بدايات تفسير القرآن

المترجم : زياد فروح
تمثّل بدايات انطلاق التفسير الإسلامي أحد المشاغل البحثية المهمّة في الطرح الاستشراقي، في هذه الورقة يحاول جيليو عرضَ تلك البدايات وبيان أنواع التفسير خلالها واستعراض بعض ملامحه، كما يُقَدّم بعضَ الأُطُر المفاهيمية والنظرية لدراسة بدايات التفسير والتعامل مع النتاج العلمي الخاصّ بها.

  من المساحات المهمّة التي انشغل بها الدرس الاستشراقي منذ بدايته؛ دراسة تاريخ التفسير، وخصوصًا التفسير المبكِّر، وفي ظلِّ وجود تشكيك في تاريخ المدونات الإسلامية التقليدية منذ شاخت وجولدتسيهر، وإلى وانسبرو وريبين، فقد خضعتْ هذه المرحلة المبكّرة للتشكيك أكثر من خضوعها للدراسة المتعمّقة.

ويُعَدّ كلود جيليو واحدًا من أكثر المستشرقين المعاصرين اهتمامًا بالتفسير، وخصوصًا بهذه المرحلة المبكّرة، وقد اعتبر -كما يظهر في هذه المقالة- أنّ الاكتشافات المعاصرة تتطلب إعادة نظر في تاريخ التفسير المبكّر، حيث وفّرت الكثيرُ من المخطوطات التي تم اكتشافها سندًا علميًّا لدراسة هذه المرحلة.

في هذه المقالة يقدّم كلود جيليو بعض الأُطُر النظرية والمفاهيمية في محاولة تأطير وفهم هذه المرحلة المبكِّرة من التفسير، حيث يحاول التفريق بين مرحلة التفسير غير المدوَّن، ومرحلة التفسير المدوَّن، كما يحاول بحث المرحلة التي دخل فيها علم النحو وعلم التاريخ إلى التفسير، حيث يمثّل هذا -وفقًا له- إصقالًا نظريًّا ومنهجيًّا وعلميًّا للتفسير ساعد في تبلوره كحقلٍ علميّ، بالإضافة لكونه يتساءل حول صلة التفسير بالمناشط العِلْمية الأخرى، أو بمعنى أدقّ دور التفسير في البناء الثقافي العامّ للمجتمع المسلم وعلاقته بأبعاد بناء المجتمع الإسلامي لهويته وامتداده في التاريخ، في تقاطع مع أبحاث وانسبرو في كتابه: (الدراسات القرآنية).

كذلك يقوم جيليو في هذه المقالة بنقاش بعض الرؤى الاستشراقية حول التفسير المبكّر ومدى معارضة المسلمين الأوائل له وهي القضية التي أثارها جولدتسيهر وبيركلاند، وهي مسألة تتعلّق بطبيعة التفسير المبكِّر وصِلَته بالعلوم الأخرى.

تطرح هذه المقالةُ بعضَ المفاهيم والأُطر النظرية وتستعرض بعضَ النقاشات الاستشراقية الكلاسيكية والمعاصرة حول التفسير؛ مما يجعل الاطلاع عليها من قِبل الدَّارِس العربي مهمًّا.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))