اختصار المفسِّرين تفسيرهم؛ دراسة تحليلية
أحمد بن فلاح الضبعان
تعد ظاهرة المختصرات التفسيرية من الظواهر التأليفية الشهيرة في مدونة التفسير، وهذا البحث يسلط الضوء على هذا الاختصار في التآليف المختَصرة ويتتبع أغراضه ومسالكه وطبيعة المادة التي تم حذفها، وغير ذلك من القضايا، وهذا من خلال دراسة المختصرات التفسيرية التي قام بها بعض المفسّرين لتفاسيرهم.
تُعَدّ ظاهرة اختصار كتب التفسير إحدى الظواهر البارزة في مدونة التفسير، وهذا البحث ينحو إلى حَصْر المفسّرين الذين اختصروا تفاسيرهم، ومناهجهم في ذلك، وذلك بغرض الإسهام في تاريخ علم التفسير، ومناهج المفسِّرين، وتتبُّع مسار تآليفهم، وتفاوت أغراضهم ومقاصدهم.
وقد اعتنى البحث بدراسة اختصار عشرة مفسِّرين لتفاسيرهم، وهم على الترتيب الزمني: المهدوي، والواحدي، والكواشي، وأبو حيّان الأندلسي، وابن قرقماس، والبقاعي، وعبد الله فودي، وأطفيش، ومحمد رشيد رضا، وابن سعدِي.
وجاءت نتائج البحث كما يأتي: حَذَف المفسِّرون عدّة علوم بقصد التيسير، وأبقَوا على ما لا ينفكُّ معنى الآية إلا به، وجاءت الزيادة أقلّ من المحذوف في المختصرات لمقام الاختصار، ومِن مسالك الاختصار تغيير صورة الكتاب والإبقاء على مضمونه، وجاءت بعض المختصرات أكثر تحريرًا وتحقيقًا من أصولها، وذلك بفضل الدُّربة والتجربة، وجاءت بعض المختصرات مساوية لأصلها، والنادر منها أقلّ من أصلها.