القراءات الحداثية للقرآن؛ تحليل لسياقات النشأة ونقد لأسس الاشتغال
تهدف هذه الدراسة إلى فهم القراءات الحداثية للقرآن، والوقوف على مفاهيمها المركزية وبنائها المنهجي ورهاناتها المعرفية، والتساؤل في ضوء هذا عن الأفق المعرفي لهذه القراءات، وذلك من خلال دراسة بعض الخطابات الحداثية، والتي جاء اختيارها على أساس إبراز الفعالية للخطاب في تأسيس وتكثيف وتطبيق المفاهيم التي تؤدّي دورًا رئيسًا في بنائه.
تأتي هذه الدراسة ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، وقد صدرتْ عام 1443هـ - 2022م، وهي دراسة تقع في مجلد واحد، وعدد صفحاتها (391) صفحة، وقد أعدَّها الباحث/ طارق حجي.
وتهدف الدراسة بشكلٍ رئيس إلى فهم القراءات الحداثية للقرآن كخطاب ومنعطف ضمن الخطاب الحداثي في علاقته بالقرآن، والوقوف على مفاهيمه المركزية وبنائه المنهجي ورهاناته المعرفية وغير المعرفية المنغرسة في هذا السياق الخطابي والمعرفي الأوسع، وإبراز أثر هذا الانبناء للقراءة الحداثية كخطاب وأداة على طبيعة تناولها القرآن والقضايا المركزية المتعلقة بطبيعته ونمط تلقيه وطبيعة حضوره وتبين الحدود المنهجية والمعرفية لهذا التناول، والتساؤل في ضوء كلّ هذا عن الأفق المعرفي لهذه القراءة.
وقد اقتصرت الدراسة على دراسة بعض الخطابات الحداثية للقرآن، كان اختيارها على أساس إبراز الفعالية للخطاب في تأسيس وتكثيف وتطبيق المفاهيم التي تؤدّي دورًا رئيسًا في بنائه، وعلى بيان دور كلّ خطاب مخصوص في تأسيس واستعادة وإبراز وتكثيف هذه المفاهيم، ولذا قامت الدراسة بدراسة خطاب نصر أبو زيد و(مفهوم التاريخية)، وخطاب عبد المجيد الشرفي و(مفهوم تحديث الإسلام)، وخطاب يوسف الصديق و(مفهوم التحديث الجواني/ المعرفي)، وخطاب فضل الرحمن مالك و(مفهوم التأويل العلمي الموثوق).
اشتملت الدراسة على مقدّمة ومدخل وأربعة موضوعات وخاتمة، تضمنت المقدمة بيان أهمية الدراسة ومنهجها وأهدافها.
واشتمل المدخل على ثلاثة عناصر؛ الأول: مفهوم القراءات الحداثية، الثاني: المحدّدات المنهجية لهذه الدراسة، الثالث: الخطابات المختارة للدراسة وسبب اختيارها.
وجاء الموضوع الأول حول: القراءة الحداثية للقرآن في خطاب نصر حامد أبو زيد، تأسيس مفهوم التاريخية أو رهانات الخطاب ومعضل التاريخ.
وجاء الموضوع الثاني حول: عبد المجيد الشرفي، القرآن وتحديث الإسلام، أو: كيف أصبح إنتاج تأويلية للقرآن هدفًا للتحديث؟
وتناول الموضوع الثالث: يوسف الصديق والقراءة الفلسفية للقرآن، أو تأويلية القرآن والتحديث الجواني.
وجاء الموضوع الرابع والأخير حول: فضل الرحمن مالك، التأسيس العلمي لتأويلية أخلاقية.
وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة مركزية وهي أنّ خطاب القراءات الحداثية للقرآن خطاب مهجوس برهاناته النهضوية ربما أكثر بكثير من رهاناته المعرفية، حيث ورغم الحديث المكرّر من روّاد هذه القراءات عن (القراءة العلمية للنصوص) وعن ضرورة (استحداث منهجيات جديدة) تفتح آفاقًا في فهم النصّ وفهم الظاهرة الدينية في العموم إلا أن الضعف المنهجي لهذا الخطاب شديد الوضوح.