التلاوة والدِّراسة في القرآن الكريم، معناهما والعلاقة بينهما
وفاء عبد الله الزعاقي
التلاوة والدِّراسة من المصطلحات التي ترتبط بالقرآن الكريم، ويأتي هذا البحث ليكشف عن المعاني التي دلَّ عليها هذان المصطلحان في القرآن الكريم، ويبحث كذلك في وسائل تعزيز تلاوة القرآن الكريم ودراسته، ويقدِّم في ذلك بعض التوجيهات والتنبيهات.
التلاوة والدِّراسة مصطلحان قرآنيّان ارتبطَا بالقرآن الكريم؛ فالتلاوة تعني تعاهد القرآن بقراءته كما أُنْزِل، واتّباع ما فيه اعتقادًا وقولًا وعملًا وتعليمًا، أمّا الدِّراسة فهي تعاهُد كتاب الله بكثرة القراءة؛ لفهمه وتدبّره وإدراك معانيه. فالتلاوة أعمُّ من الدِّراسة إلّا أنّ التلاوة لا تتحصل في بعض صورها إلّا من خلال الدِّراسة؛ ولذا جاء الجَمْع بينهما في الحديث عن فضل مجالس تعلُّم القرآن الكريم.
ونظرًا لأهمية التلاوة والدِّراسة في تحقيق الاستمساك بالقرآن الكريم وتحقيق عبادة التلاوة وفق الوجه المشروع الذي سلكه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضي الله عنهم-؛ جاء هذا البحث ليكشف المعاني التي دلَّت عليها الآيات التي تناولت الحديث عن التلاوة والدِّراسة وفق المنهج التحليلي والاستنباطي.