بناء الرُّتَب العِلْمِية للمفسّرين في التفسير؛ الأهمية والآفاق، مع طرح تصوّر تأسيسي للسَّيْر في دراسة الرُّتَب العِلْمِيّة للمفسِّرين
خليل محمود اليماني
يحاجج هذا البحث عن عدم حصول الاشتغال باستكشاف الرُّتَب العِلْمِيّة للمفسِّرين في التفسير لا في القديم ولا في الحديث، وفي ضوء ذلك يعمل على بيان أهمية البحث في هذا الباب وكيفيات تثويره، وكذلك يقدّم تصورًا تطبيقيًّا للوازم السّيْر فيه.
مارَسَ الصناعةَ التفسيرية عددٌ كبيرٌ من المفسِّرِين عبر التاريخ، وفي ضوء وجود هذه الكثرة ممن تصَدَّوا للعمل التفسيري والكتابة في مجال التفسير، فإنّنا نحتاج بلا شَكّ إلى التعرّف على رُتَبِ هؤلاء المفسِّرين في التفسير؛ لما يفيده ذلك في الفهم العلمي لجهود المفسِّرين في التفسير ومعرفة المبرَّزين منهم فيه وأهل الصدارة وأصحاب الاشتغال المؤثّر...إلخ، مما يُعِين على ضبط تصوّرنا لجهود المفسِّرين وإعطاء كلّ ذي حقّ منهم حقّه بحسب جهده العلمي في الممارسة التفسيرية، وغير ذلك من الفوائد.
وقد اعتنتْ بعض الكتابات قديمًا وحديثًا بالترجمة للمفسِّرين والكلام في مناهجهم، إلا أنّ هذه الكتابات لم يبرز فيها بيان الرُّتَب العِلْمية للمفسِّرين في التفسير، ويحاول هذا البحثُ تسليطَ الضوء على فكرة دراسة الرُّتَب العِلْمية للمفسِّرين في التفسير وبيان أهميتها وفوائدها، وكيفيات تثوير البحث في استكشاف هذه الرُّتَب عمليًّا في واقعنا البحثي ومستلزمات ذلك، كما يقدّم تصوّرًا تطبيقيًّا لضبط لوازم السَّيْر البحثي في رُتَبِ المفسِّرين، حيث يعمل على ضبط خارطة الطبقات العِلْمية للمفسِّرين والموازنة بين هذه الطبقات، وغير ذلك.
وقد انتظم البحث في مقدّمة وتمهيد ومطلبَيْن وخاتمة، فأمّا المقدمة فلبيان إشكالية البحث وأهدافه...إلخ، وأمّا المطلبان فجاءَا كالآتي:
المطلب الأول: دراسة الرُّتَب العِلْمِيّة للمفسِّرين؛ الأهمية والآفاق.
المطلب الثاني: دراسة الرُّتَب العِلْمِيّة للمفسِّرين؛ تصوّر تأسيسي لضبط لوازم السَّيْر.
وأمّا الخاتمة فذكرت أهم نتائج البحث وتوصياته.