(قرة الأعيان في آداب تلاوة القرآن)، للشيخ عبد القادر بن قارة المستغانمي
نبيل صابري
(قرة الأعيان في آداب تلاوة القرآن)، منظومة قرآنية حديثة الإنشاء، سهلة الأسلوب، نظمها الشيخ عبد القادر المستغانمي أحد علماء القُطْر الجزائري، إلا أنها لم تأخذ حظها ولم يُعتنَ بها. يقدِّمها هذا البحث محقَّقَة، مع دراسة حولها وتعريف بناظمها.
إنّ العناية بالقرآن الكريم من أهم الأولويات في البحث الشرعي؛ فهو أُمّ العلوم ومصدرها الأصيل على اختلاف أساميها، وتعدُّد وظائفها، وتنوُّع مناهجها، حتى العلوم الكونية؛ فالقرآن ينبوعها، وقد جاء حاويًا لكلّ طرف من المنقول والمعقول، جامعًا لأنواع الفنون وأشتات العلوم، دالًّا على معجزة الإحصاء في الكتاب المبين.
وقد اهتم علماؤنا عبر العصور بالقرآن، كلٌّ يخدم الجزء الذي يناسب فراغه ويُـحْسِنه، تدريسًا أو تأليفًا، فوَصَلَنا اليسيرُ، وفقَدْنا الكثيرَ، ومن بين الأعمال التي وصَلَتْنا في مجال الأدب مع القرآن، منظومة (قرة الأعيان في آداب تلاوة القرآن) للشيخ عبد القادر بن قارة المستغانمي الجزائري، وقد ظفر بها الباحثُ أثناء زيارته مدينة وَهْران -غرب الجزائر- في جولة بحثيّة تنقيبيّة عن بقايا المخطوط، فأهداه الشيخُ أحمد شراك نسخةً بخطّ يده من هذه المنظومة.
وتجلَّت أهمية هذه المنظومة في كونها قرآنية، حديثة الإنشاء، سهلة الأسلوب، ميسورة الأداء، نظمها أحد علماء القُطر في نهاية عطائه، إلا أنها سُبِكَت وسط بيئة يسودها الجهل القاتم، ويحكمها الاستدمار الغاشم، فكانت ولادتها ولادة اليتيم المُعْدم، لم تعرف اعتناء، ولم تحظ بكافل.
وقد قام الباحثُ بتحقيق هذه المنظومة، وأتبعها بتحقيق ما وجده آخر النسخة من ملحق لأحد أعيان البلد، ورفقاء الناظم، وهو الشيخ محمد بن تكوك، يحوي ثناء عليه، وتشييدًا بما دوّنه، وقدَّم بين يدي هذا العمل بدراسة حول المنظومة، والتعريف بمؤلفها.