ما نزل من القرآن بتبوك
ما نزل من القرآن بتبوك[1]
مدخل: التعريف بتبوك:
تبوك: بفتح التاء المثنّاة من فوق وضم الباء الموحّدة المخففة وفي آخره كاف، وهو اسم لبِرْكَة لبني سعد بن عزْرَة، بها عين ماء ونخل، وكان لها حصن خرب، وإليها انتهى النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوته المنسوبة إليها، كان قد بلغه أنه تجمّع إليها الروم ولخم وجذام فوجدهم قد تفرّقوا ولم يلقَ كيدًا، وأقام بها ثلاثة أيام[2].
سبب تسمية ذلك الموضع بتبوك:
قيل في سبب تسميته بتبوك قولان:
1-أنّ تبوك هو فعول مِن (تَبَكَ)، وهو غير معروف: قال الفراهيدي -رحمه الله-[3]: «تبوك: اسم أرض»[4].وقال الأزهري -رحمه الله-: «قال الليث[5]: تبوك: اسم أرض. قلتُ: إن كانت التاء أصلية في تبوك فهي فعول مِن (تَبَكَ) ولا أعرفه في كلام العرب، وإن كانت التاء تاء الاستقبال فهي مِن باكت تبوك»[6].
2- أنه من البوك، سميت بذلك؛ لأنهم كانوا يبوكون حسيها بالقدح. وقال القرطبي -رحمه الله-: «وإنما قيل لها: غزوة تبوك؛ لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى قومًا من أصحابه يبوكون حسي تبوك، أي: يدخلون فيه القدح ويحركونه ليخرج الماء، فقال: (ما زلتم تبوكونها بوكًا)، فسُمّيت تلك الغزوة غزوة تبوك»[7]، وقال به الزمخشري[8]، والحميري -رحمهما الله-[9].
والظاهر من هذين القولين أنّ (تبوك) اسم الأرض، قبل الغزوة التي وقعت بها، وقيل إنها السبب وراء تسميتها بتبوك، قال ابن حجر -رحمه الله-: «ووقعت تسميتها بذلك في الأحاديث الصحيحة»[10]، ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنكم ستأتون غدًا، إن شاء الله، عين تبوك»[11]. قال الزرقاني -رحمه الله-: «فمقتضاه قِدَم تسميتها بذلك»[12].
موقعها:
قال البكري -رحمه الله-: «وهي من أدنى أرض الشام»[13].
وقال ابن الملقن -رحمه الله-: «وَبَين تبُوك ومدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَربع عشرَة مرحلة»[14].
وقال به ابن حجر[15]، والبكري -رحمهما الله-[16].
حدودها:
قال الحموي -رحمه الله-: «تبوك بين الحِجر وأول الشام على أربع مراحل من الحِجر نحو نصف طريق الشام»[17].
وقال به ابن شمائل[18]، وابن الملقن -رحمهما الله-[19].
ومن خلال هذه النقول يتبيّن لنا ما يأتي:
أنّ تبوك كانت منهلًا من أطراف الشام، وكانت من ديار قضاعة تحت سلطة الروم. وقد أصبحت اليوم مدينة من مدن شمال الحجاز الرئيسة، لها إمارة تُعرف بإمارة تبوك، وهي تبعد عن المدينة شمالًا (778) كيلًا على طريق معبدة تمر بخيبر وتيماء[20].
ما ثبت أنه نزل بتبوك من الآيات:
أولًا: الآيتان الحادية والثانية والأربعون من سورة التوبة:
• الآيات:
قول الربّ -تبارك وتعالى-: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [التوبة: 41- 42].
• ما ورد في نزولهما بتبوك:
عن قتادة -رحمه الله-: ﴿لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ﴾ [التوبة: 42]، قال: «في غزوة تبوك»[21].
• النتيجة:
الراجح نزول الآيات في تبوك لِما يأتي:
1- هو قول أكثر المفسِّرين، فقد قال أكثر أهل العلم بالتفسير بنزولها في غزوة تبوك[22]. كما حكاه السمرقندي[23]، والثعلبي[24]، والسيوطي[25]-رحمهم الله-، وحُكي عليه الإجماع؛ قال الرازي -رحمه الله- في قوله تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾: «اتفقوا على أن هذه الآية نزلت في غزوة تبوك»[26].
2- سياق الآيات يدل على ذلك، فقوله تعالى: ﴿وَسَيَحْلِفُونُ بِاللهِ﴾، أي: لكم إذا رجعتم إليهم[27]. وهذا يدلّ على نزولها في غزوة تبوك قبل رجوع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة. قال الزمخشري: أي: سيحلفون -يعني المتخلّفين- عند رجوعك من غزوة تبوك معتذِرين، يقولون: باللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ، أو سيحلفون بالله يقولون: لو استطعنا، وقوله: لَخَرَجْنا، سَدّ مسَدّ جوابي القسم و(لو) جميعًا، والإخبار بما سوف يكون بعد القفول مِن حَلِفِهم واعتذارهم، وقد كان من جملة المعجزات[28].
وعليه فإنّ الراجح هو نزول الآية بغزوة تبوك. والله أعلم.
ثانيًا: الآية السابعة والأربعون من سورة التوبة:
• الآيات:
قول الربّ -تبارك وتعالى-: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 47].
• ما ورد في نزولها بتبوك:
قال ابن زيد -رحمه الله-: «هؤلاء المنافقون في غزوة تبوك، يسلِّي اللهُ عنه نبيّه -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين، فقال: وما يُحزنكم؟ ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا﴾ يقولون: "قد جُمع لكم، وفُعِل وفُعِل؛ يخذِّلونكم"، ﴿وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ﴾؛ الكفر»[29].
عن السدّي -رحمه الله- قال: «أُنزِل في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين قوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا﴾ [التوبة: 42]، وقوله -تعالى-: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا﴾، وذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا خرَجَ ضَرَبَ عسكره على ثنية الوداع، وضَرَبَ عبد الله بن أُبيّ عسكره على ذي جدة أسفل من ثنية الوداع، ولم يكن بأقلّ العسكرين، فلما سار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخلّف عنه عبد الله بن أُبيّ بمَن تخلّف من المنافقين وأهل الريب، فأنزل الله تعالى يعزّي نبيه: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا﴾»[30].
قال السمعاني -رحمه الله-: «هذه الآية نزلت في شأن المنافقين الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك»[31].
وعليه فإنّ الآية نزلت في تبوك -والله أعلم-.
ثالثًا: الآية الخامسة والستون من سورة التوبة:
• الآيات:
قول الربّ -تبارك وتعالى-: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ [التوبة: 65].
• ما ورد في أنّ مكان نزولها بتبوك:
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «قال رجل في غزوة تبوك في مجلسٍ يومًا: "ما رأيت مثل قرّائنا هؤلاء لا أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنةً، ولا أجبن عند اللقاء"، فقال رجل في المجلس: "كذبت، ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-"، فبلغ ذلك النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ونزل القرآن، قال عبد الله: فأنا رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنكبه الحجارة، وهو يقول: "يا رسول الله، إنما كنّا نخوض ونلعب"، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ﴿أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾»[32].
وعن كعب بن مالك -رضي الله عنه- قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حرّ شديد، وأمَرَ بالغزو إلى تبوك، قال: ونزل نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في جانب، فقال بعضهم لبعض: "واللهِ إنّ أرغبَنَا بطونًا، وأجبَنَنا عند اللقاء، وأضعفَنا؛ لَقُرَّاؤُنا"، فدعَا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عمّارًا، فقال: اذهب إلى هؤلاء الرهط فقل لهم: ما قلتم؟ ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ [التوبة: 65]»[33].
عن زيد بن أسلم -رحمه الله-: أنّ رجلًا من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك: «ما لقُرَّائنا هؤلاء؛ أرغبُنا بطونًا وأكذبُنا ألسنةً، وأجبَنُنا عند اللقاء! فقال له عوف: "كذبت، ولكنك منافق! لأخبرنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم!"، فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجد القرآن قد سبَقه، قال زيد: قال عبد الله بن عمر: فنظرت إليه متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تنكبُهُ الحجارة، يقول: ﴿كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾! فيقول له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾، ما يزيده»[34].
وعن قتادة -رحمه الله- قوله: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ﴾ الآية، قال: «بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسير في غزوته إلى تبوك، وبين يديه ناس من المنافقين، فقالوا: "يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشأم وحصونها! هيهات هيهات!" فأطلعَ اللهُ نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فقال نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم-: (احبسوا عليَّ الرَّكْب!)، فأتاهم، فقال: (قلتم كذا، قلتم كذا). قالوا: "يا نبيّ الله، إنما كنّا نخوض ونلعب"، فأنزل الله -تبارك وتعالى- فيهم ما تسمعون»[35].
وعن عروة -رحمه الله- قال: «ثم إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجهَّزَ غازيًا يريد الشام، فأذّن في الناس بالخروج وأمَرَهُم به في قيظ شديد في ليالي الخريف، فأبطأ عنه ناس كثير وهابوا الروم، فخرج أهل الحسبة وتخلّف المنافقون، وحدَّثوا أنفسهم أنه لا يرجع أبدًا وثـبّطوا عنه مَن أطاعهم، وتخلّف عنه رجال من المسلمين لأمرٍ كان لهم فيه عُذر، فذكر القصة، قال: وأتاه جد بن قيس وهو جالس في المسجد معه نفر، فقال: "يا رسول الله، ائذن لي في القعود؛ فإني ذو ضيعة وعلّة بها عذر". فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تجهَّز فإنك موسر، لعلك تحقب بعض بنات الأصفر). فقال: "يا رسول الله، ائذن لي ولا تفتنّي ببنات الأصفر"؛ فأنزل الله -عز وجل- فيه وفي أصحابه: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ [التوبة: 49]، عشر آيات يتبع بعضها بعضًا، وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون معه، وكان فيمن تخلّف ابن عنمة أو عنمة من بني عمرو بن عوف، فقيل له: "ما خلَّفَك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟" قال: "الخوض واللعب"؛ فأنزل الله -عز وجل- فيه وفيمن تخلَّف من المنافقين: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ [التوبة: 65]، ثلاث آيات متتابعات[36]. كما حكاه الواحدي[37]، والسمعاني[38]، والسيوطي[39]-رحمهم الله-.
• النتيجة:
هذه الأدلة ترجِّح نزول الآية في غزوة تبوك لصحة الأثر المروي عن ابن عمر، ولعدم وجود المعارض أو ما يدلّ على نزولها في مكان آخر؛ وعليه فإنّ الراجح أنّ الآية نزلت بتبوك -والله أعلم-.
رابعًا: الآية الثالثة والثمانون من سورة التوبة:
• الآيات:
قول الربّ -تبارك وتعالى-: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ [التوبة: 83].
• ما ورد في نزول الآية بتبوك:
نزلت هذه الآية بغزوة تبوك كما حكاه البغوي[40]، والنسفي[41]، والشربيني[42]-رحمهم الله-. والقول بنزولها في غزوة تبوك يدلّ عليه تفسير قوله تعالى: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ...﴾، ومعناه كما ذكر أهل التفسير: إن رجعك الله من غزوة تبوك، قال السمرقندي -رحمه الله-: «قوله تعالى: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ﴾ يعني: إن رجَعكَ الله مِن تبوك إلى طائفة من المنافقين الذين تخلّفوا، ﴿فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ﴾ معك إلى غزوة أُخرى، ﴿فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا﴾ إلى الغزو، ويقال: معناه: لن تخرجوا إلّا مطيعين من غير أن تكون لهم شركة في الغنيمة، ﴿إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ أي: بالتخلّف عن غزوة تبوك، ﴿فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ يعني: مع المتخلِّفين الذين تخلَّفوا بغير عذر»[43].
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-: «قوله تعالى: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ﴾، أي: ردّك مِن غزوة تبوك إلى المدينة إِلى طائِفَةٍ من المنافقين الذين تخلَّفوا بغير عذر»[44].
• النتيجة:
الآية نزلت في غزوة تبوك، وذلك لِما يأتي:
1- أن هذا تفسير جمهور أهل العلم للآية، وهو محكيّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما-[45].
2- أن الآية نزلت في غزوة تبوك تبعًا للآيات النازلة في هذه الغزوة -والله أعلم-.
[1] هذه المقالة من كتاب: (الأماكن التي نزل بها القرآن غير مكة والمدينة)، الصادر عن مركز تفسير سنة 1444هـ= 2023م، ص133 وما بعدها. (موقع تفسير).
[2] ينظر: مراصد الاطلاع (1/ 253)، البدر المنير (4/ 540)، عمدة القاري (9/ 65).
[3] هو: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، أبو عبد الرحمن، من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، وهو أستاذ سيبويه النحويّ. مِن كُتُبِه: العين، معاني الحروف، جملة آلات العرب، مات سنة 170هـ. ينظر: وفيات الأعيان (2/ 244- 248)، الأعلام للزركلي (2/ 314).
[4] العين (5/ 342).
[5] هو ليث بن المظفر اللغوي، ذكر عن إسحاق بن راهويه أنه قال: كان الليث بن المظفر رجلًا صالحًا، ومات الخليل قبل أن يفرغ كتاب الليث فأحبّ الليث أن ينفق الكتاب كله باسمه فسمى لسانه الخليل، فإذا رأيت في الكتاب: سألت الخليل أو أخبرني الخليل فهو الخليل بن أحمد نفسه، وَإذا رأيت فيه: قال الخليل فإنما يعني بذلك الليث لسان نفسه. (ينظر: لسان الميزان لأبي غدة 6/ 434).
[6] تهذيب اللغة (10/ 89).
[7] الجامع لأحكام القرآن (8/ 280).
[8] الفائق في غريب الحديث (1/ 132).
[9] الروض المعطار (1/ 130).
[10] فتح الباري (8/ 111).
[11] أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 1784)، رقم: 706.
[12] شرح الزرقاني على الموطأ (1/ 170).
[13] معجم ما استعجم (1/ 303).
[14] البدر المنير (4/ 540).
[15] فتح الباري (8/ 111).
[16] الروض المعطار (1/ 130).
[17] معجم البلدان (2/ 14).
[18] مراصد الاطلاع (1/ 253).
[19] البدر المنير (4/ 540).
[20] معجم المعالم الجغرافية، ص59.
[21] أخرجه الطبري في تفسيره (14/ 272)، رقم: 16761، وابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1804)، رقم: 10064.
[22] ينظر: تفسير السمعاني (2/ 313)، معالم التنزيل (2/ 354)، مدارك التنزيل وحقائق التأويل (1/ 682)، تفسير القرآن العظيم (4/ 158)، تفسير الثعالبي (3/ 183).
[23] ينظر: بحر العلوم (2/ 62).
[24] ينظر: الكشف والبيان (5/ 50).
[25] ينظر: الإتقان (1/ 126).
[26] التفسير الكبير (16 / 55).
[27] ينظر: تفسير القرآن العظيم (4/ 158).
[28] الكشاف (2/ 273).
[29] أخرجه الطبري في تفسيره (14/ 280)، رقم: 16776، وابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1807)، رقم: 10084، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (4/ 212) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن زيد.
[30] ينظر: الكشف والبيان (5/ 51)، أسباب النزول للواحدي، ص247، معالم التنزيل (2/ 355).
[31] تفسير السمعاني (2/ 314).
[32] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1829)، رقم: 10047، وقال مقبل بن هادي الوادعي: الحديث رجاله رجال الصحيح إلا هشام بن سعد فلم يخرج له مسلم إلا في الشواهد كما في الميزان، وأخرجه الطبري من طريقه (10/ 172)، وله شاهد بسند حسن عند ابن أبي حاتم (4/ 64) من حديث كعب بن مالك. ينظر: الصحيح المسند من أسباب النزول، ص108.
[33] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1829)، رقم: 10046.
[34] أخرجه الطبري في تفسيره (14/ 333)، رقم: 16911.
[35] أخرجه الطبري في تفسيره (14/ 334)، رقم: 16914، وعبد الرزاق في مصنفه (2/ 158)، رقم: 1105.
[36] أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 158)، رقم: 1105.
[37] ينظر: الوجيز، ص470.
[38] ينظر: تفسير السمعاني (2/ 323).
[39] ينظر: الإتقان (1/ 77).
[40] ينظر: معالم التنزيل (2/ 375).
[41] ينظر: مدارك التنزيل وحقائق التأويل (1/ 702).
[42] ينظر: السراج المنير (1/ 637).
[43] بحر العلوم (2/ 78).
[44] زاد المسير (2/ 285).
[45] ينظر: تنوير المقباس، ص163، لباب التأويل للخازن (2/ 390)، تفسير أبي السعود (4/ 89)، روح البيان (3/ 474).