المختصر النافع لرواية الخُلّانِ عن نافع؛‏ من طرق الطيبة والشاطبية والعشر الصغير

عثمان بن عليّ بندو

كانت سُنّة أهل المدينة في القراءة ما اشتُهر عن قالون عن نافع، وله في ‏ذلك خُلّان؛ أشهرهم إسحاق المسيّبي وإسماعيل بن جعفر الأنصاري، وهذا البحث يحاول أن يبيّنَ ‏الخلاف بين الخُلّان الثلاثة، ويجمعَ بين قراءاتهم في قراءة واحدة من جميع طرقهم: الشاطبية والطيبة والعشر ‏النافعية، ويوضّح ما يُحتمل أنه خروج عن سُنّة أهل المدينة.

  تُعَدّ القراءات العشر خلاصة اختيارات قرّاء الصحابة -رضي الله عنهم- في الأمصار الإسلامية كما نقلها قرّاء ‏التابعين ثم القرّاء المؤتمنون بعدهم -رحمهم الله-، وتُعتبر سُنّة البلد وإجماع أهله الأصلَ المقدّم في الاختيار، ‏وهو في القراءات القرآنية يُشبه عمل أهل المدينة في الفقه، كما قال ربيعة الرأي -رحمه الله-: «أَلْفٌ عن أَلْفٍ أحبّ إليَّ مِن واحدٍ عن واحد»؛ ولهذا اقتصر أكثر القرّاء المحققين من أهل هذا الفنّ في كتبهم ‏ومنظوماتهم على سبعة قرّاء أو عشرة قرّاء ثم راويَين عن كلّ قارئ، وعلى هذا جرى عمل الأُمّة وحظي ‏بالقبول وثبت في الشاطبية وطيبة النشر، إلا ما حفظه أهل المغرب الإسلامي من طرق نافع العشرة.

فأمّا ‏رواية ورش فهي ليست سُنّة أهل المدينة ولا طريقتهم، والكلام عن اختيار نافع لهذه القراءة أو أنها اختيار ‏ورش عرضها على نافع ليزكّيها ليس موضعه هنا، وأمّا سُنّة أهل المدينة التي كان يُقرأ بها في الصلوات في ‏المسجد النبوي ويُبدأ بها تعليم الصبيان فهي ما اشتُهر عن قالون عن نافع من الشاطبية وطيبة النشر، وله في ‏ذلك خُلّان؛ أشهرهم إسحاق المسيّبي وإسماعيل بن جعفر الأنصاري، وقد اختار المحقّقون رواية قالون ‏وتركوا غيرها؛ لأنه لم يخرج عن إجماع أهل بلده وتمسَّك بالأثر.

وهذا البحث يحاول أن يُبيِّنَ ‏الخلاف بين الخُلّان الثلاثة ويجمعَ بين قراءاتهم في قراءة واحدة من جميع طرقهم: الشاطبية، والطيبة، والعشر ‏النافعية، ويوضّح ما يُحتمَل أنه خروج عن سُنّة أهل المدينة.

Tafsir Center for Quranic Studies | مركز تفسير للدراسات القرآنية

www.tafsir.net