توظيف الإسرائيليات في التفسير؛ دراسة تحليلية تأصيلية
يُعَدُّ موضوعُ توظيفِ المرويّات الإسرائيلية في تفسير القرآن الكريم -لا سيما تفسير السلف- من الموضوعات المهمّة والمثيرة للجدل قديمًا وحديثًا، هذا الكتاب محاولة جادّة لمعالجة هذه المسألة وتحرير القول فيها من خلال دراسة أهمية هذا التوظيف في التفسير، ومناقشة منطلقات فهمه، وبيان الصحيح في ذلك.
تأتي هذه الدراسة ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، وقد صدرت عام 1443هـ - 2021م، وهي دراسة تقع في مجلد واحد، وعدد صفحاتها (247) صفحة، وقد أعدَّها الباحث: خليل محمود اليماني.
وتتمثّل إشكالية الدراسة في تباين وجهات النظر تجاه توظيف المرويات الإسرائيلية في التفسير، فبينما وظّف السَّلَفُ هذه المرويات بصورة ظاهرة في ميدان التفسير إلا أن هذا التوظيف جرى استشكاله ونقده بصورة جذرية من كثير ممن تلاهم، كما توجّهت بعض الآراء إلى تسليط الضوء على جانب من منهج توظيف الإسرائيليات في التفسير وبيان الاتساق التطبيقي له في المجمل دون مناقشة الرأي الناقد لتوظيف الإسرائيليات في التفسير وبيان منطلقاته.
وقد عملت الدراسةُ من خلال جملة أهداف، تمثّلت فيما يأتي:
1- الاهتمام بالفرضية المركزية التي ينتصب حولها الأصل العام للنظر في الموضوع برمَّته، وهي مدى وجود حاجة تفسيرية ملحّة لتوظيف المرويات الإسرائيلية في التفسير من عدمه.
2- تقديم قراءة تحليلية موسَّعة لمقولات المفسِّرين في أحد المواطن التي مثّلت نزاعًا في تفسيرها بين موظِّف للمرويات الإسرائيلية وبين مبتعِد عنها.
3- تقويم الواقع النظري الناقد لتوظيف المرويات الإسرائيلية في التفسير من جهتين؛ الأولى: مناقشة منطلقات الواقع النظري ومرتكزاته من خلال طرح ابن تيمية، والثانية تتعلّق بمناقشة أبرز النتائج الكلية التي قرَّرها الواقع النظري بشأن هذا التوظيف، وهي القول بعدم دخول الإسرائيليات في باب العقائد والأحكام وانحصارها في باب القصص.
4- بيان المنطَلَق الصحيح واللازم لبحث توظيف المرويات الإسرائيلية في التفسير.
اشتملت الدراسة على ثلاثة أقسام تسبقها مقدمة، وتقفوها خاتمة، تضمنت المقدمة بيان إشكالية البحث والأسباب التي دعت المؤلِّف للكتابة في هذا الموضوع.
وتناول القسم الأول: الإسرائيليات في التفسير بين ضرورة التوظيف وإمكان الاستغناء؛ قراءة تحليلية لمقولات المفسِّرين في جواب السامري في سورة طه، من خلال ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: اتجاهات التفسير لجواب السامري لموسى -عليه السلام- عرض وتحليل.
المطلب الثاني: اتجاهات التفسير لجواب السامري لموسى -عليه السلام- مناقشة وتحرير.
المطلب الثالث: الإسرائيليات والتفسير وقفات وتنبيهات
وتناول القسم الثاني: الدرس الناقد لتوظيف الإسرائيليات في التفسير؛ نقد وتقويم، من خلال عنصرين:
الأول: منطلقات دراسة توظيف الإسرائيليات في التفسير لدى التوجّه النقدي (نقد وتقويم)؛ ابن تيمية أنموذجًا.
الثاني: نتائج الطَّرْح الناقد لتوظيف الإسرائيليات في التفسير (نقد وتقويم)؛ القول بانحصار توظيف المرويات الإسرائيلية في القصص وعدم دخولها في العقائد والأحكام أنموذجًا.
وتناول القسم الثالث: منطلقات دراسة توظيف الإسرائيليات في التفسير؛ تحرير وتأصيل، من خلال عنصرين:
الأول: توظيف المرويات الإسرائيلية في التفسير؛ كيفية بناء الناظم المنهجي الكلي لتوسل المقاربة.
الثاني: المنطلق الاستدلالي وأهميته في دراسة توظيف الإسرائيليات في التفسير؛ نظرات تطبيقية.
وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج، أبرزها ما يلي:
1. وجود أهمية ظاهرة لتوظيف المرويات الإسرائيلية في التفسير خلافًا لذلك الأصل العام الذي ينطلق منه الطرح النقدي لتوظيف هذه المرويات في ميدان التفسير وأحكامه المطلقة من أنه كان بلا أي فائدة ولا جدوى تفسيرية.
2. التأصيل الناقد للإسرائيليات يصدر عن منطلقات مشكِلة، ونتائجه التي حاول بها تبرير مسلكه النقدي مصادمة للواقع التطبيقي وغير قادرة على ضبط النظر في التعامل مع المسألة برمّتها.
3. يجب أن يكون منطلق دراسة توظيف المرويات الإسرائيلية حول كيفيات الاستدلال بها على تحصيل المعنى وتقريره.
4. تعدّ المرويات الإسرائيلية إحدى أدوات التفسير شديدة الأهمية التي لعبت دورًا مهمًّا في إثراء ساحة التفسير والدفع به للأمام من جوانب عديدة.
الكتاب متوفر للبيع على متجر تفسير