المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء السابع عشر

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء السابع عشر (17) من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في مجلة: Journal of qur’anic studies، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- Emotion in the Qur'an: An Overview
 Karen Bauer

العاطفة في القرآن: نظرة عامة[2]
كارين باور

لقد كُتب القليل جدًّا عن المشاعر في الدراسة الأكاديمية الغربية للقرآن. تميل الدراسات التي تعترف بقوّة العاطفة إلى التركيز على العاطفة كردّ فعلٍ على جماليات النصّ. ومع ذلك، فإنّ العاطفة هي جزء أساسي من القرآن، وإنّ تعزيز المشاعر والانفعالات الصحيحة هو جزء من ممارسة التقوى، وتساعد العاطفة على إقناع المؤمنين بالتصرّف كما ينبغي، والكلمات والحوادث العاطفية تضفي الوحدة على هذا النصّ الشامل.

هذه المقالة من أربعة أجزاء؛ تبدأ بمراجعة الأساليب التي اتُّبِعَتْ في دراسات التاريخ والكتاب المقدّس، من أجلِ توضيح طبيعة الانفعالات العاطفية. وتزعم أنّ العواطف عالمية ولكنها تحتوي على عناصر مبنية اجتماعيًّا. أيضًا، يمكن أن تكون السيطرة على العواطف كاشفة مثل التعبير العاطفي.

يصف الجزء الثاني الرسالة العامّة للعواطف في القرآن. يجب أن يزرع البشر تقوى الله في أنفسهم، بينما يمنح الله الرحمة/ الرحمة والحب، أو الغضب والاستياء. يتميز المؤمنون بحساسيتهم العاطفية تجاه كلمة الله، وقدرتهم على تكوين ارتباط عاطفي بالله؛ وبالتالي فإنّ السيطرة العاطفية هي ممارسة تقوية أساسية.

في الجزء الثالث، اقترحَ طريقةً جديدة لتحليل المشاعر في السور القرآنية، وهي تتبع الاستراتيجيات العاطفية. تتضمن هذه الطريقة تحديد الرحلة العاطفية التي يتمّ إجراؤها أو وصفها في مقطع من النصّ. يفحص الجزء الرابع ردّ الفعل الناتج عن استخدام كلمات عاطفية محدّدة في سور مختلفة.

2- Bulghaith al-Darawi and Barthélemy d'Herbelot: Readers of the Qur'an in Seventeenth-Century Tuscany
Pier Mattia Tommasino

بلغيث الدرعاوي وبارتيليمي ديربيلو: قرّاء القرآن في توسكانا القرن السابع عشر
بيير ماتيا توماسينو

هذه الورقة هي تمرين في تاريخ القراءة والإنتاج النصِّي في فلورنسا في القرن السابع عشر. من خلال تحليل مخطوطة متنوعة قصيرة جدًّا ورائعة (BNCF، MS Magliabechi XXXIV.31)، تهدف هذه المقالة إلى فصل العلاقات المعقّدة والمتشابكة بين الاستشراق الأوروبي والتاريخ الفكري الإيطالي والتفسير الإسلامي للقرآن في القرن السابع عشر.

على الرغم من طبيعتها المجزّأة، فإنّ السمات المادية واللغوية والعقائدية لهذه المخطوطة المتنوعة تلقِي ضوءًا جديدًا على دراسة اللغات الشرقية في فلورنسا في القرن السابع عشر، وخاصّة على إقامة بارتليمي ديربيلوت (1625- 1695) في توسكانا بين عام 1666 و1671، وعلماء المسلمين الذين عمل معهم وتعلّم منهم في هذا الوقت.

3- The Earliest Yoruba Translation of the Qur'an: Missionary Engagement with Islam in Yorubaland
Abdul Kabir Hussain Solihu

أقدم ترجمة في يوروبا للقرآن: التبشيرية المسيحية والإسلام في أرض يوروبا
عبد الكبير حسين صليحو

تحلّل هذه الدراسة الترجمة الأولى لمعنى القرآن إلى اليوروبية، وهي لغة يتم التحدّث بها بشكلٍ رئيس في جنوب غرب نيجيريا في غرب إفريقيا. كانت يوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين مسرحًا للانخراط الجادّ بين المسلمين والمبشِّرين المسيحيين؛ حيث لعب انتشار ترجمات النصوص الدينية دورًا رئيسًا في مساحات النقاش في هذه الفترة.

قبل وقت طويل من قبول ترجمة القرآن من قِبل معظم المسلمين في إفريقيا، أخذ المبشِّرون المسيحيون زمام المبادرة في تحويل القرآن إلى اللغات الإفريقية المحلية. أول ترجمة معروفة للقرآن إلى أيّ لغة إفريقية كانت ترجمة القس م. كول إلى اليوروبا، التي نُشرت لأول مرة في عام 1906، وأُعيد نشرها في عام 1924 في لاغوس.

لم يُوَزّع هذا العمل الرائد، الذي كُتب في الأساس لجمهور مسيحي، على نطاق واسع بين الدوائر العلمية في اليوروبا، وبالتالي لم يولِّد خطابًا علميًّا مهمًّا، سواءٌ في ذلك الوقت أو بعده.

هذه الدراسة، تستند أساسًا إلى طبعة 1924 من ترجمة القس كول، ولكنها تأخذ أيضًا في الاعتبار المواد الأخرى التي تتناول المشاركة الإسلامية المسيحية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في أرض يوروبا، وتبحث في الخلفية التاريخية والدوافع والبنية الدلالية للقرآن المترجَم إلى اليوروبا من خلال التبشير المسيحي.

4- The ‘Restored’ Shīʿī muṣḥaf as Divine Guide? The Practice of fāl-i Qurʾān in the Ṣafavid Period
Christiane Gruber

المصحف الشيعي المستعاد كدليل إلهي؟
فأل القرآن في العصر الصفوي
كريستيان جرابر

تجادل هذه الدراسة بأن النموّ الأسي للنصوص الإلهية المنسوبة بشكل مختلف إلى عليّ وجعفر الصادق المدرجة في نهاية المصاحف التي تم إنتاجها خلال الفترة الصفوية =تقدّم دليلًا إضافيًّا على الاهتمام الواسع بالعرافة خلال القرنين العاشر/ السادس عشر، والحادي عشر/ السابع عشر، في إيران.

تشير الرسائل حول «الفأل بالقرآن» إلى أنه كان يُسمح بطلب الإرشاد عن طريق القرآن في هذا الوقت. على مستوى أكثر رمزية، يمكن فهم قراءة القرآن على أنه نوع من استعادة المخطوطة العثمانية «المعيبة» من خلال إعادة تحويلها - إنْ لم يكن من خلال إعادة إدخال آيات يفترض أنها سقطت على أهل البيت، فعندها على الأقل من خلال إضافة التكهنات النهائية المنسوبة إلى أئمة الشيعية يمكن قراءة القرآن كمرشد إلهي.

لذلك تتبع هذه الممارسة الخاصة اتجاهات «التشيع» العامة الموجودة في عدد من الممارسات الثقافية والفنية في العصر الصفوي، والتي يمكن أيضًا تمييزها في مجال كتابة وقراءة القرآن.

 

 

[1]  يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/45

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قسم الترجمات).

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))