تدارس القرآن الكريم (مفهومه – أهميته - آليات تطبيقه)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله حمدًا كثيرًا، الذي نزَّل الفرقانَ على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، والصلاة والسلام على مَنْ بعثه الله بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأبرار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإنَّ القرآن الكريم نور وهدى وموعظة وشفاء، وتلاوته من أفضل الذكر، ينالُ عليها القارئ كبير الأجر، إلا أنَّ الغرض الأساسي من إنزال القرآن الكريم ليس مجرد التلاوة، بل هو التدبر والتذكّر الذي يدعو إلى العمل بما في القرآن الكريم، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
ولأجل هذا فقد حثَّ الله في كتابه على التدبر في أكثر من موضع، منها قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].
ومن الوسائل المعينة على تدبر القرآن تدارسُ آياته الكريمات؛ حيث إنَّه كان حال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- مع جبريل -عليه السلام- في كلّ ليلة من رمضان، بل حثّ عليه الرسول -عليه الصلاة والسلام-[1].
ولأهمية هذا الموضوع، وإسهامًا في خدمة القرآن الكريم أحببتُ أن أكتب هذا البحث المُوجَز، راجيًا أن ينفع الله به، وقد جعلتُ عنوانه: تدارس القرآن الكريم، (مفهومه - أهميته - آليات تطبيقه).
مشكلة البحث:
توجد الكثير من المؤلفات حول تحفيظ القرآن الكريم، وتعليمه، وطرق تدريسه، لكن هناك قصور في مجال البحث والتطبيق، فيما يتعلق بجانب تدارس القرآن القائم على التفاعل بين المُرسل والمتلقي، أو بين الشيخ والطالب، أو بين المجتمعين للقرآن بعضهم مع بعض، وفي هذا البحث -بإذن الله- بيان لقضية تدارس القرآن الكريم والوسائل المعينة على ذلك.
أهداف البحث:
- بيان معنى تدارس القرآن الكريم.
- التأصيل لمنهجيّة تدارس القرآن الكريم.
- بيان الوسائل المعينة على تدارس القرآن الكريم.
- إيراد مثال تطبيقي على تدارس القرآن الكريم.
خطة البحث:
يتكون البحث من مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة، وقائمة بالمصادر والمراجع، وهي كما يأتي:
- المقدمة: وتشتملُ علىمشكلة البحث، وأهدافه، وخطته، والمنهج المتّبع فيه.
- المبحث الأول: تدارس القرآن الكريم (معناه - أدلته - أهميته).
المطلب الأول: معنى تدارس القرآن الكريم.
المطلب الثاني: الأدلة على تدارس القرآن الكريم.
المطلب الثالث: أهمية تدارس القرآن الكريم.
- المبحث الثاني: منهجيّة تدارس القرآن الكريم ووسائله.
المطلب الأول: منهجية تدارس القرآن الكريم.
المطلب الثاني: وسائل تدارس القرآن الكريم.
- المبحث الثالث: دراسة تطبيقية على تدارس القرآن الكريم.
- الخاتمة: وفيها أهمُّ النتائج والتوصيات.
-قائمة المصادر: وفيها قائمة شاملة لمصادر البحث ومراجعه.
منهج البحث وإجراءاته:
المنهج المتبع في البحث هو المنهج الاستقرائي الوصفي، وتتمثل أهم خطواته فيما يأتي:
- جمع الأدلة وكلام أهل العلم فيما يتعلق بتدارس القرآن من الناحية النظرية.
- التأصيل لمنهجية يمكن من خلالها ضبط الاجتماع لتدارس القرآن الكريم.
- ذكر مجموعة من الأساليب والوسائل المعينة على تدارس القرآن الكريم.
- إيراد مثال تطبيقي على تدارس القرآن الكريم من خلال سورة الفاتحة.
- عزْو الآيات القرآنية بذكر اسم السورة ورقم الآية في متن البحث.
- تخريج الأحاديث الشريفة تخريجًا موجزًا.
- عدم الترجمة للأعلام الواردة في البحث؛ خشية الإطالة.
- ضبط ما يحتاج إلى ضبط بالشّكل، بحسب ما يوضح السياق على قدر الإمكان.
- توثيق النصوص المنقولة من مصادرها.
- المعوَّل عليه في معرفة طبعات المصادر والمراجع هو الفهرس الخاصّ بذلك في آخر الرسالة.
واللهَ أسألُ أن ينفعنا بالقرآن، وأن يرزقنا الإخلاصَ والقبول، إنه خيرُ مأمول، وأكرمُ مسؤول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين.
المبحث الأول: تدارس القرآن الكريم (معناه - أدلته - أهميته)
المطلب الأول: معنى (تدارس القرآن):
تدارس القرآن: مركبٌ إضافي مكوّن من كلمتين: (تدارُس) و(القرآن). كلمة (تدارُس) في اللغة مصدر للفعل الخماسي (تدارَسَ)، وأصله من كلمة (دَرَسَ)، ولها في اللغة عدة معانٍ، منها: القراءة والتعلُّم، ومن ذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} [الأنعام: ١٠٥]، ومنها الترويض، يقال: درستُ الكتاب أدرسه درسًا إذا ذلّلته بكثرة القراءة، ودرست السورة حتى حفظتها، و درَّس البعير بمعنى روّضه، ومنها الدوس، يُقال: دُرس الطعام إذا ديس[2].
والتدارُس على وزن (تفاعُل)، ومن معاني هذا الوزن المشاركة بين اثنين فأكثر، فيكون كلّ منهما فاعلًا في اللفظ مفعولًا في المعنى[3].
وأمَّا (القرآن) فهو في اللغة مصدر (قرأ) بمعنى الجمع والضم[4]، ومما عُرِّف به اصطلاحًا: «كلام الله تعالى، المنزّل على محمد -صلى الله عليه وسلم-، المتعبد بتلاوته»[5].
ومن خلال المعاني اللغوية التي سبق ذكرها في معنى التدارس يُمكنُ أن يُقال: إنَّ تدارس القرآن هو: الوقوف على ما في آيات القرآن الكريم من علم وهدى من خلال اجتماع نفرٍ من المسلمين في مجلس قائمٍ على التفاعل بين أعضائه.
ويشتمل هذا المجلس القرآني التدبري على ما يتعلق بالقرآن الكريم من تعليم القرآن وتعلمه، وتفسيره، واستكشاف هداياته ودقائق معانيه، وتزكية النفس به([6]).
وقد خصَّ بعضهم المدارسة بالقراءة والتعهّد[7]، لكن الظاهر شمولها لجميع ما يتعلق بالقرآن من تعلُّمه وتعليمه، وتفسيره، واستكشاف هداياته ودقائق معانيه، وتزكية النفس به[8].
وعلى هذا فتدارس القرآن الكريم يأتي بمعنى قراءته وتعلُّمه وتدبّره واستكشاف معانيه، ويمكن أن يقال: إنَّ في التدارس ترويض النفس وتزكيتها بالأخلاق، ويؤخذ ذلك من كون الدرس في اللغة بمعنى الترويض.
والأصل في التدارس أنه تفاعل بين اثنين فأكثر، والمدارسة مفاعلة تكون بالمشاركة[9]، ويؤيِّد ذلك ما سيأتي ذكره في الأدلة في المطلب الآتي.
المطلب الثاني: الأدلة على تدارس القرآن الكريم:
الأدلة على الحثّ على قراءة القرآن وتعلمه وتدبّره كثيرة معلومة، وأمَّا الاجتماع لتدارس القرآن بالمفهوم الذي تقرّر سابقًا، والذي يصحبه التعليم والتعلُّم والتدبر وإثارة التساؤلات للاهتداء بهدى القرآن فإنه يمكن الاستدلال لذلك والتأصيل له بعدة أدلة، منها:
- قوله تعالى: {وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: ٧٩]، ووجه الدلالة من الآية أمرهم أن يكونوا ربانيين بتعليمهم الكتاب ودراسته، ودراسة القرآن أخَصُّ من قراءته، وهي تعني فهمه وإتقانه، وتعني أيضًا القراءة بالتمهّل للحفظ أو التدبر[10].
- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة[11]، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة[12]، وذكرهم الله فيمن عنده»[13].
هذا الحديث أصرَح ما جاء في هذا الباب، ودلالته واضحة في تدارس القرآن الكريم والاجتماع لذلك، والتدارس هنا شاملٌ لجميع ما يتعلق بالقرآن الكريم، من التعلم والتعليم، والتدبر والتفسير، واستكشاف دقائق معاني القرآن الكريم وهداياته[14].
وعطف التدارس على القراءة فيه دلالة على أنَّه ليس المراد من التدارس القراءة فحسب، بل هو شامل للقراءة والتدبر والفهم والإتقان[15].
وفي الحديث دلالة ظاهرة على استحباب الاجتماع لقراءة القرآن ومدارسته، وعلى الفضل الكبير لمن فعل ذلك[16].
واستحباب قراءة القرآن وتدارسه والفضل العظيم على ذلك ليس مقصورًا على كونه في المسجد، بل يعمّ غيره من المواضع كالمدارس وغيرها[17].
- حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة»[18].
وجه الدلالة من الحديث قوله: «فيدارسه القرآن»، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتدارس مع جبريل -عليه السلام- القرآن، والمدارسة هنا بمعنى التناوب في قراءة القرآن كما هو عادة القراء بأن يقرأ مثلًا هذا عشرًا والآخر عشرًا، أو أنهما كانا يتشاركان في القراءة، ومعلومٌ أنَّ باب المفاعلة لمشاركة اثنين[19].
وما سبق من الاستدلال بالحديث على الاشتراك في القراءة غرضٌ من أغراض مدارسة القرآن، ولو قيل إنَّ مدارسة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع جبريل -عليه السلام- كان فيها تدبر وتأمل، وأيضًا وقوف عند دلالات بعض الآيات لما كان ذلك بعيدًا، ويتقوّى هذا بدلالة حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- من أنَّ المدارسة ليست مقصورة على القراءة فحسب، بل تتعداها إلى التدبر والتأمل والفهم وغير ذلك، والله أعلم.
ويؤخذ من الحديث أيضًا استحباب مدارسة القرآن؛ إذ إنَّ مثل هذا الاجتماع للقرآن الكريم ليس خاصًّا به -صلى الله عليه وسلم-، بل هو مستحب ومشروع لجميع الأمة[20].
- وفي حديث أنس :-رضي الله عنه- «أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى أناس سبعين رجلًا من الأنصار يقال لهم القراء، يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون»[21].
وجه الدلالة من الحديث: قراءتهم القرآن مع تدارسهم للعلم الذي اشتمل عليه القرآن.
- وعن أبي عبد الرحمن السُّلَمي قال: «حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يقترئون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل»[22].
وفي هذا دليل على أنَّ سبيل العلم بالقرآن الكريم والعمل به هو مدارسته.
- ووردت كذلك بعض الآثار عن الصحابة والتابعين فيها دلالة على مدارسة القرآن، كفعل عمر -رضي الله عنه- مع جمع من الصحابة -رضي الله عنهم-، وفيهم ابن عباس -رضي الله عنهما-، عندما سألهم عن قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: ١]، وكلٌّ أجاب بما عنده، ثم أحال على ابن عباس -رضي الله عنهما- فأجاب بإجابة وافقه عليها عمر -رضي الله عنه-، وهي أنَّ في هذه السورة نعي أجلِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-[23].
- وقد سُئل جندب بن عبد الله -رضي الله عنه-: هل كنت تدارس أحدًا القرآن؟ فقال: نعم[24].
- وعن مجاهد قال: عرضتُ المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عليه عند كلّ آية منه، وأسأله عنها[25].
وما سبق يدلّ على أنَّ الاجتماع لتدارس القرآن الكريم كان من دأب السلف، كما أنَّه مرويٌّ عن جماعات من أفاضل الخلف[26].
المطلب الثالث: أهمية تدارس القرآن الكريم:
القرآن الكريم مصدرُ الهدى والنور، وخير ما يشتغل به الإنسان القرآن الكريم قراءة وتعلّمًا وتعليمًا، وتدارس القرآن الكريم شاملٌ لذلك وغيره؛ لذا فإنَّ تدارس القرآن من الأهمية بمكان، ويمكن ذكر أهم أسباب أهميته فيما يأتي:
- في تدارس القرآن الكريم تتمُّ تلاوة شيء من كلام الله تعالى، ومعلوم فضل تلاوة القرآن الكريم؛ فهو أفضل الذكر، وبالحرف الواحد ينالُ التالي عشر حسنات[27].
- ينالُ الذين يتدارسون كتاب الله تعالى الأجر الكبير الذي ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوله: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»[28].
- عند تدارس القرآن الكريم تتفتح الآفاق لتدبر كلام المولى جل وعلا، وهذا الهدف الأساسي من إنزال القرآن الكريم، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
- في التدارس إحياء سنة من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وهو عبادة عظيمة غفل عنها كثير من الناس اليوم، على الرغم مما فيها من منافع كثيرة؛ فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّ جبريل -عليه السلام- كان يدارسه القرآن[29]، بل حثَّ على الاجتماع لتدارس القرآن الكريم كما في الحديث الذي سبق ذكره آنفًا.
- بالتدارس نصلُ إلى ما ترشد إليه الآيات من هدايات وعبر، تزكو بها النفوس، وتطهر بها القلوب.
- في مجالس تدارس القرآن الكريم ارتقاء بالنفس إلى الكمال؛ فالعيش في رحاب القرآن الكريم يسمو بالنفس البشرية، فهو رقي في الدنيا، وارتقاء في درجات الجنان في الآخرة.
- العمل بالقرآن الكريم مقصدٌ مهمٌّ من مقاصد نزول القرآن، وهو ما كان يفعله الصحابة -رضوان الله عليهم-، حيث كانوا يأخذون القرآن حفظًا وفهمًا وعملًا، وفي مجالس تدارس القرآن الكريم خير معين على ذلك؛ حيث إنَّ تلك المجالس أكثر من كونها قراءة مجردة، بل فيها التعلم والتدبر للوصول إلى هدايات القرآن، ومن ثَمَّ العمل بالقرآن الكريم.
المبحث الثاني: منهجية تدارس القرآن الكريم ووسائله
المطلب الأول: منهجية تدارس القرآن الكريم:
منهجية تدارس القرآن الكريم يمكن أن تُستنبط من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- السابق الذي هو العمدة في هذا الباب، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم ...»[30]، فالأصل في التدارس أن يكون هناك اجتماع بين اثنين فأكثر، وأن يكون موضوع التدارس هو القرآن الكريم قراءة لألفاظه، وتدبرًا لمعانيه، والغاية من ذلك الاهتداء بهدى القرآن، والعمل بما فيه من هدى وتشريع وأحكام.
وهذا المنهج أشار إليه القرآن الكريم في أكثر من موضع، منها قول الله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: ١٦٤]، وقد وردت آيات أخرى غير هذه الآية اشتملت أيضًا على ما ورد في هذه الآية من وظيفة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه -رضي الله عنهم-.
ويظهر من الآية أنَّ المنهج النبوي للرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- بالنسبة للقرآن الكريم تمثّل في ثلاثة أمور:
- تلاوة آيات القرآن الكريم.
- التزكية، والتزكية نماء وتطهير، وفي هذه التزكية تهيئة للنفوس للعمل والتطبيق.
- التعليم للكتاب والحكمة.
وتعليم الكتاب هو تبيين مقاصد القرآن، وأمرهم بحفظ ألفاظه؛ لتكون معانيه حاضرة عندهم، والمراد بالحكمة ما اشتملت عليه الشريعة من تهذيب الأخلاق وتشريع الأحكام[31].
وهناك قولٌ آخر بأنَّ الحكمة هي السنة النبوية المطهرة؛ فالسنة هي الشارحة للقرآن، والمبينة لما فيه من الهدى والأحكام[32].
ولكي يكون منهج المدارسة القرآنية ناجحًا وسديدًا، ينبغي مراعاة بعض القواعد والأسس:
۞ القراءة مع التدبر: وتتحصل هذه القاعدة بأمرين متكاملين:
الأول: التحقق بالقرآن فهمًا وإدراكًا وعلمًا، قال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: ٢٤]، وقال سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: ٤٦]؛ لأنَّ الفهم والإدراك والعلم طريق العمل، والسبيل الهادي إليه.
ولأجل الوصول إلى فهم القرآن فهمًا صحيحًا ينبغي الرجوع إلى كتب التفسير ولو إلى الميسّر والمختصر منها للخروج بالمعنى العام للآية أو الآيات على أقلّ تقدير، أو أن يكون بين المتدارسين من له اطلاع وعلم بجانب التفسير لكلام العلي الكبير.
الثاني: التخلق بالقرآن، وهذا يعني العمل بالقرآن وتطبيقه على أرض الواقع وفي شؤون الحياة كلها، بدءًا بتطبيقه على النفس، وانتهاء بتطبيقه في المجتمع، قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112]، وقال سبحانه: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].
۞ أخذ القرآن بمنهج التلقي: أخذ القرآن بمنهج التلقي، وتعني هذا القاعدة قراءة القرآن وكأنه يتنـزل عليك، قال تعالى: {إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} [المزمل: 19]، فالقارئ للقرآن والدارس له، ينبغي عليه أن يقرأ القرآن على هذه الكيفية، كيفية المتلقي للوحي والمستقبل له، المنصاع لأوامره وتوجيهاته[33].
- وينبغي التنبيه على بعض الملاحظات ضمن منهجية التدارس:
من ذلك أنَّ هناك فرقًا بين مجالس التدارس التي يديرها العلماء ويشترك فيها طلاب العلم ومجالس التدارس التي يغلب فيها العامة من الناس، فالأُولى ينبغي أن يكون فيها التعمق والاستنباط أكثر، بينما في الثانية يُكتفى بالإشارات والمعاني والهدايات العامة -وما أكثرها في كتاب ربنا- والتي تُسْهمُ في تحسين سلوك الأفراد في واقعهم.
وأنَّ النقاشات والتساؤلات لا بد أن تكون بضوابطها العلمية وفي إطار الأدب مع كتاب الله، وألا يصل ذلك إلى حدِّ الجدل والمراء المذموم.
المطلب الثاني: آليات تدارس القرآن الكريم:
هناك مجموعة من الوسائل والأساليب لتطبيق تدارس القرآن الكريم، والجديد الذي ينبغي ذكره هنا استخدام وسائل التقنية الحديثة في هذا المجال، ويمكن تقسيم التدارس وجعله على مستويين:
۞ المستوى النظامي: ويُقصد به تدارس القرآن الكريم في حلقات التحفيظ والمدارس والجامعات والمراكز العلمية وغيرها مما يكون تابعًا لإدارة معينة وتسير بنظام معين.
وتحت هذا المستوى يمكن استخدام مجموعة من الوسائل المقترحة في تدارس القرآن الكريم لتحقيق الثمرة المرجوة من ذلك بإذن الله، ومن تلك الوسائل:
- أن تكون هناك مادة لطلاب المعاهد والجامعات، ويمكن تسميتها بمسمّى: (التفسير التدبري)[34].
- أن يخصص المدرس جزءًا من وقت درس القرآن ولو دقائق معدودة لتدارس بعض الآيات مع الطلاب ولو آية واحدة.
- أن يُخصص جزءٌ من الوقت في يوم محدد من أيام الأسبوع يتمُّ الاتفاق عليه من قِبَلِ المدرس والطلاب، ويتم كذلك التحضير له للخروج بنتيجة أفضل.
- أن يسعى المدرس للوقوف عند بعض الآيات المناسبة للتأمل فيها، ويقف عندها بعض الوقت.
۞ المستوى غير النظامي: ويُقصد به تدارس القرآن الكريم بحيث يكون في مجتمع غير منظم رسميًّا، وغير تابع لإدارة معينة كالسابق (المستوى النظامي).
وتحت هذا المستوى يمكن استخدام مجموعة من الوسائل المقترحة في تدارس القرآن الكريم؛ لتحقيق الثمرة المرجوّة من ذلك بإذن الله، ومن تلك الوسائل:
- أن يستخدم الدعاة أسلوب التدارس بشكلٍ مبسط أثناء خطاباتهم الدعوية، وذلك بأن يقفوا عند بعض الآيات لتدبرها واستخراج هداياتها، ويشركوا معهم المستمعين باستثارتهم بالأسئلة واستماع أجوبتهم.
- أن يجلس اثنان أو أكثر لقراءة شيء من كتاب الله، مع التدبر والتأمل لتلك الآيات، ويصاحب ذلك طرح التساؤلات حول ما يستفاد ويؤخذ من الآيات، ويشترك الحاضرون في الإجابة عنها؛ ليكون الكلّ متفاعلًا، وليؤتي التدارس ثماره.
- أن يعقد ربّ الأسرة جلسة لتدارس القرآن مع أسرته، ويركّز فيها على تدارس آيات من كتاب الله، بعد قراءة معناها من كتب التفسير الميسرة، وبعد ذلك يتم النقاش والتساؤلات في ظلّ معاني الآية، وبإشراك الجميع حتى الأطفال؛ لتعويدهم على التفاعل مع كلام الله، وَرُبَّ كلمة تفيد يكون مصدرها أميٌّ أو طفل، وقديمًا قالوا: رُبَّ رمية من غير رامٍ، ومن ثمَّ ربط ذلك بالواقع، ومدى تطبيق هدايات وفوائد الآية في البيت والمجتمع.
- إنشاء مجالس تدبرية إلكترونية يشترك فيها جمعٌ من المستفيدين، شريطة أن تكون العملية منضبطة بحيث يكون فيهم بعض العلماء أو طلبة العلم، أو على الأقل مَن يطلع على بعض كتب التفاسير، وذلك لتصحيح المقالات والإجابة على التساؤلات بشكل صحيح، ومن التطبيقات والوسائل الإلكترونية التي يمكن استخدامها في هذا المجال:
القنوات الفضائية: وذلك بأن يكون هناك برنامج عن القرآن مثلًا، يتمُّ فيه تدارس بعض الآيات، ويتم طرح التساؤلات والتفاعل مع ضيف البرنامج عبر وسائل الاتصال المعروفة كالهاتف، والرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، وغير ذلك.
الواتس أب: وذلك بإنشاء مجموعة، ويفضل أن يديرها أعلمهم وأوسعهم اطلاعًا على القرآن وتفسيره، ويتم فيها التدارس بمفهومه وقواعده.
الفيس بوك: وذلك بإنشاء مجموعة تتبادل الرسائل التدبرية عن طريقها، أو عن طريق مقال للتأمل في بعض آيات من كتاب الله تعالى يكتبه أحد العلماء أو طلاب العلم يستثير فيه متابعيه ليطرحوا تعليقاتهم وتساؤلاتهم، شريطة أن يطلع على ذلك ويصحح ويصوب؛ ليكون هناك التفاعل المطلوب في تدارس القرآن الكريم.
تويتر: والفكرة فيه قريبة من الفيس بوك بطرح مقال ومن ثم التعليقات والتساؤلات من خلال المتابعين والإجابات على ذلك.
إضافة إلى أي برامج إلكترونية أخرى -وما أكثرها في عصرنا عصر التقنية- يكون الهدف منها نفس ما سبق، وبمنهجية وضوابط؛ للخروج بالهدايات والفوائد التي تسهم في تحسين السلوك والعمل لمجتمعاتنا في ظلّ واقع طغيان الماديات على حياة كثير من الناس، وغياب جانب المعنويات والقيم التي تطهر من خلالها النفس، وتسمو الروح، ويرتاح الضمير.
المبحث الثالث: دراسة تطبيقية على تدارس القرآن الكريم
بعد استعراض الجانب النظري في موضوع تدارس القرآن الكريم يحسُن أن يتم التطبيق على بعض آيات من القرآن الكريم، والاختيار وقع على أعظم سورة في القرآن (سورة الفاتحة)[35]، وحريّ بكلّ مسلم أن يسعى لتدارس هذه السورة العظيمة؛ فقراءتها تتكرر في كلّ يوم مرات عديدة، في عبادة عظيمة (الصلاة).
من خلال إحدى الوسائل التي تم عرضها في المبحث الثاني يمكن عقد مجلس تدارس لسورة الفاتحة، والبداية تكون مع أول آية فيها، وهي: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وبعد قراءة هذه الآية يتم التوقف عندها، ويمكن تناول المدارسة فيها من خلال النقاط الآتية[36]:
۞ غرض الآية:
يتمُّ تبادل الأسئلة حول غرض هذه الآية المباركة، ولو قيل: إنَّ الغرض هو حصول البركة، والارتباط بالله في بداية القراءة لما كان ذلك بعيدًا.
۞ الأسئلة التدبرية:
في هذا الجانب تُطرح من قِبَلِ المشاركين في مجلس التدارس مجموعة من الأسئلة للتدبر في هذه الآية، وعلى سبيل المثال: ما السرُّ في الافتتاح باسم الله وليس باسم آخر؟ ولماذا قرن اسم الرحمن باسم الرحيم؟ وما معنى هذين الاسمين؟ ولماذا قدَّم الرحمن على الرحيم؟
ثم تتم الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال الرجوع إلى كتب التفسير المختصة، أو من خلال العلماء أو طلاب العلم إن كان أحدهم موجودًا في المجلس، ويمكن أن يكتفى بالأسئلة العامة إن كان الموجودون من عامة الناس.
۞الهدايات المستنبطة:
ومن خلال الإجابة على تلك التساؤلات وأمثالها يمكن استنباط بعض الهدايات من الآية، وعلى سبيل المثال: افتتاح أمورنا باسم الله اقتداء بالكتاب العزيز، الابتداء باسم الله يُعطي صاحبه بركة فيما يقوم به، الرحمن والرحيم اسمان عظيمان من أسماء الله سبحانه وتعالى، رحمة عباد الله لتنالنا رحمة الله.
۞ الربط بالواقع والمبادرات العمليّة:
في هذا الجانب يُمكن أن يتساءل الحاضرون في مجلس التدارس عن مدى تطبيق ما ترشد وتهدي إليه الآية في الواقع، وعلى سبيل المثال: ما مدى التزامنا بالبداءة باسم الله في أمورنا؟ وهل رحمْنَا خلق الله لننال رحمة الله؟ وهل استشعرنا معنى الاسم العظيم (الله)؟
وبعد الفراغ من تدارس الآية الأولى، يتم الانتقال إلى الآية الثانية، وهي قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ويمكن تناول المدارسة فيها من خلال النقاط الآتية:
۞ غرض الآية:
يتم تبادل الأسئلة حول غرض هذه الآية المباركة، ويمكن أن يقال إنَّ غرض هذه الآية هو وصف الله بالكمال؛ حيث إنَّ (ال) المفيدة للاستغراق ودخولها على الحمد يفيد ذلك.
۞ الأسئلة التدبرية:
من الأسئلة التدبرية في هذه الآية على سبيل المثال: ما معنى الحمد؟ ولماذا لم يقل الشكر لله؟
۞ الهدايات المستنبطة:
ومن خلال الإجابة على تلك التساؤلات وأمثالها يمكن استنباط بعض الهدايات من الآية، وعلى سبيل المثال: افتتاح كلّ كلام مهمّ بالتحميد هي سنة الكتاب المجيد، والحمد هو الثناء على الجميل، وهو هنا أولى من الشكر؛ فالحمد يكون في مقابل نعمة وبدونها، والشكر لا يكون إلا في مقابل نعمة.
۞الربط بالواقع والمبادرات العملية:
في هذا الجانب يمكن أن يتساءل الحاضرون في مجلس التدارس عن مدى تطبيق ما ترشد وتهدي إليه الآية في الواقع، وعلى سبيل المثال: هل أدينا عبادة الحمد؟ هل حمدنا الله كما ينبغي؟ هل نحن نحمد الله في أمورنا كلها لا سيما عند بداية أعمالنا المهمّة؟
وعلى هذه الطريقة يمكن السير في بقية آيات هذه السورة، وأي آيات أخرى من كتاب مولانا الجليل سبحانه وتعالى.
-وينبغي هنا ذكر ملاحظة مهمّة: وهي أنَّه يمكن أن تتغير آلية التطبيق وطريقته حسب حال الناس المجتمعين في مجلس التدارس؛ حيث إنَّ مراعاة ذلك أمرٌ مهمّ، فَرَبُّ الأسرة يكون تدارسه مع أسرته بما يتناسب معهم، والدكتور في الجامعة يكون تدارسه مع طلابه أرقى من مستوى رَبِّ الأسرة، ومدرّس الحلقة القرآنية يتدارس مع طلابه بما يناسبهم، والتدارس في وسائل التواصل الاجتماعي سيختلف في آليته ومضمونه عما سبق، وهكذا، فلكلّ مقام مقال.
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والشكر له سبحانه على إعانته وتوفيقه لي بإتمام هذا البحث، وبعد: ففي نهاية هذا البحث ظهرتْ لي بعض النتائج، ومن أهمها:
-أنَّ تدارس القرآن الكريم سنة من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وسار على ذلك النهج أصحابُه والسلفُ الصالحون؛ فينبغي إحياء هذه السنة، ونشرها بين أفراد المجتمع.
-يكتسب تدارس القرآن الكريم أهميته من كونه خير معينٍ على تدبر القرآن، واستنباط هداياته، وتمثّله في الواقع.
- ينبغي أن يُضبط تدارس القرآن بمنهجية واضحة، تضبط سيره وتنظمه؛ ليحقق الفائدة المرجوّة منه.
- تطبيق هذا المنهج على المستوى النظامي يرتقي بالمؤسسة وطلابها إلى مستوى أفضل بتدبر القرآن والاهتداء بهديه بدلًا من مجرد الحفظ فقط.
- يمكن تدارس القرآن الكريم على المستوى غير النظامي بعدة وسائل، ومن ضمنها الوسائل الإلكترونية التي أنتجتها التقنية الحديثة.
ويوصي الباحث بالاعتناء بجانب تدارس القرآن الكريم، لا سيما على مستوى الجامعات والمدارس وحلقات التحفيظ؛ لأنَّ هذه الفئات من الناس يعوّل عليها في تطبيق التدارس مع أفراد المجتمع.
وأختم بالحمد لله ذي الفضل والإنعام كما بدأت به، ولا أدّعي الإحاطة والإلمام بكلّ جوانب البحث، لكني بذلت وسعي وجهدي، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قائمة المصادر والمراجع
التبيان في آداب حملة القرآن، تأليف: أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، تحقيق: محمد الحجار، دار ابن حزم، ط3، 1414هـ 1994م.
- التحرير والتنوير، تأليف: محمد الطاهر ابن عاشور، الدار التونسية للنشر - تونس، 1984م.
- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، تأليف: أبي العُلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، دار الكتب العلمية بيروت، ط1، 1418هـ - 1997م.
- تفسير القرآن العظيم، تأليف: أبي الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع - الرياض، ط2، 1420هـ - 1999م.
- تهذيب اللغة، تأليف:أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق: أحمد عبد العليم البردوني، الدار المصرية للتأليف والترجمة - مصر.
- التوضيح لشرح الجامع الصحيح، تأليف: أبي حفص عمر بن علي، الملقب بابن الملقن، دار النوادر - دمشق، ط1، 1429هـ - 2008م.
- جامع العلوم والحكم، تأليف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وإبراهيم باجس، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط7، 1422هـ - 2001م.
- دراسات في علوم القرآن، تأليف: د. فهد بن عبد الرحمن الرومي، دار المتعلم الزلفي، مكتبة التوبة - الرياض، ط8، 1420هـ - 1999م.
- سنن الترمذي، تأليف: أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرين، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- شذا العرف في فنّ الصرف، تأليف: أحمد بن محمد الحملاوي، تحقيق: نصر الله عبد الرحمن نصر الله، مكتبة الرشد - الرياض.
- شرح صحيح مسلم للنووي، تأليف: أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي بيروت، ط2، 1392هـ.
- صحيح البخاري، تأليف: أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: د. محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة بيروت، ط1، 1422هـ.
- صحيح سنن الترمذي، تأليف: أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف الرياض، ط1، 1420هـ - 2000م.
- صحيح مسلم، تأليف: أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- عمدة القاري شرح صحيح البخاري، تأليف: أبي محمد محمود بن أحمد العيني، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
- فيض القدير شرح الجامع الصغير، تأليف: عبد الرؤوف المناوي، المكتبة التجارية الكبرى مصر، ط1، 1356هـ.
- لسان العرب، تأليف: جمال الدين محمد بن مكرم بن علي ابن منظور، دار صادر - بيروت، ط3، 1414هـ.
- مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تأليف: أبي الحسن عبيد الله المباركفوري، الجامعة السلفية - الهند، ط3، 1404هـ - 1984م.
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تأليف: أبي الحسن الملا علي القاري، دار الفكر - بيروت، ط1، 1422هـ - 2002م.
- المعجم الكبير، تأليف: أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: حمدي السلفي، مكتبة ابن تيمية - القاهرة، ط2.
- معجم مقاييس اللغة، تأليف: أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الفكر - بيروت، 1399هـ - 1979م.
- المفاتيح في شرح المصابيح، تأليف: الحسن بن محمود الشيرازي الحنفي، دار النوادر، إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية، ط1، 1433هـ - 2012م.
- النهاية في غريب الحديث والأثر، تأليف: أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير، تحقيق: طاهر أحمد الزاوى ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية بيروت، 1399هـ - 1977م.
- ملتقى أهل التفسير:
vb.tafsir.net/tafsir37034/#.Vr8zELQrLrc
- الشبكة الإسلامية:
articles.islamweb.net/media/print.php?id=141397
[1] سيأتي في ثنايا البحث -بإذن الله- ذكرُ حديث تدارسه -صلى الله عليه وسلم- القرآن مع جبريل ، وكذا حديث الحثّ على تدارس القرآن الكريم.
[2] ينظر: تهذيب اللغة، الأزهري، 12/358 - 360.
[3] ينظر: شذا العرف في فنّ الصرف، الحملاوي، ص34.
[4] ينظر: لسان العرب، ابن منظور، 1/128.
[5] دراسات في علوم القرآن، فهد الرومي، ص21.
[6] ينظر: مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، أبو الحسن المباركفوري، 1/308.
[7] ينظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي، 5/408.
[8] ينظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، الملا علي القاري، 1/287؛ وتحفة الأحوذي، صفي الرحمن المباركفوري، 8/216.
[9] ينظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري، العيني، 1/75.
[10] ينظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور، 3/295.
[11] السكينة: الطمأنينة والوقار. ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي، 17/21.
[12] أي: يطوفون بهم ويدورون حولهم. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير، 1/408.
[13] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، 4/2074، رقم [2699].
[14] ينظر: المفاتيح في شرح المصابيح، الشيرازي الحنفي، 1/306؛ ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، الملا علي القاري، 1/287؛ وتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، صفي الرحمن المباركفوري، 8/216؛ ومرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، أبو الحسن المباركفوري، 1/308.
[15] ينظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور، 3/295.
[16] ينظر: جامع العلوم والحكم، ابن رجب، 2/300.
[17] ينظر: المفاتيح في شرح المصابيح، الشيرازي الحنفي، 1/306؛ وفيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي، 5/408.
[18] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: بدء الوحي، باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، 1/8، رقم [6].
[19] ينظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري، العيني، 1/75.
[20] ينظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن، 2/361.
[21] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب: الإمارة، باب: ثبوت الجنة للشهداء، 3/1511، رقم [677].
[22] أخرجه أحمد في مسنده، 38/466، رقم [23482]، والأثر إسناده حسن. ينظر: نفس الجزء والصفحة من طبعة المسند بتحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين.
[23] أخرج هذه الأثر البخاري في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، 4/204، رقم [3627].
[24] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 2/165، رقم [1681].
[25] المصدر السابق، 11/77، رقم [11097].
[26] ينظر: التبيان في آداب حملة القرآن، النووي، ص102.
[27] ورد في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها ...». أخرجه الترمذي في سننه، كتاب: فضائل القرآن، باب: من قرأ حرفًا من كتاب الله ما له من الأجر، 5/175، رقم [2910]، والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني. ينظر: صحيح سنن الترمذي، الألباني، 3/164.
[28] سبق تخريجه.
[29] أخرج ذلك البخاري في صحيحه، وقد سبق ذكر الحديث وتخريجه.
[30] سبق تخريجه.
[31] ينظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور، 4/159.
[32] ينظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، 2/158.
[33] هاتان القاعدتان مأخوذتان من مقال على موقع الشبكة الإسلامية بعنوان: (مدارسة القرآن). ينظر: رابط المقال:
[34] هذه التسمية والوسيلة أفدتها من مقال بعنوان: مشروعي القرآني، لـ: شريف طه يونس، قدم في هذا المشروع خطوات عملية للانتفاع بالقرآن، وتحرير التدبر وتأطيره وتيسيره، وألحق بذلك مجموعة من الملحقات المفيدة في كيفية التطبيق. ينظر: المقال بملتقى أهل التفسير:
[35] أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي سعيد بن المعلى، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن»، ثم ذكر له أنها سورة الفاتحة. كتاب: تفسير القرآن، باب: ما جاء في فاتحة الكتاب، 6/17، رقم [4474].
[36] أفدتُ هذا التطبيق وهذه الآلية في تدارس سورة الفاتحة من د. محمد الربيعة، أثناء حضوري دورة تدريبية تابعة لمركز النبأ العظيم لنشر هدى القرآن.