آراء العلماء في ألف التفخيم
عرض وتحرير

الكاتب : عمار الخطيب
من الظواهر اللغوية القديمة ظاهرة تفخيم الألِف، وقد ناقشها عددٌ من علماء العربية والقراءات، ويحاول هذا المقالُ عَرْضَ آراء العلماء في هذه الظاهرة وتحريرها، ومحاولة تَتَبُّعِ أثر هذه الظاهرة في قراءات القرَّاء، ومناقشة بعض المسائل المهمة المتعلقة بها.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، ثم أمّا بعد:

  فإنَّ تفخيمَ الأَلِفِ ظاهرةٌ لغوية قديمة ناقشها عَدَدٌ من علماء العربية والقراءات، ونَسَبَها بعضُهم لأهل الحجاز، ونُسِبَتْ لأهل اليمن كذلك، وهي إحدى العِلَلِ التي ذَكَرها علماءُ رسم المصحف لتفسير ظاهرة رسم الألف واوًا في مثل: (الصَّلَوٰة، والزَّكَوٰة، والْحَيَوٰة، والرِّبَوٰا) ونحوها، فهي إذن ظاهرةٌ تستحقّ البحث والدِّراسة، وقد حَمَلَنَا ذلك على كتابة هذه المقالة للوقوف على طبيعة هذه اللغة المندثرة، ومحاولة تَتَبُّعِ أثر هذه الظاهرة في قراءات القرّاء، ومناقشة بعض المسائل المهمة المتعلقة بها.

وقد اعتمدتُ في كتابة هذه المقالة على مصادر متنوعة، منها الكتب اللغوية من معجمات وغيرها، وكتب التجويد والقراءات، وكتب علم الأصوات اللغوية.

أقوال علماء اللغة والقراءات في لغة التفخيم:

كان الخليلُ بن أحمد (ت 170هـ) أقدمَ مَنْ أشار إلى لغة مَنْ يُفَخِّمُ الأَلِفَ؛ فقد جاء في العين: «{الْحَيَوة}: كُتبت بالواو لِيُعلم أَنَّ الواو بعد الياء، ويُقال: بل كُتبت على لغة من يُفَخِّمُ الألف التي مرجعها إلى الواو، نحو {الصَّلَوة} و{الزَّكَوة}»[1].

وذَكَرَ سيبويه (ت 180هـ) هذه اللغة مع الحروف الـمُسْتَحسَنَة، ونَسَبَها لأهل الحجاز في قوله: «وألف التفخيم، يعني: بلغة أهل الحجاز، في قولهم: الصلاة والزكاة والحياة»[2].

وقال الفراء (ت 207هـ): «{الصَّلَوة} و{الزَّكَوة} و{الْحَيَوة} و{النَّجَوة}، وكل ما كُتِب بالواو، لم نسمع فيها من العرب إلا ما تَعْرِف، ويُقال: إنها كانت لغةً لفصحاء أهل اليمن، يشيرون إلى الرفع: {الصَّلَوة} و{الزَّكَوة}، ونرى أنهم إنما كتبوها بالواو لهذه اللغة»[3].

وأشار إلى هذه اللغة ابن قتيبة (ت 276هـ) في سياق حديثه عن علّة كتابة نحو: {الصَّلَوة} و{الزَّكَوة} بالواو في المصحف، وذَكَرَ علة كتابة الألف على هذا النحو على لغة بعض العرب ممن يفخّم الألف[4].

 وذكرها المبرد (ت 286هـ) كذلك: «وأمّا الحروف الستة... الهمزة بين بين، فالألف الممالة، وألف التفخيم...»[5].

ووَصَفَ ابن جني (ت 392هـ) ألف التفخيم بأنها هي التي تجدها بين الألف وبين الواو، نحو قول العرب: سلُام عليك، وقُام زيد. وعلّل ابن جني كتابة نحو: {الصَّلَوة} و{الزَّكَوة} و{الْحَيَوة} بالواو على لغة من يفخّم الألف[6].

وقال مكي بن أبي طالب (ت 437هـ): «وكُتِبت الصلاة في المصاحف بالواو لتدل على أصلها... وقيل: إنما كُتبت بالواو لأن بعض العرب يُفَخِّمُ اللام والألف، حتى تظهر الألف كأنّ لفظها يشوبه شيء من الواو»[7].

وقال الداني (ت 444هـ): «ورسم في كل المصاحف: {الصَّلَوة} و{الزَّكَوة} و{الْحَيَوة} و{النَّجَوة}،{بالغَدَوة} و{كَمِشْكَوة} و{مَنَوة} بالواو على الأصل، أو على لغة أهل الحجاز الذي يُفْرِطُون في تفخيم الأَلِفِ وما قبلها في ذلك»[8].

وقال أبو العلاء الهمذاني العطار (ت 596هـ): «وأمّا الألف المفخمة فهي التي تكون بين الألف والواو نحو: (سلام) و(قال) و(كال) وما أشبهها، ولذلك كتبوا: {الصَّلَوة} و{الزَّكَوة} و{الْحَيَوة} بالواو؛ لأن الألف مالَت نحو الواو»[9].

لغة تفخيم الألف عند سيبويه:

ذَكَرَ سيبويه (ت 180هـ) لغة التفخيم مع أصواتٍ أخرى معروفة؛ وهي النُّون الخفيفة، والهمزة الـمُسَهَّلة، والألف الممالة، والشين التي كالجيم، والصاد التي كالزاي.

ووَصَفَ سيبويه هذه الأصوات بقوله: «وهي كثيرة يؤخَذ بها وتُستحسن في قراءة القرآن والأشعار»[10]، وقال إنّ هذه الأصوات «لا تتبيّن إلا بالمشافهة»[11].

وكلام سيبويه في لغة التفخيم يحتمل مَعْنَيَيْن:

1- أنه سَمِعَ هذه اللغة يُؤخَذُ بها في قراءة القرآن، فعَدَّها من الأصوات الـمُسْتَحْسنة.

2- أنه لم يَسْمَعْها، وإنما هي لغة قديمة مهجورة بَلَغَهُ أنها كانت لغةً لأهل الحجاز.

ومما قد يُعترض به على الرأي الأول أنها لو كانت مشهورةً مُستعملةً حتى عصر سيبويه لَنَقَلَها العلماء وظهرت الدلائل عليها في قراءات القراء في زمن سيبويه.

ومما قد يُعترَض به على الرأي الثاني أنَّ سيبويه اسْتَحسَنَ ألف التفخيم في القراءة، وطريق ذلك الرواية والسَّماع، وهو القائل بأنّ القراءةَ لا تُخالَف لأنها السُّنة[12]، وَيَلْزَمُ مِن هذا كله أنه لم يستحسنها في القراءة إلا روايةً وسماعًا. ويُجاب عن هذا بأنَّ القرآنَ إذا كان قد قُرِئَ بلهجات العرب في زمن التنزيل، فَلَعَلَّ سيبويه اسْتَحْسَنَها، لـِمَا تَقَرَّرَ عنده أنها كانت لغةً لأهل الحجاز وإن لم تَثْبُتْ عنده سماعًا ورواية، وأنها كُتِبَتْ في المصاحف واوًا على لغة التفخيم كما أشار إلى ذلك شيخُه الخليل.

ولا يخلو قولٌ من اعتراض، والاحتمال الأول قد يكون أشدهما إشكالًا!

لغة التفخيم في القراءات:

لا أثر لهذه اللغة في قراءات القراء سوى ما رُوِيَ في بعض المصادر مِنْ قراءاتٍ شاذة تدل على أنها كانت مما يُؤخذ به في تلاوة القرآن.

قال النحاس (ت 338هـ): «وحكى خارجةُ: أنَّ الحسن كان يضم (كاف)، وحكى غيره: أنه كان يضم (ها)، وحكى إسماعيل بن إسحاق: أن الحسن كان يضم (يا)... فأمّا قراءة الحسن فقد أشكلت على جماعة حتى قالوا: لا تجوز، منهم أبو حاتم، والقول فيها ما بَيَّنَهُ هارون القارئ، قال: كان الحسن يُشِمُّ الرفع، فمعنى هذا أنه كان يومئ، كما حكى سيبويه أن من العرب من يقول: الصَّلَوة والزَّكَوة؛ يومئ إلى الواو، ولهذا كُتبت في المصاحف بالواو»[13].

وقال أبو الفضل الرازي (ت 454هـ) في كتاب اللوامح في شواذ القراءات: «خارجة عن الحسن: (كاف) بضم الكاف، ونصر بن عاصم عنه بضم الهاء، وهارون بن موسى العتكي عن إسماعيل عنه بالضم... نحيت هذه الألفات نحو الواو على لغة أهل الحجاز، وهي التي تسمى ألف التفخيم بضد الألف الممالة»[14].

وأشار ابن خالويه (ت 370هـ)[15] إلى لغة تفخيم الألف في قراءة أبي السَّمَّال العدوي (ت 160هـ) (الرِّبُو) بضم الباء، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278].

وناقش ابن جني (ت 392هـ) قراءة أبي السمال وقال إنّ أبا السمال قرأها كذلك على لغة تفخيم الألف انتحاءً بها إلى الواو[16].

وقال ابن الأثير (ت 606هـ): «في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: (لا بأس بقتل الأَفْعَوْ) أراد الأفعى، فَقَلَب ألفها في الوقف واوًا، وهي لغة أهل الحجاز»[17].

ويرى الدكتور غالب المطلبي أن أهل الحجاز كانوا يقلبون الألف المتطرفة واوًا في الوقف، فيقولون في مثل أفعى أفعو، فكأنهم كانوا يُفَخِّمون أول الأمر، ثم أصاب هذا التفخيمَ التطورُ، فَتَحوَّل إلى واو خالصة[18].

ولعله يجوز لنا حَمْلُ حديثِ ابن عباس -رضي الله عنهما- على لغة التفخيم كذلك، فنقول مقلدين ابن جني: والذي ينبغي أن يُتعلَّل به في الأَفْعَو بالواو هو أنه فَخَّم الألف انتحاءً بها إلى الواو.

العلاقة بين تغليظ اللام في رواية ورش في (الصلاة) و(الطلاق) وشبهه ولغة تفخيم الألف:

قال مكي بن أبي طالب (ت 437هـ): «الألف المفخمة: وهي أَلِفٌ يُخالِطُ لفظَها تفخيمٌ، يُقَرِّبُها مِنْ لفظ الواو... وبذلك قرأ ورشٌ عن نافع في (الصلاة) و(مُصَلَّى) و(الطَّلاق) و(بِظَلَّام) وشبهه، وذلك فاشٍ في لغة أهل الحجاز، وإنما دعاهم إلى ذلك إرادة نفي جواز الإمالة فيها، وقال بعض النحويين: ولذلك كُتِبَتْ (الصَّلَوة) بالواو على لغة الذين فَخَّموا الألف»[19].

وكان أستاذنا الدكتور غانم الحمد قد رَجَّحَ أنَّ الألف التي ذَكَرها سيبويه في الحروف الفرعية المستحسنة هي ذاتها الألف التي قرأ بها ورش بعد اللام المغلظة، واستدَلَّ لرأيه بقول مكي في الرعاية، وقال إنَّ كلام الداني يشير إلى ألف شديدة الميل نحو الواو[20].

وقول مكي قد يكون غير دقيق حينما وَصَفَ الأَلِفَ التي قرأ بها ورش في الأمثلة السابقة بأنها قُرِئتْ على لغة التفخيم؛ لأنَّ الألف هنا فُخِّمَتْ لأجل تغليظ اللام، أي أنها وَقَعَتْ بعد حرفٍ مُفَخَّمٍ، مثل الألف في (قال) أو (طال) أو (الله) وشبهه، وهذه الألف عند ورش أو غيره من القراء لا تُنْطَقُ جانحةً نحو الواو، ولا تستدير الشَّفَتان عند نطقها.

والذي يظهر أنَّ الداني (ت 444هـ)، وهو معاصرٌ لمكي، يخالف مكيًّا فيما قال؛ لأنَّ الداني قال إنها لغةٌ قديمة صَحَّتْ عن العرب واسْتُعْمِلَتْ في الكتابة.

قال الداني: «وأمّا المفتوح فحقه أن يؤتى به بين منزلتين، بين التفخيم الشديد الذي يستعمله أهل الحجاز في نحو: الصلاة والزكاة فينحون بالألف نحو الواو، من شدة التفخيم؛ وهذه اللغة لا تستعمل في القرآن لأنه لا إمام لها»[21].

وقال«ونرى أنها كُتبت بالواو لهذه اللغة فقد قرب هؤلاء الألف من الواو التي هي أصلها بأن شموها الضم وكتبوها بالواو من أجل ذلك... وإن كان لا إمام لتلك اللغة من أئمة القراءة، فقد صَحَّتْ عن العرب وفشت عن الفصحاء واستعملت في الكتابة»[22].

ثم إذا كان الداني، في رأي أستاذنا الدكتور غانم، يتحدَّث عن صوتٍ مختلف عن ألف التفخيم عند سيبويه، ووصَفَه بأنه لغة فشت عن الفصحاء واسْتُعْمِلَتْ في الكتابة، وإذا كان هذا الصَّوْت قطعًا ليس ألف ورشٍ عند الداني، وليس ألف التفخيم عند سيبويه، فما هو هذا الصوت إذن؟

والذي يظهر لي، بحسب فهمي الضعيف، أنَّ ألف التفخيم عند الداني هي نفسها التي وصفها سيبويه، وأمّا قول الداني: «فقد صَحَّتْ عن العرب وفشت عن الفصحاء واستعملت في الكتابة» فهو في هذا ناقِلٌ عَنْ غيره من العلماء السابقين، ولا يُفهم من كلامه أنها كانت لغةً مشهورةً في عصره!

وأمّا قوله: «لأنه لا إمام لها»، فهو لا ينفي صحتها وفصاحتها، ولا ينفي احتمال أنَّ بعض الصحابة كان قد قرأ بها في زمن التنزيل في ظل رخصة الأحرف السبعة، والمفهوم من كلامه أنها لغةٌ لم تصح عنده روايةً.

وقد تكون ألفُ التفخيم التي تَحَدَّثَ عنها سيبويه وغيره قريبةً مِن نُطْق العامَّة لكلمة لَوْح = لُوح، وصَوْم = صُوم، ويكون صوتُ الواو فيها قريبًا من صوت ال o في كلمة no أو bow في الإنجليزية.

ووَصَفها الدكتور تمام حسان بأنها: «أَلِفٌ تستدير في نطقها الشفتان قليلًا مع اتساع الفم نتيجة لحركة الفكّ الأسفل، ويرتفع مؤخر اللسان قليلًا، فيصير الفم في مجموعه حجرة رنين صالحة لإنتاج القيمة الصوتية التي نسميها التفخيم على لغة أهل الحجاز، وهو أوغل في بابه من تفخيم القبائل الأخرى»[23].

وَرَجَّحَ الدكتور أحمد علم الدين الجندي أنَّ: «الكتابة مرآة لكاتبيه» وأَنَّ: «هذا النُّطْقَ كان موجودًا أيام النبي -صلى الله عليه وسلم-»[24].

وذهب الدكتور عبد العزيز الصيغ إلى أَنَّ لتفخيم الألف صفتين:

«1- صفة أساسية ثابتة وبها تكون الألف صوتًا مُفَخَّمًا، وهي الألف اللهجية التي ذكرها سيبويه لغةً لأهل الحجاز.

 2- وصفة ثانية وهي غير ثابتة، وإنما مُكْتَسَبَة وهي تشبه التفخيم في صوتي الراء واللام، وهذه الصفة تكون لصوت الألف حين تتبع ما تقدمها من الأصوات المطبقة أو المستعلية»[25].

وذَهَبَت الدكتورة صالحة آل غنيم إلى أنَّ: «هذا التفخيم مظهر من مظاهر التأنِّي في النطق عند القبائل الحضرية»، وأنَّ هذه الكلمات: «كُتِبت في المصحف بالواو، والذين كتبوه جُلّهم من قريش، فلشدة تفخيمهم للألف كتبوها واوًا»[26].

ولغة التفخيم هذه لا نزال نسمعها اليوم في بعض اللهجات العربية مثل لهجة أهل الإحساء في السعودية، وفي لهجات بعض المناطق في فسلطين، ينطقون باب: بُوب...[27].

والخلاصة أنها لغةٌ قديمةٌ مهجورة ذكرها العلماء الأوائل، وأحسب أنها كانت من اللهجات التي كان يُقرأ بها القرآن الكريم، ويمكن الاستدلال على ذلك بما يأتي:

1- إنَّ من مظاهر التخفيف عن هذه الأمة أنَّ القرآنَ الكريمَ كان قد أُنزِلَ على سبعة أحرف، وأنه قُرِئ بلغات العرب في ظل رخصة الأحرف السبعة؛ لأنه كان يشقُّ على العربي أن يزول عن لغته، وما جرى عليه اعتياده[28]، فالذي ينكر أن الصحابة قرؤوا القرآن بلغة التفخيم، يلزمه الدليل.

2- هناك إشاراتٌ تدل على وجود هذه اللغة في قراءة القرآن الكريم في ما مضى... وما رُوِيَ في بعض المصادر مِنْ قراءاتٍ شاذة يدل على أنَّ لغة تفخيم الألف كانت مما يُؤخذ به في تلاوة القرآن.

3- أشار علماء رسم المصحف مثل الداني (ت 444هـ) وغيره إلى أن سببَ كتابة الصلاة ونحوها بالألف قد يكونُ على لغة أهل الحجاز في التفخيم، ورسم المصحف يُعَدّ من أقوى الأدلة -في نظري- على أن لغة تفخيم الألف من اللغات التي كان يُقرأ بها القرآن الكريم. ومما يُستأنس به في ذلك: ما أخرجه ابن أبي داود قال: «حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا يحيى، قال: رأيت في نسخة كتاب خالد بن سعيد، يعني: ابن العاص: (وأملى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يذكرون حرفًا بحرف، فإذا فيه: (كان) ك و ن، و(حتى) ح ت ا،، مثل: (الصَّلَوة) بواو، و(الزَّكَوة) بواو، و(الْحَيَوة) بواو»[29].

خاتمة:

بعونٍ من الله تعالى وتوفيقه تيسّرَتْ في هذه المقالة دراسةُ ظاهرة ألف التفخيم عند المتقدمين من علماء العربية والتجويد والقراءات على وجه الخصوص، وكذلك عند علماء الأصوات المحدَثين.

وخلاصة القول:

1- أنّه لا أثر لهذه اللغة في قراءات القرّاء سوى ما رُوِيَ في بعض المصادر مِنْ قراءاتٍ شاذة تدل على أنها ربما كانت من اللغات التي قُرِئَ بها القرآن الكريم في زمن التنزيل في ظلِّ رخصة الأحرف السبعة.

2- أنَّ الألف التي ذَكَرها سيبويه في الحروف الفرعية المستحسنة ليست هي ذاتها الألف التي قرأ بها ورش بعد اللام المغلظة، وأن ألف التفخيم عند الداني هي نفسها التي وصفها سيبويه.

3- أنّ أَلِفَ التفخيمِ لغةٌ قديمة مهجورة ذكرها العلماء الأوائل، وهي لا تزال باقيةً نسمعها اليوم في بعض اللهجات العربية، ولعلها كانت من اللهجات التي كان يُقرأ بها القرآن.

 

[1] ينظر: العين، لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، سلسلة المعاجم والفهارس. (3/ 317).

[2] ينظر: الكتاب، لسيبويه، تحقيق: عبد السلام محمد هارون. ط2. مكتبة الخانجي بالقاهرة، وَدار الرفاعي بالرياض. 1402هـ- 1982م. (4/ 432).

[3] كتاب فيه لغات القرآن، لأبي زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الفراء، تحقيق: جابر بن عبد الله السريع، 1435هـ. (ص45- 46).

[4] أدب الكاتب، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، تحقيق: محمد الدالي، مؤسسة الرسالة، بيروت. (ص247).

[5] المقتضب، لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد، تحقيق: محمد عبد الخالق عضيمة، وزارة الأوقاف المصرية - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، مطابع الأهرام التجارية، القاهرة - قليوب، 1415هـ- 1994م. (1/ 330).

[6] ينظر: سر صناعة الإعراب، لأبي الفتح عثمان بن جني، تحقيق: حسن هنداوي. (1/ 50).

[7] الهداية إلى بلوغ النهاية، لمكي بن أبي طالب، تحقيق: مجموعة من الباحثين، جامعة الشارقة، كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، ط1. (1/ 113).

[8] المحكم في نقط المصاحف، لأبي عمرو الداني، تحقيق: عزة حسن، دار الفكر، دمشق 1418هـ- 1997م. (ص360). وينظر: المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار، لأبي عمرو الداني، تحقيق: بشير بن حسن الحميري، دائر البشائر الإسلامية، ط1. 1436هـ- 2015م. (2/ 126).

[9] ينظر: التمهيد في علم التجويد، لابن الجزري، تحقيق: على حسين البواب، مكتبة المعارف، الرياض. ط1، 1405هـ- 1985م. (ص245).

[10] الكتاب (4/ 432).

[11] المصدر السابق.

[12] الكتاب (1/ 148).

[13] ينظر: إعراب القرآن، لأبي جعفر النحاس، اعتنى به: خالد العلي، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1429هـ- 2008م. (ص557). ومختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه، مكتبة المتنبي، القاهرة. (ص86). ومفردة الحسن البصري، للأهوازي، تحقيق: عمار أمين الددو. (ص247).

[14] ينظر: نقلًا عن تفسير البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعليّ محمد معوض، وزكريا عبد المجيد النوتي، وأحمد النجولي الجمل، دار الكتب العلمية، بيروت، ط3. 2010م. (6/ 163).

[15] ينظر: مختصر في شواذ القرآن، ص25. والكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها، لأبي القاسم الهذلي، تحقيق: جمال بن السيد بن رفاعي الشايب، ط1، مؤسسة سما للنشر والتوزيع، 1428هـ- 2007م. (ص511).

[16] ينظر: المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لأبي الفتح عثمان بن جني، تحقيق: عليّ النجدي ناصف، وعبد الحليم النجار، وعبد الفتاح إسماعيل شلبي، دار سزكين، ط2، 1406هـ- 1986م. (1/ 142).

[17] النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير. (1/ 55).

[18] ينظر: الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، ط5. 1975م. (ص210).

[19] ينظر: الرعاية لتجويد القراءة، لمكي بن أبي طالب، تحقيق: أحمد حسن فرحات، دار عمّار، الأردن، ط3، 1417هـ- 1996م. (ص109).

[20] ينظر: الدراسات الصوتية عند علماء التجويد، غانم قدوري الحمد، ط2. (ص319).

[21] التحديد في الإتقان والتجويد، لأبي عمرو الداني، تحقيق: غانم قدُّوري الحمد، دار عمار، الأردن، عمان، ط1، 1421هـ- 2000م. (ص100).

[22] الفتح والإمالة، لأبي عمرو الداني، تحقيق: أبو سعيد عمر بن غرامة العمروي. (ص20).

[23] اللغة العربية معناها ومبناها، تمام حسان، دار الثقافة، 1994م. (ص53).

[24] اللهجات العربية في التراث، أحمد علم الدين الجندي، الدار العربية للكتاب، طرابلس، 1983م. (1/ 283- 284).

[25] ينظر: المصطلح الصوتي في الدراسات العربية، د. عبد العزيز الصيغ، دار الفكر، دمشق، 1427هـ- 2007م. (ص149، 150).

[26] ينظر: اللهجات في الكتاب لسيبويه أصواتًا وبنية، صالحة راشد غنيم آل غنيم، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي. (ص68).

[27] ينظر: المستحسن وغير المستحسن في فروع أصوات العربية، ياسر الملاح، مقال ضمن مجلة جامعة بيت لحم، العدد 9، سنة 1990م. (ص75).

[28] ينظر: تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة، شرح: السيد أحمد صقر، مكتبة ابن قتيبة. (ص39- 40).

[29] ينظر: كتاب المصاحف، ابن أبي داود، تحقيق: محب الدين عبد السَّجان واعظ، دار البشائر الإسلامية، بيروت، لبنان، ط2، 1423هـ- 2002م. (1/ 422).

الكاتب

الدكتور عمار الخطيب

حاصل على الدكتوراه في تخصص الدراسات القرآنية، ويعمل أستاذًا للقرآن الكريم وعلومه في كندا.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))