جدلية القول بإسقاط الجمع العثماني لبعض الأحرف وأثره في حفظ القرآن؛ دراسة تحليلية لرأي الطبري
عمار الخطيب

ممَّا أُورِد على رأي الطبري في الأحرف السبعة أنه يلزم منه الطعنُ على حِفْظ القرآن الكريم، وهذا البحثُ يتناول هذه الاعتراضاتِ ويناقشها، وذلك بعد تحليل رأي الطبري في الأحرف ورؤيته للجمع العثماني وعلاقة ذلك بحفظ القرآن الكريم.
يتناول هذا البحثُ بالعرض والتقويم الاعتراضاتِ على رأي الطبري في الأحرف باعتباره يمثِّل طعنًا في حِفْظ القرآن الكريم. وقد خلص إلى أنَّ الطبريَّ يرى أنَّ حِفْظ القرآن مُتَحَقِّقٌ بصيانة النَّصِّ القرآني ومعانيه من التَّنَاقض والاضطراب، وأنَّ نقلَ بعض الأحرف كافٍ لحِفْظِ القرآن، وأنَّ تَرْكَ حرفٍ لا يلزم منه تركُ شيءٍ من القرآن؛ لأنَّ الأمرَ النَّبَوِيَّ بالقراءةِ على الأحرف السَّبْعَةِ كان مِن قَبِيل الرُّخْصَةِ والتيسير لا مِن قَبِيل الإلزام، وأنَّ الطبريَّ مِن القائلين باشتراط التواتر في ثُبُوتِ القرآن، لكنه لا يشترط تحقّق هذا التواتر في جميع الأحرف السبعة، بل يكفي حصوله في بعضها، وأنَّ الجمعَ العثماني كان اجتهادًا مشروعًا لتوحيد الأمّة على حرفٍ واحدٍ من الأحرفِ السَّبْعَةِ؛ دَفْعًا للشّقاق والنزاع في القراءة.