سنن تلقي القرآن الكريم؛ اللسان والقصد أنموذجًا

لما كان اللسانُ وسيلةَ فهم القرآن الكريم، فقد حاول هذا الكتاب بيان الوجه الذي يكون به اللسان سُنّة في تعيين القصد الإلهي في القرآن، وكيف أنّ العلاقة السّننية بين مكوّنات اللسان جهازًا وإنجازًا تؤثّر أيضًا في تعيين ذلك القصد، سواء من حيث المداخل المنهجية لذلك التعيين أو من حيث أدواته الإجرائية.

  يأتي هذا الكتاب ضمن المؤلَّفات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، وهو من تأليف الدكتورة/ سعاد كوريم، وقد صدر الكتاب عام 1446هـ الموافق 2025م، ويقع في مجلد واحد، في (486) صفحة. 

وذكرت المؤلِّفة أنّ هذا الكتاب ينطلق من دعوى مفادها:

❖ أنّ سائر أشكال التعامل مع القرآن الكريم محكومة ضرورة وحتمًا بثنائية اللسان والقصد باعتبارها مدخلًا أساسًا لفقه الخطاب القرآني.

❖ أنّ مواقف الأعمال التفسيرية من قضايا اللسان جهازًا وإنجازًا تؤثّر ضرورة وحتمًا على منهجها في تعيين القصد القرآني.

 وأما الإشكال الذي يعالجه الكتاب، فقد ذكرت المؤلِّفة أنّ الإنسان حتى ينهض بمهمّته الرئيسة من الخلافة وعمارة الأرض، ويؤسّس ذلك من خلال القرآن الذي هو الرسالة الهادية لأفضل سُبل العمارة والاستخلاف، فلا بد لهذا الإنسان من فقه الخطاب القرآني وإدراك قَصْدِه، وأنه يعترض طريقَ فقهه الخطاب وإدراكه القصد تحدياتٌ تفرضها طبيعة العلاقة بين الخطاب والواقع، إضافة إلى اتساع الهوّة بين طرفي تلك العلاقة نتيجة عوامل أبرزها:

❖ ثبات الخطاب القرآني في مقابل حركية الواقع، وتلاحق النوازل المستجدّة في كافة مناحي الحياة.

❖ إطلاق الكلام الإلهي في مقابل نسبية التعقّل البشري، مما يفضي إلى اتساع رقعة ما لا نعرف قَصْد الله فيه.

ومن هاهنا يثور التساؤل عن مدى إمكان تحديد القصد القرآني، وعمّا إذا كان نزول القرآن بلسان يتقنه المتلقِّي يقتضي حتمية ذلك التحديد، لا سيما والرؤى تتضارب في ذلك حدّ التعارض. وفي ضوء أنّ القرآن يتضمّن بناءً نسقيًّا متكاملًا يقدّم حلًّا جذريًّا لهذا الإشكال، ويمكّن من اتخاذِ موقفٍ منهجيّ منضبطٍ من الرؤى المختلفة حول علاقة اللسان العربي بالقصد الإلهي، وأن الله تعالى جعل سننًا لفهم القرآن، وسننًا للانتقال من القرآن إلى العمران، وسننًا لبناء العمران، والامتثال لهذه السنن هو الذي يُفْضِي بالعلوم المعنية بفهم خطاب القرآن لِأَنْ تكون قادرة على إدراك قصد القرآن، وأن اللسان يعدّ من أبرز السّنن الحاكمة على ذلك كلّه، فقد اقتضى ذلك بيان الوجه الذي يكون به اللسان سُنّة في تعيين القصد الإلهي في القرآن، وكيف أن العلاقة السّننية بين مكونات اللسان جهازًا وإنجازًا تُعين أيضًا في تعيين ذلك القصد، سواء من حيث المداخل المنهجية لذلك التعيين أو من حيث أدواته الإجرائية، وهو ما يقوم الكتاب ببحثه ودَرْسِه.

وأمّا عن منهج الدراسة؛ فقد اقتضت طبيعة الموضوع المدروس تنوّع المناهج المعتمدة، ومن جُمْلة تلك المناهج: المنهج التحليلي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الوصفي، والمنهج النقدي التاريخي.

وقد اعتمد الكتاب في التطبيق على مقدّمة ابن خلدون باعتبارها نموذجًا عمليًّا تظهر من خلاله سننية اللسان وأثرها في تعيين القصد القرآني من منظور الفكر الإسلامي، كما اعتمد الكتاب على مجاز القرآن لأبي عبيدة وعلى جُمْلَة من القراءات الجديدة للقرآن بصفتها نماذج تطبيقية تظهر من خلالها سننية العلاقة بين مكونات اللسان وأثرها في تعيين القصد القرآني.

وجاءت الدراسة في مقدّمة، وبابَيْن، وخاتمة.

أما المقدمة فلبيان فكرة الموضوع وإشكاليته، وصعوباته، والمنهج، وخطّة الدراسة.

وأما الباب الأول فجاء بعنوان: دراسة المفاهيم "السنة، اللغة، اللسان، الإنجاز، القصد"، وهو باب خاصّ بالدراسة المفهومية للمفاهيم المفتاحية التي تأسّس عليها البحث، واشتمل على ثلاثة فصول:

الفصل الأول: مفهوم السنة.

المبحث الأول: مشتقّات تحافظ على المساحة الدلالية للأصل الدلالي.

المبحث الثاني: سُنّة الله: دلالاتها وصِلَتها بالأصل الدلالي.

المبحث الثالث: سُنّة البشر: دلالاتها وصِلَتها بالأصل الدلالي.

الفصل الثاني: اضطراب مفهوم اللغة وأولوية مفهوم اللسان.

المبحث الأول: الدلالة المعجمية لـ(اللغة).

المبحث الثاني: الدلالة الاصطلاحية لـ(اللغة).

الفصل الثالث: مفهوم اللسان ومكوناته "الجهاز والإنجاز والقصد".

المبحث الأول: التعريف المعجمي للسان.

المبحث الثاني: التعريف الاصطلاحي للسان ومكوّناته.

وأما الباب الثاني فجاء بعنوان: سنة اللسان بين الجهاز والإنجاز وأثرها في تعيين القصد القرآني: الإطار النظري ونماذجه التطبيقية، وهو باب مخصّص لدراسة الإطار النظري والنماذج التطبيقية، واشتمل على أربعة فصول.

الفصل الأول: سننية اللسان.

المبحث الأول: النطق سُنّة كونية.

المبحث الثاني: اللسان سُنّة تكوينية.

المبحث الثالث: اللسان سُنّة استخلافية.

المبحث الرابع: اللسان سُنّة عمرانية.

المبحث الخامس: اللسان سُنّة تكليفية.

الفصل الثاني: إثبات سننية اللسان العربي وأثرها في تعيين القصد القرآني "من خلال القرآن الكريم".

المبحث الأول: سننية اللسان وأثرها في تعيين القصد القرآني (في كافة الرسالات).

المبحث الثاني: سننية اللسان وأثرها في تعيين القصد القرآني (من خلال البرهنة على جملة قضايا؛ أوّلها أنّ محمدًا رسول الله، وثانيها أنه مرسل إلى قومه ومبعوث فيهم، وثالثها أنه مرسل بلسان قومه، ورابعها أنه مرسل ليبين، وخامسها أنه مرسَل ليخرج الناس من الظلمات إلى النور).

الفصل الثالث: سننية اللسان العربي وأثرها في تعيين القصد القرآني (من خلال الفكر الإسلامي: ابن خلدون أنموذجًا).

المبحث الأول: خصوصية اللسان العربي وأثرها في تعيين القصد القرآني.

المبحث الثاني: علوم اللسان العربي وأثرها في تعيين القصد القرآني.

المبحث الثالث: ملكة اللسان العربي وأثرها في تعيين القصد القرآني.

الفصل الرابع: سننية العلاقة بين مكونات اللسان وأثرها في تعيين القصد القرآني.

المبحث الأول: إثبات سننية العلاقة بين مكوّنات اللسان.

المبحث الثاني: سننية العلاقة بين مكونات اللسان وأثرها في تعيين القصد القرآني: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة أنموذجًا.

المبحث الثالث: سننية العلاقة بين مكونات اللسان وأثرها في تعيين القصد القرآني: القراءة الجديدة للقرآن الكريم أنموذجًا.

وأما الخاتمة فعرضت لأبرز نتائج البحث وتوصياته.

وذيّل الكتاب بفهرس المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.

Tafsir Center for Quranic Studies | مركز تفسير للدراسات القرآنية

www.tafsir.net