سلالة المفتاح
مختصر نظم الإتقان في علوم القرآن المسمى (مفتاح التفسير)
تأليف: العلّامة عبد الله بن فودي (ت: 1246هـ/ 1830م) دراسة وتحقيق
ومَشْفُوعًا بتعليقات من (تفسير ضياء التأويل في معاني التنزيل) للنَّاظم، والإتقان للسيوطي
يقدِّم هذا البحث منظومة (سلالة المفتاح)، وهي من تراث أهل إفريقيا في علوم القرآن، وهي منظومة مختصرة تحتوي على أربعمائة وخمسة وسبعين بيتًا (475) اخْتُصِرَتْ من منظومة أخرى هي أصلها؛ وهي منظومة (مفتاح التفسير) التي بلغت أبياتها أكثر من ألْفِ بيت (1000)، وهي من تأليف المفسر العلّامة اللغوي عبد الله بن فودي، الأخ الشقيق للشيخ المجدد القائد عثمان بن فودي الفلاتي، وقد بقيت هذه المنظومة المحققة أكثر من مائتين وثلاثين سنة (230) بعد تأليفها ونظمها لم تتداولها أيدي الباحثين إلا مخطوطة، فجاء هذا التحقيق الآن؛ تحقيقًا لأمل الباحثين الراغبين في البحث عن التراث القرآني بصفة عامة، وتراث الدولة الفودوية العثمانية بصفة خاصة.
ويحوي هذا النص المحقق أكثر أنواع علوم القرآن التي وردت في (مفتاح التفسير) للمؤلف نفسه، و(الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي، وقد نظم العلّامة عبد الله بن فودي لُباب وفوائد وجواهر هذه الأنواع ما بين طويل وقصير حسب نظره لأهميتها، وحاجة طالب القرآن إليها، وهي أنواع كثيرة بلغ عددها في المنظومة أكثر من خمسين نوعًا (50) في مسائل علوم القرآن المتعلقة بمباحث نزول القرآن ومباحث في سنده وقراءاته وحفّاظه، ومباحث في علم أدائه وتجويده، ومباحث متعلقة بألفاظه؛ كالمشترك والمترادف والمشكل، وموهم الاختلاف من آيات القرآن، ومعرفة الأدوات الواردة في القرآن ومعانيها، ومعرفة قواعد الضمائر في القرآن، ومعرفة ما يُظن ترادفه من ألفاظ القرآن وليس من المترادف، ومباحث متعلقة بالألفاظ من مباحث علم أصول الفقه، وعلم البلاغة: من المعاني والبيان والبديع، ومباحث في آداب المفسر ومأخذ التفسير وشروط المفسر، وغير ذلك من المباحث التي لا يمكن سردها في هذا الملخص كما سيراها قارئ هذه المنظومة النفيسة مفصَّلة في مواضعها.
وقد اعتنى المحقِّق بالنص من خلال نَسْخِه، ومقابلة نُسَخِهِ المخطوطة الثلاث، ونُسَخِ أصله (مفتاح التفسير) المطبوعة، وضَبَطَ أبيات المنظومة بالشَّكْلِ، وتَرجَم للأعلام الواردة فيها، وكذلك خرَّج أحاديثها، وشرح المصطلحات الواردة فيها، وربط بين أبياتها بكلام الإمام السيوطي وابن فودي المنثور في كتابيهما: (الإتقان في علوم القرآن)، وتفسير (ضياء التأويل في معاني التنزيل)؛ إيضاحًا لمعانيها، وبيانًا لمقاصد نَاظِمِها؛ بحيث يسهل فهم الأبيات من غير عناء أو صعوبة، وكذلك اعتنى المحقق بدراسة المخطوط وبيان منهج الناظم فيه، وكذلك ترجم لمؤلِّفه العلّامة عبد الله بن فودي.