توصيات الباحثين في المجلات العلمية المحكمة في الدراسات القرآنية
جمع وتصنيف مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية أنموذجًا
من نعم الله -عزَّ وجلّ- على الباحثين في الجانب الأكاديمي وغيرهم وجود المجلات العلمية المحكمة؛ التي أصبحت واجهة للجهة التي تقوم عليها؛ من جامعات، أو معاهد، أو مراكز بحثية؛ حيث أسْدَت للباحثين خدمة جليلة، وذلك بسدِّ الحاجة القائمة لديهم لنشر بحوثهم، والتي يكتبونها في الغالب طلبًا للترقية في الدرجات العلمية المختلفة، أو قد تكون الكتابة فيها من غير الباحثين في الجانب الأكاديمي؛ رغبة في نشر العلم، أو بيان إشكال في مسألة كثر الكلام عليها؛ وذلك بدراستها دراسة دقيقة تلمّ بجوانبها بيانًا للحقّ في تلك المسألة.
ومن فضل الله تعالى ونعمته على بعض المجلات وعلى القائمين عليها الإقبال المتزايد على المجلة، وكثرة الأعداد التي صدَرت عنها سيَّما إذا كانت المجلة تخدم تخصصًا بعينه.
وإنّ من المجلات التي خدمت المتخصصين في جانب الدراسات القرآنية: مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية؛ حيث صدر منها حتى كتابة هذا المقال (27) سبعة وعشرون عددًا؛ وقد حوَت تلك الأعداد بحوثًا قيّمة في مجالات متنوعة تخدم القرآن الكريم وعلومه؛ كما حوَت تلك البحوث توصيات صدرت من باحثين جُلّهم ممن أمضى في طريق البحث وقتًا كبيرًا على اختلاف رتبهم الأكاديمية: ما بين أستاذ مساعد، أو أستاذ مشارك، أو أستاذ. كما تأتي تلك التوصيات بعد دراسة منهم لمسائل دقيقة؛ ومن جميل ما يذكر هنا ما ذكره د. عبد الحميد الصاعدي في توصيته المذكورة في ختام تحقيقه لمخطوط (فتح الكبير المتعال بشرح مذهب الإشكال عن بعض كلام ذي الجلال) للبقَري، والمنشور في العدد الخامس عشر من مجلة معهد الإمام الشاطبي، ص354 بقوله: «كما أني أُوصي الباحثين بتتبع الجزئيات الصغيرة للمؤلفين وإخراجها، فقد يوجد فيها ما لا يوجد في المطولات من الكتب؛ لأنها تؤلَّف في جزئية محدّدة، وغالبًا ما تكون هذه الجزئيات من غوامض ودقائق العلوم».
لذا رأيتُ استخراج تلك التوصيات وتصنيفها حسب مجالات الدراسة القرآنية؛ وقد خلصتُ إلى تقسيمها إلى سبعة مجالات؛ المجال الأول: توصيات الباحثين في تفسير القرآن الكريم. والمجال الثاني: توصيات الباحثين في علوم القرآن وأصول التفسير. والمجال الثالث: توصيات الباحثين في أحكام القرآن الكريم. والمجال الرابع: توصيات الباحثين في تدبّر القرآن الكريم. والمجال الخامس: توصيات الباحثين في التفسير اللغوي للقرآن الكريم. والمجال السادس: توصيات الباحثين في القراءات والتجويد. والمجال السابع: توصيات الباحثين في رسم المصحف.
والغرض من ذلك؛ خدمة الباحثين وطلبة الدراسات العليا، ورجاء أن يبحث أو أن يسجل منها ما يصلح لأن يكون موضوعًا في رسالة علمية؛ سيَّما وأن بعض الباحثين نصَّ على ذلك.
ومما يجدر التنبيه عليه أن التوصيات التي سأعرض لها في المقال هي التوصيات التي تخدم الباحثين سواء أكانت توصية في بحث الموضوع في رسالة علمية، أم في مؤلَّف مستقلّ، أم في بحث مستقل، أم في مشروع بحثي، أم في موسوعة علمية، وأعرضتُ عن ذِكر التوصيات العامة التي لا تخدم الباحثين في الكتابة البحثية؛ كالتوصيات التي تنصّ على تفعيل ما يخدم الموضوع في جانب التعليم والتربية وغيرها.
ويمكن إجمال العمل في جمع تلك التوصيات: أني -بعد توفيق الله وإعانته- قمت باستقراء توصيات الباحثين في جميع البحوث في مجلة معهد الإمام الشاطبي من العدد الأول وحتى العدد الأخير -العدد السابع والعشرين- واستخراج تلك التوصيات، وقد بلغ عدد البحوث التي ذكرت تلك التوصيات (35) خمسة وثلاثين بحثًا، وهي ما بين تأليف أو تحقيق؛ وقد يذكر الباحث توصية واحدة في ختام بحثه، وقد يذكر عدّة توصيات، كما أني سألتزم نصّ ما ذكره الباحث عند ذكره للتوصية؛ يضاف إلى ذلك أني سأذكر عنوان البحث مع اسم الباحث متبوعًا بالعدد ورقم الصفحة، ثم مجال البحث الذي كتب فيه، ثم نصّ التوصية. وفيما يأتي بيان ذلك:
أولًا: توصيات الباحثين في تفسير القرآن الكريم:
البحث الأول: عادات عربية في ضوء القرآن الكريم؛ دراسة موضوعية، أ.د. عبد الفتاح خضر، جامعة الملك خالد بأبها. العدد (3)، ص129 (التفسير الموضوعي).
نص التوصية: أوصي بعمل موسوعة للعادات العربية من خلال القرآن الكريم؛ نستفيد منها في حلّ مشكلاتنا الحاضرة على نور من كتاب ربنا.
البحث الثاني: مفهوم الربانية في المصطلح القرآني، د. محمد بـن عبد العزيز الصعب، أستاذ مساعد، جامعة جدة. العدد (27)، ص200، (التفسير الموضوعي).
نص التوصية: أوصي بأن يكون التوصيف الشرعي لسمات العلماء الربانيين، وواجباتهم ومعالم الدَّور الإصلاحي المنشود عن مثلهم محلّ العناية المستفيضة في بحث علمي -أو أبحاث- مما يتناسب مع أهمية هذه الفئة، وضرورة دَورها الذي تفتقر إليه أمة الإسلام في هذا الزمان.
البحث الثالث: الآيات القرآنية التي استشهد بها النبي -صلى الله عليه وسلم- ودلالات استشهاده بها (أحاديث الصحيحين)، عصام بن عبد المحسن الحميدان، أستاذ مساعد، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. العدد (6)، ص76، (التفسير النبوي).
نص التوصية: ويستحسن في الختام أن نصوغ بعض التوصيات والمقترحات، وهي:
1. إنشاء مشروع معضدات التفسير...، والتي هي وجوه التفسير غير المباشرة التي تعضد التفاسير النقلية والعقلية.
2. جمع الاستشهادات النبوية بالآيات القرآنية في كتب السنة في كتاب واحد، مما يحقّق في فوائد عظيمة عدّة، منها: الاستفادة من هذه الاستشهادات في كتب العلوم الشرعية؛ كالتفسير وشروح الحديث والأصول وغيرها، ومنها تبجيل النبي -صلى الله عليه وسلم- وزيادة قدره في نفس المسلم بمعرفة قوّة ودقّة فهمه.
3. فتح مجال جديد للعلوم الشرعية؛ وهو الاستشهادات النبوية بالوقائع والتاريخ وأقوال الأشخاص؛ حيث يستشهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض أحاديثه بغير الآيات القرآنية الكريمة؛ فلو جمعت هذه الاستشهادات ودلالاتها، لوجدنا فيها علمًا غزيرًا وبحوثًا مستفيضة.
البحث الرابع: رواية عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس دراسة موازنة (سورة الإسراء)، د. أمين بن عائش المزيني، أستاذ التفسير، بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. العدد (27)، ص101، (مرويات التفسير).
نص التوصية: أوصي بدراستين حول رواية عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس، وهما:
1. دراسة موازنة لمرويات عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس في القرآن كاملًا لتخرج النتائج أدقّ، وأشمل، وأكثر وضوحًا؛ يتبين من خلالها المصادر الأخرى، التي استقى منها ابن أبي طلحة تفسير ابن عباس.
2. دراسة موازنة ناقدة للمواضع التي انفرد بها عليّ بن أبي طلحة من بين سائر أصحاب ابن عباس.
ثانيًا: توصيات الباحثين في علوم القرآن وأصول التفسير:
البحث الخامس: تفسير أتباع التابعين: أعلامه ومعالمه، د. خالد بن يوسف الواصل، أستاذ مساعد، معهد الإمام الشاطبي بجدة. العدد (13)، ص200، (أصول التفسير).
نص التوصية: ومن التوصيات الجديرة بالذِّكر:
1. جمع تفسير الكلبي الاجتهادي واستخلاص منهجه وأثر ما اشتهر من عقيدته فيه.
2. إعادة دراسة وتحقيق تفسير مقاتل بن سليمان.
3. إعداد دراسة موازنة بين تفسيري مقاتل بن سليمان ويحيى بن سلَّام.
البحث السادس: قاعدة التأسيس أولى من التأكيد، د. خلود بنت شاكر العبدلي، أستاذ مساعد، جامعة الطائف، العدد (25)، ص157، (قواعد الترجيح عند المفسرين).
نص التوصية: توصي الباحثة بتوصيتين:
1. دراسة قاعدة (التأسيس أولى من التأكيد) عند مفسر أو أكثر، في رسالة علمية تجمع تطبيقاتها وتدرسها.
2. إفراد كلّ قاعدة من القواعد الرئيسة من قواعد التفسير والترجيح بدراسة نظرية تطبيقية.
البحث السابع: الاختيارات العلمية لشيخ الإسلام ابن تيمية في الناسخ والمنسوخ من الآيات القرآنية، د. علي بن جريد العنزي، أستاذ مساعد، جامعة الحدود الشمالية. العدد (15)، ص177، (الناسخ والمنسوخ).
نص التوصية: أوصي في هذا البحث بجمع أقوال المحققين من أهل العلم في هذا الباب، كابن قيم الجوزية وابن كثير، وقبلهما ابن عطية، والرازي؛ إِذْ هو باب عظيم من أبواب العلم بكتاب ربنا، ولا تخفى منزلته.
البحث الثامن: شبهات الحداثيين حول أسباب النزول، د. أحمدي الشيخ تيجاني، أستاذ، المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، موريتانيا. العدد (22)، ص206، (أسباب النزول).
نص التوصية: يوصي الباحث بإعداد مؤلَّف في روايات أسباب النزول المردودة، وخاصة المشتهر منها في كتب التفسير؛ وذلك بقصد التنبيه على خطورتها.
ثالثًا: توصيات الباحثين في أحكام القرآن الكريم:
البحث التاسع: المسائل الأصولية المستدل لها بقوله تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، د. عبد العزيز بن محمد العويد، أستاذ مشارك، بجامعة القصيم. العدد (7)، ص194، (أصول الفقه).
نص التوصية: ومن خلال هذا البحث أجد أن من أبرز المفسرين عناية بالأقوال الأصولية: الرازي، وابن عادل، والسيوطي، يليهم القرطبي والسمرقندي، ومن المتأخرين: الألوسي، وصديق حسن خان، والقاسمي، ومحمد رشيد رضا؛ وهذه الكتب التفسيرية تحتاج لعناية الأصوليين لاستخراج دررها الأصولية.
البحث العاشر: انتفاع الأموات بقراءة القرآن، د. منيرة بنت محمد باحمدان، أستاذ مساعد، جامعة الملك عبد العزيز. العدد (20)، ص321 (العقيدة).
نص التوصية: تناولَت الكثير من الدراسات مسألة انتفاع الأموات بسعي الأحياء وغلب على هذه الدراسات الإجمال، مما أدى إلى تداخل الأقوال ودمج الأدلة وبعض الترجيحات؛ ولذا فإني أوصي بما يلي:
1. أن تتم دراسة كلّ عبادة وأدلتها وما ورد فيها من أقوال دراسة مستقلة حول: هل ينتفع الأموات بسعي الأحياء؟ ليزول اللبس وتتضح مسالك العلماء وطرق استنباطهم في هذه المسائل التي يكثر سؤال الناس حولها.
2. أن تتم دراسة المسائل التي لها علاقة بمسألة البحث، ومنها مسألة الاستئجار لقراءة القرآن للأموات، وقراءته على القبر، وقراءته على المحتضر، وقراءة سور وآيات بعدد أو كيفية مخصوصة للميت.
رابعًا: توصيات الباحثين في تدبر القرآن الكريم:
البحث الحادي عشر: السؤال التدبري في القرآن الكريم، أ. ابتهال بن خالد السلامة. العدد (24)، ص201، (تدبر القرآن).
نص التوصية: التوصيات:
1. إيجاد دليل إرشادي لأبرز وأصحّ المؤلفات التي يمكن الرجوع إليها في كلّ مصدر؛ حتى يسهل على الباحث عن إجابات الأسئلة التدبرية الوصول إليها.
2. كتابة تطبيقات للأسئلة التدبرية في سور القرآن؛ لإيجاد نماذج حية يمكن الاحتذاء بها والسير على منهجها.
البحث الثاني عشر: المقاصد القرآنية دراسة منهجية، د. محمد بن عبد الله الربيعة، أستاذ مشارك، جامعة القصيم. العدد (27)، ص254 (مقاصد القرآن).
نص التوصية: التوصيات:
1. توجيه الباحثين في الدراسات العليا للبحث فيه من جهة مناهج المفسرين فيه، ومن جهة مقاصد السور تفصيلًا.
2. أهمية التوجه بدروس التفسير والتدبر إلى الجانب المقاصدي الذي يبرز غايات القرآن وجوانبه العملية.
خامسًا: توصيات الباحثين في التفسير اللغوي للقرآن الكريم:
البحث الثالث عشر: وحدة النسق في السور القرآنية فوائدها وطرق دراستها، رشيد الحمداوي، المغرب. العدد (3)، ص208، (بلاغة القرآن الكريم).
نص التوصية: هذا وإن كان مفهوم وحدة النسق في السورة القرآنية متقبلًا عند أكثر الباحثين، وحاضرًا في كثير من الدراسات القرآنية؛ فإن الاستبصار بالنسق القرآني العامّ الذي يشمل مجموع سور القرآن الكريم ما زال غامضًا يحتاج إلى مزيد من الدرس والبحث، ونرجو من الله تعالى التوفيق لخوض غماره في مستقبل الأيام.
البحث الرابع عشر: أثر الابتداء بحروف المعاني والوقف عليها في بلاغة المعنى القرآني، د. محمد عبد العليم الدسوقي، أستاذ، جامعة الأزهر. العدد (4)، ص182، (بلاغة القرآن الكريم).
نص التوصية: ويبقى القول بأن الأمر يحتاج مزيدًا من الاستقصاء والتعرف على مواطن التعانق وصوره ومقاماته، ومزيدًا من الدراسات الجادة المتعمقة التي تكشف عن أسراره ومواطن إعجازه؛ لنقف مِن ثم على أوجه بيانه وبلاغته، والله نسأل أن يجعلنا أهلًا لتحقيق ذلك أو شيء منه، أو أن يقيض مَن يقوم بهذه المهام الجسام.
البحث الخامس عشر: حمل المتشابه على التفنن: تفسير الآلوسي نموذجًا، د. ياسر بن محمد بابطين، أستاذ مساعد، جامعة الملك عبد العزيز. العدد (18)، ص301، 302، (بلاغة القرآن الكريم).
نص التوصية: وأختم بإيجاز أهم نتائج البحث:
- الحمل على التفنن مسلك سلكه جمهور المفسرين والبلاغيين، وتحاماه بعضهم كالرازي، وتوسع فيه من البلاغيين ابن عاشور. وتتبُّع أقوال البلاغيين فيه وتحريرُ مذاهبهم حقيقٌ بدراسة متأنية مطولة على غرار دراسة الدكتور عبد العظيم المطعني التي رصدت مواقف العلماء من المجاز في نسق تأريخي يتتبع شوارد إشاراتهم إلى المصطلح أو المفهوم.
- جمع الآلوسي في تفسيره كثيرًا من آراء البلاغيين يعزو تارة ويشير أخرى، ويدرج ثالثة، وينثر بين الآراء ترجيحات معللة وغير معللة، ولغة خاصة في العرض والمناقشة، ومعارف موسوعية يجول بينها، وكلّ ذلك حقيق بالدراسة.
البحث السادس عشر: تداخل الإضافات في القرآن الكريم، د. ماجد بن عمر القرني، أستاذ مساعد، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. العدد (17)، ص225، (إعراب القرآن الكريم).
نص التوصية: أوصي بدراسة موضوع تداخل الإضافات في الحديث النبوي والأمثال القديمة والشعر في عصر الاحتجاج؛ حتى نصل إلى رؤية متكاملة لهذا الموضوع.
البحث السابع عشر: التناسق الصوتي في القرآن الكريم: سورة مريم أنموذجًا، د. عبد الرحمن بن رجاء الله السلمي، أستاذ مشارك، جامعة الملك عبد العزيز. العدد (17)، ص347، (علم الأصوات).
نص التوصية: ومع ذلك فإن التناسق الصوتي في القرآن الكريم يحتاج إلى أكثر من دراسة متخصصة تتناول على سبيل المثال:
- بيان أثر صوت معين في إعجاز القرآن الكريم.
- بيان أثر التنغيم أو النبر في إعجاز القرآن الكريم.
- بيان أثر اختلاف الصوت في القراءات على اختلاف المعنى.
- بيان أثر صفات الحروف من تفخيم أو ترقيق أو همس أو جهر في أداء المعنى المراد، وصِلة ذلك بالإعجاز.
البحث الثامن عشر: أثر المعجم العربي في تفسير القرآن الكريم: قراءة في بعض النماذج، د. واسيني بن عبد الله بن بوزيان بن أحمد، الأستاذ المحاضر، جامعة محمد بو ضياف، الجزائر. العدد (26)، ص103، (علم المعاجم).
نص التوصية: بعد هذا البحث وبعد هذه النتائج التي استخلصناها أودّ أن أبرز بعض التوصيات التي من شأنها أن تثري البحث العلمي بصفة عامة والدراسات القرآنية والعربية بصفة خاصّة، منها:
1. الاهتمام بالدراسات المعجمية التي لها علاقة بالقرآن الكريم أو علومه الأخرى؛ كالقراءات القرآنية والتفسير والمناسبات والفقه والأصول والفرائض...
2. الاهتمام بالمعاجم وإخراج كنوزها، وخاصة تلك الكنوز التي لها علاقة بالقرآن الكريم أو الحديث أو غيرهما من علوم اللغة.
3. دراسة علوم القرآن في المعاجم وكتب اللغة والبلاغة، بأن نجعل هذه الأخيرة هي المدونة في البحوث الأكاديمية والرسائل الجامعية، فندرس مثلًا: القراءات القرآنية في المعاجم، التفسير في كتب اللغة القديمة، والقرآن الكريم في كتب البلاغة، وإعراب القرآن الكريم في كتاب الخصائص مثلًا...
سادسًا: توصيات الباحثين في القراءات والتجويد:
البحث التاسع عشر: التوجيهات النحوية لقراءة أبي السمال العدوي (ت160هـ)، د. عبد الله بن عويقل السلمي، أستاذ مشارك، جامعة الملك عبد العزيز بجدة. العدد (2)، ص217، (توجيه القراءات).
نص التوصية: وفي الختام أترك للقارئ الكريم هذا العمل المتواضع الذي يدور حول التوجيهات النحوية لقراءة أبي السمال العدوي؛ أملًا أن يعذرني فيما لحق محاولتي هذه من خلل أو قصور، وأن يستنبط ما فاتني استنباطه من توجيهات أو قراءات لم أهتدِ إليها أو أخذتني غفلة البشر عنها، ملتمسًا لي العذر بأني بذلتُ ما في وسعي للإلمام بقراءته والوقوف على توجيهها؛ أملًا أن أخرج قريبًا بحثًا متممًا لهذا البحث يتناول التوجيهات التصريفية إن لم يسبقني إلى ذلك أحد من الباحثين الذي سيجدون من قراءات أبي السمال مادة علمية تغري بالإقبال عليها، سائلًا التوفيق والسداد.
البحث العشرون: القراءات الشاذة وأثرها في التفسير، د. عبد الله بن حماد القرشي، أستاذ مساعد، بجامعة الطائف. العدد (7)، ص58 (القراءات الشاذة).
نص التوصية: ومن التوصيات:
1. يحسن استقراء التفاسير التي بُنيت على قراءات متواترة وشاذة في جميع القرآن الكريم.
2. كما يحسن استقراء القراءات الشاذة التي أضافت معنًى جديدًا على القراءات المتواترة في جميع القرآن.
3. أوصي كلّ مشتغل بالتفسير العناية بالقراءات الشاذة؛ لما لها من إضافات مفيدة في التفسير.
البحث الحادي والعشرون: حالات الشاطبية مع التيسير، د. عبد الرحيم بن عبد الله الشنقيطي، أستاذ مساعد، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، العدد (9)، ص35، (الموازنة بين كتب القراءات).
نص التوصية: كلّ حالة من الحالات يمكن أن تفرد ببحث مستقل مستوعب لكلّ مواضع الاتفاق والزيادة والنقصان والاختلاف؛ وإنما أردت في هذا البحث بيان الحالات مع التمثيل لها دون الخوض في التفصيل الدقيق والتحليل العميق.
البحث الثاني والعشرون: تنبيهات الإمام أبي عمرو الداني على أوهام القراء في كتابه جامع البيان؛ عرض ودراسة، د. باسم بن حمدي السيد، أستاذ مساعد، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. العدد (16)، ص220، (الاستدراكات في علم القراءات).
نص التوصية: بعد الانتهاء من كتابة هذا البحث أوصي الباحثين بأن:
1. يقوموا بجمع ودراسة كلّ تنبيهات الإمام أبي عمرو الداني في كلّ كتبه (القراءات، والرسم والضبط، وعدّ الآي والتجويد)، ودراسة علل التوهيم عند الإمام الداني.
2. وأن يهتموا بموضوع تنبيهات العلماء على أوهام بعض، ودراستها وتمحيصها؛ لكثرة كتُب القراءات المطبوعة في العصر الحديث التي تحتوي على بعض الأوهام التي قد يتخذها بعض المغرضين مدخلًا لبث شُبَههم وسمومهم.
البحث الثالث والعشرون: وقوف الإمام أبي حاتم السجستاني من خلال كتاب المكتفى للداني، د. إبراهيم بن عبد الله الزهراني، أستاذ مشارك، جامعة أم القرى. العدد (17)، ص119، (علم الوقف والابتداء).
نص التوصية:
1. أوصي بجمع كلّ أقوال أبي حاتم السجستاني في علم الوقف والابتداء، ودراستها وإخراجها في كتاب مستقل؛ فإن ذلك إضافة مهمّة في هذا الفنّ؛ وليس هذا لأقوال أبي حاتم فحسب، بل كلّ عالمٍ له في هذا العلم أقوال منثورة متفرقة في بطون كتب الفنّ.
2. ما زال في كتاب المكتفى وقوف منقولة عن علماء متقدمين فيها فرصة للبحث والدراسة.
البحث الرابع والعشرون: معجم رواة القراء العشرة غير المشهورين، د. أمين بن محمد الشنقيطي، أستاذ مشارك، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. العدد (18)، ص367، (تراجم القراء).
نص التوصية: يوصي الباحثُ الباحثين بمزيد الدراسة والبحث للجانب الإحصائي لأعداد الرواة في هذا المعجم لإعطاء رؤية عن تواتر القراءات القرآنية، ومساهمة الرواة في تعزيزها من خلال رواياتهم وطرقهم، وكذلك القيام بدراسة الجانب الجغرافي لانتشار القراءات، لاتساع البقعة الجغرافية لانتشار القراءات بذلك الحجم الهائل في بقاع وبلدان عديدة ممتدة الأطراف على مختلف الأعصار والبقاع، وكذلك الكتابة عن طرق هؤلاء الرواة وسلسلة أسانيدهم، وجمعها على انفراد في معجم مستقل.
البحث الخامس والعشرون: تأثير الإمام ابن الجزري في مقرئي الغرب الإسلامي، د. أحمد كوري بن يابة السالكي، أستاذ، جامعة العلوم الإسلامية، موريتانيا. العدد (21)، ص123، (تراجم القراء).
نص التوصية: وفي الختام أوصي بتحقيق ونشر أعمال المقرئين المتأخرين في المشرق والمغرب، فأكثرها غير منشور، وأغلبها مجهول لدى العامة، كما أوصي بزيادة الدراسات المقارنة بين المذهبين الكبيرين اللذَين اشتهرا في العالم الإسلامي؛ وهما: المذهب المشرقي، والمذهب المغربي. لاعتماد المتفق عليه بينهما في حال الاتفاق، والترجيح بينهما في حال الاختلاف، ثم الاستعانة بنتائج هذه البحوث في تدريس التجويد والقراءات، والرسم والضبط وطباعة المصاحف وتسجيلها.
البحث السادس والعشرون: معجم أعلام القراء بتركيا د. أمين بن محمد الشنقيطي، أستاذ، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. العدد (22)، ص384، (تراجم القراء).
نص التوصية: يوصي الباحث بمزيد الدراسة لتراجم هؤلاء الأعلام وخاصة المفقودة منها، والعمل كذلك على تتبع أسانيدهم، وإجازاتهم، ومعرفة مدى تواترها واتصالها عبر العصور وفي البلدان.
البحث السابع والعشرون: علل مخالفة القراء أصولهم؛ دراسة تطبيقية مقارنة، د. عبد الله بن حماد القرشي، أستاذ مساعد، بجامعة الطائف. العدد (21)، ص56، (أصول القراءة).
نص التوصية: أوصي الباحثين بدراسة مواطن علل مخالفة القراء أصولهم دراسة استقرائية من أول القرآن إلى آخره؛ إذ لم تلقَ اهتمامًا ودراسة وفيَّة لجميع الموضوع.
البحث الثامن والعشرون: أسس الاختيار من القراءات في كتاب إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه، د. سلطان بن عواض العوفي، أستاذ مساعد، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. العدد (22)، ص145، (الاختيار بين القراءات).
نص التوصية: يوصَى بدراسة تلك الاختيارات التي ذكرها ابن خالويه، ومدى صحتها، في دراسة موسَّعة تتناول كلّ موضع على حدة؛ فبعض تلك المواضع محل نقاش، ويحتاج إلى الحديث عنها وتوضيحها، ونقل أقوال العلماء فيها والترجيح بينها.
البحث التاسع والعشرون: الألفاظ التي ظاهرها التضعيف في طيبة النشر، د. حبيب الله بن صالح السلمي، أستاذ مساعد، جامعة أم القرى. العدد (24)، ص70، (دراسة أسلوب في كتاب من كتب القراءات).
نص التوصية: يوصي الباحث بما يأتي:
1. دراسة منهج ابن الجزري في الأخذ بانفرادات الأئمة في كتاب النشر.
2. دراسة منهج ابن الجزري في التعامل مع ما خرج عن طريق النشر، خصوصًا ما أشار إليه في الطيبة أو كان مذكورًا في الشاطبية والتيسير وليس من طريقيهما.
3. دراسة ما اختلف فيه شراح الطيبة ومحرروها دراسة وافية.
4. دراسة ما ذكر ابن الجزري أن العمل على خلافه؛ خصوصًا ما ذكر الشراح صحة القراءة به.
البحث الثلاثون: القراءات القرآنية في تفسير تأويلات أهل السنة لأبي منصور الماتريدي، د. أسامة عبد الوهاب الحياني، أستاذ مساعد، الجامعة العراقية. العدد (27)، ص49، (القراءات القرآنية في كتاب من كتب التفسير).
نص التوصية:
1. دراسة القراءات القرآنية عند الماتريدي في أطروحة دكتوراه، يتناول فيه الباحث ويستقرئ القراءات جميعها وتوجيهها وتعليلها.
2. إعادة تحقيق تفسير الماتريدي تحقيقًا علميًّا دقيقًا وضبط نصّه وفق قواعد التحقيق العلمي المعروفة؛ لأن النسخة المطبوعة والمتداولة فيها أخطاء وتصحيفات كثيرة ولا سيما في ضبط القراءات الواردة في التفسير.
البحث الحادي والثلاثون: القول الشهير في تحقيق الإدغام الكبير لأبي زيد بن القاضي، دراسة وتحقيق: عبد الرحيم الإسماعيلي، أستاذ التربية الدينية، مؤسسة الإمام الغزالي، المغرب. العدد (25)، ص300، (تجويد - تحقيق).
نص التوصية: بعد الانتهاء من تحقيق هاته الرسالة وتنقيحها، أمكن إفادة الباحثين بما تحصل عندي من نتائج أراها جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار، ومنها: الاهتمام بتراث العلّامة (ابن القاضي) المخطوط والموجود في المكتبات المغربية وغيرها، وأذكر بعض الفتاوى القرائية له، وهي متيسرة للباحثين لمن أراد تحقيقها.
البحث الثاني والثلاثون: تدارس القرآن، د. ناصر بن محمد الصائغ، أستاذ مشارك، جامعة القصيم. العدد (23)، ص74، (أداء القرآن الكريم).
نص التوصية: أرى أن موضوع تدارس القرآن ما زال بحاجة إلى مزيد من الدراسة والبحث.
سابعًا: توصيات الباحثين في رسم المصحف:
البحث الثالث والثلاثون: الترجيح والتعليل لرسم وضبط بعض كلمات التنزيل، أ.د. أحمد خالد شكري، جامعة الإمارات العربية المتحدة. العدد (3)، ص266، (الاختيار والترجيح في الرسم).
نص التوصية: دعوة السادة العلماء المتخصصين في علم رسم المصحف إلى دراسة هذه الترجيحات، والترجيحات المشابهة لباحثين آخرين، وبحث مدى إمكان العمل بها واعتمادها في المصاحف.
البحث الرابع والثلاثون: مناهج الباحثين في تعليل ظواهر رسم آيات القرآن الكريم، د. حسن عبد الجليل العبادلة، أستاذ مشارك، جامعة البلقاء التطبيقية. العدد (17)، ص61، (دراسة ظاهرة في رسم المصحف).
نص التوصية: أوصي طلبة العلم الشرعي والمختصين أن تتضافر جهودهم في جمع ما تفرق من تعليلات للكلمات القرآنية التي غاير رسمهما رسم قواعد الرسم الإملائي؛ لإظهار ما يستقيم من تعليلات وتبيين ما لا يصح منها.
البحث الخامس والثلاثون: مصحف ابن البوّاب: دراسة وصفية تحليلية موازنة، د. إياد بن صالح السامرائي، أستاذ، جامعة سامراء، وزيد بن حاتم السامرائي، الباحث في الديوان السنّي بالعراق. العدد (19)، ص82، (دراسة مصحف دراسة تحليلية).
نص التوصية: هذا الجهد الذي نضعه بين يدي القارئ العربي هو محاولة يسيرة للكشف عن خصائص هذا المصحف الشريف، ومحاولة لرصد طريقة ابن البواب في كتابة هذا المصاحف، وهو يؤرخ لحقبة زمنية من تاريخ كتابة المصحف الشريف، ويحتاج هذا العمل إلى دراسة علمية معمقة مفصلة، عسى الأيام تكون كفيلة بمن ينهض بها.
وفي الختام: فإني أرجو من الله العلي القدير أن أكون وُفِّقت في هذا العمل، وأن يكون باعثًا لي ولغيري على الاستمرارية في تتبع توصيات الباحثين في مجلاتٍ أخرى في مجال التخصص، كما أرجو من القراء الكرام المشاركة الفاعلة حول هذا الموضوع سيَّما من الباحثين الذين لهم توصيات ذكرت في المقال، والإفادة إن كان كتب في التوصية أم لا؟
وأرجو كذلك أن تُفَّعَل هذه الفكرة -وهي استخراج توصيات الباحثين- في الأقسام العلمية الأكاديمية؛ وذلك من خلال مادة مناهج البحث العلمي أو قاعة البحث التي يدرسها الطلاب كمقرر إلزامي في مرحلة الماجستير، وفي بعض الأقسام العلمية تمتد دراسته بشكل آخر في مرحلة الدكتوراه؛ وأستاذ المقرر لزامًا سيعرض لخاتمة البحث كأحد المحتويات الركيزة التي يجب أن تكون في البحث، والخاتمة تكون بذكر أهم النتائج والتوصيات التي توصَّل إليها الباحث؛ فلو قام الأستاذ أو غيره من الأساتذة الذين يقومون بتدريس طلبة الدراسات العليا بتوجيه الطلاب لاستخراج توصيات الباحثين من قالبين رئيسين:
القالب الأول: توصيات الباحثين في الرسائل العلمية التي نوقشت في القسم الذي يدرس فيه الطالب، أو في أيّ قسم مماثل يُدْرَس فيه التخصص نفسه.
القالب الثاني: توصيات الباحثين في المجلة العلمية المحكمة التي تصدر عن الجامعة التي يدرس فيها الطالب، والتي تخدم تخصص الطالب؛ سيَّما وأن بعض أعداد المجلات تجاوز المائة عدد؛ ويكون ذلك بتقسيم الأعداد بين الطلاب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين