحكام المصحف، وأحكام مسّه وقراءته، وبعض المباحث المتعلّقة بالقرآن الكريم، الآداب أيضًا، قراءته، وما يتعلّق بذلك)

2

مصطفى البحياوي[30]

1- علوم تنزيله

(كيفية نزوله على النبي -صلى الله عليه وسلم- وحيًا مقروءًا، ظروف النزول، أسباب النزول، ترتيب النزول، مجمل أحوال نزوله في نفسه)

2- علوم ترتيله

(قراءته، أداؤه، حفظه)

3- علوم تدوينه

(جمعه، ترتيبه، عدّه، رسمه)

4- علوم تأويله

(لغته، دلالته، بلاغته، مؤهلات الناظر فيه)

5- علوم تدليله

(إعجازه، دلائله، وجوهه)

3

عبد الرحمن الشهري[31]

1- نزول القرآن وما يتصل به من مسائل

(الوحي، وأسباب النزول، وغير ذلك)

2- قراءة القرآن وتجويده وقراءاته

(كيفية القراءة، ومناهج القرّاء، وأسانيد القرّاء، وغير ذلك).

3- توثيق القرآن الكريم

(كتابته، وجمعه، وأنواع الجمع، وغير ذلك)

4- تفسير القرآن الكريم

(قواعد التفسير، وأصول التفسير، ومناهج المفسّرين، وغير ذلك).

5- تتمّات

(الكلام في الانتصار للقرآن، وإعجازه، وغير ذلك)

- الطريقة الثانية: ضبط الوظائف الرئيسة للأنواع:

 المقصود بهذه الطريقة: تأمّل الغايات والأهداف الكبرى التي تؤدّيها أنواع علوم القرآن، وجمع الأنواع التي تتحد في الهدف والغاية وإدراجها تحت تصنيف رئيس، وقد رصدنا ثلاث محاولات للتصنيف بهذه الطريقة، وهي: 

م

صاحب التصنيف

الوظائف الرئيسة

الوظائف الفرعية

1

عبد الرحمن أبو درع[32]

1. علوم آلة تكشف المفردات والتراكيب والصيغ والروابط ومفاصل النصّ

معرفة الفواصل، معرفة الغريب، معرفة التصريف، معرفة الوقف والابتداء، معرفة الأدوات.

2. علوم نصّ القرآن الكريم وعلاقات النصّ بغيره من النصوص

معرفة المناسبات بين الآيات، معرفة الوجوه والنظائر، معرفة خواتم السور، في معرفة تقسيم النصّ القرآني، في بيان معاضدة السُّنّة للكتاب.

3. علوم دلالات ومقاصد وأغراض

علم المبهمات، علم أسرار الفواتح، معرفة الأحكام، معرفة جدل القرآن، معرفة تفسيره، في أقسام معنى الكلام.

4. علوم سياق تضبط المناسبات بين النصّ وما يلابسه من أمور الزمان والمكان والغايات والمخاطبين

معرفة سبب النزول، معرفة المكي والمدني، معرفة أول ما نزل، في بيان جدله، في معرفة وجوه المخاطبات.

5. علوم استنباط تَستخرِج من النصوص دلالاتها البعيدة وحكمَها وامتدادَها

العلوم التي تتعلّق بالكليات الشرعية؛ كالفقه والأصول وغيرهما.

6. علوم بلاغة النصّ القرآني

في معرفة كون اللفظ أحسن وأفصح، في معرفة إعجازه، في الكناية والتعريض، في معرفة وجوه المخاطبات، في ذكر ما تيسر من أساليبه...

2

نصر الدين وهابي[33]

1. العلوم الموطِّئة للتفسير[34]

أ. حفظ القرآن «العلم بالقرآن نصًّا»، ب. العلم بالسُّنة ذات الأثر في التفسير. ج. العلم بعمل الصحابة ذي الأثر المباشر في التفسير، ثم= د. زمان خطابه: علم أسباب النزول، علم المكي «ما نزل قبل الهجرة» والمدني «ما نزل بعد الهجرة»، الحضري والسفري، الليلي والنهاري، الصيفي والشتائي، معرفة أول ما نزل، معرفة آخر ما نزل، معرفة ما تكرّر نزوله. هـ. متلقِّي خطابه[35].

2. العلوم الكاشفة للتفسير[36]

أ. علوم المتن اللغوي: وهي؛ علم معرفة غريبه، علم مفرداته، فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز، فيما وقع فيه بغير لغة العرب، الوجوه والنظائر، المبهمات، فيما وقع فيه من الأسماء والكُنى والألقاب. ب. علوم النظام اللغوي: وهي؛ علم إعراب القرآن، علم توجيه لغة قراءاته، في معرفة الأدوات التي يحتاج إليها المفسِّر. ج. علوم دلالات ألفاظه: معرفة عامّه وخاصّه، مجمله ومبيّنه، مطلقه ومقيّده، حقيقته ومجازه. د. علوم بلاغته وبيانه وأساليبه: في حقيقته ومجازه، في تشبيهاته واستعاراته، في كناياته وتعريضه، في الحصر والاختصاص، في الإيجاز والإطناب، في الخبر والإنشاء، في بديع القرآن، في فواصل الآي.

3. العلوم الضابطة للتفسير «أصول التفسير»[37]

-

3

نبيل صابري[38]

1. حقيقة القرآن[39]

تعريف القرآن، وتسمياته، وفضائله.

2. تاريخ القرآن

كلّ ما تعلق بتكوين القرآن، ابتداءً من نزوله، فجمعه وترتيبه وكتابته، وتعريجًا على عدّه وفواصله.

3. أداء القرآن[40]

قراءة القرآن وتجويده ومشتبهاته، ويلحق به أهل القرآن والأدب معه.

4. بيان القرآن[41]

كلّ ما تعلّق باللغة، من ناحية الإعراب والبلاغة والمعرب والغريب والترجمة ودلالة اللفظ، وكذا النسخ، والمناسبات، والتفسير من ناحية الأصول والقواعد والمناهج والموضوعات، وأخيرًا الاستنباط والمقاصد.

5. الاحتجاج للقرآن[42]

الإعجاز والانتصار.

 ولم يبيِّن أصحاب هذه الطريقة أيضًا منهجهم في تصنيف أنواع علوم القرآن، وإنما صنّفوا الأنواع مباشرة دون بيان الأُسس والمسوغات التي بنوا عليها هذه التصنيفات[43].

- فقد ذكر الدكتور/ عبد الرحمن أبو درع أنّ علماء علوم القرآن قد انتهوا إلى أن: «علوم القرآن لا تَنحصر ومعانيه لا تُستقصى، وإنما المستطاع العناية بالقدر الممكن مما يكون مفتاحًا لأبوابه»، ثم قال: «وإذا تأمّلنا هذه العلوم وجدناها تنقسم إلى...»، وأورد تقسيماته دون بيان منهجية بنائها.

- وذكر الدكتور/ نصر الدين وهابي أنه سيصنّف أنواع علوم القرآن تصنيفًا وظيفيًّا فقال -تحت عنوان: (التصنيف الوظيفي لعلوم القرآن)-: «...فلنمض الآن إلى عرض تصوّر لنا لتصنيف علوم القرآن الكريم تصنيفًا مأخوذًا فيه بالعمل التفسيري التطبيقي»[44]، ثم أورد تصنيفه دون بيان منهجية بناء التصنيف ومسوغاته.

- وقال الدكتور/ نبيل صابري: «يظهر -والله أعلم- أنّ التقسيم ذا الأثر الوظيفي والأدقّ في أساسه والأكمل في استيفاء كلّ نواحيه الإجمالية هو...»[45]، ثم أورد التصنيفات دون بيان منهجية بنائها.

وبذلك نكون قد أنهينا رصدنا لمحاولات التصنيف المعاصرة لأنواع علوم القرآن، لندلف لتقويم هذه المحاولات وبيان الموقف منها. 

القسم الثاني: التصنيفات المعاصرة لأنواع علوم القرآن؛ مناقشة وتقويم:

رصدنا في القسم الأول من المقالة محاولات التصنيف المعاصرة لأنواع علوم القرآن، ورددنا تلك المحاولات إلى طريقتين، وفي هذا القسم سنقوم بتقويم تلك المحاولات، ونبيِّن موقفنا تجاهها.

إنّ التصنيف بلا منهجية سليمة وأُسس واضحة ومعايير منضبطة يجعل التصنيف بلا قيمة، بل لا يمكن اعتباره تصنيفًا أصلًا بمعناه الحقيقي، ولا يعدو أن يكون مجرّد تقسيم فضفاض، فضلًا عمّا يعتوره من إشكالات جذرية تعوقه عن الفائدة المرجوة في ضبط وبناء الحقل وتتابع نموه واستمرار رفده وعطائه.

وهذا هو الحاصل بالضبط في تلك الطريقتين في محاولات التصنيف المعاصرة لأنواع علوم القرآن، فما هي إلا محاولات بلا منهجية ولا مسوغات، لِلملمة شتات أنواع علوم القرآن مع إضفاء طابع تنظيمي شكلي عليها من خلال وضعها تحت أزمّة عامة تختلف بحسب المصنِّفين لها في التصنيف الواحد، وبهذا لم تستطع هذه المحاولات تذويب الأنواع الفرعية وصهرها تحت الأنواع الرئيسة وضبط موضوعات علم علوم القرآن، وإنما ظلّت هذه الفروع حاضرة ومستمرة تحت الأنواع الرئيسة التي تنتمي إليها، فأصبحت التصنيفات مجرّد شكليات غير مفيدة.

فالطريقة الأولى للتصنيف والتي جنحت إلى ضبط الموضوعات الرئيسة التي ترتدّ إليها جملة من الأنواع، يمكننا لحظ العديد من الإشكالات بها، أبرزها اثنان:

الإشكال الأول: صعوبة الميز بين الأنواع الرئيسة والفرعية تطبيقيًّا: ويظهر هذا جليًّا عند مطالعة تصنيفات هذه الطريقة، وكثرة الاختلاف تطبيقيًّا بين المصنِّفين، وبيان ذلك من خلال الأمثلة الآتية:

م

الموضوع

رئيس

فرعي

  1.  

نزول القرآن

مساعد الطيار، فريدة زمرد، فضل الهادي، رياض الحكيم

معهد الشاطبي، حسن حنفي، هشام مومني

  1.  

جمع القرآن

مساعد الطيار، معهد الشاطبي، فضل الهادي، رياض الحكيم

فريدة زمرد، حسن حنفي، هشام مومني

  1.  

فضائل القرآن

مساعد الطيار، حسن حنفي

معهد الشاطبي، فريدة زمرد، فضل الهادي، هشام مومني

  1.  

التفسير

مساعد الطيار، معهد الشاطبي، فضل الهادي، حسن حنفي، هشام مومني، رياض الحكيم

فريدة زمرد، حسن حنفي

ويتضح من خلال الجدول كثرة الاختلاف بين المصنِّفين في الميز بين الأنواع الرئيسة والأنواع الفرعية، فما اعتبره بعضهم رئيسًا يعتبره آخرون فرعيًّا وهكذا في بقية الأنواع، ولو تتبعنا جميعها لطال الأمر، ولكن اكتفينا بهذه الأمثلة.

الإشكال الثاني: صعوبة البتّ في تصنيف الأنواع الفرعية تحت الموضوعات الرئيسة: ويظهر هذا أيضًا من خلال النظر في تصنيفات تلكم الطريقة وملاحظة كثرة الاختلاف في تصنيف الأنواع الفرعية تحت الموضوعات الرئيسة، فما يدرجه بعضهم من الأنواع تحت موضوع معيّن يدرجه غيره تحت موضوع آخر؛ لتعذّر إقامة معيار منهجي في هذه الطريقة من التصنيف، وقبوله للكثرة والتمدّد والاختلاف بشكلٍ كبيرٍ، وبيان ذلك من خلال الأمثلة الآتية:

م

التصنيف الفرعي

التصنيف الرئيس

المصنفون

1

أوَّل ما نزلَ

نزول القرآن

مساعد الطيار، فريدة زمرد، فضل الهادي، حسن حنفي

المكان

حسن حنفي

النصّ

حسن حنفي

2

إعراب القرآن

علم معاني القرآن

مساعد الطيار، فضل الهادي

اللغة

حسن حنفي

التفسير

هشام مومني

لغة القرآن

معهد الشاطبي

3

غريب القرآن

علم معاني القرآن

مساعد الطيار، فضل الهادي

اللغة

فريدة زمرد، حسن حنفي

التفسير

هشام مومني

 ويتّضح من خلال الجدول كثرة الاختلاف في تصنيف الأنواع الفرعية تحت الموضوعات الرئيسة، فما صنّفه بعضهم في علم التفسير صنّفه الآخر في اللغة، وهكذا في بقية التصنيفات.

 ويتبيّن من هذا أن كثرة الاختلاف في تصنيف الأنواع تحت موضوعاتها الرئيسة يعدّ إشكالًا منهجيًّا ظاهرًا، ويتعذّر البتّ أصلًا في تصنيفها بدقة، لصعوبة تحديد معيار ناجع في التصنيف تبعًا لهذه الطريقة وعدم استقامتها منهجيًّا.

 وهذا ما دعى بعض أصحاب هذه الطريقة إلى التماهي مع الإشكال المترتب على سلوك هذه طريقة في التصنيف، بدلًا من النظر في حلّه وضبطه، يقول الدكتور/ مساعد الطيار: «يوجد ترابط وثيق بين علوم القرآن، بل قد يكون بعضها منبثقًا من علم آخر من علومه؛ لذا يمكن أن يوضع علم منها في موضعين لارتباطه بهذا وبذاك، وهذا التداخل لا يمكن الانفكاك منه وليس ذلك عيبًا»[46]، ويتّضح مما ذكرنا غلط التعليل الذي ذكره الدكتور لهذا الإشكال إذا ما دقّقنا النظر في المنهجية التي قام عليها التصنيف، فهو لم يقم أصلًا على منهجية من البداية ويتعذّر معه إقامة معيار يرتكز عليه -كما أشرنا-.

وأمّا الطريقة الثانية للتصنيف والتي جنحت إلى ضبط الوظائف الرئيسة للأنواع، فهي قريبة كذلك من الطريقة الأولى، ويعتورها ما ذكرنا فيها من إشكالات؛ ولذا لن نطيل في تقرير إشكالاتها.

فهي طريقة يصعب الميز فيها بين الوظائف الرئيسة والوظائف الفرعية تطبيقيًّا، فمن خلال جدول التصنيفات لهذه الطريقة -والذي ذكرناه في القسم الأول من المقالة- نجد أنه بينما جعل الدكتور/ نصر الدين وهابي والدكتور/ نبيل صابري (علوم البلاغة) وظيفة فرعية، نلحظ أن الدكتور/ عبد الرحمن أبو درع جعلها وظيفة رئيسة.

ويصعب كذلك في هذه الطريقة تصنيف الوظائف الفرعية تحت الوظائف الرئيسة؛ إِذْ يمكن للنوع الواحد تصنيفه تحت أكثر من وظيفة؛ فمثلًا يتضح بالنظر في الجدول الذي أثبتناه في هذه الطريقة أنّ(الإعجاز) قد أُدرج تحت (علوم بلاغة النصّ القرآني) في تصنيف الدكتور/ عبد الرحمن أبو درع، وأُدرج تحت (الاحتجاج للقرآن) في تصنيف الدكتور/ نبيل صابري.

ونظرًا لِعدم بناء هاتين الطريقتين على منهجية واضحة، ولا أُسس ومعايير منضبطة، وكذلك لِمَا اعتورهما من إشكالات جذرية فإننا نرى هاتين الطريقتين في التصنيف غير صالحتين لبناء علوم القرآن.

وبذلك نكون قد أنهينا تقويمنا لمحاولات التصنيف المعاصرة لأنواع علوم القرآن، وبينَّا موقفنا منها، وأنهما غير ناهضتين في غرض ضبط موضوعات وقضايا علم علوم القرآن، لندلف إلى بيان مسألتين مهمتين.   

- المسألة الأولى:

إنّ مَن يتأمل علم علوم القرآن يلحظ أنّ هذا العلم نفسه تعتوره كثير من الإشكالات الجذرية كما أشارت دراسة (علوم القرآن؛ نقد العلمية ومقاربة في البناء)[47]، حيث أوضحت فساد هذا العلم من حيث هو؛ نظرًا لفساد قضيته، وأبرزت فيه إشكالات محورية جراء ذلك، وأنه بلا ثمرة محدّدة ولا موضوع اشتغال، وأنه غير قادر على توليد معرفة خاصة به... إلخ، هذه الإشكالات التي تحملنا على أن نستشكله بالفعل كما بيّنت الدراسة لا أن نحاول تصنيف أنواعه ونضبط موضوعاته، وإنما يكون التعامل مع هذه الأنواع باعتبارها هي العلوم القرآنية الخاصة بساحة الدراسات القرآنية ومحاولة لملمة شتاتها بطريقة أخرى أضبط منهجيةً وأكثر إثراءً للساحة القرآنية نفسها.

إنّ الطرائق السالفة التي استعرضناها قبلُ غير ناجعة منهجيًّا في أمر التصنيف، ومن ثم لا يمكن الاتكاء عليها في تصنيف أنواع العلوم القرآنية، ولكننا نحتاج لطريقة جديدة، وقد جنحت دراسة: (علوم القرآن؛ نقد العلمية ومقاربة في البناء) للدكتور/ خليل اليماني إلى طريقة أخرى في التعامل مع هذه الأنواع للعلوم القرآنية، فقد استشكلت الدراسةُ بدايةً اعتبار هذه الأنواع علومًا؛ نظرًا لكونها قضايا جزئية في حين أنّ العلم -كما تقرّره الدراسة- هو ما كان قضية كلية لا غير، ورأت ضرورة إعادة بناء علوم الساحة القرآنية بما يخلّصها من شتات وهيمنة هذه القضايا القرآنية الجزئية، وقدّمت مقاربة جديدة لبناء علوم القرآن وفق نظرٍ مختلِف وتصنيفٍ معيّن، ونحن من خلال عنايتنا بالنظر في هذه الطريقة المتبعة في بناء علوم القرآن في هذه الدراسة، فقد رأينا وجاهتها ونجاعتها في ضبط هذه العلوم ومن ثم ضبط الساحة القرآنية وبناء علومها بصورة ناجزة[48]، وعليه ندعو المؤسّسات والمراكز للاهتمام بهذه الدراسة ونقاشها لعلم علوم القرآن وإبطالها لعلميته وما قدّمته من رؤية لإعادة بناء علوم القرآن.

- المسألة الثانية:

هناك بعض الدارسين ممن اشتغلوا بموضوع التصنيف لأنواع علوم القرآن يوردون بعض التقسميات العامة والمجملة لعلوم القرآن ويعتبرونها تصنيفًا ويناقشونها بهذه المثابة[49]، في حين أن هذه التقسيمات في الحقيقة لا تعدّ تصنيفًا منهجيًّا بالفعل ولا قصدًا لذلك لمن يتأمّله، فالتعامل معها بهذه الطريقة فيه إشكال ظاهر، ومن هذه التقسيمات ما يأتي:

- يقول الدكتور/ محمود أبو دقيقة: «وتنحصر -أي علوم القرآن- إجمالًا في نوعين؛ الأول: ما لا يتوقف عليه فهمه والوصول إلى معناه؛ مثل كتابته في المصحف، وجمعه، وترتيب سوره. الثاني: ما يتوقف عليه فهمه على الوجه الأكمل طبق القواعد العربية بحسب الطاقة البشرية... إلخ»[50].

- ويقول سعيد حوى: «وعلوم القرآن منها ‌النقلية؛ كعلم أسباب النزول والناسخ والمنسوخ، ومنها البياني الذي له علاقة بعلوم اللغة العربية، ومنها الموضوعات المتميزة التي انبثقت عن القرآن أو اقتضاها جمع موضوعاته الواحدة في كتاب واحد؛ كإعجاز القرآن وأمثال القرآن، وأحكام القرآن، والأخلاق في القرآن، متشابه القرآن، إلى غير ذلك»[51].

- ويقول الدكتور/ مساعد الطيار: «ولقد نظرتُ بتأمُّلٍ إلى أنواع العلوم التي في علوم القرآن، فظهر لي أنه يمكن تقسيمها إلى قسمين؛ القسم الأول: العلوم الناشئة منه، وهي ما كانت متعلّقة به تعلقًا مباشرًا ولا تخرج إلا منه... القسم الثاني: العلوم المشتركة مع غيره من العلوم... إلخ»[52].

- ويقول السيد عليّ الموسوي: «تشمل علوم القرآن بمعناها الواسع -لا المعنى الاصطلاحي- كلّ علم يتعلّق بالقرآن بأيّ نحو كان، ويمكن تقسيم هذه العلوم إلى ثلاثة أقسام: 1- علوم للقرآن. 2- علوم في القرآن. 3- علوم حول القرآن... إلخ»[53].

ويتضح من الأمثلة السابقة أنها مجرّد توصيف وتقسيمات عامة مجملة لعلوم القرآن، ولا يمكن اعتبارها تصنيفًا لأنواع علوم القرآن.

الخاتمة:

 رصدنا في هذه المقالة كافة التصنيفات التي وقفنا عليها لأنواع علوم القرآن عند المعاصرين، وبينَّا أنّ الطرق المسلوكة في هذه التصنيفات طريقتان؛ الأولى: ضبط الموضوعات الرئيسة التي ترتدّ إليها جملة من الأنواع. الثانية: ضبط الوظائف الرئيسة للأنواع، وذكرنا أصحاب كلّ طريقة من هذه الطرق وأوردنا تصنيفاتهم لأنواع علوم القرآن بالتفصيل.

وقمنا كذلك بمناقشة وتقويم هذه التصنيفات وذكرنا أنّ كافة التصنيفات المعاصرة لأنواع علوم القرآن لم يبيِّن أصحابها منهجهم في تصنيف أنواع علوم القرآن، وإنما صنّفوا الأنواع مباشرة دون بيان الأُسس والمسوغات التي بنوا عليها هذه التصنيفات؛ ولذلك رأينا أنّ هذه التصنيفات غير صالحة لبناء علوم القرآن.

وقد أشرنا إلى أنّ علم علوم القرآن يعتوره الكثير من الإشكالات الجذرية، تجعلنا نتعامل معه بصورة جديدة؛ ولذا استوجهنا المقاربة التي طرحتها دراسة (علوم القرآن؛ نقد العلمية ومقاربة في البناء) للدكتور/ خليل محمود اليماني؛ لصحة منطلقاتها التي ابتدأت بالنظر إلى إشكال علم علوم القرآن نفسه، ولاقتراحها مقاربة سليمة منهجيًّا في بناء علم علوم القرآن وتصنيف قضاياه الكلية، مما يفتح الباب واسعًا لإنتاج معرفة ومناهج خاصّة بالقضايا القرآنية، بالإضافة إلى قدرتها على فتح آفاق بحثية جديدة في ساحة هذا العلم.

ولذا نُوصي بإقامة ندوات وورش علمية حول هذه المقاربة، والنظر في تفعيلها واقعيًّا، كما نقترح دراسة كيفية بناء كتب علوم القرآن عند المعاصرين والنظر في طريقة ومنهجية اختيار موضوعاتها ومباحثها.

وصلى اللهُ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

[1] لسان العرب، ابن منظور (9/ 198).

[2] ويمكن أن تُفرد دراسة أخرى للموضوعات والأنواع التي تنتخبها مؤلّفات علوم القرآن المعاصرة وتتحدث عنها.

[3] ينظر: أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم، د/ مساعد الطيار، ص10 وما بعدها.

[4] قال د/ مساعد: «ويَتْبَع رسمَه ما يتعلَّقُ بنَقْطِه وشَكْلِه بالحركاتِ، وغيرِها مما أُدخِلَ لتوضيحِ القراءةِ وتسهيلِها».

[5] قال د/ مساعد: «يشملُ توجيه القراءات: توجيه لغتها، وإعرابِها، وصرفِها، وأدائها، ومعانيها، ويلاحظ أنَّ ما له أثرٌ في تغيُّرِ المعنى يندرجُ تحت علمِ التَّفسير».

[6] يقول د/ مساعد: «المقصودُ هنا جملةُ العلوم التي لها علاقةٌ بالعربيَّةِ، من مفرداتٍ وإعرابٍ، وأساليبَ، وبلاغةٍ، وهذه العلوم لها ارتباطٌ بالمعنى من حيثُ الجملة، وما كان له منها أثرٌ في بيانِ المعنى أو اختلافهِ، فإنَّه بهذا يكونُ مما له علاقةٌ بعلمِ التَّفسيرِ، وهذه الإشارةُ تغني عن تكرارِ بعضِ هذه العلومِ تحت علمِ التَّفسير».

[7] اقتصر د/ مساعد في هذا التصنيف على أنواع العلوم التي أوردها السيوطي في (الإتقان) فقط. ينظر: قراءة نقدية لأنواع علوم القرآن في كتاب الإتقان في علوم القرآن، د/ مساعد الطيار، وهو ضمن بحوث ندوة (أ.د/ فهد الرومي سيرة ومسيرة)، 1441هـ، ص63- 69.

[8] تصنيف صادر عن معهد الشاطبي، ومنشور على الشبكة العنكبوتية، وهو تصنيف تفصيلي اكتفينا هاهنا برؤوس الأنواع التي توضح المقصود.

[9] ينظر: بناء مقرّرات التفسير وعلوم القرآن بين الشروط العلمية والمقتضيات التعليمية «البيداغوجية»، د/ فريدة زمرد، (1/ 319).

[10] ينظر: علوم القرآن: إشكالية تعريف العلم وتصنيف الموضوعات، د/ فضل الهادي وزين، وهو بحث منشور على ملتقى أهل التفسير تحت هذا الرابط: https://cutt.us/kOyUP

[11] اقتصر حسن حنفي في هذا التصنيف على أنواع العلوم التي أوردها الزركشي في (البرهان) فقط. ينظر: علوم القرآن من المحمول إلى الحامول، د/ حسن حنفي، ص36.

[12] حاول حسن حنفي هنا تصنيف أنواع العلوم التي حواها كتاب (البرهان) للزركشي أيضًا، مبينًا أنه يمكن تجميعها في عدد أقلّ مما في التصنيف السابق، تسعة أنواع مقسمة إلى ثلاثة. ينظر: علوم القرآن من المحمول إلى الحامول، د/ حسن حنفي، ص36- 37.

[13] حاول حسن حنفي هنا تصنيف أنواع العلوم التي حواها كتاب (الإتقان) للسيوطي. ينظر: علوم القرآن من المحمول إلى الحامول، د/ حسن حنفي، ص44.

[14] ينظر: علوم القرآن من إشكال التصنيف إلى وضع المفهوم، د/ هشام مومني، ص101.

[15] علق د/ هشام على هذا الأصل فقال: «مع مراعاة هذا الترتيب ويضاف كلّ نوع زائد عن المذكور في موضعه المناسب».

[16] علق د/ هشام على هذه الجهة فقال: «وهي مركب من عدد من المذكورات سابقًا في اللغة والأصول والمناسبات مرتبة من جانب الألفاظ إلى جانب المعاني، ويضاف إلى ذلك ما وصله الناس من الإعجاز اليوم».

[17] ينظر: علوم القرآن دروس منهجية، السيد رياض الحكيم، ص30.

[18] لم يبيّن المؤلف المباحث التي تندرج تحت الأقسام المذكورة.

[19] أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم، د/ مساعد الطيار، ص10.

[20] قراءة نقدية لأنواع علوم القرآن في كتاب الإتقان في علوم القرآن، د/ مساعد الطيار، وهو ضمن بحوث ندوة (أ.د/ فهد الرومي سيرة ومسيرة)، 1441هـ، ص64.

[21] تصنيف صادر عن معهد الشاطبي، ومنشور على الشبكة العنكبوتية.

[22] بناء مقررات التفسير وعلوم القرآن بين الشروط العلمية والمقتضيات التعليمية «البيداغوجية»، د/ فريدة زمرد (1/ 333). والتصنيف الذي قام به البحث هو فقط للعلوم التي أوردها الزركشي في (البرهان).

[23] علوم القرآن: إشكالية تعريف العلم وتصنيف الموضوعات، د/ فضل الهادي وزين.

[24] ينظر: علوم القرآن من المحمول إلى الحامول، د/ حسن حنفي، ص36.

[25] علوم القرآن من المحمول إلى الحامول، د/ حسن حنفي، ص44.

[26] علوم القرآن من المحمول إلى الحامول، د/ حسن حنفي، ص44.

[27] ينظر: علوم القرآن من إشكال التصنيف إلى وضع المفهوم، د/ هشام مومني، ص101.

[28] علوم القرآن؛ دروس منهجية، رياض الحكيم، ص29.

[29] ينظر: أنواع المؤلفات في علوم القرآن الكريم، د/ محمد عبد الله القحطاني، محاضرة ضمن أعمال معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد، وهي منشورة على هذا الرابط:

https://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=26254

[30] سلسلة شرح كتاب الإتقان، مصطفى البحياوي، سلسلة منشورة على الشبكة العنكبوتية، ويلاحظ أن هذا التصنيف منشور أيضًا على موقع المنتدى الإسلامي في الشارقة.

[31] ينظر: علوم القرآن، د/ عبد الرحمن الشهري، محاضرة مفرغة منشورة على ملتقى أهل التفسير تحت الرابط الآتي:

https://vb.tafsir.net/tafsir35371/#.XTbegv6H7IU

وكذا محاضرة: محاولات تصنيف موضوعات علوم القرآن وترتيبها، تحت الرابط الآتي:

https://www.youtube.com/watch?v=HwMI_i196wg&t=3129s

[32] ينظر: علوم القرآن؛ مقدمات لعلم بناء الخطاب وتماسكه، د/ عبد الرحمن أبو درع، ص5- 6.

[33] ينظر: استمداد التفسير من علوم القرآن محاولة في بناء المنهج، د/ نصر الدين وهابي، ص11- 13.

[34] قال د/ نصر: «هي جملة المعارف القرآنية ذات الطبيعة السياقية الخارجية بكونها واقعة خارج النص القرآني، وهي علوم حافة بالقرآن، مؤدية إليه».

[35] يقول د/ نصر معلقًا على القضية الأخيرة الخاصة بمتلقي الخطاب القرآني: «وذلك لأن قدرًا من خصائص خطاب القرآن وسماته الأسلوبية يتمّ إدراكه بالنظر إلى متلقِّيه، والمتوجَّه به إليه، وذلك بمعرفة: علم أسباب النزول، ما أُنزل على لسان بعض الصحابة، المكي والمدني، في أسماء مَن نزل فيهم القرآن، في معرفة مبهمات القرآن».

[36] قال د/ نصر: «وهي جملة المعارف التي هي آلات تستخدم استخدامًا مباشرًا في التفسير؛ فهي أدوات لاستنباط المعاني من دوالّها؛ مفردات وتراكيب».

[37] قال د/ نصر: «وهي جملة العلوم التي توجِّه اشتغال المفسِّر، وتريه كيف يستخدم ما معه من علوم موطئة، ومن علوم كاشفة حين ينزّلها على المسألة الواحدة من مسائل التفسير، ومن ثمَّ؛ فهي ذات طبيعة تأصيلية على معنى التوجيه والضبط، ومما تختلف فيه عن العلوم الموطئة أن الموطئة مكانها عقل المفسّر، وثقافته قبل التفسير، وأن الكاشفة مكانها التفسير نفسه، وأمّا الضابطة فمكانها ناتج التفسير».

[38] ينظر: علوم القرآن بين الاصطلاح والموضوع؛ دراسة تحليلية، د/ نبيل صابري، ص416- 417.

[39] يقول د/ نبيل: «حقيقة القرآن: أي ماهيته، وهما مترادفان، وسبب ترجيح الحقيقة أن لها أصلًا استعماليًّا عند ابن عقيلة».

[40] يقول د/ نبيل: «وقد اختير مصطلح الأداء لأنه أعم من القراءة في بعض الحيثيات، وخاصة في مجال الطبقات والآداب».

[41] يقول د/ نبيل: «بيان القرآن: وهو كلّ ما يبين القرآن من جميع نواحيه، وبعضهم يؤثر تسميته بالتفسير أو النص، ولكن الأصوب هو البيان؛ لأن التفسير يضيق، والنصّ يتسع تقريبًا لجميع المعارف».

[42] يقول د/ نبيل: «الاحتجاج للقرآن: ومعناه إثبات صحة القرآن، والكشف عن حججه، وذلك بتلمس المحتج لبيان علله وإيضاحها، ودفع الشبه عنه بالبرهان، وقد اقتبس المصطلح من علم الاحتجاج للقراءات».

[43] وأصحاب هذه الطريقة وإن بيَّنوا أنهم يرومون تصنيف الأنواع وظيفيًّا إلا أنّ هذا غير واضح في بيان منهجية التصنيف وبنائها.

[44] استمداد التفسير من علوم القرآن محاولة في بناء المنهج، د/ نصر الدين وهابي، ص11.

[45] علوم القرآن بين الاصطلاح والموضوع؛ دراسة تحليلية، د/ نبيل صابري، ص416.

[46] أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم، د/ مساعد الطيار، ص10.

[47] ينظر: (علوم القرآن؛ نقد العلمية ومقاربة في البناء) د/ خليل محمود اليماني، ص15- 43.

[48] وقد قمنا بعرض هذا الكتاب وتقويمه في مقالة خاصة منشورة على موقع تفسير تحت الرابط الآتي:

https://tafsir.net/article/5534

[49] ومن ذلك صنيع الدكتور/ نبيل صابري في رسالته: (علوم القرآن بين الاصطلاح والموضوع؛ دراسة تحليلية)، وهي رسالة دكتوراه غير مطبوعة، وكذلك صنيع الدكتور/ محمد بن راشد البركة في بحثه: (محاولات تصنيف أنواع علوم القرآن؛ عرض وتحليل وموازنة)، ولعلّنا نفرد التقسيمات العامة لعلوم القرآن بكتابة ومعالجة خاصّة بمشيئة الله سبحانه.

[50] مذكرة علوم القرآن، د/ محمود أبو دقيقة، ص7.

[51] الأساس في السُّنة -العبادات في الإسلام-، محمد سعيد حوى (4/ 1598).

[52] علوم القرآن؛ تاريخه وتصنيف أنواعه، د/ مساعد الطيار، ص116.

[53] نصوص في علوم القرآن، السيد علي الموسوي الدارابي (1/ 10- 15).

كلمات مفتاحية

الكاتب

الدكتور عبد الرحمن المشدّ

حاصل على دكتوراه التفسير وعلوم القرآن من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وله عدد من المشاركات العلمية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))