الدراسات البينية القرآنية
يمثّل هذا الكتاب مدخلًا لبيان علاقة الدراسات القرآنية بالتخصصات الأخرى، وإبراز أهمية الدراسات البينية القرآنية، وحقبها التاريخية، ومنهجية بحثها وضوابطه ومقترحاته.
تأتي هذه الدراسة ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، وهي من تأليف: أ. د. عمر بن عبد العزيز الدهيشي، ود. محمد بن حسين الأنصاري، وقد صدر الكتاب عام 1445هـ - 2024م، في مجلد واحد، وعدد صفحاته (200) صفحة.
وقد قصدت الدراسة إلى إبراز أهمية الدراسات البينيّة القرآنية، وبيان مراحل تطوّرها ومنافذها ومنهجية البحث فيها، وذلك بصورة مختصرة، مع استحضار الدراسات والبحوث المتصلة بالموضوع، والتواصل مع المتخصصين في عموم مجالات المعرفة الإنسانية والإدارية والتطبيقية والصحية، وعقد ورش ومناقشات لتقويم الدراسة وتجويدها، مع إضافة ملاحق خادمة للدراسة.
وجاءت الدراسة في مقدّمة، وسبعة مباحث، وخاتمة، وملاحق.
أما المقدمة فكانت في بيان أهمية البحث ومنهجه وأهدافه وخطّته.
المبحث الأول: مفهوم الدراسات البينية، واشتمل على ثلاثة مطالب: معنى (الدراسات) و(البينية) مفردَيْن ومضافَيْن، والمصطلحات المجاورة، ومبادئ وأصول جامعة.
المبحث الثاني: أهمية الدراسات البينية القرآنية، واشتمل على خمسة أمور: الأول: ربط الدراسات القرآنية بالمجتمع والحياة، الثاني: التدقيق والإضافة للدراسات القرآنية (حقول جديدة)، الثالث: تحقيق الامتثال لنداء التدبّر القرآني، الرابع: ردم الفجوة مع التخصّصات الأخرى والفنون المعاصرة، الخامس: نسبية التفاضل والتراتب بين العلوم.
المبحث الثالث: حِقب الدراسات البينية القرآنية، واشتمل على بيان ثلاثة حِقب: الحقبة الأولى: التدوين وتطوّر العلوم الشرعية واللغوية، الحقبة الثانية: الترجمة والعلوم الوافدة، الحقبة الثالثة: النزعة التجريبية والمادية.
المبحث الرابع: الوعي بطبيعة التخصّصات في الدراسات البينية، وفيه بيان ثلاثة مبادئ: المبدأ الأول: التحكيم لمرجعية التخصّص، المبدأ الثاني: مراعاة حال القضية المطروقة في العلم، المبدأ الثالث: الالتزام بحقائق العلم وأغراضه.
المبحث الخامس: منافذ الدراسات البينية القرآنية: وفيه خمسة أمور: اللفظة القرآنية، السورة القرآنية، الموضوع في القرآن، مقاصد القرآن، علوم القرآن.
المبحث السادس: منهجية البحث في الدراسات البينية القرآنية، وفيه أمران؛ الأول: ما يتوقّف فيه على النقل، الثاني: ما لا يتوقف فيه على النقل.
المبحث السابع: ضوابط ومقترحات حول الدراسات البينية القرآنية، واشتمل على ثلاثة أمور: ما يتعلق بالباحث في الدراسات القرآنية مع العلوم الأخرى، ما يتعلّق بالباحث في التخصصات الأخرى مع القرآن وعلومه، مكملات بحثية عامة في الوعي البيني.
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج، أبرزها ما يأتي:
1- الدراسات البينية القرآنية ذات جذور ثابتة وتاريخ ممتد، فهي ليست انعكاسًا لطبيعة هذا العصر أو بدعًا من المناهج والطرق، لكن تزداد أهميتها في هذا العصر خاصة لطغيان المادة وسلطان المدنية وتقارب الأمم والشعوب.
2- الأكمل منهجًا في الدراسات البينية القرآنية أن يتشارك باحثان أو أكثر، أحدهما متخصص في الدراسات القرآنية، والثاني متخصّص في العلم الآخر البيني؛ ليكمل أحدهما الآخر ويصنعَا دراسة متخصّصة كاملة الأركان.
3- منافذ الدراسات البينية القرآنية متعدّدة، وطرق الوصول إليها متنوعة، وهي متماشية مع شمول مصدر تلك العلوم ومبعث الدراسات والفهوم وهو الكتاب العزيز.
4- الدراسات البينية تمنح القدرة على الفحص وسَبْر الأحكام المطلقة على العلوم والأفكار والشخصيات؛ لأنها توسّع المدارك وتفتح مناطق متعدّدة للتقييم والإعذار.
5- الدراسات البينية مظهرٌ من مظاهر الجمال المعرفي والذوق العلمي وتحقيق روح التكامل الذي طبع اللهُ به هذه الحياة.