تفسير ابن جُرَيج (ت: 150هـ)
موقف المفسِّرين منه - أبرز طرقه - موضوعاته

يُعَدّ ابن جُرَيج من أتباع التابعين المكثرين في التفسير، وهذه المقالة تُسلِّط الضوء على تفسيره، فتُبيِّن موقف المفسِّرين منه، كما تعرِّف بأشهر طرق روايته، وأبرز موضوعاته، وذلك بعد تقدمة حول منزلة ابن جُرَيج في العلم والرواية، والمقالة مستلّة من كتاب (تفسير أتباع التابعين؛ عرض ودراسة).

تفسير ابن جُرَيج (ت: 150هـ)

موقف المفسِّرين منه - أبرز طرقه - موضوعاته[1]

  عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأُموي مولاهم، روميّ الأصل[2]، وُلِد بمكة عام 80[3]، وتوفي بها عام 150[4].

قال عنه الذهبي: «الإمام العلّامة الحافظ، شيخ الحَرم، أبو خالد، وأبو الوليد القرشي الأُموي المكّي، صاحب التصانيف، وأوّل مَن دَوَّن العلم بمكة»[5].

رَوى عن عشرات التابعين، ولازَم عطاء بن أبي رباح (ت: 114) سبع عشرة سنة؛ فأكثر عنه حتى حفظ لنا عِلْمَه من كثرة سؤالاته له، وحدّث عن مجاهد[6]، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، والقاسم بن أبي بزة، وغيرهم[7].

وعنه الأوزاعي، والليث والسفيانان؛ الثوري وابن عيينة، والحمّادان؛ ابن سلمة وابن زيد، ووكيع بن الجرّاح، وعبد الرزاق الصنعاني، وغيرهم[8].

منزلته في العلم والرواية:

كان ابن جريج من بحور العلم وأوعيته؛ تفرّد بالإمامة في الحَرم بعد عطاء ومجاهد، وخَلَفَهُما، «فدوَّن العلم، وحمل عنه الناسُ، وعليه تفقّه مسلم بن خالد الزنجي، وتفقّه بالزنجي الإمام أبو عبد الله الشافعي؛ وكان الشافعي بصيرًا بعلم ابن جريج، عالمًا بدقائقه»[9].

وهو مِن أوائل مَن صنَّف العلم[10]، وقد كتب في التفسير والسنن وغيرهما، وأثنى عليه جمعٌ من العلماء؛ فعن يحيى بن سعيد قال: «كنّا نسمِّي كُتُب ابن جريج كُتُب الأمانة»، وقال أيضًا: «كان ابن جريج صدوقًا»، وقال عليّ ابن المديني: «نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة»، فذكرهم، ثم قال: «صار عِلمهم إلى أصحاب الأصناف ممن صنَّف العلم؛ منهم من أهل مكة ابن جريج». وقال أحمد بن حنبل: «كان من أوعية العلم»، وعن يحيى بن معين أنه قال: «ابن جريج ثقة في كلّ ما رُوي عنه من الكتاب»[11].

غير أنه اتُّهم بالتدليس، حتى حذَّرُوا من عنعنته؛ قال الذهبي: «الرجل في نفسه ثقة، حافظ، لكنه يدلِّس بلفظة (عن) و(قال)، وقد كان صاحب تعبّد وتهجّد، وما زال يطلب العلم حتى كبر وشاخ»[12]. وحديثه في المسند والكتب الستة وغيرها من أمّهات كتب الحديث.

تفسيره وموقف المفسِّرين منه:

يعدّ ابن جريج أوّل من صَنَّف في التفسير؛ قال ابن تيمية: «فأوّل من صنّف ابن جريج شيئًا في التفسير»[13]، وذكرت له كتبُ التراجم أجزاء في التفسير[14]، وقد أورد الثعلبي تفسيره في مصادره[15]، لكن لم يصلنا ذلك التفسير، وإنما وصلتنا عنه آثار روائية لتفسير غيره، واجتهادية مِن قوله؛ منثورة في كتب التفسير المأثور، وهي مرويات كثيرة، خصوصًا ما رواه عن شيخه عطاء بن أبي رباح (ت: 114)، وعن مجاهد (ت: 102) الذي بلغَت مروياته عنه ما يقارب ثلث مروياته في التفسير[16]، أمّا ما رُوي من تفسيره الاجتهادي فهو أقلّ؛ حاوَل جمعه عليّ حسن عبد الغني في كتابه: (تفسير ابن جريج)[17].

وممن اعتنى بإيراد تفسيره رواية ودراية تلميذه عبد الرزاق الصنعاني (ت: 211)، فقد أورَدَ له (41) رواية، منها ثلاث روايات من تفسيره[18].

وبلغَت أقواله في التفسير عند ابن جرير (594) قولًا[19]. أمّا ابن أبي حاتم فقد رَوى (39) قولًا فقط من تفسيره، بينما اعتنى به باعتباره راوية للتفسير خصوصًا عن عطاء بن أبي رباح ومجاهد[20].

وأمّا ابن المنذر فقد ظهر لي أنه أكثر مَن اعتنى بتفسير ابن جريج روايةً ودرايةً؛ إِذْ أحصيت له في القطعة المطبوعة من تفسيره (107) أقوال من تفسير ابن جريج الاجتهادي، إضافة إلى (176) رواية من مروياته[21]،كما أحصيت له (351) رواية من تفسير ابن جريج الاجتهادي عزاها السيوطي إليه في الدر المنثور.

كذلك اعتنى بتفسيره الثعلبي -كما تقدّم-، والبغوي تبعًا له. ومن المتأخِّرين ابن كثير الذي اعتنى بإيراد تفسيره روايةً ودرايةً؛ حيث بلغَت مروياته عنه (440) رواية[22]، وكذلك السيوطي في الدر المنثور، الذي حفظ لنا ثروة كبيرة من تفسير ابن جريج الاجتهادي ناهزت (600) رواية، خصوصًا ما عزاه إلى تفسير ابن المنذر، كما تقدّم[23].

كلّ ما روته المصادر السابقة -وغيرها- ضمّته موسوعة التفسير المأثور، وقد أحصيت التفسير الاجتهادي لابن جريج فيها فبلغت (1015) قولًا تفسيريًّا.

كلّ ذلك يدل على مدى اعتناء المفسِّرين بتفسير ابن جريج رواية ودراية؛ فهو بحقّ من أشهر مفسِّري كبار تبع الأتباع، ومن أكثرهم رواية في التفسير، كيف لا وهو إمام الحرم في عصره، ومحدّثه، وفقيهه، ومفسِّره!

أبرز طرق تفسيره:

قال أبو يعلى الخليلي: «وعن ابن جريج في التفسير، جماعة رووا عنه، وأطولها ما يرويه بكر بن سهل الدمياطي، عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن محمد عن ابن جريج؛ وفيه نظر، ورَوى محمد بن ثور، عن ابن جريج نحو ثلاثة أجزاء كبار، وذلك صححوه، ورَوى الحجاج بن محمد، عن ابن جريج نحو جزء، وذلك صحيح، متفق عليه»[24].

وقد تقدّم أنّ ابن المنذر أكثر مَن اعتنى بتفسير ابن جريج، وهو يروي عنه نسخة تفسيرية كبيرة من طريق محمد بن ثور الصنعاني[25] (ت: 190)[26]، الذي رَوى تفاسيره الثلاثة الكبار، ولعلّ هذا سبب كثرة روايته عنه، بينما جاءت مرويات ابن جرير الطبري لتفسير ابن جريج من طريق حجاج بن محمد المصيصي[27](ت: 206)[28].

كذلك يروي الثعلبي تفسير ابن جريج من طريق ابن ثور، وسنده يصل إلى النسخة التي يروي عنها ابن المنذر[29].

موضوعات تفسيره:

أمّا موضوعات تفسيره، فقد طرق أغلبها؛ من بيان المفردات، وتعيين المبهمات والمضمرات، وتوضيح المراد في الآيات، من أمثلة ذلك في قوله: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ﴾ [الحاقة: 30] قال: «أُخْبِرْتُ أنه أبو جهل»[30].

وفي قوله: ﴿وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [سبأ: 45] قال: «القُرون الأُولى، ﴿وَمَا بَلَغُوا﴾ أي: الذين كذَّبُوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ﴾ من القوة والآجال والدنيا والأموال»[31].

وفي قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ﴾ [فاطر: 27] قال: «طرائق مختلفة، ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾، كذلك اختلاف ما ذُكر من اختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام؛ كذلك كما اختلفت هذه الأنعام تختلف الناس في خشية الله كذلك»[32].

وفي قوله: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾ [السجدة: 3] قال: «قريش، ﴿مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ قال: لم يأتهم ولا آباءهم؛ لم يأتِ العربَ رسولٌ قبل محمد صلى الله عليه وسلم»[33].

وفي قوله: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا[يس: 36] قال: «الأصناف كلّها؛ الملائكة زوج، والإنس زوج، والجن زوج، وما تنبت الأرض زوج، وكلّ صنف من الطير زوج، ثم فسَّره فقال: ﴿مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ: الروح؛ لا يعلمه إلا الله، لا الملائكة، ولا خلق الله، ولم يطَّلِع على الروح أحد»[34]. ومِن بيان المشكِل قال: «﴿وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ[سبأ: 44] وقال: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ[فاطر: 24] ولا ينقض هذا هذا؛ ولكن كلّما ذهب نبي فمَن بعده في نذارته حتى يخرج النبي الآخر[35].

ومن كليات القرآن قوله: «كلّ شيء في القرآن: ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ[هود: 11، فاطر: 7، الملك: 12]، ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال: 4، 74، الحج: 50، النور: 26، سبأ: 4]؛ فهو الجنة»[36].

كذلك اعتنى بإبراز أحكام القرآن[37]، وذِكر أسباب النزول وأحواله التي كان له عناية واضحة بإيرادها؛ وقد أحصيت ما ورد منه في موسوعة التفسير المأثور فيها فبلغَت (78) رواية منسوبة إليه[38]؛ من أمثلة ذلك قوله: «قال الناس: لِـمَ جُعِلَتْ هذه الأهلّة؟ فنزلت: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ[البقرة: 189] لصومهم، وإفطارهم، وحجّهم، ومناسكهم»[39].

 وأيضًا قوله: «سأل المؤمنون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أين يضعون أموالهم؟ فنزلت: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ[البقرة: 215] الآية، فذلك النفقة في التطوع، والزكاة سوى ذلك كلّه»[40].

ومِن غرائبه ما وَرَد عنه في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ[الأعراف: 152]، قال: هذا لِمَن مات مِمَّن اتخذ العجل قبل أن يرجع موسى، ومَن فرّ منهم حين أمَرَهُم موسى أن يقتل بعضهم بعضًا»[41].

كذلك من موضوعات التفسير التي طرقها: الأخبار والقصص؛ ولكن ليس بصورة كبيرة واضحة، أو تفاصيل طويلة وأخبار غريبة كما عند غيره، ولعلِّي أقف عند هذا الموضوع؛ نظرًا لِمَا افتُري فيه على ابن جريج حتى عُدَّ مِن أقطاب الروايات الإسرائيلية[42]، وقد تصدّى لنقض هذه الفِرية العلّامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي (ت: 1386)؛ فقال عن ابن جريج في معرض ردّه على أبي رية: «وإنما هو من أتباع التابعين، ولا شأن له بالإسرائيليات، وكأنَّ الدكتور[43] اغترَّ باسم (جريج) فحشره في زمرة هؤلاء، فجاء حاطب الليل فقال ص148: «وممن كان يبثُّ في الدين الإسلامي مما يخفيه قلبه ابن جريج الرومي الذي مات سنة 150، وكان البخاري لا يوثّقه، وهو على حقّ في ذلك»، وهذا مخالف للواقع فلم يُعرَف ابن جريج بالإسرائيليات إلا أن يروي شيئًا عمّن تقدّمه، وهو إمام جليل يوثّقه ويحتجّ به البخاري وغيره، ولم يجد أبو رية ما يحكيه عنه مما زعمه. ومن العجائب قوله في حاشية ص216: «ابن جريج كان من النصارى» هكذا يكون العلم!»[44].

ومَن يستعرض تفسير ابن جريج لا يجد مثل ذلك التهويل، وقد تتبعَتْ مواضع الإسرائيليات من تفسيره الباحثتان أميرة الصاعدي وجميلة اللقماني في رسالتيهما عن أقوال ابن جريج ومروياته في التفسير فبلغت (71) أثرًا، مِن أصل (2596) رواية تفسيرية، جُلُّها يرويها ابن جريج عن غيره؛ أمّا ما رُوي من قوله فبلغ (30) رواية فقط -منها (3) روايات بلاغًا!- أغلبها في تعيين المبهمات وتفاصيل القصص وغيرها مما لا يتوقف عليه التفسير، وهي نسبة ضئيلة جدًّا من عموم أقواله ومروياته في التفسير[45].

الجدير بالذِّكْر أنّ معاصريه: الكلبي، ومقاتل بن سليمان، وابن إسحاق؛ كانوا أكثر منه روايةً للإسرائيليات والأخبار والقصص[46]، واشتهروا بإيرادها والاستطراد فيها دونه، والله أعلم.

 

 

[1] هذه المقالة من كتاب (تفسير أتباع التابعين؛ عرض ودراسة)، الصادر عن مركز تفسير، سنة 1436هـ= 2015م، تحت عنوان: (ابن جُريج)، ص96 وما بعدها. (موقع تفسير).

[2] تهذيب الكمال (18/ 338).

[3] وقد أجمعَت أغلب كتب التراجم على ذلك؛ نظرًا لاشتهار ذلك العام بعام الجحاف، نسبة للسيل العظيم الذي أصاب مكة عامئذ. ينظر: مقدمة تفسير ابن جريج، ص7.

[4] قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6/ 334): «عاش سبعين سنة، فسنُّه وسِنُّ أبي حنيفة واحد، ومولدهما وموتهما واحد».

[5] سير أعلام النبلاء (6/ 324).

[6] وقيل: إنه لم يسمع من مجاهد إلا حرفًا. ينظر: تهذيب الكمال (30/ 436).

[7] ينظر مسرد لمشايخه في تهذيب الكمال (18/ 338)؛ وسير أعلام النبلاء (6/ 325- 326).

[8] ينظر: سير أعلام النبلاء (6/ 326).

[9] سير أعلام النبلاء (6/ 332).

[10] قيل: إنه أوّل مَن صنّف مطلقًا، وقيل: إنه أوّل مَن صنّف بمكة. ينظر: الجرح والتعديل (5/ 357)؛ تدريب الراوي (1/ 89). والمراد بالتصنيف الجمع والتبويب والترتيب وليس مجرّد التدوين، كما تقدّم في التمهيد.

[11] ينظر ذلك في سير أعلام النبلاء (6/ 328- 332).

[12] ينظر سير أعلام النبلاء (6/ 332).

[13] مجموع الفتاوى (2/ 322).

[14] ينظر: الإرشاد (1/ 392).

[15] ينظر: مقدمة تفسير الثعلبي، تحقيق: خالد العنزي، ص79.

[16] ينظر: رسالة: ابن جريج أقواله ومروياته في التفسير من أول القرآن إلى سورة الحج؛ جمع ودراسة حديثية، (4/ 1486)، ورسالة: مرويات وأقوال ابن جريج في التفسير من سورة المؤمنون إلى سورة الحج؛ جمع ودراسة حديثية، ص907.

[17] صدر عن مكتبة التراث الإسلامي بمصر عام 1413. كذلك جمعت أقواله ومروياته في التفسير في رسالتين بجامعة أم القرى: (ابن جريج أقواله ومروياته في التفسير من أول القرآن إلى سورة الحج؛ جمع ودراسة حديثية)، رسالة دكتوراه، أميرة بنت عليّ الصاعدي الحربي، عام 1424= 2004م.

- (مرويات وأقوال ابن جريج في التفسير من سورة المؤمنون إلى سورة الحج؛ جمع ودراسة حديثية)، رسالة ماجستير، جميلة بنت منيع اللقماني الحربي، عام 1428= 2007م.

كذلك جمعت رسائل أخرى في جامعة غزة بفلسطين؛ منها:

- تفسير ابن جريج -جمع ودراسة- من سورة الفاتحة إلى نهاية سورة الأعراف من خلال تفسيري الطبري وابن أبي حاتم الرازي، همام مصطفى سلامة عوض الله، 2006م.

- تفسير ابن جريج -جمع ودراسة- من سورة الأنفال إلى سورة الحج من خلال تفسيري الطبري وابن أبي حاتم الرازي، سعيد حسين أحمد عابد، 2005م.

ينظر: قاعدة أوعية المعلومات القرآنية.

[18] هي في المواضع: (2/ 240)، (3/ 151)، (3/ 203).

[19] وهو بهذا في المرتبة الثانية مِن بين مَن رَوى تفسيرهم مِن أتباع التابعين بعد ابن زيد. ينظر: التفسير بالأثر بين ابن جرير وابن أبي حاتم، ص89.

[20] ذكر صاحب بحث (التفسير بالأثر بين ابن جرير وابن أبي حاتم)، ص89 أنّ ابن أبي حاتم لم يورد شيئًا من قول ابن جريج في التفسير، وإنما أورد له كراوٍ للتفسير عن غيره، وقد تعجبتُ من ذلك فأدرت محرك البحث في النسخة الإلكترونية من تفسير ابن أبي حاتم، ثم استعرضت النتائج وفحصتها؛ فتحصلت على (39) قولًا من تفسيره، منها ذات الأرقام: 107، 835، 1652، 10716، 1652، هذا إضافة إلى (263) رواية عن غيره.

[21] هذا من مجموع (2109) رواية وردت في القطعة.

[22] أغلبها من باب الرواية، ومن أمثلة ما أورده من تفسيره دراية: (1/ 175، 178)، وهو من رواية ابن أبي حاتم أورده ابن كثيره بسنده، (2/ 481)، (3/ 128).

[23] ينظر -مثلًا-: (1/ 159، 339، 497)؛ (2/ 495، 534)؛ (3/ 166).

[24] الإرشاد (1/ 392).

[25] وهو ممن يروي تفسير الكلبي من طريق شيخه معمر، وقد تقدّمت ترجمته هناك.

[26] يروي ابن المنذر هذه النسخة عن شيخه عليّ بن المبارك الصنعاني عن زيد بن المبارك الصنعاني، عن ابن ثور، وهو إسناد مقبول إلى ابن جريج، ومن هذه الطريق أيضًا يروي ابن أبي حاتم بعض تفسير ابن جريج. ينظر: أسانيد نسخ التفسير، ص427.

[27] حجاج بن محمد المصيصي، أبو محمد الأعور، مولى سليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور، ترمذي الأصل، سكن بغداد، سمع مِن ابن جريج فأكثر وأتقن، ومِن شعبة ويونس بن أبي إسحاق، وحمزة الزيات، وطبقتهم، وحدّث عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق، وغيرهم، روى له الجماعة. ينظر: سير أعلام النبلاء (9/ 448- 450).

[28] وهي نسخة تفسيرية يرويها عن شيخه القاسم بن الحسن، عن الحسين بن داود سنيد، عن حجاج. وهو إسناد صحيح إلى ابن جريج. ينظر: أسانيد نسخ التفسير، ص427. ومن طريق حجاج أيضًا يروي ابن أبي حاتم بعض تفسير ابن جريج بسند آخر صحيح. ينظر: أسانيد نسخ التفسير، ص426.

[29] ينظر: مقدمة تفسير الثعلبي، تحقيق: خالد العنزي، ص79.

[30] عزاه السيوطي في الدر المنثور (14/ 680) إلى ابن المنذر.

[31] عزاه السيوطي في الدر المنثور (12/ 228) إلى ابن المنذر.

[32] عزاه السيوطي في الدر المنثور (12/ 278) إلى ابن المنذر.

[33] عزاه السيوطي في الدر المنثور (11/ 674) إلى ابن المنذر.

[34] عزاه السيوطي في الدر المنثور (12/ 345) إلى ابن المنذر. ينظر أمثلة أخرى في الدر المنثور (11/ 649)، (12/ 221)، (14/ 659)، (15/ 27).

[35] عزاه السيوطي في الدر المنثور (12/ 228) إلى ابن المنذر.

[36] عزاه السيوطي في الدر المنثور (12/ 254) إلى ابن المنذر. ينظر مثال آخر في الدر المنثور (11/ 595).

[37] خصوصًا في سؤالاته لشيخه عطاء بن أبي رباح؛ فقد حفظ لنا عِلمه، واستخرج لنا آراءه الفقهية، وتفسيره لآيات الأحكام.

[38] هذا سوى ما يرويه عن غيره؛ فهو أكثر.

[39] أخرجه ابن جرير (3/ 281).

[40] أخرجه ابن جرير (3/ 642). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

[41] أخرجه ابن جرير (10/ 462). وبيَّن ابن جرير أنَّ له وَجْهًا، ثُمَّ انْتَقَدَه لظاهر اللفظ وعمومه ومخالفته لأقوال السلف؛ فقال: «ظاهر كتاب الله مع تأويل أكثر أهل التأويل بخلافه؛ وذلك أنَّ الله عمَّ بالخبر عمَّن اتخذ العجل أنه سيناله غضب من ربهم وذِلَّة في الحياة الدنيا، وتظاهرت الأخبار عن أهل التأويل من الصحابة والتابعين بأنّ الله -إذ رجَع إلى بني إسرائيل موسى- تاب على عبَدة العجل مِن فعلِهِم بما أخبر به عن قيلِ موسى لهم في كتابه، وذلك قوله: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [البقرة: 54]، ففعلوا ما أمَرَهُم به نبيهم عليه السلام؛ فكان أمْرُ الله إياهم بما أمَرَهُم به مِن قتلِ بعضهم أنفُسَ بعضٍ عن غضب منه عليهم لعبادتهم العجل، فكان قتلُ بعضهم بعضًا هوانًا لهم، وذِلة أذلَّهم الله بها في الحياة الدنيا، وتوبة منهم إلى الله قَبِلَها، وليس لأحد أن يجعل خبرًا جاء الكتاب بعمومه في خاصّ مِمَّا عمّه الظاهر بغير برهان مِن حجة خبر أو عقل، ولا نعلم خبرًا جاء يوجب نقْلَ ظاهرِ قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ إلى باطنٍ خاصّ، ولا من العقل عليه دليل، فيجب إحالة ظاهره إلى باطنه».

[42] أورَد ذلك بعض المعاصرين كالدكتور محمد حسين الذهبي (ت: 1397) في كتابه: التفسير والمفسرون (1/ 183، 198)، حيث جعل أقطاب الروايات الإسرائيلية أربعة: عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وابن جريج! وتبعه الشيخ منّاع القطان في كتابه: مباحث في علوم القرآن، ص366، وقبلهما د. محمود أبو رية في كتابه: أضواء على السنّة المحمدية، ص162، نقلًا -دون تحقيق علمي وتثبُّت- عن أحمد أمين في كتابه: ضحى الإسلام (2/ 139)، الذي قال في معرض ذكره لتضخّم التفسير: «...وفي كلّ طبقة يتصل كثير من أفرادها بمسلمة اليهود والنصارى والمجوس، فاتصل بعض الصحابة بوهب بن منبه [!!]، وكعب الأحبار، وعبد الله بن سلام، واتصل التابعون بابن جريج [!!]...». ولا يخفَى ما في هذا الكلام من المغالطات والبُعد عن التحقيق العلمي، ويبدو أنّ أحمد أمين هو أوّل مَن أضاف ابن جريج مع مَن اشتهر بنقل الإسرائيليات من مسلمة أهل الكتاب وجعله رابع ثلاثة ذكَرهم ابن خلدون في مقدّمته دون ابن جريج: ابن سلام رضي الله عنه، وكعب ووهب رحمهما الله، فقال في كتابه: فجر الإسلام، ص205: «...كما تتبّعنا كثيرًا من الآيات التي وردت عن النصارى؛ فإذا كثير مما يرويه الطبري عن ابن جريج، ...ويقول الذهبي في تذكرة الحفاظ: إنه كان من أصلٍ رومي، فهو نصراني الأصل...».

[43] يعني: أحمد أمين؛ حيث كان يلقّبه أبو رية بذلك عند نقله عنه، مع أنه لم يحصل على الدكتوراه، أمّا «حاطب الليل» الذي عناه المعلمي فهو أبو رية. أفدتُ ذلك من تعليق محقّق «الأنوار الكاشفة لِما في كتاب أضواء على السنّة من الزلل والتضليل والمجازفة»، ص133.

[44] الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنّة من الزلل والتضليل والمجازفة، ص133.

[45] ينظر: رسالة (مرويات وأقوال ابن جريج في التفسير من أول سورة المؤمنون إلى آخر سورة الناس)، ص100.

[46] ذكر د. محمد عبد الله الخضيري في بحثه: (التفسير بالأثر بين ابن جرير وابن أبي حاتم) -ص91، 92- أنّ مرويات ابن جريج للإسرائيليات بلغَت عند ابن جرير 12% من نسبة الإسرائيليات التي رواها؛ فجاء في المرتبة الأُولى في رواية أتباع التابعين للإسرائيليات عند ابن جرير، أمّا عند ابن أبي حاتم فقد بلغَت 05%، بينما بلغَت عند معاصره ابن إسحاق 09%، 12% على الترتيب، وهذا -إن كان دقيقًا- لا يعارض ما ذكرنا! لأنّ ابن جرير وابن أبي حاتم لا يرويان عن الكلبي ومقاتل، وبالتالي انحطّت رتبتهما المتقدّمة في رواية الإسرائيليات عند كل منهما، فشغلها ابن جريج!

الكاتب

الدكتور خالد بن يوسف الواصل

أستاذ مساعد وباحث بمركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام ‏الشاطبي بجدة، وله عدد من البحوث والأعمال العلمية المنشورة.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))