تقرير اللقاء الـ64 من لقاءات أهل التفسير
حول "تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور: وقفات علمية، ومقترحات بحثية" كان موضوع اللقاء الـ64 من لقاءات أهل التفسير، مستضيفًا فضيلة الدكتور/ محسن بن حامد المطيري، وهذا تقرير موجز عن اللقاء.
أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 24 ربيع الأول 1442هـ اللقاء الـ64 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: "تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور؛ وقفات علمية ومقترحات بحثية" مع فضيلة الدكتور/ محسن بن حامد المطيري، وذلك عبر البث المباشر على قناة اليوتيوب الخاصة بمركز تفسير، وعدد من منصات التواصل الاجتماعي.
افتتح اللقاء أ.د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري بكلمة ترحيبية تلا فيها نبذة من سيرة د. محسن المطيري، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
ثم افتتح د. محسن حديثه بتعريفٍ مختصرٍ بسيرة الإمام ابن عاشور وثناء العلماء عليه، وذكر قصَّة تفسير ابن عاشور، ومتى بدأ كتابته؟ ومتى انتهى منه؟
ثم انتقل إلى الحديث عن معالم منهج ابن عاشور في تفسيره، مع ذكر عددٍ من المقترحات البحثية، وذَكَر أن من أبرز الأمور المنهجية في تفسير ابن عاشور: عنايته بالكتب المؤسِّسة في العلوم؛ مختصرِها ومبسوطِها، وظاهرٌ أنه قد قرأها ودرسها قبل أن يُفسر، بل قد يلجأ إلى المخطوطات إن لم تُسعفه المطبوعات، وذكر أنَّ العجب لا ينقضي من تعدُّد المصادر التي يعتمد عليها أحيانًا إذا حرَّر مسألة من العلوم، أو تفسير آية قرآنية، مع تأصيلٍ ومعرفةٍ واسعة بالعلوم التأصيلية.
ثم ذكر أن من أكثر الفوائد نفعًا من وراء قراءة تفسير ابن عاشور: معرفة أساليب القرآن واللغة العربية، والتي أبرزها ابن عاشور في تفسيره بشكل ظاهر بطريقته البديعة في عرض تفسيره لآيات القرآن، ونبَّه أن هذه الأساليب لا يمكن أن تتشكَّل في ذهن المتخصِّص إلا من خلال التطبيقات وتكرار النظر وطول المعايشة للتفسير، ثم عَرَض د. المطيري بعضَ الأمثلة التطبيقية من تفسير ابن عاشور؛ حتى يكون الجانب النظري مشفوعًا بالجانب التطبيقيّ.
ثم انتقل الحديث بعد ذلك إلى ذكر أهم ما يميز تفسير ابن عاشور، وذكر من ذلك: عنايته الكبيرة بإبراز المقدمات العلمية في كل مسألة تعرض له في تفسيره، والعناية بالمصطلحات العلمية في شتى العلوم، وذكر أيضًا عنايته بالاستنباط والاستدراك، وتميُّزه بحسّه النقدي في شتى العلوم التي يتعرض لها في تفسيره، ثم ذكر د. المطيري أمثلةً تطبيقيةً تجلِّي ما ذكره من مميزات تفسير ابن عاشور.
وقد تخلَّل اللقاءَ العديدُ من الأفكار البحثية، منها ما ذكره د. المطيري من أن الاستنباطات البلاغية من مجالات البحث المهمة في تفسير ابن عاشور، وهي أوسع أبواب الاستنباط فيه، وكذلك هناك العديد من الأمثلة التي وقفَ عليها في بيان أثر علم الصرف في الاستنباط عند ابن عاشور؛ وهي من الموضوعات الجديرة بالبحث، إلى غير ذلك من الأفكار.
وفي نهاية اللقاء تفاعل د. المطيري -مشكورًا- مع بعض أسئلة المتابعين عبر البث المباشر والتي تدور حول موضوع اللقاء.