جزءٌ فيه ذِكرُ ما أُنزل من القرآن بِمكَّة والمدينة
محمد بن عبد الله السريّع
يقدّم هذا البحث نصًّا يُنشر لأول مرة، وهو رواية جديدة عن التابعي قتادة بن دِعامة في المكي والمدني من القرآن، وفي أبواب أخرى، مع نصَّين مهمَّين لمطر الورَّاق أحد كبار تلاميذ قتادة، وراوي هذه الرواية هو سعيد بن بشير -رحمهم الله جميعًا-.
يقدِّم البحثُ نصًّا مُكتَشفًا لروايةٍ جديدةٍ عن الإمام التابعي المفسِّر الحافظ قتادة بن دِعامة السدوسي في باب المكي والمدني من القرآن الكريم، وفي أبواب أخرى، كفضائل بعض السور، وكتابة بعضها في مصاحف بعض الصحابة -رضي الله عنهم-، وعدم كتابة بعضٍ آخر.
راوي هذه الرواية هو سعيد بن بشير الشامي الدمشقي، وهو صاحب عنايةٍ بالتفسير، وله «تفسيرٌ» مصنَّفٌ معروف، يحتمل أن هذا النصَّ مقتطعٌ منه.
يحوي النصُّ المحقَّق نقولًا اشترك سعيدُ بنُ بشيرٍ فيها مع رواةٍ آخرين عن قتادة، خُرِّجَت رواياتُهم في كتبٍ مختلفة، لكنَّه ينفرد بنقولٍ أخرى عديدةٍ مهمَّة، ومنها نصَّان لأحد تلاميذ قتادة الكبار، وهو مَطَر بن طهمان الورَّاق.
يعتني البحثُ بالنَّصّ من خلال نَسْخِه، ومقابلتِه، وضبطِه، وتخريجِه، مع التقديم له بدراسةٍ تمهيديةٍ تتضمَّن توثيقَ نسبة الرواية إلى سعيد بن بشير، ووصفَ النسخة الخطية المعتمدة.
وخلص البحثُ إلى أهمية الفصولِ البينيَّة والنصوصِ الملحقة في مختلف النُّسَخ الخطية، وإلى إمكان العثور على مصنَّفاتٍ ورواياتٍ جديدة، وإنْ توارت عن الأنظار مُدَدًا متطاولة، وإلى مركزيَّة النظرِ الحديثي والتخريجِ الموسَّع في رفع اشتباه رواة الأحاديث ورواة الكُتب المتناقَلَة بالأسانيد على حدٍّ سواء.