منهج المتدبر الصغير؛ قراءة نقدية للمنطلقات وعناصر المنهج
محمد سعد بكري
يهدف هذا البحث إلى تقييم أحد المناهج التعليمية المتعلقة بالقرآن الكريم، وهو (منهج المتدبر الصغير) للدكتور/ شريف طه يونس، وذلك من خلال مناقشة المفاهيم التي ارتكز عليها المنهج، وبالأخص مفهومي: الإيمان- الفتيان الحزاورة، ثم مناقشة عناصر المنهج ومقوماته، وذلك بعد تعريف بالمنهج ومؤلِّفه.
القرآن الكريم هو المصدر الأساس في التربية الإسلامية؛ لذا تَعِنُّ الحاجة للتقييم العلمي للمناهج المتعلقة بتعليمه، ومِنْ ثَمَّ هدف البحث الحالي إلى تقييم ما يعرف بمنهج (المتدبر الصغير) للدكتور/ شريف طه يونس، من خلال دراسة تحليلية وصفية، وذلك بالإجابة عن الأسئلة الآتية:
- ما معنى الإيمان الوارد في الأحاديث النبوية التي استدلّ بها مؤلِّف منهج المتدبّر الصغير؟ وإلى أيِّ مدى يتطابق ما توصّل إليه من معنى مع فهم علماء اللغة والحديث الشريف؟
- إلى أيِّ مدى تطالب النصوص الشرعية الأطفال في المرحلة العمرية من 6- 8 سنوات بالتدبر؟
- إلى أيّ مدى تتوافر مقومات المنهج التعليمي وعناصره في منهج المتدبر الصغير؟
- وما مدى مناسبة المنهج تربويًّا للأطفال في المرحلة العمرية من 6- 8 سنوات؟
وتوصل البحث إلى أنه وَفْقًا للمعايير العلمية في علم المناهج، فلا وجود فعليًّا لمنهج تعليمي بِاسْمِ منهج المتدبر الصغير يتضمن تطبيقًا عمليًّا لما ذكره المؤلِّف في نشرته التعريفية مِن تَدَبُّرٍ للقرآن الكريم كاملًا، أو حتى نسبة واحد بالمائة منه، بالإضافة إلى خطأ الأُسس التي استنتجها مؤلف المنهج من الأدلة الشرعية التي عرضها فيما يتعلق بمعنى الإيمان، ومخاطبة الشرع للأطفال في سنِّ السادسة إلى الثامنة بالتدبر.
وأخيرًا عدم تضمن الوصف النظري للمنهج للمكونات الأساسية للمنهج التعليمي؛ إلا في شكل عناصر مفرغة من مضمونها.
ويوصِي البحث الحالي بضرورة تضافر الجهود العلمية من تخصصات مختلفة (التفسير وعلوم القرآن الكريم والتربية) لبناء مناهج تربوية تراعي مقاصد الشرع من التعامل مع القرآن (حفظًا، وفهمًا وتدبرًا، وعملًا).