كتاب (دروس قرآنية للمسيحيين؛ مدخل إلى كتاب المسلمين المقدّس) تأليف القس/ باول شفارتزيناو؛ رؤية نقدية

محمد عطا يوسف

يُعَدُّ كتاب (دروس قرآنية للمسيحيين) للقس/ باول شفارتزيناو من الكتب البارزة التي قدَّمها الباحثون الألمان عن الإسلام، ويهدف هذا البحث إلى طرح مقاربة نقدية للكتاب تبرز ما له وما عليه، وذلك بعد تعريف بالكتاب ومؤلِّفه ومحتواه.

  عدّ بعض المفكرين الألمان كتاب (دروس قرآنية للمسيحيين) مِن أفضلِ ما يُمكن أن يقدّمه باحث ألماني عن الإسلام في ألمانيا، بل صنّف بعضهم مؤلِّفَه القس/ باول شفارتزيناو مع المؤمنين بالإسلام، ولعلّ هذا كان الدافع المباشر للدكتور/ السيد محمد الشاهد لترجمة هذا الكتاب من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية، وكتابة مقدمة مطوَّلة للكتاب، إضافةً إلى ما كتبه المؤلِّف مِن مقدمات لبيان محتواه الذي تَضمَّن سبعة فصول؛ بدأها المؤلِّف بفصل «أمام القرآن»، وختمها بفصل «خاتم الأنبياء».

والكتاب على ما فيه من حقائق علمية تحَدَّثَ بها عالِمٌ مِن أبرز علماء الدين المسيحي البروتستانتي في ألمانيا، فإنّ فيه أيضًا العديد مِن الشبهات، ومن هنا كانت هذه الرؤية النقدية التي حاول الكاتب من خلالها تقويم أبرز ما في الكتاب من قضايا، والردّ على أهم ما قاله مؤلِّفه من شبهات، وذلك من خلال منهجٍ تحليليّ يتناولُ الكتابَ شكلًا ومضمونًا.

وقد أعاد الباحث تقسيم الكتاب من خلال تمهيد وثلاثة مباحث، تناول في التمهيد: التعريف بالكتاب، ومؤلِّفه، ومترجمه، ومحتواه، ونقد ما جاء في مقدمته. وجعل المبحث الأول: عن القرآن الكريم، وتحدّث فيه عن قضيتين مهمّتَيْن، هما: ترتيب القرآن، ومصدره الإلهي، وقد طال الحديث في هذا المبحث؛ لمحاولة تتبّعِ الشبهات التي أثارها (بأول) في كتابه حول هاتين القضيتين.

وفي المبحث الثاني: تناول الباحث فيه بالنقد فصولًا أربعة من فصول الكتاب، وهي: «الرسل، النبي، عيسى، خاتم الأنبياء»؛ وجمع هذه الفصول الأربعة معًا لاتحاد موضوعها.

أمّا المبحث الثالث: فتناول فيه بالنقد فصلين من الكتاب، وهما: «الحجر الأسود، وحكم العالم وخالقه».

ثم الخاتمة التي جعلها عمّا توصّل إليه الباحث من نتائج، وما ينبغي أن يكون عليه الكتاب[1].

 

[1] نُشر هذا البحث سابقًا في مجلة (دار علوم)، عام 1427هـ/ 2006م.

Tafsir Center for Quranic Studies | مركز تفسير للدراسات القرآنية

www.tafsir.net