المنهج الأمثل لتحقيق كتب القراءات القرآنية في ضوء التقنيات الحديثة
عمار أمين الددو
يجتهد هذا البحث في وضع معالم منهجية لتحقيق كتب القراءات القرآنية؛ لما لها من خصوصية علمية، مع عدم وجود منهج علمي واضح المعالم في هذا الميدان، كما يسلط الضوء على وسائل التقنية الحديثة التي تُعِين المحقّق على إنجاز مهمّته في هذا الميدان على أكمل وجه.
تتلخص مشكلة هذا البحث في أن الكثير من كتب القراءات لا يزال مخطوطًا لم يُحقَّق بعدُ، وأن الكثير مما حُقِّق لم يخرج بالصورة العلمية المرجوّة؛ نظرًا لعدم وجود منهج علمي واضح المعالم في هذا الميدان، ثم لِما تمتاز به كتب القراءات من خصوصية منهجية وعلمية، ولعلّ ذلك أيضًا لعدم امتلاك بعض العاملين في هذا الميدان أدنى خبرة في علم التحقيق.
لذا فقد انصبَّ الجهد فيه على وضع معالم منهجية واضحة، من شأنها -بإذن الله- أن تصهر مناهج التحقيق المتباينة في بوتقة واحدة ليُصاغ منها حُلّة واحدة تُكسى بها كتب القراءات القرآنية، التي تقتضي أقصى ما لدى الإنسان من الدّقة العلمية والأمانة المرجوّة.
ثم إنّ هذا البحث قد أشار إلى أهمية ما يجب أن يمتلكه المحقِّق في هذا العصر من وسائل تقنية حديثة تُعِينه على إنجاز مهمته في هذا الميدان على أكمل وجه بإذن الله، وكيفية الإفادة منها.
وقد نُظمت مادته في خمس مراحل رئيسة، وهي: مرحلة البحث عن مخطوط مناسب وكيفية جمع نُسَخِه، ومرحلة الشروع في التحقيق، ومرحلة الشروع في الدراسة، ومرحلة الشروع في الطباعة، ومرحلة الشروع في وضع الفهارس الفنية، وتحت كلّ مرحلة خطوات إجرائية.