الإسرائيليات في التفسير بين ضرورة التوظيف وإمكان الاستغناء
خليل محمود اليماني
يمثّل حضور المرويات الإسرائيلية في التفسير أحد أبواب الخلاف بين من يرى أهمية توظيفها ومن يرى خلاف ذلك، وهذا البحث يختبِر كِلَا المسلكين من خلال نموذج عملي تطبيقي توارد على تفسيره مَنْ يوظّف هذه المرويات وَمَنْ يبتعد عنها؛ ليتبين أولاهما بالصواب.
للمرويات الإسرائيلية حضورٌ بارز في التفسير خاصّة لدى المفسرين الأوائل، حيث تواردوا على توظيفها واستعمالها في بيان المعاني والكشف عنها، إلا أن هذا التوظيف جُوبِهَ باستشكال من قِبَل بعض العلماء بعدهم، حيث تواردوا على نفي أهميتها في التفسير وبيان عدم حاجته إليها. وهذا الأمر يضعُنا بذلك أمام فرضيتين إحداهما تثبت أهمية هذه المرويات وأن لها دورًا مهمًّا في التفسير، وهو ما يظهره تتابع المفسّرين خاصّة المؤسّسين على اللجوء إليها، والأخرى تنفي ذلك وتردّه.
ويأتي البحث ليدرس كِلَا الفرضيتين من خلال جعلهما إشكالية له، ويحاول بالتالي بيان الموقف من توظيف المرويات الإسرائيلية في التفسير ومدى أهميته وضرورته نفيًا أو إثباتًا.
وقد اعتنى البحث بأن يكون درسه لذلك درسًا عمليًّا تطبيقيًّا لا تجريديًّا نظريًّا، ومن ثَمّ انصب على اختبار كلا الفرضيتين من خلال تحليليه لأحد المواضع القرآنية التي مثّلت مجالًا لتوارد المفسرين من كِلَا الاتجاهين على تفسيره، سواء الموظّف للمرويات الإسرائيلية أو المبتعد عنها، وهو جواب السامري في سورة طه.
وجاء البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة مطالب يقفوها خاتمة، فأما المقدمة فبيّن فيها إشكالية البحث وهدفه ومحدداته، وأما التمهيد فبيّن فيه سبب اختيار النموذج قيد العمل وآلية السّير فيه، وأما المطالب فكان أحدها للعرض الوصفي لاتجاهي التفسير في الموطن قيد التحليل، وثانيهما للموازنة بين كلا الاتجاهين، والثالث خصصناه ببعض التنبيهات والوقفات في ضوء ما أظهره التحليل، وأما الخاتمة فرصدنا فيها أبرز نتائج البحث.